شيزوفرانيا Schizophrenia




طرح مذيع قناة الجزيرة وصف "الشيزوفرانيا"، وتلقفته صفحة "الجيش المصري" المدّعاة  لتنعت به الإخوان وخاصة حين خلع الجيش الأليكتروني الوصف على الإخوان .
التجربة التركية ـ بما فيها ـ  ناجحة بنسبة كبيرة ونحن مطالبون أن نكون متأسين بها أوقريبين منها، والرئيس "أردوغان" رجلُ سياسة وعقيدته إسلاميّة، ونحن ـ المسلمين ـ المفترض أن نكون أعرق الناس في السياسة، وجانب الحرية في تركيا خيار لا بديل له كما أثبت الشعب التركي في 15 يوليو.
الشعب التركي في غالبه منضبط، ومستعد للموت تحت جنازير المدرعات ولا يتنازل عن حريته التي تحققت، والرخاء الذي بدأت تظهر آثاره بعد عقد ونصف من حكم العدالة والتنمية.
وإليكم مثل للاتحاد الأوروبي في تعاملاته البشرية المصالحية، وليكن في مجال تدفق اللاجئين السوريين على أراضيه، فقد استقبلت دول الاتحاد الكوادر التي يستتفاد منها من خبراء وعمالة مدربة لأن لديه فقرا شبابيا كبيرا، وطرح الباقين أرضا بالضربة القاضية.

واتفق الاتحاد الأوروبي "الإنسان" مع "مصرالسيسي" لاحتوائهم كما احتوت 8 آلاف شهيد، و91 ألف معتقل ومثلهم مشردون في منافي الأرض وهم من أفضل الكوادر المصرية، والثمن الذي سيدفعه الاتحاد الأوروبي الممول للانقلاب المصري الجديد هو"اليورو" أو الرز الأوروبي البديل عن الرز الخليجي ـ وذلك للتجاوزعن مسمى "الانقلاب".
وأظن أن نظام السيسي سيفتتح للمهاجرين "جوانتناموا" مصرية صميمة أو يبني لهم نُزلا يليق بمقامهم في سجن العقرب لاحتواء ملايين اللاجئين السوريين حتى تنتهي مشكلتهم نهائيا في مصر، فما لم تنجح فيه الطائفة العلوية من الإبادة الجماعية للشعب السوري منذ عهد حافظ الأسد وابنه بشار بيد النصيرية وشبيحتها، وبوتين ـ الدب الروسي ـ مقاول الهدم والإفناء للأحياء ـ ، والحشد الشيعي الصفوي، وحزب اللات التقويّ، سيقوم به السيسي وعقربه خدمة للسادة اتحاد اليورو.
هل أشكك في نوايا الاتحاد الأوروبي حين يصدّر لمصر اللاجئين كمشروع "شيلني واشيلك" أو"شرعنلي وأشرعنلك"؟ بالطبع لا فهذه لغة العالم الغربي، فالسيسي يسعى لأن يكون رئيسا معترفا به، وينفي عن نفسه الغدر بالرئيس الشرعي والانقلاب عليه وينكرأن يكون 3 يوليو 2013 انقلابا بل ثورة بيضاء ـ بخلاف الحقيقة التي صبغت بالدماء ـ وهو "الممثل العاطفي" كما قال الشيخ حازم صلاح، ولم يعبأ بكلامه الكثيرون.
ويستخدم السيسي الطريقة هذه كثيرا ليستدرعطف مؤيديه ـ إن بقي له مؤيدون ـ  حيث انحسرواعنه وبدأوا يغضبون لأنه لم يحقق لهم الرخاء في عامين، ولا تحولت مصر إلى"قد الدنيا " بل اعترف بأن مصر شبه دولة ، وحقق بسرعة قحطا، وانحسارا، وجوعا ومرضا، وفقرا ومعاناة، وإنجازا معكوسا آخره "فوبيا الدولار" وجنونه الذي يقفز كل يوم ليعاني  الشعب المطحون من التضخم الذي لا مثيل له منذ الحرب العالمية الأولى.
ويبدو أنه يؤمن بمبدأ "جوّع كلبك يتبعك " مع الاعتذار للشعر الغلبان مستخدما العصا الغليظة ولا توجد الجزرة بل التصفية الجسدية لفصيل بعينة ويهلل لذلك أزلامه "الإعلاميون"فهو أيضا لديه الشيزوفرانيا لأنه يعيش بحالين، ويدعي أنه حقق النجاح في عامين لدرجة أن مصر تراجعت بكل المقاييس وبسرعة لا يتخيلها عاقل .
ولكن من المؤكد أنه حقق نجاحا ولا في الأحلام ـ ولا ينكره أحد ـ فقد صار بطلا قوميا لإسرائيل واحتفى به الإسرائيليون احتفاءهم بأبطالهم القوميين، وكان النجاح الآخر في سيطرة الجيش على كافة "مفاصل اللادولة"ـ كما وصف هو مصرـ والمستفيدين المحاسيب، ورجال الحكم والجيش "المفلوج"وهذا لفظ مهذب ابحث عن معناه في القاموس.
اما وصم الإخوان بالشيزوفرينيا أعتقد أنّ فيه تجاوزاً في الوصف، ولكن نستطيع أن نقول أن هناك عقدة الاضطهاد، وهي عقدة للأسف ظاهرة، لأن الإخوان يصبرون على الأذى لأنهم رجال دعوة خيّرة، ونادى فضيلةالمرشد  الدكتور بديع بأن :السلمية أقوى من الرصاص، والدعوة سلمية والمفترض أن يكون مناوؤهم على نفس المستوى، وأن يواجهوا الفكر بالفكرلا بالقتل.
للأسف هذا لا يعرفه الأغبياء مثل السيسي وأعوانه، فهم لا يعرفون إلا القتل والتصفية الجسدية، وخاصة للشباب، فهم من جهلهم لا يريدون صاحب فكر، ولا صاحب دعوة.

