الصهاينة يهددون: تدمير "الأقصى" بعد الانتخابات القادمة ثمة أحد يساوره شك إزاء المخططات الصهيونية تجاه المسجد الأقصى
كان ثمة أحد يساوره شك إزاء المخططات الصهيونية تجاه المسجد الأقصى،فقد وضع وزير الإسكان الصهيوني أوري أرئيل حداً لهذا الشك. فقد أعلن أرئيل أن الكيان الصهيوني سيقدم على تدشين ما يعرف بـ "الهيكل الثالث" !
في أعقاب اجراء الانتخابات التشريعية القادمة في الكيان الصهيوني. ولكي يضفي مزيداً من الجدية على تصريحه،زعم أرئيل أنه لا يمكنها التسليم بالوضع القائم في المسجد الأقصى،الذي زعم بأنه مقام على "أكثر الأماكن قدسية لإسرائيل". ويستشف من حديث أرئيل،الذي كان يتحدث مساء الأحد الماضي لراديو "كول برماه" الديني،التابع لحركة "شاس" أن نتائج الانتخابات القادمة ستحمل في طياتها تفويضاً جماهيرياً واضحاً لالزام الحكومة بتدشين "الهيكل". ولم يفت أرئيل التذكير بالمزاعم الدينية اليهودية التي تعتبر إعادة بناء الهيكل هو أهم فرائض التوارة،وأنه مقدمة لتحقق "الخلاص" لليهود.
المفارقة ذات الدلالة،أن تصريحات أرئيل جاءت بعد ساعات على إعلان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أنه لن يغير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف. ولا يأخذ أرئيل الانتقادات الصادرة عن النظم الرسمية العربية بشكل جدي. فرداً على الانتقادات التي وجهتها الأردن،وفيما يمثل تحديداً استخفافاً بالانتقادات الأردنية للسياسات الصهيونية في القدس والمسجد الأقصى،"نصح" أرئيل القيادة الأردنية بأن تتذكر عبر ودروس حرب العام 1967.
وألمح إلى أن الكيان الصهيوني بإمكانه أن يكمل ما لم ينجزه في حرب 1967،في رسالة تهديد واضحة للقيادة الأردنية.واستخف أرئيل بالتهديدات التي يطلقها بعض المسؤولين الأردنيين من أن عمان قد تعيد تقييم اتفاقية "وادي عربة".وتأتي تهجمات أرئيل على الأردن،على الرغم من أن السفير الصهيوني في عمان دانييل بيفو قد كشف النقاب مؤخراً عن أن التنسيق الأمني وتبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون الإستراتيجي بين الأردن والكيان الصهيوني تعاظم بشكل كبير في الآونة الأخيرة، رغم السياسات الصهيونية المتبعة ضد المدينة المقدسة والحرم القدسي الشريف.
لكن مما يضاعف من خطورة التصريحات الصادرة على لسان أرئيل،حقيقة أنه يعد أحد قيادات حزب "البيت اليهودي"،الديني،الذي تتوقع استطلاعات الرأي العام أن يصبح ثاني أكبر حزب في البرلمان القادم. ويجاهر رئيس الحزب وزير الاقتصاد نفتالي بنات بأنه سيلتزم أمام الجمهور الصهيوني خلال الحملة الانتخابية بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى. وحسب بنات،فأن تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى يعني: نقل مسؤولية الإشراف عنه من الأوقاف الإسلامية إلى وزارة الأديان الإسرائيلية، وتقاسم مواعيد الصلاة فيه بين اليهود والمسلمين، انتهاءاً بتدشين "الهيكل". من ناحية ثانية كشفت قناة التلفزة الصهيونية الأولى النقاب عن أن قادة حزبي "الليكود" و"اليت اليهودي" يعتزمون التعهد أمام الجمهور الصهيوني عشية الانتخابات القادمة بفك الارتباط بين الأردن والمقدسات الإسلامية في القدس.
