المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر ٢٩, ٢٠١٣

صدمة رأس السنة في عام 1971عشقنا الإسكندرية صغارا وكبارا، كانت بمثابة حسناءَ رأيناها فربط بيننا الحب من أول نظرة .كان جمالها لا يقارن بأي مدينة مصرية

صورة
انتقلنا من القرية إلى الإسكندرية في آخر صيف 1970، فعشقنا الإسكندرية صغارا وكبارا، كانت بمثابة حسناءَ رأيناها  فربط بيننا الحب من أول نظرة . كان جمالها لا يقارن بأي مدينة  مصرية، وهي مهوى أفئدة المصريين والعرب؛ بل سكنها الأجانب " الاجريج "بعدما عشقوها، وظلوا فيها رغم أن لهم أملاكا وأراض ومزارع وضياع في بلادهم، وأعني بهم اليونانيين، والإيطاليين، بل والفرنسيين، والإنجليز، ظلوا بمصر ولم يرحلوا مع الراحلين . فما بالك بمن عشقها، وكان يسعد بجمالها ويشعر بشوق إليها لا يُحدّ، كنت آتيها مرّة  في العام أنعم بحسنها ثم أفارقها مُوجع القلب باكيا كما أنشأ أبي الطيب خُلقت ألوفاً  ولو رُددتٌ إلى الصّبا    فارقتُ شيبي موجعَ القلبِ باكياً وتمنيت لو أني أبقي بها  حتى آخر العمر، رأيت كيف الناس من حولنا يغبطوننا ونحن نملك الراديو وما به من خيال واسع ، التلفزيون كان لبعض الناس دون آخرين في القرية، وحين ذهبنا وجدنا أكثر السكندريين يملكون التلفزيون. كنت أرتاد السينما كل أسبوع سبورتنج، وريفيرا، والهمبرا،لأشاهد أفلام فريد شوقي التي كانت تعدّ من أفلام الأكشن...

الراديو والتلفزيون وصناعة الوهم

صورة
جمال عبد الناصر في جولاته  كنا في القرية نملك الراديومنذ أواخر الخمسينات، وكان هذا الكائن العجيب مثار اهتمام الجميع ممن حولنا للتعرف على الأخبار، انتبهت لهذامبكرا في موقفين 5 يونيو 1967 أثناء النكسة، وبكاء الناس حين أقرّعبد الناصر بالهزيمة، وقرر التنحّي، وذكر أنه كلف فؤاد محيي الدين بـ ...، لم يكمل الكلام، ورفض المجتمعون الاستماع لعبد الناصر وخرجوا سراعا حتى الذين لا يملكون قوت يومهم في مظاهرة، تجوب القرية، يقودها   الشاويش"سعيد"  ممسكا بكرباج من بقايا الكرابيج الملكية التي كانت يجلد بها الفلاحين الذين كانوا يطلق عليهم "خرسيس مرسيس" وتعني عمال الأسطبل بنقاط الشرطة، ويحمل    الشاويش"سعيد" صورة عبد الناصر في استفتاء عجيب، فمن لا يقبّل صورة عبد الناصر ينهال عليه بالكرباج.. ونعم الولاء للزعيم .. والمرة الثانية بعد موت عبد الناصر 28سبتمبر 1970حين زحفت الجموع في 1أكتوبر لتشييعه في القاهرة حيث اجتمع  حول الراديو الكثيرون كل يستمع ويتخيل الجنازة ويبكي، والحزن يعتصره أنه لم يشارك بهذا الشرف العظيم .. أدركت حينها كيف يصنع الإعلامُ الوهم، أو النجم، ولم...

أمنية شهيد قبل يوم الرحيل

صورة
الأربعاء 14 أغسطس كان موعده حين داهم بلطجية الداخلية معتصمي رابعة العدويّة والنهضة الذين سعوا لتكون ثورة حقيقية من أجل مصر بعد انقلابات دمويّة، وكان يوماً من أغزر الأيام دماء فتي ّ ة..فقد ارتقى الآلاف إلى رب البرية.. كان يوما للرحمات لأناس وهبوا حياتهم لله سخية ،.. وتذكرت مذبحة أصحاب الأخدود التي تتلى في الكتاب ندية، للمؤمنين عظة في رحمة الله العلية، وفي النار خلود للظالمين جثيا. أمنيّة شهيد رجونا  شهادة لله  فجــاء الوعدُ  يحيينا تُرى  صدّقنا بالقلب لينجز َوعده  فينا وقفنا  بقبلةالأطهار نداعب   شوقَنا حينا ترى من منا  قد صدقَ ليسبق صحبه  الآنا؟ لروضة  خُلدِ نألفها من المحراب  تدعونا وكان  الموت مُنيتنا  ومن أسمى  أمانينا فذا الفردوس  أرّقه  وذا  يغريه سنا العينا وهذاالخلد  مرتعه  وذا بجنان نسرينا *** رأيت عيونَه تهمي  وبالأشواق يدعونا شعُرنا أنه يسبق  إلى العرَصات يُغرينا شهدنا طول سجدته  يحادث  ربه حينا مرددا  لكلمات  تل...