رابعة ..بداية الهزيمة للانقلاب
كانت الإسكندرية نموذجا للبطولات التي فاقت التصورات ، كنت أظن أن
شهداءها وأبطالها هم الرجال، ولكن كشفت لي الأيام جهلي حين سجلت البنات الشريفات
أروع البطولات"7 الصبح" حيلة تخرج في هذا التوقيت البنات، وهن
ذاهبات إلى مدارسهن، وجامعاتهن في مسيرات حاشدة يطالبن بالشرعية، ويسمعن من كان
حيا أنهمن شريكات للشباب في الوطن، وسرعان ، ما اعتقلن وعقدت لهن محاكمات شهدها
العالم ، ويشاء الله أن يفضحهم على رؤوس الأشهاد،
28
ديسمبر 2013
رابعة
على شاطئ الثغر
وقفت رابعه
صبيّة تأبى
الحياة بذلّة ٍ وصويحباتٌ يشاركنها معا
أبت انقلابا
تحيا تحت
ظلاله أو أن تبقى تابعه
***
قصّ عليها جدُّها
قصة الثأر من اليهود
كان ـ يوما ـ جنديا بسيناء الواسعة
دفعوه لليمن السعيد فأطاع الأمر بنفس قانعه
قالوا له :من أجل الكرامة وتحرير العروبة
وشعبٍ قيّدوه ونفسٍ مقهورةٍ خاضعه
غُلّ الإمامةِ ، والسيادة والتخلف يقهرهم
فكان الرحيلُ لعرش بلقيسَ مع غربةٍ
موجعه
صار محاربا يحمل
همّ الأخوّة والشهامة
صعد الجبال وخاض
الصحارى والسهول الشاسعه
لم يدر أن أحلام الزعيم
دونها كأس المنيّة ناقعه
***
"ناصر"
كان المنى عنده مجدا خالدا
للعروبة وارفا ..ومُلكا واسعا
لم يدر أن
الملك دماءٌ تسفكُ وعتاد يحرقُ
وجراح ٌ نازفة على المدى موجعه
وظل الجنود تُنهكهم مطاردة السراب والضباب، والخراب
وجرت الدماء كالجداول راتعه
ثم بالأمر
أعادوه إلى الكنانة وكانت سيناء مرتعه
قالوا له اثبت
..فكان الثبات جنديا معه
زحف العدا إلى القناةِ
وقد علموا أن ّالجنود
حاربوا الأشباح
فخرّت قواهم راكعه
***
قادتُهم في المواخيرِ سُكارى مع الرقصات المائعه
نسوا أنّ نصرنا لن يكونَ بعصيانِ رب أحبّ
مصرَ
ويغضبُ من الجُرم
ويقبل التوبَ .. والتوبة ُ نافعه
وتأتي الهزيمة
في خامس الشهر
لتخرج فلول
الجيش وهي للراية البيضاء رافعه
دم هناك ودم هنا
ما أرخص الدم َ الذي يراقُ
أما الطّغاة فهم نواطير للأوامرِ
صادعه
والجندُ في زحف كموج متلاطم بلا غطاءٍ
ولا سلاحٍ ولا خططٍ للتراجُعِ مانعه
**
كان الزعيمُ
طامعاً في عرش بلقيس
لكن أحلام الشعوب لا تحققها الوعود الخادعه
انحلّ عِقدُ الشّام،
وكُسر جندٌ باليمنِ
وكان انكسار الجند
ضربةً مُوجعه
هكذا تهزمُ الجيوش بالعصيان يا قوم
وتنتصر الجنود على الأعداء إن كانت طائعه
***
كان هنا صحبي يا رابعة
واريت جسم خليل
ها هنا مودعا بعين دامعه
وهنا دفنت أشلاء الصحاب معا بعدما
أطلق الأوغادُ الرصاصَ عليهمو نيرانَ مدافعه
شدّوا
الوثاق ووجهوهم لجدران مانعه
كلّ الرصاصات أصابت جندنَا في مقتلٍ
وصرخةٌ تشكو إلى الله القيادة الخادعه
ماذا أقول يا ابنتي ..في قائد مغرمٍ
بالراقصات وبالليالي والخـنا والضحكات المائعه
الشربُ لم يترك فمه
لحظة ..
ويظنّ أن بقهر
الشعب يبني مجدا يصنعه
***
تعليقات