من أسباب تمسك من أسلم حديثا بالدين أكثر ممن ولد على الإسلام نجد الذين أسلموا حديثا من الغرب أكثر إيمانا، وثباتا، وحبا، وإقبالا
لماذا نجد الذين أسلموا حديثا من الغرب أكثر إيمانا، وثباتا، وحبا، وإقبالا، وتضحية، ودفاعا، وتمسكا، وطاعة، وبعدا عن المعصية من المسلمين الذين ولدوا مسلمين، وعاشوا مع المسلمين؟ وجزاكم الله -عز وجل- خيرا. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فهذا القول ليس على إطلاقه، فإن من المسلمين الأصليين من هم -والحمد لله- متمسكون بعُرَى الدين، ويوجد كذلك ممن يسلمون حديثا من يكونون ضعيفي الديانة، لكن لا ينكر وجود كثير من حديثي الإسلام ممن عندهم غيرة على الدين، وحب للاستقامة، وجد في سلوك سبيلها، ومرجع ذلك -فيما يظهر- هو أنهم ذاقوا ألم الكفر، وعرفوا خطر الشرك بالله تعالى، واطلعوا من أمر الجاهلية وضررها على ما لم يطلع عليه غيرهم.ولشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كلام يؤيد هذا المعنى الذي ذكرناه. قال -رحمه الله تعالى-:وما يظنه بعض الناس أنه من ولد على الإسلام، فلم يكفر قط أفضل ممن كان كافرًا فأسلم؛ ليس بصواب، بل الاعتبار بالعاقبة، وأيهما كان أتقى للّه في عاقبته كان أفضل. فإنه من المعلوم أن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين آمنوا با...