سيناء إلى سوق النخاسة في عهد الانقلاب
تدمير مقدرات أبناء سيناء وترحيل السكان كان هدفا مرحليا،
وعدم تكليف الحكومة نفسها عناء إيجاد بدائل
ملائمة لهؤلاء الذين لم ينعموا بأرضهم سلما ولا حربا، ولم يكنْ لهم نصيبٌ من
تنمية ولا رعاية دولة، كل ذلك حلقة من حلقات التنازل عن أرض سيناء المصرية.
وبالانشغال بالحرب ضدَّ أبناء سيناء، والقتل أوالتنكيل
بكل من يرفض ترك أرضه، نسي الناس أنّ هناك خطواتٍ واثقة لابتلاع الجنوب حيث بدأت تسريبات
لخيوط استراتيجية ـ لم تكن معلنة ـ لتسيلم
سيناء كاملة وهي جزء من تراب مصر المختلط بدماء أبنائها وبرضى الانقلاب والرعاية العالمية.
جنوب سيناء من المناطق التي لا يستطيع أهل سيناء
التماس لقمة عيش فيها وحرام عليهم "حلال للطير من كل جنس"، وتحت سمع وبصر
"حكومة مبارك" أعلن في عام الف وتسعمائة
وثماني وثمانين أن جنوب سيناء محمية طبيعية، وحين سعى بدو سيناء للاستعانة بآبارالمياه
الموجودة في الجنوب إذا بها تُردم ويطرد أهلها، بل يعزّزُ القرارُالسابق بآخر في العام
ألف وتسعمائة وستة وتسعين.
لم يقف الأمرُعند ذلك الحدّ بل قامت "منظمة
اليونسكو" بتعزيز تحريم جنوب "أرض الفيروز" على أهل سيناء بإعلان جبل سانت كاترين
وجبل موسى تراثا ثقافيا، في وقت كان يغضّ الطرف فيه عن توسّع الرهبان اليونانيين الذين
تربطهم علاقة مذهبية بالكنيسة الروسية، فأضحى
المثلت الجنوبي كلأً مباحا.
وبشراء سكوت المسؤولين وتعيين أبنائهم بمبالغ خيالية في المدن المحرمة
على المصريين، كانت تدخل مواد ومعدات البناء لتبنى أسوار هائلة الارتفاع بآلاف الأمتار
لصالح "دير سانت كاترين" ورهبانه ـ تحت أية ذريعة.
وتدخل روسيا مع اليونان ومستثمرون يهود من جنسيات
أوروبية في ابتلاع المثلت و"المدن المحرمة " دهب ـ طابا ـ شرم الشيخ
" التي تحولت لقبلة سياحية استثمارية تكرس ضياع سيناء ببيعها خالية من السكان
لمستثمرين من الدول الغربية، ـ بالإضافة للإسرائيليين ـ الذين يحلمون بالعودة إلى أرض الميعاد لتحقيق حلم"أرضُك
يا إسرائيلُ من النيلِ إلى الفرات" .
ويتحقق الحلم الإسرائيلي في عهد الانقلاب، وعلى يد عبد الفتاح السيسي الذي احتفوا به في إسرائيل وإن سفك دماء المصريين لآخر إنسان مصري ينافح عن الشرعية والخيار الديمقراطي في مصر الذي ارتضاه شعب مصر.
تعليقات