بيان القمة العربية يغضب أميركا وشعار لم الشمل بعيد المنال حسب ماقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عصام عبدالشافي إن القمة العربية التي عقدت في الجزائر

 

قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عصام عبدالشافي إن القمة العربية التي عقدت في الجزائر هذا الاسبوع سبقتها أجواء تعكس حالة من الخلاف الكبير بين أعضاء الجامعة. ومنها العلاقات بين المغرب والجزائر والتي أدت الى حالة من حالات الاستقطاب الشديد في المواقف السياسية. وكذلك الملف الليبي وتجاذباته السياسية بين الاطراف الداعمة لشرق ليبيا والاطراف الداعمة الى الغرب الليبي. مما يدل على وجود تفاوتات في المواقف السياسية بين بعض الدول العربية ومنها الموقف الخاص بمصر في الملف الليبي والموقف الخاص بالجزائر.

وعلى الصعيد الدولي أوضح استاذ العلوم السياسة في تعليق خاص لشبكة «رصد» أن الأزمة الاوكرانية وسياقاتها ألقت بتداعياتها على الدول العربية. والتي أدت أيضا إلى نوع من أنواع التفاوت في المواقف العربية تجاه الأزمة الأوكرانية. فظهر من هو يميل إلى الجانب الروسي في بعض سياساته وبعض مواقفه. ومن يؤيد الموقف الأوكراني على إطلاقه ومن يؤيد الموقف الغربي. إما اقتناعا وإما تعبيرا عن ضغوط سياسية مورست عليه من جانب الولايات المتحدة الامريكية.

وأضاف «عبدالشافي» أن المصالحة الفلسطينية في الجزائر بين حركة المقاومة الفلسطينية حماس والسلطة الفلسطينية كانت في مقابل سياسات تطبيعية بين كيان الاحتلال وعدد من الدول العربية مثل البحرين والإمارات والمملكة المغربية والسودان. فيما بدا وكأن هناك انقساما إلى معسكرين أحدهما داعم للمقاومة الفلسطينية تقوده الجزائر ومعسكر داعم للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي تقوده الإمارات.

وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن حضور أو غياب بعض القادة وتحديدا من يمثل المملكة العربية السعودية يأتي في هذا السياق وما أثير عن إمكانية حضور ولي العهد في المملكة ثم اعتذاره لأسباب قيل إنها صحية. كل هذه الأمور تركت ظلالها في كثير من المحاور التي تمت مناقشتها.

وأوضح «عبدالشافي» أن ما لفت نظره في بيان القمة الختامي هو إشارته إلى ما نص عليه من تثمين السياسة المتوازنة التي انتهجها تحالف أوبك بلس، من أجل ضمان استقرار الأسواق العالمية للطاقة واستدامة الاستثمارات في هذا القطاع. مشيرا إلى أن هذا النص سيتم التعامل معه من جانب الولايات المتحدة الأمريكية على أنه جاء ضد رغبتها وأن القمة العربية تبنت موقفا سياسيا داعما أولا للمملكة العربية السعودية في موقفها وداعما بالتالي لروسيا الاتحادية وبالتالي مثل هذا النص في الاعلان سيتم النظر إليه في هذا السياق.

الأمر الأخر المهم بحسب أستاذ العلاقات الدولية هو الحديث عن التحركات والمبادرات الحميدة التي تقوم بها الدول العربية للم الشمل، يعتقد «عبدالشافي» أن هذا الهدف بعيد المنال بدرجة كبيرة في المرحلة التي نعيش فيها لأكثر من اعتبار، الأول أن فكرة لم الشمل في العالم العربي الآن داخل الدولة والنظام السياسي الواحد صار مستبعدا، وأضاف أن لا مجال هنا للحديث عن لم الشمل على سبيل المثال داخل النظام في الجزائر ذاتها أو في المغرب أو في تونس أو في مصر أو في اليمن أو في ليبيا أو حتى في في سوريا أو في العراق أو في لبنان.

وكان إعلان قمة “لم الشمل” العربية في الجزائر شدد على التمسك بمبدأ “الحلول العربية للمشاكل العربية”، رافضاً أي تدخلات خارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وأكد الإعلان، الذي صدر مساء الأربعاء 2 نوفمبر 2022، على أهمية العمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده السياسية والاقتصادية والغذائية والطاقوية والمائية والبيئية، والمساهمة في حل وإنهاء الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية.

وشدد على ضرورة تقوية دور جامعة الدول العربية في الوقاية من الأزمات وحلها بالطرق السلمية، والعمل على تعزيز العلاقات العربية-العربية، مثمناً المساعي والجهود التي تبذلها العديد من الدول العربية، لا سيما دولة الكويت، بهدف تحقيق التضامن العربي والخليجي.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان