كانت الأساتذة يتحاورن مع الطلاب المشاغبين، منهم من يستمع الطالب باحترام ، وآخرون يغضبون "مَن أنت كي تَستدرك على الإمام الرازي، وأنَّى لكَ أن تُطَاوِلَ أولئك العمالقة !
يحيى جاد ٦ مارس · 1- وإنْ أَنْسَ، لا أَنْسَ ما حدث لي عند مناقشتى للدكتوراه، حين وَجَّهْتُ نقداً يسيراً للإمام الفخر الرازي، فإذا بالشيخ إبراهيم الشهاوي (رئيس قسم الفقه آنذاك) يَنْبَرِي لي بعصبية بالغة قائلاً : "مَن أنت كي تَستدرك على الإمام الرازي، وأنَّى لكَ أن تُطَاوِلَ أولئك العمالقة ؟!" فقلت له : - إنَّ الله سبحانه وتعالى أَنْصَفَ خَلْقَهُ مِن نفسه وقال : "رسلاً مبشرين ومنذرين؛ لئلا يكون للناس على الله حُجةٌ بعد الرسل، وكان الله عزيزاً حكيماً" [النساء 165]، - وأنا طالب علم قد أكتشف للرازي شيئاً فأناقشه فيه، فماذا فى هذا الأمر ؟! فسَكَتَ على مضض ! 2- وقد انتهينا من مرحلة الدكتوراه دون أن نَعْلَمَ أو نتعلم كيف ننتقد أقوالَ مَن سبقنا أو نراجعها ! وكنا لا نجد متنفساً يعطينا الفرصة لإبراز مواهبنا، إلا فى "الفقه المقارن" و"اختبارات التعيين"، ففي إطارهما كنا نمارس (بحذر، وبعد ذِكْرِ جميع الألقاب !) عمليةَ نقدٍ حَذِرَةٍ خَجْلَى، ولذلك توارثنا "آبائيةً علميةً" لا تَعْرِفُ إلا قال الإمام فلان رحمه الله، أو المُصَنِّفُ أو الشارحُ أو ...