أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة



                            أسامة خليفة :إنتاج سينما الطفل انطلاقا من قيمنا
حوار: عادل صديق
آلاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة لإنقاذ أبنائنا وتقديمه كزادٍ يقتات عليه عقل "الطفل المسلم" ليبدأ رحلة التغيير والذوبان، ونأسف أن نقول هذا، كانت - وما زالت - أفلام الأطفال مصدرها والت ديزني مع ما تحمل من مآخذ دفعت البعض إلى المقاطعة المطلقة، والبعض الآخر يدعو إلى جعلها وجبة الطفل اليومية حتى يكف عن إزعاجه ولعبه.

 وما يسبب من تذمر الأم وبحثها عن وسيلة تكون الشغل الشاغل الذي تجعله لا يتكلم بل يلوذ بالصمت، مهما كانت السلبيات التي في هذه الأفلام، والكثيرون ليس لهم تصور واضح الآن لما يريدون من الطفل العربي المسلم في مستقبله كي نقدم له معطيات ينشأ عليها، أخذ صاحب الفكرة "أسامة خليفة" على نفسه العهد أن يقدم ما يفيد، وكله أمل أن يكون الأثر بالغًا في الطفل المسلم حتى لا يتأثر إلا بما يعود عليه بالفائدة، فأفضل ما سيخرج به الطفل بعد مشاهدة ما تقدمه آلاء فن الانتقاء للبطولة، والقيم الإسلامية الرائعة، والخُلق القويم، بل حتى التسلية لها قيمة مقدرة تزرع فيه حب الخير للعالم بأسره منطلقًا من الدين القويم.

يقول الأستاذ أسامة خليفة: كانت البداية منذ ما يزيد على اثنتي عشرة سنة حين رأينا ثقافة الآخر بلا قصد تؤثر في الطفل سلوكيًّا وعقديًّا،والآن وصل رصيدنا إلى 18 فيلمًا للأطفال، وحين أصبح إنتاجنا مميزًا بدأنا المشاركة في مهرجانات سينما الطفل المختلفة وبقوة ..

كان الباعث هو التفاف الأطفال حول التلفزيون، لاحظت خطورة أفلام الكارتون والصغير يتلقى وينفعل فقط بلا "تفاعلية" ويقلد، وجدت غزوًا فكريًّا غير مباشر، الكثيرون يستهينون بأفلام الكارتون ويتركون للطفل الحرية على اعتبار أنها آمنة بلا مشاركة من الأسرة، وتغرس منذ الصغر مبادئ وأفكارًا، ويتعجب الوالدان أنهما لم يربيا الصغير على خُلُق معين ربما كان شاذًّا، صار التلفزيون هو المربِّي بمعطياتها.

حين ينتج الغرب والشرق - على حد سواء - ينتج ما يناسب بيئته، الحادث أن كل ما ينتج يقدم للطفل لدينا حتى الرقابة تركز على أشياء لا تشكل أهمية كبيرة،نزرع أخلاق البطولة في أطفالناحتى شيوخنا لم يلتفتوا لأفلام الكارتون، وما تشكل من خطر تربوي، اجتهدت وقمت بعمل فيلم كارتون، وعملت فيلمًا ممنتجًا أثبتت فيه أن أفلام الكارتون لدى الغرب سيئة - بالدليل سواء في العنف أو المعتقد، أو الأخلاق، أو مخالفة الفطرة، وحتى إيحاءات الجنس، حيث ترتدي البنت ما تشاء، وتتجرد من ثيابها، وحتى الإيحاءات من خلال معادل موضوعي في الحيوان في كل أفلام ديزني تقريبًا، لابد من انتهاء الفيلم بقبلة طويلة، وهذا دخيل على المجتمع. ومن الناحية التبشيرية مشهد الكنيسة مألوف، وكذلك الاحتفال بأعياد الميلاد والصلاة الكنسية من خلال أبطال الكارتون.

 ويأتي العنف المفرط الذي أثّر على شريحة كبيرة من أطفالنا عن طريق التقمص. لقد أجرينا لقاء من أحد الأسواق التجارية عن الذي يُرغب في مشاهدته، فكانت الإجابات مأساوية؛ طفل يحب أبرز أفلام العنف انتشارًا في أمريكا (جي آي جو)؛ لأنه مليء بالحرب والضرب، والعقيدة بصورة مباشرة كالرجل الذي لا يقهر (باتمان، سوبر مان، سبيدر مان). 
هؤلاء يواجهون المشكلات جميعًا ويضاهون قدرات الله سبحانه، وأثر ذلك على الطفل كبير، فلو واجه مأزقًا قال: ليتني كنت سوبر مان.. وصفوا عقيدتنا عن البعث والحساب بسخرية في أكثر الأفلام قبولاً لدى الطفل "توم وجيري"، كل هذا مرَّ من مقص الرقيب.


