الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي : سبتمبر والأسهم سببت انخفاضاً في دخل العمل الخيري



الدكتور سليمان الوهيبي


حوار : عادل صديق

العمل الخيري الإسلامي متجّذر في المجتمع الإسلامي منذ فجر الدعوة، فقد كانت المسارعة في الخيرات دأبا للمسلم حتى لغير القادر الذي كان يكدّ طيلة يومه ليقدم ثمرة تعبه ذخرا له في الآخرة.ورغم مراحل الضعف يتواصل العمل الخيري مع ذوي الحاجات ولكن بصورة جهود أفراد يسارعون في الخيرات، لذا كانت الحاجة الملحّة إلى التنظيم والمؤسساتية التي تتلمس حاجة المجتمع بكافة شرائحه حتى لا يحدث إسراف في الإنفاق في جانب، وتقتير في جانب آخر.نشأت الكثير من المؤسسات الخيرية التي كانت تحمل همّ الدعوة والإغاثة وتضميد جراح المسلمين ورعاية الإنسان في مناطق الأزمات. والندوة العالمية للشباب الإسلامي المنظمة الخيرية التي تعمل في وسط الشباب بنهج معتدل بنّاء وتقدم الكثير من البرامج التي تنهض به، وتدعم قدراته في المجالات التعليمية والتربوية والدعوية والصحية وغيرها، وقد أنشئت في العام 1392هـ لتكون أول مؤسسة متخصصة في شؤون الشباب لتعمل من أجل شباب الأمة ومستقبلهم وسلامة كيانهم. ومنذ التأسيس ويتولى أمانتها كوكبة من رجال الأمة الذين تحسب فيه الإخلاص والعمل الدؤوب لخدمة الدين.وضيفنا من هؤلاء الرجال، إنه الدكتور صالح الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي
الملاحظ أن الندوة تعمل في الخارج أكثر من الداخل، وهذا يدعو البعض للتساؤل ما نصيب الداخل السعودي من جهود الندوة؟
نحن مؤسسة دولية وعندنا أكثر من مائة وتسعين دولة في العالم المملكة منسوبة إلى هذا العدد من الدول، ونحن لسنا مؤسسة إغاثية ويريد الناس أن يحولونا إلى مؤسسة إغاثية والإغاثة لا تأخذ من عملنا الكثير، نحن مؤسسة بناء ونعنى ببناء الشباب وحتى الإغاثة إذ توجهنا للإغاثة نُعنى بقضايا التربية والدعوة والبناء الاجتماعي. - تقوم الندوة بتنظيم مخيمات شبابية ويتساءل بعض المشككين عما يجري فيها.. فهل تفتحون الأبواب للناس ليتعرفوا على ما تقدمون؟- أي مشكك ندعوه إلى حضور أي مخيم لنا، ونحن مخيماتنا مفتوحة لكل الجهات الرسمية والشعبية والصحفية والإعلامية، فمن كان عنده شك من أي جهة كانت فحيّاه الله وأهلا به نأخذه ـ إن شاء ـ في أي جهة من أنحاء المملكة ونأخذه إلى أي بلد بشرط أن يدفع ثمن التذاكر ـ قالها ضاحكا ـ ونحن نوفر له الباقي!.كل تهمة تحصر في مكانها ونحن أيضاً في المخيمات لا نقول إنها معصومة عن الخطأ فشيء طبيعي أن تجد توجهات عدة لكنها مفتوحة وهي تجربة إنسانية عرضة للخطأ والصواب
هل يتم استضافة بعد المتشددين في المخيمات التي تعقد؟
طبعاً لا يمكن أن يحدث هذا وهناك جهات مسؤولة في الندوة عن هذا الأمر، مثل الملتقى الأول للجمعيات الأعضاء في العالم العربي، فالملتقى ليس مكانا كلٌ يتحدث بما يريد، وإنما هو محكوم بمن يتحدث ومن يتكلم، أيضاً في اللقاءات الشبابية هناك قضايا سلوكية ينبغي التنبّه إليها فنحن ندرك خطورة هذا.نسعى أن يكون الموضوع له علاقة بالشباب ولذلك نحاول أن نكون عمليين في هذا الجانب يعني ما لمقصود بهذا اللقاء؟ هل هو فقط من أن نجتمع ونأكل ونشرب؟، لا ليس هذا القصد وإنما القصد أن نتواصل وأن تعارف وأن نتبادل الخبرات
