فضيلة الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله الذي لا نظير له في خطابته المتميزة سماها مدرسة محمد
بين عامي 1923 و1996 عاش الرجل العظيم عبد الحميد كشك، خطيبًا لسِنًا فصيحا، ومتحدثًا ظريفًا، ومفكرًا وطنيًّا مشاغبًا، ومحاصرًا مضغوطًا عليه، ونجح في أن يضع نفسه خلال هذه المدة بين أشهر خطباء القرن العشرين في العالم الإسلامي، بعد أن خلف وراءه أكثر من 2000 خطبة مسجلة، ومائة وثمانية كتب! وقد أظهر الشيخ كشك نبوغًا مبكرًا؛ إذ حفظ القرآن وهو دون العاشرة من عمره، ثم التحق بالأزهر ليحصل - لأول مرة في تاريخ الأزهر ـ فيما أظن، وبعد أن أصابه العمى وهو ابن ثلاث عشرة سنة - على معدل 100 % في الشهادة الثانوية الأزهرية، ويكون الأول على الجمهورية، والأول على الكلية طوال سنوات الدراسة. ثم يحصل على إجازة التدريس من كلية أصول الدين بامتياز، ويمثل الأزهر الشريف في عيد العلم عام 1961 م أمام الرئيس عبد الناصر رحمهما الله، وبدأ من وقت مبكر صعود المنابر،والتحدث مع الناس بخطب مميزة لافتة، جعلت منه مدرسةً دعوية خاصة، كان يسميها (مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم) كان هو نجمها الدري، وناطقها الرسمي. إذ لم يستطع أحد بعده أن يجاريه في طلاقته وجرأته ومواقفه التي اعتقل بسببها غير مرة، و...