العنصرية ضد الملونين والثورة ضد الرموز


روزا باركس: التي أجبرت أمريكا على التخلي عن العنصرية
ADEL ANSARY


روزا باركس.. حين تبدأ الثورة من مقعد حافلة نقل عام
عقب مقتل اثنين من الأمريكيين السود وانتفاضة الشعب الأسود كانت الرموز هي المستهدفة ،بوصفها أنها التي جلبت الشعوب السوداء إلى أمريكا،واستعبدتها،وإن كانت المساواة  بعد إلغاء التمايز العنصري  في أمريكا إلا أن الوضع يتفجر بين حين وآخر كلما اشتعلت بمواقف،ربما تفجرت ثورة "جورج فلويد" 30 مايو 2020 ..ليتذكر الناس أن أمريكا  تفتقر إلى العدالة  والمساواة، الأحداث السابقة كانت  كثيرة ودامية، وقد كتبت  منذ سنوات  مقالا  بعنوان : (قلعة الديمقراطية عنصريّة) كان ذلك 
تمثال "كولومبوس" في برشلونة .. دعوات لتحطيم رمز الإبادة
كان تظاهر آلاف الأمريكيين السود الجمعة 16 نوفمبر 2007 م في واشنطن لمطالبة الحكومة بمزيد من الحزم في مواجهة الجرائم العنصرية، وهذا له دلالته في قلعة الديمقراطية وحاميتها التي تبث دعاياتها ليلا ونهارا الديمقراطية في العالم .
 بل بمختلف الذرائع تقتحم دولا تشعل حرائق لا ينطفئ، ويتركونها ـ إن تركوها ـ وهي خراب أو هو أقرب، كان الدافع الرئيس وراء التظاهرة ارتفاع عدد القتلى من الشبّان السود برصاص الشرطة أو المبالغة في ملاحقتهم
.


ولكن الجديد "جورج فلويد" مايو 2020 الذي مات خنقا تحت ركبة  شرطي أبيض، والجديد كان ثورة الرموز التي ثار عليها المتظاهرون، فقد انتشر في أمريكا الكثير من التماثيل التي كانت ترمز إلى شخصيات كانت وراء من جلب الرق إلى أمريكا، التي كانت تجارته رائجة و"للآن" وهذه الرموز كانت هدفا "للثوار" فأزيلت تماثيل لرموز العبودية في الولايات المتحدة وبريطانيا !

الانطلاقة كانت روزا باركس: المرأة السوداء التي أجبرت أمريكا على التخلي عن قوانينها العنصرية  حين رفضت أن تتخلى عن مقعدها بالقوةـ في حافلة الركاب والحقيقة أن وراء هذه الشجاعة كانت أم روبي لأن زوجها كان معترضًا من منطلق الخوف.
واشتعلت الثورة حين رفضت "روزا باركس"حين طلب سائق الحافلة "جيمس بليك" بالتّخلي عن مقعدها في"القسم الملوّن" إلى راكب أبيض البشرة، بعد امتلاء القسم الخاص بالركّاب من أصحاب البشرة البيضاء.
 لم تكن بارك أول من حارب العنصرية
 ، إلا أنها كانت تلقى اهتماماً كبيراً من قبل العالم بعد اعتقالها بسبب مقاومتها وعصيانها لقوانين الفصل في ألاباما.
أصبحت باركس رمزاً هاماً من رموز حركة الحقوق المدنية، ورمزاً دوليّاً لمقاومة الفصل العنصريّ.
المزيد
- الأمريكية "روزا باركس"من أصول إفريقية عرفت بدورها الرائد في حملة مقاطعة حافلات مدينة مونتغمري العامة في خمسينيات القرن الماضيالأم عندما رفضت التخلي عن مقعدها في حافلة عمومية لشخص أبيض البشرة موقفها شكل بداية حملة احتجاجية أسفرت عن إلغاء قانون الفصل العرقي بالحافلات في ولاية ألاباما الأمريكية
يصادف، الخميس، الذكرى الرابعة عشر لوفاة روزا لويس ماكولي باركس، التي اطلقت صرخة مدوية  ضد العنصرية في العالم لنشطاء حقوق الإنسان في العالم، والأيقونة الدولية لمقاومة الفصل العنصري.
وعرفت "باركس" (1913-2005) بدورها الرائد في حملة مقاطعة حافلات مدينة مونتغمري العامة، عاصمة ولاية ألاباما الأمريكية، عندما رفضت المثول لأوامر أحد السائقين ورفضت التخلي عن مقعدها لشخص من ذوي البشرة البيضاء.
واعتقلت روزا باركس، أو "السيدة الأولى للحقوق المدنية" - كما لقبها الكونغرس الأمريكي- في الأول من ديسمبر/ كانون الأول 1955، على خلفية تصرفها ذاك، إلا أنه تم إطلاق سراحها لاحقا عقب تغريمها بدفع 100 دولار.
وشكل إطلاق حملة مقاطعة الحافلات العامة في مونتغمري، بداية عملية إلغاء التمييز العنصري الذي كان سائدا في ذلك الوقت، لتكون إحدى أهم الأحداث في تاريخ الأمريكيين الأفارقة.
كما صُنف تمردها بأنه أحد معالم المقاومة السوداء ضد التمييز في الولايات المتحدة.
وفي عام 1900، مررت مونتغمري قانونا للفصل بين ركاب الحافلات على أساس عرقي، وبموجبه، يتعين على السود التخلي عن مقعدهم والوقوف عندما تكون الحافلات مزدحمة ولم يجد البيض مكانا.
 381 يوما من المقاطعة
خلال المقاطعة التي استمرت 381 يومًا، رفض الأمريكيون من أصل إفريقي استخدام حافلات المدينة احتجاجا على قانون فصل المقاعد، ونظموا سلسلة احتجاجات وصفت بأنها الأوسع نطاقا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية (1939–1945).
ولم تنته هذه المقاطعة الواسعة إلا بعد إلغاء المحكمة العليا في الولايات المتحدة قانون الفصل العرقي بالحافلات في ولاية ألاباما عام 1956.
 ما بعد المقاطعة
لم تمر السنوات التالية على روزا بسلام، حيث فقدت وظيفتها بعد المقاطعة وتعرضت لتهديدات عدة بالاغتيال، إلا أن ذلك لم يمنعها من السير في طريقها النبيل في الدفاع عن حقوق الملونين، فانتقلت إلى مدينة ديترويت في ولاية ميشيغان، وبدأت في مكافحة العنصرية..
وبفضل كفاحها، حصلت باركس، في عهد الرئيس بيل كلينتون (1993- 2001)، على الوسام الرئاسي للحرية عام 1996، والوسام  لذهبي للكونغرس الأمريكي عام 1999، وهو أعلى تكريم مدني في البلاد.
وأقامت روزا باركس في مدينة ديترويت حتى توفيت في 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2005 عن عمر ناهز 92 عامًا.
استئناف المقاومة
على خطاها، قاوم الأمريكيون السود في سبيل حقوقهم الدستورية عبر القنوات المشروعة، وأقاموا احتجاجات سلمية عديدة خلال سنوات كفاحهم من أجل الحقوق المدنية منذ أواخر الأربعينيات حتى أواخر ستينيات القرن الماضي.
كما ذاع صيت واحد من المبادرين في حملة مقاطعة حافلة مونتغمري، مارتن لوثر كينغ جونيور، الذي قاد حركة الحقوق المدنية الأمريكية منذ عام 1955 حتى اغتياله في 1968.
وحظيت نداءات الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية بدعم واسع النطاق، إلا أن السلطات المحلية وسلطات الولايات تصدت لهم باستخدامها للعنف.
ورغم التقدم الذي أحرزته الحركات الشعبية بشأن الحقوق المدنية في الستينيات، إلا أنها لم تكن مرضية بشكل كاف لبعض الأمريكيين الأفارقة.
ولذلك، شهدت أواخر الستينيات أعمال شغب عنصرية، كما ظهرت المزيد من الفصائل الأمريكية الإفريقية الغاضبة.







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

الكلمات:القدسُ وعكّا نحنُ إلى يافا في غزّةَ نحنُ وقلبِ جِنين الواحدُ منّا يُزهرُ آلافا لن تَذبُل فينا ورقةُ تين ما هان الحقُّ عليكِ ولا خافَ عودتُنا إيمانٌ ويقين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا لا لا لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا لا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي كي تُشرقَ شمسُكِ فوقَ أمانينا وينامَ صغارُكِ مُبتسمين ونراكِ بخيرٍ حين تُنادينا لعمارِ بُيوتٍ وبساتين سنعيدُكِ وطناً رغم مآسينا أحراراً نشدو متّحدين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي#palestine #فلسطين

العالم روبرت غيلهم زعيم اليهود في معهد ألبرت أينشتاين، والمختص في علم الأجنة أعلن إسلامه بمجرد معرفته للحقيقة العلمية ولإعجاز القرآن