الراديو والتلفزيون وصناعة الوهم
جمال عبد الناصر في جولاته
|
ونعم الولاء للزعيم ..
والمرة الثانية بعد موت عبد الناصر 28سبتمبر
1970حين زحفت الجموع في 1أكتوبر لتشييعه في القاهرة حيث اجتمع حول الراديو الكثيرون كل يستمع ويتخيل الجنازة
ويبكي، والحزن يعتصره أنه لم يشارك بهذا الشرف العظيم ..
أدركت حينها كيف يصنع الإعلامُ الوهم، أو النجم،
ولم تكن هناك قنوات تلفزيونية مؤثرة، فالمسافة
بين أول إرسال للتلفزيون المصري
بقناتيه البائستين 1960، ومن المؤكد كانت وزارة الإرشاد القومي سابقا الإعلام حاليا كان لها دور كبير في صناعة الزعيم
الديكتاتور سينمائيا ..
فالبث التلفزيوني لم يكن بالانتشار الكبير
الموجود حاليا، والذي بدا يقوى منذ السبعينات، كنت أشهد في القرية سيارة مجهزة
لعرض برامج توعية صحية، وأيضا كانت نفس السيارة تأتي عشرات المرات في العام ليشاهد الريفيون الزعيم الذي يطعمهم، ويسقيهم،
ويشفيهم، وهو الهبة الربانية المصطفاة والذي سيأتي لهم بالنصر، كان السيارة تعرض خطاب الزعيم وهو يخطب في الجماهير ويصفقون
مع الجماهير المصفقة بانفعال كبير، ويردد بعضهم : قول يا جمال يالـّي كلامك حكم
.. ويقول آخر : مش عارف من غيره كنّا حا نعمل إيه بس، فهم يفترضون أنهم شعب من العجزة .
وكذلك كانت تُعرض البرامج الإخبارية بآلات عرض
سينمائي 16ملم ويسخّر لها مخرجون متميزون مثل "يوسف جبرائيل شاهين" الذي توفي
في 27 يوليو
2008، الذي كان وغيره يسجلون تحركات عبد الناصر، وافتتاحاته المتوالية لمشاريع
ستجعل مصر في مصاف الدول الكبرى، وأيضا تحركات أعضاء مجلس قيادة الثورة، وكثير البرامج كان تصور بآلات تصوير32 ملم سكوب ألوان، وخاصة في حقبة الستينات، بالطبع كان
الإبهار مطلوبا لصناعة النجومية الناصرية.
واكتشف البسطاء من الشعب المصري أن الزعيم مات
: لدرجة أن طفلا قال لأمه: بابا جمال مات، مين حا يوكلنا بعده..كانت هذه
"صناعة الوهم" والتحكم في عقلية
الركب ولا أقول الرعاع أو القطيع، لأن هؤلاء المخدوعين هم الذين دفعونا
لنكون أفضل وأقوم .
الشعب يقول لا تتنح |
ومات جمال عبد الناصر |
تعليقات