البعض يخلط بين العمل الخيري والجهادي فهل قامت الندوة بتوضيح ذلك؟
لنا بيانات متتابعة في هذا الجانب ومواقفنا معلنة، مثلا أن العمل الخيري ينبغي أن يكون عملاً خيرياً خالصاً وأن لا يتدخل لا في شؤون سياسية أو جهادية ولا غيرها، وأن نفصل العمل الخيري الإنساني عن عمل وتوجه آخر. - هل إعادة الثقة لدى داعمي العمل الخيري مرة أخرى في العمل الذي شوهته الأوساط المعادية أمر صعب؟ليس هناك شيء صعب، فقط يحتاج إلى متابعة وجهد لكن أن نظلّ نتخوف ولا نقدم هذا الذي لا نريده، التجربة الإنسانية عرضة للخطأ وعرضه للصواب وعرضة للاستغلال لكن ينبغي أن نسعى حتى نتحرك بقوة، وينبغي دائماً أن يكون الأمل هو المقدم لا أن يكون الخوف.مشكلتنا أحياناً أننا لا نعمل شيئا مخافة أن يحصل كذا وكذا ونحن وجدنا من المسؤولين تفهّما كبيرا لبعض حتى أخطاء الجمعيات وجدنا تفهما كبيرا من المتبرعين لكن ما للذي صار أننا بالفعل نبرأ من هذه الأمور أننا نصحح أخطائنا وأننا لسنا معصومين
هل لا زال العمل الخيري يعاني من ضعف الموارد إلى الآن؟
مع أزمة الأمريكان في العراق خف الضغط إلى حد ما لكن لنا خطوات ومن أبرزها إنشاء مؤسسة في واشنطن اسمها "لجنة أصدقاء الجمعيات الخيرية" أسستها خمس جمعيات سعودية منذ ثلاثة سنوات وهي تعمل في واشنطن ومسجلة في الكونجرس الأمريكي، كما أسلفت نحاول قدر الإمكان أن نصل إلى صانع السياسة في أمريكا إلى الإعلاميين وإلى الجهات الرسمية والحمد لله خلال الثلاثة سنوات الماضية استطعنا أن نغير كثير من الوجهات لدى الإعلاميين بالذات، استطعنا أن نستضيف عدد من المؤثرين في الفكر الأمريكي وأن نجد منهم تفهماً، استطعنا أن ندافع عن بلداننا وبالذات عن المملكة العربية السعودية في الكونجرس وغيره وكل هذا مما نعمله وأحيانا من دون ضجيج إعلامي، ونحن نرى أن الإخلاص يقتضي أحياناً عدم الضجيج
كيف نسعى عن طريق الإعلام لحماية العمل الخيري؟
أهم سبل الحماية هو أن يدخل أهل الخير إلى وسائل الإعلام وأن يدخلوا فيها بقوة، لا بد من مخالطة العاملين في العمل الإسلامي للإعلام، ولابد من سبر الفجوة الموجودة بين الإعلام والعاملين في الحقل الإسلامي، فمعظم وسائل الإعلام فاز بها إما الغربيون أو بعض العلمانيين أو بعض الليبراليين، الآن الحمد لله يلاحظ دخول كثير من الجهات الإسلامية في هذا الجانب وأعتقد أنه ينبغي أن يركز في هذا الجانب وأن يتبادل هؤلاء الخبرة، ومهم أن تكون لهم رابطة أو جمعية على مستوى دولي وأن يتبادلوا الخبرات والبرامج والدعم كما تفعل وسائل الإعلام الغربية
هل يعد وصول الصوت الإعلامي العربي الإسلامي إلى الغربيين خطوة هامة ؟
نعم هذا واقع و نجد أن بعض وسائل الإعلام العربية مثل الجزيرة وصلت واستطاعت أن يكون لها صوت مسموع ولذلك إذا استطعنا أن يكون عندنا وسائل إعلام تتمتع بمصداقية عالية نستطيع أن نصل إليهم
الحوار مع الغربيين بلغتهم أمر مهم للتعرف على وجهات نظرنا وقضايانا .. فهل تؤيدون تواجد إعلام إسلامي بلغات مثل الإنجليزية يوجه للغربيين للتعريف بنا؟
أنا لست متخصصاً في هذا الشأن، لكن أرى أن نكون مفتوحين لكل التجارب ومنفتحين على التجارب، أيضاً ليست القضية قضية الغرب فقط وإنما قضية الشرق ومخاطبة المسلمين أنفسهم، عندنا في الهند أكثر من مائة وخمسين مليون مسلم يتحدث معظمهم اللغة الإنجليزية، ماذا فعلنا لهم، عندنا أكثر من مائتي مليون في إندنوسيا وفي مناطق جنوب شرق آسيا يتكلمون اللغة الملاوية في إندونيسيا والفلبين وماليزيا وتايلندا ... إذن ليس الغربي فقط هو المستهدف لإعلامه بقضايانا، وإنما أيضا بين إخواننا المسلمين