وفي تقرير بثته الأحد الماضي، نقلت القناة عن عدد من الوزراء والنواب الذي ينتمون للحزبين قولهم أنهم سيتلزمون أمام الجمهور بسن قوانين في الكنيست تضمن قطع العلاقة بين المقدسات الإسلامية والأردن، وتحديداً في كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى. إن التحول الذي يشهده الكيان الصهيوني في كل ما يتعلق بمستقبل المسجد الأقصى يوجزه حقيقة أن أكثر من 70 نائب من أصل 120 يؤيدون تدشين الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.
من ناحيته توقع مفكر يهودي بارز أن ينفذ الكيان الصهيوني تهديداته بشأن تدمير المسجد الأقصى من أجل السماح ببناء "الهيكل" على أنقاضه.ولم يستبعد روجل ألفير، في مقال نشره موقع صحيفة "هارتس" الأحد الماضي أن تقدم الحكومة الصهيونية التي ستشكل بعد الانتخابات القادمة على اتخاذ هذا القرار على اعتبار أنها يتماشى مع توجهات ورغبة معظم الجمهور الصهيوني.
ونوه ألفير إلى أن الحاخام يهودا غليك،الذي تعرض لمحاولة اغتيال على يد المجاهد الفلسطيني الشهيد معتز حجازي،والذي يطالب ببناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى يمثل الإجماع الصهيوني بشأن الموقف من مستقبل المسجد الأقصى.
وأوضح ألفير أن غليك قال قبل دقائق من تعرضه لمحاولة الاغتيال: "أنني اتعمد ترك هاتفي النقال مفتوحاً، لأنني متأكد أنه سيرن يوماً ليخبرني أحدهم أن الحكومة الإسرائيلية أصدرت تصريحاً بإعادة بناء الهيكل".
وأشار ألفير إلى نتائج الاستطلاع الذي أجراه "المركز الإسرائيلي للديموقراطية" مؤخراً،والذي دلل على أن 80% من اليهود في الكيان الصهيوني يؤمنون بأن اليهود يمثلون "الشعب المختار" وأنه يتوجب تطبيق ما جاء في التوراة من فرائض،وضمنها إعادة بناء الهيكل ،على الرغم من أغلبيتهم من العلمانيين.
وشدد ألفير على أن معطيات الاستطلاع تعكس حدة التطرف الديني،الذي يتسم به اليهود،مشيراً إلى أن 34% من اليهود أكدوا عام 2009 أن اليهودي غير "المتدين" يمثل تهديداً للمشروع الصهيوني،متوقعاً أن تكون النسبة قد زادت بشكل كبير.
المفارقة أن المخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى لا تنحصر في مخططات الحكومة والنخب السياسية الحزبية،بل أن هناك طيق واسع من التجمعات والمؤسسات غير الحزبية التي تأخذ على عاتقها القيام بمهمة تدشين الهيكل. فعلى الأقل هناك سبع تنظيمات دينية يهودية تأخذ على نفسها علنا مهمة الإعداد لإقامة الهيكل على انقاض الأقصى.
وينشغل حالياًعشرات الحاخامات اليهود يهتمون حالية بـمهمة "التأصيل الفقهي" الذي يوجب على اليهود تدمير المسجد الأقصى لإقامة الهيكل على انفاضه. وعلى رأس المؤسسات التي تعنى بالعمل على التمهيد لتدمير المسجد الأقصى ما يعرف بـ "معهد الهيكل"،الذي يرأسه الحاخام يسرائيل أرئيلي،الذي يقود بنفسه مسيرات الصهاينة الهادفة لتدنيس "الأقصى".
وقد وصل الأمر إلى حد أن الصهاينة قد أقاموا تجمعات نسائية تعنى بالعمل على التمهيد لتدمير الحرم. على رأس هذه التجمعات مؤسسة "نساء من أجل الهيكل"، وهي منظمة نسوية يهودية تعنى بجمع المجوهرات لتزيين الهيكل بعد بنائه على أنقاض المسجد الأقصى. وقد وصل الأمر إلى حد أن بعض الجنرالات قد توجهوا إلى إيطاليا لمطالبة الحكومة الإيطالية بإعادة مقتنيات "الهيكل" التي غنمها القائد الروماني تيتوس قبل 2000 عام، استعدادا لبنائه على انقاض الأقصى.
تعليقات