 لقد انتقلوا من كراهية الإخوان إلى تقويض الإسلام السني الصحيح، وتدمير اسس الإسلام مطلبالآن للرضى السامي على السيسي الذي صار يهزي  بتجديد الخطاب الديني، وصار منافقو السلطة من الأزهريين يسعون لإرضائه ولو طلع دينهم ووصفه منافق بأنه ظل الله على الأرض.
وربما وصف بعض علماء النفس أو"النفسانيين" الإخوان المسلمين بمرض نفسي آخر يطلقون عليها البارانويا Paranoia، ووصفهم "الأمنجية" بأن مكانهم السجن، وكأن المعتقدات والمناهج تهمة في مجتمع العسكر، ولا يبقى إلا سادة وعبيد، كما قال أحد جنرالات الشرطة احنا السادة واللي يمد إيده على سيده تنقطع إيده، واحنا الأمن والأمان ..الخ


والحقيقة أن الإخوان من ذلك براء، وهو يضعون الأشياء في نصابها كما كانت حالة المسلمين الآوائل في عهد النبوة الأولى وحين كانت  الدعوة بالحسنى والإقناع والمرحلة المكية ـ كما نعلم ـ كان شعارها "الصبر"، "كُفّوا أيديَكم وأقيموا الصلاة" ولاقوا ـ رضي الله عنهم ـ الشدائد ولم يسلم إلا قليل ـ كشأن النبوات عبر التاريخ ـ أما ما وصم به مذيع الجزيرة الإخوان فكانت في الحقيقة نكتة فكاهية لدرجة كبيرة.
فالإخوان وصلوا إلى ما يمكن أن نسميه"الواقعية التراجيدية" التي كانت مجسّدة في أول اعتقال طويل بدأ في حقبة الخمسينات ـ وان كانوا ساندوا"عسكر يوليو" وكانوا السبب الأول في نجاح انقلاب الضباط الأحرارعلى أساس الثورة البيضاء وتطبيق الشريعة التي رُفضت من العسكر جملة وتفصيلا رغم أن الإخوان  كانوا مقاتلي عقيدة فحاربوا لإنجليز والاحتلال والإسرائيلي.
ونشطت الدعوة قليلا في السبعينات بعد أن صالحهم  أنورالسادات، وعادوا إلى دعوتهم في الثمانينات، وكانوا مع الثورة من يومها الأول 25 يناير واسألوا الميادين.. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الكلمات:القدسُ وعكّا نحنُ إلى يافا في غزّةَ نحنُ وقلبِ جِنين الواحدُ منّا يُزهرُ آلافا لن تَذبُل فينا ورقةُ تين ما هان الحقُّ عليكِ ولا خافَ عودتُنا إيمانٌ ويقين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا لا لا لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا لا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي كي تُشرقَ شمسُكِ فوقَ أمانينا وينامَ صغارُكِ مُبتسمين ونراكِ بخيرٍ حين تُنادينا لعمارِ بُيوتٍ وبساتين سنعيدُكِ وطناً رغم مآسينا أحراراً نشدو متّحدين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي#palestine #فلسطين

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

العالم روبرت غيلهم زعيم اليهود في معهد ألبرت أينشتاين، والمختص في علم الأجنة أعلن إسلامه بمجرد معرفته للحقيقة العلمية ولإعجاز القرآن