نحن في الوقت الراهن لا نستطيع تهيئة البديل الكامل لأطفالنا وسط إمكانات محدودة، الغرب ينفق بلايين الدولارات من أجل أفلام الطفل، ويدعم العاملين في هذا المجال، وبعض الدول خصصت من ميزانياتها نسبة لثقافة الطفل الحكومة اليابانية تدعم أيّ فيلم ينتج بـ 50 % من التكلفة، فرنسا تدعم بـ 70 % إن كانت شركة إنتاج مصرحة، وسيلة حساسة استطاعوا الدخول بها في أعماق الطفل.
الأساليب التربوية للأطفال، والمناهج الدراسية كلها تتعامل مع حاسة واحدة غالبًا ولا تساوي عملاً مرئيًّا واحدًا حيث تشترك فيه العديد من الحواس، حتى عند الانفعال تشترك الأجهزة العضلية، فالتأثير أكبر من تأثير القصة المقروءة، لقد تأثرت بشخصية سيدنا بلال بن رباح حين شاهدتها في فيلم سينمائي أكثر من القراءة.

 حين قمنا بعمل فيلم الفاتح لم نكن نتصور حجم العمل، كنا نرسل مصورين للأماكن الحقيقية، وبعد الإنتاج رسخت القصة في الذهن، عرفنا كيف التفّ الفاتح للدخول من جهة الأناضول وحاصر القسطنطينية، وكيف نقل السفن برًّا عبر الجبال، حققنا الخيال الواقعي، فأجمل عرض للتاريخ يكون من خلال فيلم الكارتون حيث تتحول الشخصية إلى قدوة ويشعر بعدها الصغار والكبار بالسعادة. 

لدينا خمسة أعمال تاريخية قدمناها للطفل لولاقيت الله غدًا أقول له: معذرة إلى ربي، والهدف المزيد لتكوين مكتبة تاريخية للطفل، حينها من الممكن أن يتكلم الطفل عن الفاتح، وسيف الدين قطز، وصلاح الدين.

الغرب انتاجه يلائمه
المسئولية تعود علينا نحن، الفيلم ابن لبيئة معينة يخاطب ميولهم ورغباتهم، أضرب مثالاً بـ "الأسد الملك" الذي حقق بلايين الدولارات كأعلى دخل في أمريكا، وبياض الثلج أول فيلم كارتوني طويل وأنتج عام 1937م، أنتج قبل أن يعرف العالم العربي الكهرباء، لا نزعم أن السلبيات متعمدة، فمن الممكن أن تقدم ما تشاء وتختار ما تشاء، وكل شيء متاح للجميع عبر الفضائيات.

- التقنيات التي يقدم بها الآخرون إنتاجهم هل هي متاحة بما يؤمّن عنصر الإبهار في الأفلام المنتجة لديكم؟
كنت أسمع عن صناعة السينما، الآن آمنت بالاحتراف وبهذا الاسم، إنتاج الفيلم يحتاج لكاتب متميز، يحتاج لسينارست، ومخرج ومونتير، ورسّام وغيرهم، أي فريق عمل، لدينا في العالم العربي أسماء موهوبة ووجدنا أعمالاً متميزة ، لم يكن قبل 10 سنوات إلا الاستيراد من الشرق والغرب وعمل الدوبلاج أن ينطق الفيلم باللغة العربية، وفي عالمنا العربي لم يكن هناك إنتاج مقنع إلا في شركة آلاء، وقبل تأسيس آلاء أصدرت جزيرة النور الذي عمل ضجة، وأعجب الكثيرون بالأداء والإتقان.