وهناك هجمة كبيرة الآن على العنصر العربي بالذات فكيف إذا كان عنصراً عربياً مسلماً، نحتاج إلى أن نعرّف بأنفسنا أكثر بين المسلمين وغير المسلمين.أنا متفائل كثيراً وأمّة فيها هذا العنصر أمة بخير إن شاء الله تعالى ومقبلة على خير لأنّ الناس يتشاءمون لأنهم ينظرون إلى الحالات الفردية مثل حالات التفجيرات والإرهاب وما إلى ذلك، لكن كم من الشباب الذين قاموا بأحداث العنف؟ ، هؤلاء يعتبرون نسبة لا تذكر والباقي أناس تجدهم يمكن أن يتحولوا إلى مخترعين وإلى قادة وإلى أرباب فكر، والشباب في أي أمة هو العنصر الفاعل
هل تسعون للتعرف على تجارب العمل الخيري في الغرب دعماً لتجاربنا؟
نحن نحاول حقيقةً أن نتبادل الخبرات، الأمر الآخر أن يكون هنالك هيئات دولية يجمعونها معاً، يعني لا زلنا في قضايا التنسيق والتعارف بين الجمعيات الإسلامية الذي فيه ضعف شديد، مثلا المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة يضم ثمانين جمعية لكن الذين يحضرون الاجتماعات تقريباً أقل من النصف، فنريد إخواننا وأخواتنا في الجمعيات أن ينشطوا وأن يفرغوا شيئاً من وقتهم للجهد الدولي وتبادل الخبرات فيما بينهم
هل لازالت تأتي تبرعات للجمعيات الخيرية من الداعمين رغم الأحداث المناوئة؟
الحمد لله تأتينا تبرعات وبشكل كبير نعم هناك نقص كبير في الموارد ونعاني معاناة كبيرة بعد أحداث سبتمبر، لكن الأمور بدأت تتحسن قليلاً، ولكن لما حصلت مشاكل الأسهم حصل انحدار أيضاً في التبرعات. - هل هناك مشكلات لتعريف الغربيين على الإسلام والمسلمين؟نعم هناك مشكلات كبيرة في هذا الجانب أولها : الحاجز اللغوي، الأمر الثاني: الخبرة وكيفية محاورة هؤلاء، والأمر الثالث عدم التفرغ فمعظم العاملين في العمل الخيري من موظفي الحكومة وهذا محكوم بعمله ليسوا ممن تفرغ للعمل، فهنالك مشكلات كثيرة في هذا الجانب ونحن حينما نذهب إلى مؤتمرات في الغرب للحوار أو لغيره نجد أنّ الذين يحاوروننا أناس متفرغون لهذا العمل ، في حين أننا نجد أستاذ جامعة أتى لمدّة يومين وهذا ربما كان مرتبطا بشركة أو نحوها، فلسنا متفرغين لهذا العمل، ولذلك نريد الخبرة ونريد اللغة ونريد التفرغ لهذا العمل
هل تدعم الحكومات العمل الخيري وخاصة في نطاقات عملكم؟
لا بد أن يكون هناك دعم من الحكومات للعمل الخيري، فالعمل الخيري في أي بلد لو نظرت إلى أمريكا أو أوروبا لوجدت أن في بعض البلدان كما في كندا وفرنسا يصل الدعم الحكومي إلى قرابة 40% من ميزانياته في حين أننا متروكون في العالم العربي إلى إمكاناتنا الذاتية. - هل تسعون لتنويع مصادر الدخل حتى لا يكون العمل الخيري قائماً على تبرعات المحسنين؟- التبرعات جانب، والجانب الثاني هو الأوقاف والاهتمام بالأوقاف وهذه مسؤوليتنا نحن في العمل الخيري أن نطورها وفق الإمكانات الموجودة ونسأل الله تعالى أن يعينعلى الخير
الضيف في سطور
صالح بن سليمان بن عبد الرحمن الوهيبي. تاريخ الميلاد1369هـ/1950م
المرتبة العلمية : أستاذ مشارك ـ في قسم اللغة العربية ـ كلية الآداب ـ جامعة الملك سعود ـ الرياض المملكة العربية السعودية سابقا
المؤهلات العلمية
دكتوراه من جامعة أنديانا ـ بلومنجتن ـ أمريكا في 24/1/1403هـ (1/11/1982م) ماجستير من جامعة إنديانا ـ بلومنجتن ـ أمريكا في11/01/1397هـ(1/01/1967م)
البكالوريوس من جامعة الرياض (جامعة الملك سعود حاليا) في 21/5/1392هـ ( 2/7/1972م
)
السجل الوظيفي
وكيل كلية الآداب ـ جامعة الملك سعود (من 21/12/1405هـ إلى 21/12/1407هـ)
وكيل لقسم اللغة العربية في كلية التربية ـ جامعة الملك سعود (من 6/10/1403هـ إلى 5/10/1405هـ) عضو في مجلس الأمناء في الندوة العالمية للشباب الإسلامي ـ الرياض (من 1406ـ حتى الآن)
مستشار غير متفرغ في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ـ الرياض (من 1407هـ ـ1420هـ
عضو سابق في مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ـ الرياض.
عضو سابق في الجمعية العامة لمؤسسة الملك فيصل الخيرية ـ الرياض
عضو في (لجنة الاختيار للدراسات الإسلامية) و(لجنة الاختيار للغة العربية والأدب) لجائزة الملك فيصل العالمية منذ عدة سنوات
أمين عام مساعد للندوة العالمية للشباب الإسلامي ـ الرياض (من 6/10/1419هـ حتى شهر جمادى الثانية 1423هـ
أمين عام للندوة العالمية للشباب الإسلامي ـ الرياض (منذ شهر رجب 1423هـ حتى الآن)
عضو مجلس أمناء الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ـ الكويت
عضو مجلس أمناء دار مصحف إفريقيا ـ السودان. عضو مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية ـ السودان. عضو مجلس أمناء جامعة أفريقيا العالمية ـ السودان
عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية العالمية ـ في شيتاجونج ـ بنجلاديش
عضو مجلس أمناء جامعة جلال آباد الإسلامية العالمية ـ بنجلاديش
عضو في مجمع الفقه الإسلامي في الهند
عضو في الجمعية العمومية للمجمع العلمي للتقريب بين المذاهب بطهران ـ إيران
النشاط العلمي
نشر مجموعة من البحوث المتخصصة في النحو والصرف واللغة
أشرف على عدة رسائل علمية في جامعة الملك سعود
ناقش عدة رسائل علمية في جامعة الملك سعود وجامعة الإمام وجامعة أم القرى وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
حكّم بحوثا علمية مقدمة إلى دوريات متعددة في داخل المملكة وخارجها, ولا يزال يفعل ذلك
شارك في تحكيم جوائز عالمية كجائزة الملك فيصل العالمية وجائزة القدس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الكلمات:القدسُ وعكّا نحنُ إلى يافا في غزّةَ نحنُ وقلبِ جِنين الواحدُ منّا يُزهرُ آلافا لن تَذبُل فينا ورقةُ تين ما هان الحقُّ عليكِ ولا خافَ عودتُنا إيمانٌ ويقين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا لا لا لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا لا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي كي تُشرقَ شمسُكِ فوقَ أمانينا وينامَ صغارُكِ مُبتسمين ونراكِ بخيرٍ حين تُنادينا لعمارِ بُيوتٍ وبساتين سنعيدُكِ وطناً رغم مآسينا أحراراً نشدو متّحدين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي#palestine #فلسطين

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

العالم روبرت غيلهم زعيم اليهود في معهد ألبرت أينشتاين، والمختص في علم الأجنة أعلن إسلامه بمجرد معرفته للحقيقة العلمية ولإعجاز القرآن