الحوثيون خطر يتهدد باب المندب وبلدانه
هل من الممكن أن تشكل اليمن تهديدا لمصر حال
تمكّن الحوثيين من زمام أمورها ؟ سؤال بالغ الأهمية يستحق منّا التأمل طويلا،فالوضع في اليمن بالغ الخطورة،ومن العجب وصول فلول الحوثيين مؤخراً إلى الحدود
السعودية وتضع نقطة تفتيش في مقابل المعبر السعودي، والدول المطلة على ساحل البحرالأحمر شرقيه،وغربيه وسط صمت القبور.
السعودية تعدّ التواجد الحوثي في الجنوب لا يشكل
خطرا كبيراـ في الوقت الحالي على الأقل ـ وإن صرح المسئولون لديها بأنهم يشعرون بالقلق تجاه التحركات الحوثية،ورغم
وجود تصريحات إيرانية مثيرة تجاه السعودية تثير أيضا قلق السعودية ، ولكن بعد إمطار الرياض بالراجمات، ادرك العالم أن ترسانة السعودية المتجددة لا قيمة لها، وأنها كانت فقط مجرد آليات ليست للحرب إلا إذا فعلت من قبل حلف الاطلسي .
ومن قبيل التذكير كان عهدنا أن نسمع الحكم السعودي" ألأ نتدخل في الشؤون
الداخلية للدول ولا نسمح لأحد أن يتدخل في شئوننا الداخلية "كما كان الوضع البائس الجزيرة العربية كل ما كان من آليات فقط للتخويف"يعني يا نحلة لاتقرصيني ولاعايزة منك عسل" كما يذكر
النظام السعودي، نكتشف أن التصريحات تصل إلى مخاوف معادية لكافة الدول المطلةعلى البحرالأحمرحال تواجدت إيران ممثلة في الحوثيين حتى تكون الشيعة حكاما
جددا بالوكالة لإيران.
فاليمن عمق استراتيجي لدويلات البحر الأحمر،وإن لم تكن يديرها نظام حكم يحترم المواثيق الدولية فسيشكل ذلك خطرا على كافة الدول المطلة على البحر الأحمر،ونذكر أن الصومال المنهكة من الممكن إن لم يكن هناك اتفاقات بينية مع تلك الدويلات لأصبحت حجرعثرة للتنمية فيها .
التهديدات المتوقعة |
وبالطبع سيؤدي هذا إلى خطر داهم،حيث لدى
إيران أجندة للتمدد الشيعي،وأفريقيا من المستهدف للمد الشيعي، وخاصة أن التنصير من قبل كنائس الفاتيكان انحسرفي، بعدما قام دعاة خليجيون قبل ثلاثين عاما بوقف هذا المد الذي كان
يستهدف أفريقيا،فمن المتوقع أن تكون
أفريقيا كلها أرضا خصبة لنشر المد الشيعي في هذه المناطق.
إذن الاجتياح الحوثي الشيعي بدأ ولن ينتهي على المدى المنظور،ولا
ندري كيف حدث ذلك في بلد مسلح في قراه وباديته، بل ومدنه، ولدى اليمنيين حميّة
شديدة للدين والأرض، والعرض، والقبلية؛ والتجمع اليمني للإصلاح يمتلك 200 دبابة على الأقل،
و500مدرعة ،و70,000 مقاتل، ونصف مخازن الأسلحة في اليمن، فلماذا لم تحسم الأمور قبل
تخريب البلاد وقتل العباد،رغم أن التهديد بتدمير أهل السنة على يد الشيعة قادم ؟!،
ويطرح هذا التساؤل الحائر
طرحه الدكتور "وصفي أبو زيد" ولنا أن نتحير معه.
ونضع علامات استفهام كثيرة تجاه الموقف
السعودي الذي يحوي أكبر جالية يمنية على أرضه، وكانت اليمن من الدول الأولى
بالرعاية في السعودية، كما لدينا علامات استفهام تجاه مصر، لموقفها السلبي، كأن
الخطر المحدّق بإغلاق باب المندب غير وارد على عقول أصحاب القرار، وغير ذي أثر على ملاحة القناة
التي تشكل دخلا جيدا يسهم في الدخل القومي المصري، وكأن " مسافة السكة
"قاصرة على من يدفع الفاتورة،لاعلى من يحمي مقدراتها المهددة.
وتثور الشكوك المشروعة، هل تدرك اليمن،
والسعودية، والسودان، ومصرواريتريا
وأثيوبيا خطر غلق باب المندب، وتحوّل التجارة التي بين الشرق والغرب إلى الجنوب الأفريقي"رأس
الرجاء الصالح"وهل تنتظر هذه الدول القرار الأمريكي بتحرير اليمن
من"الحوثيين"الذين سيسيطرون حينذاك على الملاحة ويهددون سلامتها
في البحر الأحمر،وربما طلبوا إتاوات للإفراج عن الشحنات التي تحملها الحاويات؟
وهل تدرك هذه الدول مدى الخسائر الاقتصادية من إغلاق "مضيق باب المندب"،ووجود بؤرة صراع في مدخله تهدد
مقدرات دول الجوار بحوض البحر الأحمر ومواطنيها إن اشتعلت القرصنة منطلقة من
اليمن، أم سنتعامل مع هذا الملف كما تعاملنا مع ملف "سد النهضة"
بحالة من الفتور حتى لا تجد الشعوب وسيلة
للاحتفاظ بمقدراتها وحماية مواطنيها.
ولكن يبدو أنّ ذلك الكابوس يعد من قبيل بالونات الاختبار التي تم الاتفاق عليها مسبقاً ـ على ما يبدو ـ أو التسليم بسياسة الأمر الواقع، فلا يهم من يحكم اليمن التعيس بثورته وثواره وإسلامييه، وحوثييه، وشماله وجنوبه ورئيسييه المأجوين السابق واللاحق.
والذي يهمّ السعودية والإمارات والكويت وعُمان
والبحرين فقط "الحرب المقدسة" ضمن التحالف الأمريكي على"التتار
الداعشي القادم"وإيجاد موطئ قدم في حرب تقنع الداخل المتذمرالغاضب على
أباطرة البترول الذين يملكون المنْح والمنع، والشعوب التي أضحت بلا هوية ولا انتماء
إلا للأسر الحاكمة.
حالة ترقب منتظرة ـ على غرار ترقّب الشيعة
لخروج المهدي المنتظرـ لحدوث شيء كبير في "الجزيرة
العربية" بعيدا عن الربيع العربي الذي لم يلق نجاحا ولا صدى.
تعليقات