أردوغان لم يتبنى الاصولية وصنع ثورة غيرت وجه تركيا
منذُ عِشرِينَياتِ القرنِ الماضي عَانَتْ تُركيا أزمَةَ هَوِيّة تَشَتّتَ فيِهاَ الإنسانُ بينَ مِيرَاثِ سُبعُمائةِ عامٍ متغلغلاً فِيِ كُلّ تفاَصيلَ حياتهِ،وبينَ نزعةٍ طاغيةٍ لتقليدِ الغَربِ رُغْمَ اختلافِ الجُذورِ،أزْمةٌ أَدخَلتْ البلادَ فِيِ دَوّامَاتٍ مِنَ الصّراعِِ الإجتماعيِّ والسّياسِي والدّينِيّ. إستَمَرّتْ أكثَرَ مِنْ نِصفِ قَرنٍ وَشَهِدتْ البِلادُ عَلىَ إثْرِهَا أرَبعةَ إنقلاَباتٍ عَسكَرِيّةٍ طَاحِنةً كانَتْ تقطعُ الطّريقَ عَلَىَ كُلّ مُحَاوَلةٍ لعِلاجِ أزمَةِ الهويّةْ . إلاّ أنّ تُركياَ كَانَتْ عَلَى مَوْعدٍ مَعَ ثورةً تسحقُ المَاضِيِ وتفتَحُ أبوابَ التّغْيِيرْ. الثّوْرَةُ الأُردُوُغَانِيّة . مِنْ بينِ مُحَاولاتِ البحثِ عَنِ الهُوِيّةْ .. ظهرَ الرّجُلُ الذي سَيَصنَعُ ثَورةَ تَغيّرِ وَجــهَ تُـركِيَا إلىَ الأبَدْ .. ثورةٌ جديدةٌ غيرَ معهودةٍ فِيِ مُجْتَمعاتِناَ.. أَطلَقَ عَـلَيْهَا الثّوْرَةُ الأُردُوُغَانِيّة فِيِ العام 1994 أُنتُخِبَ الشّابُّ"رَجَبْ طَيّبْ أَرْدُوغَانْ" رئيساً لبَلَدي...