طلاق على الطريقة اليابانية



بقلم:عادل صديق
لا نقول ظاهرة جديدة بل "توجه مفجع" أو حالة تنتشر في  اليابان وهي حفلات الطلاق، كأثر لكارثة التسونامي التي اجتاحت اليابان 2011 ،وبأسلوب مهذب "حفل لإنهاء العلاقات الزوجية " ، فاليابانيون يحترمون  العلاقات الزوجية، والمرأة اليابانية لها تراث طويل في الحفاظ على العلاقة  الأسرية، وهي مثال للطاعة  للزوج، فهل هو التسونامي الصدمة الذي كان له أثر أعظم من الزلازل التي تأقلم اليابانيون عليها ، بل روضوها حتى على مستوى ناطحات السحاب "المرنة" التي تستوعب الزلازل وتتمايل معها.
الطلاق على كافة المستويات حدث جلل،وخاصة في  العالم العربي، ولم يكن الطلاق واردًا أبدا لدى اليابانيين، وليست المرأة اليابانية مثل النساء العربيات اللاتي يردن الرجل "سي السيد المطيع" وبشيء من التدلل تسطو على مرتبه منذ قديم وكله عشان العيال، ووالمصريات بالذات يستأثرن بالرجل، ويردن أن يقطعنه عن الدنيا وما فيها لتحظى بكل الكعكة  وهو راض.
وتكثر الأمثال العربية في ربط الرجل  بمختلف القيود، إن شاء الله يكون لها موضوع آخر ..خلينا  مع الطلاق الياباني ..

دعا "نوما وميكي" الأهل  والأصدقاء والجيران إلى الطلاق على الطريقة اليابانية ربما الذين حضروا حفل الزواج الذي استمر 13 سنة هم الذين حضروا هذا الطلاق الودّي .
تكلف حفل طلاق " نوما هاو ومطلقته  ميكي ريلا" 600 دولار  48.622 ينا يابانيا بالتمام والكمال، ومن "الطقوس" التي  صارت تقليعةNew Look    في حفل الطلاق الودّي أن يحطم المطلقان بمطرقة يمسكانها سويا  "خاتمي الزواج"، ويقومان  بإلقائهما في فم تمثال "الضفدع" الذي يعني في التراث الياباني  العودة إلى الأصل، في هذا الحفل الأصل  و حياة العزوبية .

يقول أحد الأصدقاء لقد تحطم الخاتم بسهولة شديدة  مما اصابني بصدمة، ولكن هذا يسّر  الانفصال .
في حفل الطلاق ترتدي المطلقة اليابانية  "ميكي ريلا" فستانا جميلا مبتكرا صمم خصيصا لهذه المناسبة لتكون المطلقة  جميلة كما كانت يوما عروسا جميلة، فالمسألة عادية ولا تشكل أزمة،الفستان  "فتحة الديكولتية" من الخلف، و"عُقد الطلاق" يعلق في العنق من الخلف، وتُـلتقط  للمطلقين صورة من الخلف أيضا.
ومن طقوس الحفل يلقي العروسان ..عفوا المطلقان  باقة من زهور الأقحوان ـ ويتلقيان التهانيء والتبريكات من الأصدقاء .
كارثة اليابان جعلت المتزوجين يفكرون في إعادة النظر في أولوياتهم ، "ميكي" مثلا ترغب في العودة إلى أهلها للعيش معهم . 
ولنا أن نتساءل ماذا لو تحولت  هذه الحالات إلى توجّه عام خوفا من الموت المفاجئ على طريقة "تسونامي" وأحجم اليابانيون عن الحياة، وآثروا انتظار الموت، في ظني إن حدث هذا  نستطيع القول بالفم المليان " كانت هنا بلد  تسمى اليابان".







قصة مماثلة



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان