عسكر مصر ومنظومة الفساد المتأصلة جمال عبد الناصر هو ثاني رؤساء مصر. تولى السلطة من سنة 1956 إلى وفاته. التي أطاحت بالملك فاروق (آخر حاكم من أسرة محمد علي)، والذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء في حكومتها الجديدة. وصل جمال عبد الناصر إلى الحكم، وبعد ذلك وضع الرئيس محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية، وذلك بعد تنامي الخلافات بين نجيب وبين مجلس قيادة الثورة، قام عبد الناصر بعد الثورة بالاستقالة من منصبه بالجيش وتولى رئاسة الوزراء، ثم اختير رئيساً للجمهورية في 25 يونيو 1956، طبقاً للاستفتاء الذي أجري في 23 يونيو 1956. أدت سياسات عبد الناصر المحايدة خلال الحرب الباردة إلى توتر العلاقات مع القوى الغربية التي سحبت تمويلها للسد العالي، الذي كان عبد الناصر يخطط لبنائه. رد عبد الناصر على ذلك بتأميم شركة قناة السويس سنة 1956، ولاقى ذلك استحساناً داخل مصر والوطن العربي. وبالتالي، قامت بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل باحتلال سيناء لكنهم انسحبوا وسط ضغوط دولية؛ وقد عزز ذلك مكانة عبد الناصر السياسية بشكل ملحوظ. ومنذ ذلك الحين، نمت شعبية عبد الناصر في المنطقة بشكل كبير، وتزايدت الدعوات إلى الوحدة العربية تحت قيادته، وتحقق ذلك بتشكيل الجمهورية العربية المتحدة مع سوريا (1958 - 1961). في سنة 1962، بدأ عبد الناصر سلسلة من القرارات الاشتراكية والإصلاحات التحديثية في مصر. وعلى الرغم من النكسات التي تعرضت لها قضيته القومية العربية، بحلول سنة 1963، وصل أنصار عبد الناصر للسلطة في عدة دول عربية. وقد شارك في الحرب الأهلية اليمنية في ذلك الوقت. قدم ناصر دستوراً جديداً في سنة 1964، وهو العام نفسه الذي أصبح فيه رئيساً لحركة عدم الانحياز الدولية. بدأ ناصر ولايته الرئاسية الثانية في مارس 1965 بعد انتخابه بدون معارضة. وتبع ذلك هزيمة مصر من إسرائيل في حرب الأيام الستة سنة 1967. واستقال عبد الناصر من جميع مناصبه السياسية بسبب هذه الهزيمة، ولكنه تراجع عن استقالته بعد مظاهرات حاشدة طالبت بعودته إلى الرئاسة. بين سنتي 1967 و1968 عين عبد الناصر نفسه رئيساً للوزراء بالإضافة إلى منصبه كرئيس للجمهورية، وشن حرب الاستنزاف لاستعادة الأراضي المفقودة في حرب 1967. وبدأ عملية عدم تسييس الجيش وأصدر مجموعة من الإصلاحات الليبرالية السياسية. بعد اختتام قمة جامعة الدول العربية سنة 1970، توفي عبد الناصر إثر تعرضه لنوبة قلبية. وشيع جنازته في القاهرة أكثر من خمسة ملايين شخص. يعتبره مؤيدوه في الوقت الحاضر رمزاً للكرامة والوحدة العربية والجهود المناهضة للإمبريالية؛ بينما يصفه معارضوه بالمستبد، وينتقدون انتهاكات حكومته لحقوق الإنسان. تعرض عبد الناصر لعدة محاولات اغتيال في حياته، كان من بينها محاولة اغتيال نسبت لأحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وقد نفت الجماعة علاقتها بالحادثة. أمر ناصر بعد ذلك بحملة أمنية ضد جماعة الإخوان المسلمين ناصر باعتباره واحداً من

مجتمع العسكريين كان ولا يزال مجتمعاً مغلقاً وأنا بوصف أسرتي بها العديد منهم علمت عنهم الكثير،منذ عهد انقلاب 23 يوليو وهم في طمع كبير في السلطة وجنوا أرباحا في أماكنهم التي صاروا إليها فكلهم يعشق السلطة، والمكانة واستطاع عبد الناصر إزاحة كافة زملائه الناشطين الطامحين الذين قاموا بالانقلاب 1952 ..
بالطبع تم وضع مجموعة من الضباط تحت إمرته وصار له قصر يسكن فيه في القطامية بالهرم ومصيف ملكي في المنتزه أنه جمال عبد الناصر قائد أباطرة الحكم الشمولي لمصر المحروسة..
اصطفى ناصر مجموعة من الضباط للمخابرات الحربية كان أدنى ما يقال عنهم أنهم مرضى، ينكلون بمعارضيهم من كافة التيارات.

النموذج الأقرب إلى الشرف كان معي في العام 1984 وكان لي صلة ببعضهم حيث وصل زميل عرفته حين كنت أؤدي الخدمة العسكرية في حقبة الثمانينات ـ وكان ضابطا صغيرا حينها برتبة نقيب الآن هو: (اللواء أركان حرب الشرطة العسكرية السابق إبراهيم الدماطي) التقيت به وأنا في الخدمة العسكريةـ وعمل قائدا لأحد أفرع القوات المسلحة رئيسا، ثم رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للطرق.

 حين تجلس معه تشعر أن تفكيره منحصرٌ فقط الأوامر والعسكرية؛ نفذ الأمر أياً كان ولو كان خطأ، ولايمنع ذلك أن لديه صفات إنسانية رائعة، كان طيبا متواضعا، وعلى المستوى الإنساني جيد ويؤدي الصلاة ويخاف الله في أمور حياته، وليس طويل اليد، ولا ممن يستغـل وظيفته لمآرب خاصة، ولكن لا يستطيع إلا أن يكون موظفا في الجيش، ولا يفكر في خارج هذاالإطار،والقول ما قال القادة. 

كان سجلّه الاستخباراتي متميزاً، وما في رأسه من مقولات جاهزة لا تتغير، ويبدو أن التوجيه المعنوي،والمخابرات الحربية، ليست قاصرة على الجنود بل تشمل القادة وبطريقة أقوى وأشد، فغسيل الأدمغة مستمر لدى العسكريين.

التقيت به قبل أعوام في شقة له في عمارات الجيش الحي السادس في مدينة نصر التابعة بفندق القوات المسلحة، تحادثنا طويلا عن الوضع في مصر،فقال:لم نكن نعلم كمّ الفساد الموجود في مصر كنا بعيدين عما يجري في مصر من فساد وتركنا الباقي للشرطة والقيادة السياسية، ولن يستطيع أحد أن يغير منظومة الفساد إلا أن تسقط قنبلة ذرية على مصر ويأتي شعب جديد.

 بالطبع إجاباته فيها تسطيح،والأهم أنّه بعد أنْ أحيل للتقاعد ظل "الحبل السُّري" متصلا بالقوات المسلحة، فالامتيازات كما هي،وبالأمرالمباشرأسندوا إليه رئاسة إحدى شركات الإنتاج الحربي كما ذكرنا عاليه فهي مؤسسات مصالح خاصة بالجيش.

قلت له:ألا ترى أن جيش العبور بقيادة المشير أبو غزالة ـ الذي كنا نقدره، وأنه ذات لا تمس ـ ضعف موقفه بعدما أصيب بخلع الرئيس المنتخب، وحين دعم الشرطة بسوادها فأحرقت "رابعة"وحين زج بنفسه في السياسة ؟، كنت أتوقع إجابة شافية كافية.

 صمت وقال:هذا قدرنا ولم يشأ أن يتحدث في هذا الموضوع، وأتى لي بألبوم صورعلى "التابليت"وعرّفني على أبنائه، هذا ابني ضابط بحري، وهذه ابنتي تزوجت من ابن العميد فلان، وإبنة اللواء فلان تزوجت ابن اللواءعلان،وصور حين كان في إيطاليا في مأمورية لشراء معدات..الخ .

العسكريون ـ في الغالب ـ لا يهمهم إلا المصالح الذاتية لا الموضوعية :"المرتب، والترقية ،والعلاوة، والمأموريات التي فيها بدلات ـ كشأن الموظفين ـ والمؤسسة الاقتصادية للقوات المسلحة تؤدي ما عليها نحو العسكريين وبأسعار منافسة للضباط حسب رتبهم، فإن لم يوجد منتج مدني يلائم الرتب الكبرى، تقوم المؤسسة باستيراد المنتج بسعر تشجيعي، ـ والقوات المسلحة لا تدفع للدولة ضرائب ولا جمارك ـ وهذا يرهق دخل الدولة التي تعتمد على المصدرين ـ الجمارك والضرائب ـ بنسبة 70% لفئة تربوعلى النصف مليون مواطن مميز.

من يتعدى رتبة العميد ويدخل في سلك رتبة اللوآت ويبدأ الترقّي بأركان حرب، أو دورات أكاديمية ناصر العسكرية أويتمتع بانتداب في موقع هام،أو يعيّن لإدارة قسم بالغ الخطورة ـ على غرار المخابرات فهو يخاف على نفسه ويبيع "أبوه"..فلا تصدق الإخلاص المصطنع وابحث عن الحقائق تجدها.

 في بلدنا عميد سابق ـ الحاج حمام حسين عوض ـ استقال مبكرا كان على رتبة عميد ومن أسرة ميسورة كان والده يعمل في التربية والتعليم، وله أراض وأطيان وأخذ يشرف على تجارته ومزرعته، وأشهد أن أخلاقه ومعاملاته طيبة، زرته وجلست معه وتحادثنا في أمر مصر،وجدت لديه نفس المقولات، ويبدو أنّ العسكريين حتى الذين تركوا الخدمة أصبحت لديهم مفاهيم معينة من الأمر والنهي.

ولا مانع للعميد أن يذهب لأداء العمرة كل عام، وربماالحج، ويشارك في الأفراح والأتراح ،ومهم أن تكون له سمعة وعزوة، ولكن حين تواجهه بتسريبات الفساد في الدولة أوالقوات المسلحة ـ المؤسسة الوطنية الوحيدة المنضبطة ـ يرفض، ولو قلت له اللواء فلان المتقاعد قال: أو نهب كذا ..يقسم أنه لم يقل، ولو تحديته ربما تجاهلك في مجلسه ويواصل مقولاته وسط عزوته. 
المشير طنطاوي
المشير طنطاوي أعاده مبارك إلى"الحياة العسكرية" بعدما كان ملحقا عسكريا في باكستان،وافغانستان 1991 بعدما كان على وشك التقاعد والخلود إلى الراحة.
وطنطاوي أحد العسكريين الذي شاركوا في حرب1967 وفي حرب أكتوبروهو الرجل العسكريّ المطيع وخاصة بعد رحيل المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة القائد القوي الذي شارك ـ كقائد ـ في حرب اكتوبر ورقّي إلى رتبة المشير ليكون القائد العام للقوات المسلحة في عهد السادات، ثم في عهد مبارك، وقد عايشت شخصيا أيامه، كان قادتنا يقولون لنا لا تصدقوا ياأولاد أن هناك سلاما مع إسرائيل، فالذي عمله السادات مجرد هدنة!.

 كان هناك عميد في مركز تدريب الشرطة العسكرية يقول:عقيدتنا العسكرية أنّ عدونا هو عدو أرضنا وديننا، وكونوا على درجة الاستعداد القصوى لخوض المعركة الفاصلة لتحرير فلسطين، وأنتم ستتدربون كجنود مشاة وواضح هذه كانت تعليمات المشير أبو غزالة وإلا ما قالها عميد في سلاح الشرطة العسكرية 

أحيل أبو غزالة إلى التقاعد بعد فترة لأسباب خلافية في القيادة لم يرض عنها؛ وإن زجّ اسمه في سمسرة السلاح، وفضائح جنسية لتمرير صفقات سلاح إبّان حرب أفغانستان السلاح أمريكي هو "تشارلي ويلسون"استطاع تجنيد راقصة أمريكية تدعى "كارول.....ولم يذكر تفصيل،صل طرف السيف إلى"موضع الإثارة فيهبعدما علم أن أبو غزالة من هواة الرقص الشرقي ، فرقصت"كارول" بالسيف حتى ما 

أنها رقصت له رقصة مثيرة،رغم أن البعض ينفون الواقعة وأنه لم يكن كالفاسدين، وأن 
الادعاءات هذه عنه محض كذب،ولكن شهادة الكثيرين كانت افتراء على سمعته العسكرية كقائد كبير في عهد مبارك مقدمة لتنحيته تؤكد فساده هو أيضا. 

نعود إلى الكبار..لعبة المخابرات لعبة خطيرة لها حسابات وتدخلات في ثورة 25 يناير بعد الارتباك الذي أحدثته الثورة، وتخلّي مبارك عن منصب رئيس الجمهورية، وتعيين اللواءعمر سليمان نائبا.

المجلس العسكري لم يكن مطمئنا من الموقف،"ثورة، ومطالب، وإرحل" مطالب غير مألوفة، وخاصة حين عوملوا باحترام تحت شعار" الجيش والشعب إيد واحدة" فكيف يُقبل خلع رئيس عسكري بسبب شوية عيال، وكرامة العسكري منذ عشرات السنين أن يكون فوق الشعب وأن يكون الشعب خاضعا للحكم مهما كانت.. 
إنها ديكتاتورية العسكر.

كان ضغط الثورة الثورة دافعا لأن يسلم المجلس العسكري الحكم للمدنيين، وتعهد بخريطة طريق ولم يسلم الأمر بسهولة، وأوعز بعد فوز الإخوان بأغلبية مجلس الشعب، ووضع الدستور أن تكون هناك ثغرات تتيح إرباك المشهد وعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل الثورة؛ وأنا على يقين الآن أن الدولة العميقة حقيقة هي ( الجيش  ـ الشرطة ـ القضاء  ـ كبار رجال الأعمال ) 
ولكن يدير دفتها الجيش بوصفه الأقوى، والمؤسسة المسلحة الضاربة، ثم أتباعهم ولكن وجود الجيش في قيادة الركب؛ وضعه في موضع المسؤولية.

  الجميع أسهموا في إرباك المشهد السلمي الذي كان قد وصلت إليه الثورة، من شروخ عدة حتى وصل الأمر إلى خطة الخلاص من الرئيس المنتخب من أي تيار كان إن كان مدنيا، وأخفق شفيق أن يصل إلى المنصب، ووصل الدكتورمرسي إلى منصب الرئيس رغم أن الآلة الإعلامية كلها كانت تدعم شفيق وخاصة "طارق نور" وهو من محاسيب الست وصاحب الإعلان "الكبير الرئيس".

كانت أصعب الخطط  للخلاص من الرئيس المدني في جعبة "اللواءعمر سليمان"، والخلاص منه بأي وسيلة كانت "وسيلة مطروحة أو غير مطروحة، وأعترف بها مدير مكتبه، ففي حال تسلم رئيس منتخب فهناك خطة للتشويه والإرباك،وعدم توصيل المعلومات الصحيحة، وأعطاء تقارير إعلامية بدلا من التقارير الاستخباراتية المدعمة بالوثائق.

وأيضا من دور المخابرات تحريك مشكلات مزمنة وتسليط الأذرع الإعلامية ـ التي صنعها السيسي ـ  لتشويه صورة مؤسسة الدولة التنفيذية ـ الرئاسة والحكومة المنتخبة ـ  والضغط على الرئيس المدني المنتخب لإرباك المشهد من قبل الشرطة الجيش والمخابرات، والمؤسسات الحكومية، والكنيسة،وأخيرا دخل الأزهر المشهد، وفعلا توقفت أجهزة الدولة عن تنفيذ أوامر الرئيس، وخاصة الشرطة وأمن الدولة؛ رغم أن الرئيس المنتخب محمد مرسي أراد أن يجعل منهم رجالا أقوياء بلا رشوة ورفع لهم المرتبات ثلاث مرات.

كان الإعلام له دور كبير في خلخلة الوضع بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي، وكانت السلطات الموجودة تسرب من حيث تدري أن مدة الرئيس لن تستمر إلا عاما، وقد ذكرت لي  باحثة  محترمة في المركز القومي للبحوث أن رئيس المركز الدكتورأشرف شعلان
 ـ ولديّ مستندات عن فساده وسرقاته وتزويره لشهاداته والإسهام في تهريب البحوث العلمية وخاصة الزراعية لفرنسا .

  كان شعلان يهدد من شارك في الثورة بالفصل والتشريد وعدم الترقيات وتجميد المستوى المالي،ويسرب ما كان يتلقاه من الحزب الوطني والدولة العميقة بأن الوضع كما هوعليه، وأن سنة واحدة تكفي الإخوان في الحكم وأنهم سيفشلون في إدارة الدولة، وسيعود مبارك أو جمال. 

ومن تسريبات العميل سيد البدوي رئيس"حزب الوفد" الذي كان مستعدا للأكل على كل الموائد، كان يتقرب من الإخوان، ويتقرب من أمن الدولة، وتلقى اتصالا من ضابط كبيرـ قال أحد القاطنين في شبرا الخيمة  إنه صوت عميد أمن دولة ـ حتى لا يتقرب من الإخوان، وعلل سيد البدوي تقربه من الإخوان بأن الإخوان من الممكن أن يساعدوه في وصوله لمنصب الرئاسة، فهدد ضابط أمن الدولة قائلا: الإخوان سيقتلون في بيوتهم ولن يعرف من القاتل، وسيرون ما لم يرونه في حياتهم.

هنا تراجع سيد البدوي ولاذ بالصمت وتم احتواؤه، ولم ينبه الإخوان الذين تحالفوا معه ودعموا الحزب وأشركوهم في الانتخابات  بما داربينه وبين أمن الدولة، ومما لابد أن يذكر أن شركة سيجما للأدوية كانت ملكا لزوجة اللواء حسن عبد الرحمن مدير أمن الدولة السابق والسيد البدوي       
، ويبدوأن عصابة مبارك كان السيد البدوي أحد رجالها غير المنتسبين للحزب الوطني.
 
مثل هؤلاء المتسلقين يؤمنون بمبدأ "اللي تكسب بيه العب بيه" ولا أعني أن كل الوفديين كذلك، في انتخابات 2010 رغم انسحاب الوفد والقوى الوطنية؛ كان البدوي من مهنئي الحزب الوطني بالفوز (وقرر على حين غفلة قبول دعوة الرئيس الأسبق حسنى مبارك لحضور الجلسة الافتتاحية للبرلمان والاستماع لخطابه من تحت القبة)

كان الوضع مربكا، ورغم تطمينات مرسي للجميع ولقائه مع كافة التيارات إلا أن هناك من كان يعمل في الخفاء منذ البداية، بل كانت الشرطة التي دللها الرئيس مرسي ووصفهم أنهم رجال من ذهب وتعامل كإنسان معهم ورغم ذلك كان يقول قادتها: لن نعمل مع الرجل هذا، ولدينا إجازة 4 سنوات !، بل إن لواء في أمن الدولة كان يقول لن أنفذ أوامرهذا الرجل، أنا كنت أستدعيه وأتركه ينتظر بالساعات الطوال وانا أشاهده عبر الشاشة !.

بعد تنصيب الرئيس مرسي سلّم اللواء مراد موافى رئيس المخابرات ـ ربما يكون بإيعاز من آخرين ـ رسالة بالغة السرية إلى المشير طنطاوي ـ في أول أغسطس وكان المفترض أن تسلم مباشرة للرئيس  محمد مرسي لعمل اللازم، فهناك عمل إرهابي ـ لم يعرف مصدره ـ يستهدف الجنود المصريين في رفح، ولم يبلغ المشير الرئيس مرسي أشارة المخابرات ـ وهنا تنمو شكوك وتساؤلات كثيرة منها هل يعدّ هذا عملا مفتعلا من جهات داخلية أو من جهات خارجية برضا جهات داخلية ؟.

ويبدو أن ذلك قوبل برضا المشير طنطاوي، أو كانت بداية خطة للخلاص من رئيس ثورة 25 يناير، فهل هذه لا تعد خيانة قسم؟ أن يعلم بمعلومات ولا يتخذ إجراء بأن يبلغ الرئيس محمد مرسي.

المؤشرات كانت لها دلالة بأن هناك اتفاقا أمريكيا أوروبياً مع المجلس العسكري بعدم الرضا عن رئيس إسلامي، وذكر ذلك السيسي بأن 3 يوليو كان باتفاق في تفاصيله مع أمريكا، والاتحاد الأوروبي، ويدلل عليه زيارات متعدد لكاثرين أشتون الممثل السامي للاتحاد الأوروبي.

وحين حدث العمل الجبان في مذبحة رفح الأولى التي نفذت على الحدود بين مصر وإسرائيل في 6 أغسطس 2012، من قبل (جماعة أنصار بيت المقدس) الإرهابية ـ كما يدعي الإعلام العسكري ـ والتي أسفرت عن استشهاد 16 ضابطاً وجندياً مصرياً سارع الرئيس محمد مرسي وقادة الجيش لسيناء،وهناك حدث عمل  جبان آخر ـ لا يعلم عنه الكثيرون شيئا ـ وهو محاولة اغتيال الرئيس مرسي وتلقى الضربة أحد الحرس الخاص وانتقل لرحمة الله.

 ولم يُعرف من الذي قام بإطلاق الرصاص حتى بعد التحريات!، ويبدو أن المكيدة قد بدأت ضد الرئيس عقب تنصيبه، كما ذكر البعض من تسريبات ومنها ما قاله اللواء حسين كمال مدير مكتب اللواء عمر سليمان،بان الرئيس المنتخب محمد مرسي لن يظل في منصبه إلا عام واحد، وحين سأله حسين كمال من الذي سيعزله قال:الذين جاءوا به !.

ويبدو أن عمر سليمان رجل الاستخبارات كان يضمر شيئا آخر،وكانت له صلات باستخبارات عالمية بدليل ما قاله مجدي الجلاد:"المخابرات المصرية اجتمعت مع المخابرات الأمريكية والمخابرات العالمية للتخلص من الإخوان ! كان هناك اجتماع سري في الاردن للمخابرات المصرية بقيادة عمر سليمان مع المخابرات العالمية الأمريكية البريطانية  وغيرها، كانت هناك قضية تجهز للإخوان للحد من التمدد الكبيرلهم، وقامت المخابرات المصرية وأمن الدولة بالتنفيذ.

وأشير إلى أن موت عمر سليمان المريب في 19 يوليو 2012 يدخل في لعبة عالمية وأشارت المعلومات المسربة إلى مقتل عمر سليمان في تفجير عبوة ناسفة أثناء اجتماع استخباراتي بشأن سوريا ضم رؤساء استخبارات دول عدة، ورغم ما اشيع من تسريبات بأن عمر سليمان كان معاديا للنظام السوري إلا أن هناك ما يؤكد أنه كانت له صلات ببشار الأسد،وكانت دمشق إحدى محطاته.

في عهد الرئيس المدني المنتخب "محمد مرسي"بعد جريمة قتل الجنود في سيناء، اتهمت الرئاسة المخابرات العامة بالتقصيروعدم تحرك الأجهزةالمعنية لمنع الجريمة قبل حدوثها،قام اللواء موافي بزيارة سرية عاجلة إلى قصر الاتحادية 7 أو 8 أغسطس وطلب مقابلة الرئيس محمد مرسي،لأمر هام وذكر للرئيس إنه قدم تقريرا للمشير طنطاوي بأنّ هناك استهدافا لجنودنا في رفح وأنّ المخابرات لم تقصر في هذا الشأن،وأن الإجراءات من شأن الجهات التنفيذية لاالجهات المعلوماتية الاستخباراتية.

وبعد ذلك صرح اللواء موافي بأن جهاز المخابرات قام بتقديم المعلومات للأجهزة المعنية ـ المشير طنطاوي ـ وأن جهاز المخابرات جهاز جمع معلومات و ليس جهازا تنفيذيا،بل قدم في اللقاءأو في لقاء غيرهDVD  عليه تسجيل خطير لمؤامرة الانقلاب على الرئيس مرسي من قبل المجلس العسكري"مجلس الـ 19"،وذلك بعد شهرين من توليه الرئاسة،وعلى أثر ذلك تم حل المجلس وإحالة طنطاوي وعنان إلى التقاعد،وبرز اللواء السيسي في الصورة.

لم يكن للسيسي ذكراً أو ظهور قبل موقعة الجمل،وإن كان قد قضى فترة طويلة في أمريكا للتدريب الاستخباري ـ على غير المعهود ـ  وهو الوحيد الذي لم يكن في رحلة العودة ونجا من طائرة الموت التي كانت معدة للعودة إلى مصر بينما مات في الحادث 50 ضابطا مصريا،ضمن 217 راكبا قضاء وقدراً،ولا يدري أحد سببا لتخلفه عن العودة على متن الطائرة المصرية التي تم تفجيرها في الجو او بفعل فاعل 31 اكتوبر 1999، هل ذلك يعد من قبيل التعمد أم أن الأمر كان مصادفة بحتة!.

لم يكن السيسي شخصية معروفة إلا للقوات المسلحة، كان يتميز بالهدوء وبقلة الكلام على غراراللواء عمر سليمان واللواء مراد موافي، ويقال أن الذي رشحه للدكتور مرسي هو الفريق أركان حرب سامي عنان،عقب لقاء اللواء مراد موافي بالرئيس مرسي وتزكية المخابرات للواء عبد الفتاح السيسي ـ ولا نعرف على أي أساس تمت التزكية ـ ولكن من الممكن أن يكون هناك تحليل لشخصيته تجعله الوحيد الملائم ليكون وزير دفاع الرئيس مرسي، والوحيد الذي سيستجيب للمجلس الأعلى للقوات المسلحة،والذي سيحافظ على مكتسبات الجيش.

ويبدو أيضا أن الاستخبارات كانت قد بدأت مبكرا في الإعداد لخطة الانقلاب، فهم ـ في عرفهم ـ الأقوى، والقوة تظهر على الضعفاء، وهم أقوى الجهات السيادية " الجيش ـ القضاءـ الشرطة ـ كبار رجال الأعمال"، المال بالنسبة لهم عنصر بالغ الأهمية،ولن يستطيعوا الاستغناء عنه للسيطرة القوية على البلد، لذا تحولت مشاريع " الشركة العربية للتصنيع من الإنتاج الحربي"إلى الإنتاج المدني لضمان التسويق، وذكر لي بعض المدنيين في داخل الإنتاج الحربي أن إنتاجها تقلص لدرجة كبيرة.

والمفترض أن 70% من الدخل القومي في مصر يعتمد على الضرائب والجمارك ولكن الجيش لا يدفع الضرائب ولا الجمارك بما يعود بخسارة كبيرة على الدولة، ودخوله منافسا  للقطاعين العام والخاص  يؤدي إلى خسائر أكبر للقطاعين بل يؤدي إلى إفلاس كثير من الشركات، والجيش في الحقيقة لن يستطيع الوفاء بكافة احتياجات السوق المصري، وإصرار الجيش على الاستمرار في السوق منافسا ضمانة لوجود المال الذي يستطيع به تحريك  مشروعاته وتأمين السيطرة كجهة سيادية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان