حين يموت الشباب قهرا ويأساً في عهد الانقلاب
حين يموت الشباب قهرا ويأساً في عهد الانقلاب
اسأل عن الانقلاب الذي وأدَ الأملَ في أن
تكون مصر حضنا دافئا لأبنائها، بل كانت برودة أجواء الثورة في يناير أدفأ من حرّ صيف الانقلاب، رأيت شبابا يـبكي، وآخر أصبح غير مبالٍ ببكرة، ولا كيف يكون
الغدُ .
واللهِ لقد صار السيسي "أسلوب موت" بخلاف من كان يرفع شعار "الثورة أسلوب حياة
" حين ارتفعت شعارات: عيش حرية عدالة
اجتماعية كرامة إنسانية، ويبدو أن هذه الشعارات وئدت حيّة كما وئدت الكثير من الآمال.
كانوا ينظرون للعالم الأول نظرة أمل،
يريدون أن يعيشوا الحياة بتفانٍ من أجل أن يمنحوا بلادهم ما تريد من أحلام وكأنهم كانوا
يرددون"ما تقلش إيه ادتـنا مصروقول حا ندّي إيه لمصر"، ووجدنا شبح الموت هوالذي يسري في الوجود المظلم، وشهقة الدماء هي التي
يراها الشباب، وعصا العسكر الغليظة هي التي تكسر ظهورهم وتلهب أجسامهم .
وجدوا في الثورة الأمل، وفي اعتصام رابعة
الامتداد والصمود الأسطوري، وارتفع رصيد الأرواح مع القرب من الله، لقد كانت رابعة
امتدادا للثورة بصدق فئة طاهرة القلب واليد واللسان؛ صفوة شعبنا، وشهد الكثيرون أنها الثورة القادمة، وأنها الأقوى تاريخا، وكثرة ما لم يحدث أمرٌ جللٌ يلغي قوة المنطق، ويعلي منطق القوة .
اهتزت القيم بعنف لدى البعض حين شعروا بأرجوحة
السخرية من أحلامهم ترتفع في شاهق وتهوي إلى حضيض ما له من قرار، فلا اعتراف بالرجاء، ولا بالرأي، ولا بالتجربة الوليدة للديمقراطية
في مصر، بل الموت من خلفه ألف موت.
تحولت مصر إلى دولة
فاشلة في احتواء شعبها ولم يستظع الديكتاتور احتواء الشعب ويخنو عليه، بل انقسم الشعب المصري بطلته الكئيبة إلى شطرين "انتو شعب واحنا شعب، لينا رب وليكو رب".
لم تصدق "زينب مهدي" أن حـُلمها وحـٌلم أضرابها قد تبخر بين عشية وضحاها، وكأن الشيطان يضحك للخيبة
التي مُني بها الشباب، والمصير الذي يحيكه لهم من يأس قادم، واندفاع لوضع حد للحياة بلا أمل.
ويأتي عصر الخميس الأخير 13 نوفمبر 2014 لترسل زينب الرسالة الأخيرة لأمها "حا توحشيني يا أمي" لتجدها الأم المكلومة معلقة في سقف غرفتها التي تخلو بها مع نفسها بها، وها هي غرفتها تخلو من زينب إلى الأبد، سؤال يعوزه جواب.. من شنق زينب؟؟؟ .
ويأتي عصر الخميس الأخير 13 نوفمبر 2014 لترسل زينب الرسالة الأخيرة لأمها "حا توحشيني يا أمي" لتجدها الأم المكلومة معلقة في سقف غرفتها التي تخلو بها مع نفسها بها، وها هي غرفتها تخلو من زينب إلى الأبد، سؤال يعوزه جواب.. من شنق زينب؟؟؟ .
تعليقات