 الكثيرون لم يكونوا مقتنعين بقدرتنا على إنتاج فيلم للأطفال، حفز الفيلم المأخوذ عن "حي بن يقظان" الكثيرون على العمل الجاد للإنتاج، كان أولادي هم الحافز، وأصحاب الرأي، في بعض الأفلام أولادي هم الذين وضعوا النهاية التي تقنع الصغار وكانت أفضل من السيناريو، أتمنى ألاّ يكون هذا المجال خاصًّا بمؤسسة بل شركة كبرى، وكنت أتمنى تواجد شركات منافسة لإيجاد الحافز والتنافس الشريف للأفضل في سوريا، إنتاج شركة النجم "الجرة" مهد لوجود تعاون، لقد غيّرت معطيات الإنتاج لدينا في "آلاء"؛ بسبب تواجد جديد على الساحة لتقديم العمل المتميز للطفل المسلم، نحن الآن ننتج فيلمًا مشتركًا متميزًا، بل وصلنا للاندماج.
ننتج المُلائم لعقلية الطفل وميوله
لا أؤيد الرفض لكل ما يقدّم، الفضائيات فتحت الأبواب بلا حدود ولا تقنين، ولكن أنادي بأن نكون أحياء نتحرك ونوجد البدائل، أمامنا الإمكانات المالية والفنية، ولكن أين الشركات التي لديها الاستعداد للقيام بتبعات الإنتاج، لا بد من النظر إلى العمل كنوعٍ من التحدي، كيف أستطيع إبراز حضارتي سواء من خلال الفيلم التاريخي أو الاجتماعي أو الكوميدي، نريد أن نقول للعالم: 
إن هناك عربًا ومسلمين لديهم حضارة، لابد أن يكون هناك إنتاج يمثلني؛ مصر مثلاً لديها حضارات متعددة أكثر من أبرزها هم الغربيون ومن وجهة نظرهم للأسف، لا بد أن ينتبه المسلمون وأصحاب القرار لهذا الأمر، فالعمل الصعب يحتاج إلى تضافر الجهود. نحمد الله أن دخلنا هذا المجال في ريادة غير مسبوقة، وأنادي بوجود مستثمرين في هذا المجال، ولا يكتفي العاملون بموقع المتفرج، فالعمل أكبر بكثير من جهد مؤسسة، وآمل أن تتحول "آلاء" إلى شركة ضخمة فيها مستثمرون كبار.

 أريد ألاّ يكون الأمر مقصورًا على أفلام الكارتون، أريد أن أقدّم البرنامج ثقافة الطفل بكافة أنواعها حتى لعب الأطفال، ألعاب الكمبيوتر، والقصة المقروءة، أريد أن أتحكم في كل ذلك ليتحقق التكامل، أريد من لديهم الوعي بالعمل المستقبلي، أريد من لديه بُعد النظر أن يدرك أن الطفل كل المستقبل، لا أنظر للمشروع الآن نظرة ربحية ربما من يأتون بعدنا يجدون الثمرة إن شاء الله، والت ديزني كان طوال عمره محتاجًا للمال، نعم لنا 12 سنة نعمل ولكن بمقياس الخبرة كأن لنا سنة واحدة فقط، لا بد أن ننظر للمشروع نظرة استراتيجية، أي أن يكون لك هوية وشخصية نقول للعالم: 

نحن هنا لنا هوية وذاتية، اليابان بدأت العمل في الرسوم المتحركة منذ ثلاثين عامًا، الآن اليابان تنافس أمريكا، لقد بدأت اليابان من حيث انتهى الآخرون، بعض الأفلام اليابانية فاقت الأفلام الأمريكية في التقنية والدخل، المدرسة اليابانية أقنعت العالم أكثر من المدرسة الأمريكية التي اعتمدت على الحركة Action والإثارة وإن اتجهت اليابانية في أفلام "مانجا" إلى الإثارة والعنف، وهي أفلام غير قابلة للعرض لا على الكبار أو الصغار في كثير من الدول لكَمّ العنف بها، مثل الدماء والقتل وتقطيع الأطراف والجنس الفاضح، ولها قناة فضائية..

 أصبحت اليابان يُحسب لها ألف حساب، وتنال جوائز في مهرجانات عالمية، لابد من تواجد رءوس أموال ضخمة أو دعم من الدول، نحن نجتهد كمؤسسة فردية، ونحاول إدخال أفراد آخرين على قناعة بالرسالة الإعلامية التي نحملها، ولا يزال طريقنا طويلاً، ومن الممكن اختصار الطريق إذا تضافرت الجهود مع مستثمرين كبار.

الكثيرون عارضوا إنتاج ديزني حتى في أمريكا، مثلاً هناك حظر على أفلام الأطفال ومنها ديزني لأوربا وفق اتفاقيات الجات؛ لأنها تشكل خطرًا على النشء، هذا في بيئات متشابهة، المفترض أن نكون أحرص منهم على بيئتنا وهي تختلف كليًّا عن الغرب، لا بد من وجود الحماية الكافية، لا بد من تثقيف إدارات الرقابة، وتثقيف الأفراد وأرباب الأسر حول ما يقدم للطفل، كثير من الأفكار تدخل المجتمع بلا حواجز، نحتاج للرقابة الذاتية في ظل الغزو الفضائي.

- البعض يقبل بالأمر الواقع بتهذيب الموجود في السوق وتقديمه للطفل، هل ذلك مُجْدٍ؟لا يوجد البديل الذي يكفي الطفل العربي لذا نتكلم بانهزامية، نحن نطرح فيلم أو اثنين، لا نستطيع الملاحقة للكثافة التي تنتجها الشركات في الشرق والغرب، ونحن سلكنا الطريق الصعب، ولكن ما الزمن الذي ننتجه بإمكانياتنا الحالية خلال العام؟ 

تقريبًا ثلاث ساعات بمعدل فيلم كل 6 أشهر، ليس هذا كافيًا، نريد جهود مؤمنة بهذه الرسالة، نريد من يحمل هَمّ كيفية العمل الذي يقدم لطفلي وطفلك، ماذا تشكل 3 ساعات من وقت الطفل؟ هذا إن قَبِل الطفل ما نقدم قياسًا بكَمٍّ هائل مُلحّ يأتينا من الخارج، أطفالنا مترفون، يفرضون إرادتهم على الوالدين، نأمل أن تكون هناك هيئة واعية للإمساك بمقصّ الرقيب.

 لكن الوعي لدى الأسرة أهم؛ لأن الفضائيات لم تترك فرصة للاختيار، هناك العديد من القنوات المتخصصة للأطفال مثل سبيس تون، كارتون نت ورك، قناة ديزني، أيه.آر. تي، ولا يتعرض أكثرها للرقابة، حتى لو وجدت 20 شركة مثل آلاء إن لم تكن في مستوى ما يقدم عالميًّا لن يقبلها الطفل، لماذا لا تكون لدينا قناة أطفال خاصة بنا؟ بدلاً من عرض المتاح حتى المهذب منه.

- لماذا لم تتعاونوا مع القنوات الفضائية مثل اقرأ، والمجد، وأيه.آر.تي الخاصة بالأطفال، أو تندمجوا معها؟ 
الفضائيات تتعامل معنا كما تتعامل مع الذين يقومون بعمل الكارتون المدبلج، لابد أن يدركوا أننا منتجون وتكلفة الإنتاج عالية، وحين يدفع في العمل الكارتوني المدبلج 2000 ريال في الساعة يكفي جدًّا للشركة التي تقوم بالدبلجة، لكن العمل المنتج الذي وصلت تكلفته للملايين، من الغبن أن يقارن بالعمل المدبلج، ونصدم باللوائح الموجودة التي لا تفرق!! لا بد أن يدركوا هذا إن كانوا جادّين في تقديم البديل الملائم.


- يسيطر الطرح المحلي على الإنتاج العربي فلا يرقى للقبول العام، أي يأخذ هوية البلد المنتج رسميًّا، ما هو الحل؟

حقيقةً هناك أعمال رائعة بدأت تبرز على الساحة مثل "الفارس والأمير" التي جاري إنتاجه الآن، ورأيت مشاهد منه من خلال صديق لي وإن اختلفت معهم في الطرح؛ لأن القصة تخص قائدًا مسلمًا "محمد بن القاسم الثقفي" الذي فتح بلاد السند في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، ومن أعمال المخرج "بشير الديك"، نأمل أن نراه في السوق قريبًا، وأن يتكرر ليكون عملاً عملاقًا، وأتمنى إعادة النظر في ماهية القصة كأمير محب، أتمنى لهم الاستمرار.

- للأسف تعاني أعمالكم من النسخ.. ما هو الحل لهذه المشكلة؟
سجلنا أعمالنا بحماية تقنية للأسف وجدنا من استطاع التغلب عليها، ولكن بدأت الأمور تأخذ الجانب القانوني على مستوى العالم العربي والإسلامي لحماية حقوق الملكية الفكرية، فيلم "الفاتح" كان محميًّا، وللأسف وجدنا من قام بنسخه من أصحاب التسجيلات الإسلامية.

لا بد من امتلاك روح التحدي

- تكلفة الإنتاج العالية والتحديات المصاحبة، ألا تشكل عائقًا أمام العمل لديكم؟
لقد قمنا بإرساء أساس لمشروع ضخم جدًّا أعددنا له ثلاث سنوات متصلة لتحويل المؤسسة المتواضعة في إمكانياتها وميزانيتها إلى شركة مساهمة، ونعرف ذلك لبعض المستثمرين بغرض جمع الكفاءات تحت سقف واحد

 أحزن حين أرى شخصًا يفكر في فتح قناة فضائية لأنها تحتاج لمواد إعلامية متنوعة، لابد أنه سيلجأ إلى المتاح،لدينا حوالي مائة قناة عربية تجدها تعرض مادة درامية واحدة في أوقات متقاربة وذلك في شهر الذروة رمضان للأسف الشديد! ميزانية قناة من الممكن إيجاد شركة إنتاج على مستوى عظيم جدًّا، وتعطي إنتاجًا متنوعًا يخدم ما نؤمن به، والأطفال يستحقون هذا، نسبتهم تشكل في بعض البلدان 70 % من سكان بعض الدول العربية. 

قناة فضائية غير عربية كانت بدايتها دينية أُنفق عليها الملايين لم تجد إقبالاً من أحدٍ كانت كلها ابتهالات وقرآن، فانقلبت إلى قناة علمانية حتى يغطي التكلفة، نريد كيانًا متميزًا، ونحن نحاول ذلك بإمكانياتنا تحت المحدودة، لو كان المجهود في شركة لديها الاستقرار المادي لحققت الكثير، أنا الآن بجودة العمل الذي نقدمه ننافس ديزني،هم ينتجون الفيلم بستين مليون دولار.
 وأنا أنتج بسعر اقتصادي 600 ألف دولار،هم لديهم خبرة 100 سنة ونحن بالكاد خبرتنا عشر سنوات، لديهم مئات الخبرات والكفاءات، ونحن لدينا العشرات، فحين نقدر على إنتاج فيلم 90 دقيقة يعدّ ذلك إنجازًا - بفضل الله - وفيه الحدث والشخصيات والحركة والحرب.

آلاء في خط المواجهة
- توقعاتك بعد عشرين عامًا.. هل من الممكن أن تقولوا: "نحن في مستوى ديزني"؟
لدينا إنتاج بلغ تقنية ديزني، من المستحيل القول إنه إنتاج آلاء، ديزني وضعت هالة كبيرة حولها، ولكن تلاشت الهالة بعد دخول مدارس أخرى كما ذكرت،ولكن الجودة العالية تحتاج للإمكانيات المادية، أنتجنا فتح الأندلس في عامين وهو فيلم رائع جدًّا، ورغم ذلك لم نجد ميزانية التسويق، بخلاف الشركات الأخرى شركة "وارنر" مثلاً 50 % من تكلفة الإنتاج تكون للتسويق والدعاية، تجد عروض الفيلم في القنوات المختلفة، وأهم دور العرض، ومقاطع من الفيلم، إضافة لحديث الناس الذي يزيد التشوق للمشاهدة، فحين يطرح في السوق يجد إقبالاً وهكذا. لا بد من إيجاد التسويق لجانب الإنتاج.

 نجد الكثير من الوسائل تصاحب طرح الفيلم في الأسواق، شخصيات الفيلم على الملابس، ولعب الأطفال، والأدوات المدرسية، والملصقات، وفي الإعلانات التلفزيونية، هذه المشاريع لها عائد عالٍ جدًّا لو أُحسن الإنتاج والتسويق.
التقنيات الباهرة متاحة في العالم كله- لماذا لم تتكرر تجربة "شهيد العالم" كتقنية جديدة؟كانت التجربة جديدة تقديم إنتاج الطفل بتقنيات الأبعاد الثلاثية تحمست للفكرة لكن التميز فيه قليل، أنتجناه ببرنامج تنتج به ألعاب الكمبيوتر والتجربة معقولة كبداية، وأتمنى أن يكون هناك الأفضل.

- هل قمتم بدبلجة الإنتاج إلى اللغات الأخرى؟نعم ترجمنا الإنتاج لعدد من اللغات الفرنسية والإنجليزية بلغة الملايو، وجاري العمل للغة الأوردو، وفي روسيا قام البعض بدبلجتها إلى الأوكرانية، ولاقت أفلامنا قبولاً لدى الغربيين وغيرهم عندما وزعت في أمريكا مثلاً.

- اشتهرت الأفلام التاريخية، بينما الأفلام الأخرى لم تنل الشهرة؟
عند التفكير في الفيلم التاريخي وضعنا عدة اعتبارات لو فكرنا في شخصية لابد من استخدام الخيال الذي يعدّ أكثر الأشياء حساسية في أدب الأطفال إذا استخدمت بأسلوب خاطئ دمرت الخيال لدى الطفل، وهذا الذي حدث في الغرب، عاش الطفل في الخيال بتفكير غير واقعي، أما الخيال الواقعي غالبًا يكون غير مقبول عند الأطفال، الطفل مترف إن لم تلفت نظره لك بقوة لن ينتبه إليك، لدينا تجارب تاريخية رائعة وغير معروفة لماذا لا نأخذهم قدوة للأبناء بدلاً من النماذج الغربية! 

الذي فتح القسطنطينية كان عمره 19 عامًا، أي أقرب سنًّا من الأطفال، ورفع 350 سفينة كبيرة وأنزلها في مضيق البوسفور عبر الجبال، وبناء القلاع في ثلاثة أشهر، فلدينا الشيء اللافت لماذا نلجأ لشيء ليس موجودًا؟ 

وجدت الفاتح يحقق مبيعات عالية جدًّا وإقبالاً شديدًا، سواء في الغرب أو الشرق، وإن كان فيه بعض الملاحظات تلافينا العيوب في "أسد عين جالوت"، حيث وجدنا المواقف الدرامية أكمل، وكذلك صلاح الدين الأيوبي منذ ولادته نجد المواقف الشيقة الجذابة، التاريخ لدينا غنيٌّ وواقعي، ولدينا أبطال يقدمون للأطفال.

- لماذا لم تعالج الشخصيات المعاصرة لجانب الشخصيات التاريخية؟
سندخل هذا المجال قريبًا ورغم ذلك قدمنا أعمالاً خارج الشخصيات التاريخية مثل علي بابا، ومسرور في جزيرة اللؤلؤ، ولدينا تجربة ستكون مفاجأة بعمل عملاق يعرض في السينما الأمريكية.

- ما هي آخر مشروعاتكم التي ستقدمونها للطفل؟
لدينا مشروع كبير أعددنا له منذ سنوات هو"حُلم الزيتون"، ونطلقه قريبًا عقب حل مشكلة التسويق، ونأمل أن نعرضه في كبريات دور السينما في أوربا وأمريكا، ونتوقع له نجاحًا منقطع النظير، والمشروع يؤرِّخ للقضية الفلسطينية للصغار من خلال مواقف درامية مستلهمًا روح الحدث، ويعدّ إنجازًا كبيرًا لنا نكلل به جهود عقدين من العمل للطفل. وأيضًا لدينا مشروع قيد الدراسة عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ردًّا على الإساءات التي يتعمدها المتطرفون فكريًّا وعقديًّا.

- هل هناك مشكلة بالنسبة لكتابة الطفل؟
حقيقة النص الجيد له دور كبير في خروج العمل الجيد، وأزمة النص مشكلة تؤدي إلى التردد قبل الإقدام على العمل، ونحاول إجراء مسابقات؛ لأن كثيرًا من الهواة لهم أعمال جيدة نحاول استغلالها، سواء في العمل المطبوع أو الإنتاج الخاص بالطفل.
















تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الكلمات:القدسُ وعكّا نحنُ إلى يافا في غزّةَ نحنُ وقلبِ جِنين الواحدُ منّا يُزهرُ آلافا لن تَذبُل فينا ورقةُ تين ما هان الحقُّ عليكِ ولا خافَ عودتُنا إيمانٌ ويقين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا لا لا لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا لا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي كي تُشرقَ شمسُكِ فوقَ أمانينا وينامَ صغارُكِ مُبتسمين ونراكِ بخيرٍ حين تُنادينا لعمارِ بُيوتٍ وبساتين سنعيدُكِ وطناً رغم مآسينا أحراراً نشدو متّحدين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي#palestine #فلسطين

العالم روبرت غيلهم زعيم اليهود في معهد ألبرت أينشتاين، والمختص في علم الأجنة أعلن إسلامه بمجرد معرفته للحقيقة العلمية ولإعجاز القرآن