حديث الروح درّة تراث إقبال القصيدة الرائعة للفيلسوف الشاعر "محمد إقبال"

نتيجة بحث الصور عن محمد إقبال فيلسوف  باكستان

حديث الروح درّة تراث محمد إقبال 


                كلمات الشاعر الإسلامي محمد إقبال، عرّبها الشيخ الصاوي شعلان
 ألحان رياض السنباطي
القصيدة الرائعة للفيلسوف الشاعر "محمد إقبال"،وإن كان النص لم تقم أم كلثوم بغنائه كاملا احتراما للذائقة الشرقية في فهم الموسيقى،وكماعملت في رباعيات الخيام، وحدث ذلك في "حديث الروح" حيث لجأت إلى أحد أجناس مقام السيكا"راحة الأرواح" .

وفي الحقيقة أن نقلُ الشعر من لغة إلى أخرى عمل بالغ الصعوبة إنْ لم يكن مستحيلا،وحتى لو كان نصّا لايخضع لأوزان وقواف،وموسيقى شعرية فيعد عملا رائع،يزيد من صعوبته إنْ كان النقل عن الشعر الأوروبيّ الذي يعتمد في كتابته على"النبر" لا على الأوزان الشعرية.
 ولكن أن يقوم الشاعرُالمترجِم الذي يجيد عدداً من اللغات الشرقية والغربية بنقلها بهذا الإبداع المؤثر لتكون شعراعربيا مبينا آسراً فهذا إبداع بلا نظير.
وإن كان الشاعر أحمد رامي أبدع في الرباعيات حين نقلها من الفارسية، إلا أن الشاعر"الصاوي شعلان كان كفيفا" وفاق رامي ببراعة عالية في شعرمحمد إقبال الذي كُتب غالبه بالفارسية لا باللغة الأوردية فخرج النص بالغ الروعة ليتحولَ بها لرسائل  خالدات يوجهها "الفيلسوف إقبال" للأمّة.والقصيدة مختارات ـ وتغيير وتبديل وإدخال كلمات جديدة لم تخطر على بال شاعر،ومما يسجل ويحفظ لأم كلثوم ورياض السنباطي أنهما أختارا ما يؤثر في الأذن العربية من أبيات عالية  الشجن والتأثير في المستمعين.







قصيدة"حديث الروح"تقرأ للطرب من قبل الشعراء،ومحبي الشعر والمفكرين والمتصوفة  فتؤثر فيهم  تأثيرا علويا فتعيدهم إلى مثـُلٍ وقيمٍ غابت عن المجتمعات العربية الضالّة عن طريق الإسلامِ الصحيح، وها هوالنداء العلوي يريد"الأمة" بمفهومها الواسع الذي أراده الله من الرسالة الخاتمة"خير أمة أخرجت للناس".
وحين تقترب أبيات القصيدة من البيت العالي التأثير(من قام يهتف باسم ذاتك قبلنا) يشعر الكثيرون برعشةِ الدموع لأن الغثائية التي صبغت حياتنا بالذوق الردئ تلاشت وبقيت الكلمة البالغة التأثيرالمسيطرة على حيواتنا جميعا، وقد نزعتْ المهابة من قلوب أعدائنا منا، ليس من قلة بل هناك مخططات أممية لتفكيك الأمة .
من بدء هذا المقطع على الجميع أن ينصت، ويطوي صحف الديوان لأنه حان وقت التأثيرالسمعي الذي لن يجدي إلا اهتزاز المشاعر تأثيرا وسكب العبرات.

دواوين الفيلسوف"محمد إقبال" نشط على ترجمتها ـ بل وترجمة كتبٍه ودواوينه ـ كوكبة غيورة متسائلة لماذا تراثُ"طاغور"شاعر الهند الكبيرأعلى صوتا من تراث"محمد إقبال"؟ الحقيقة إنّ طاغور فيلسوفٌ وجدَ من يروّج له في العالم، وخاصة أنّ الكثيرين من مثقفي الهنود قاموا بترجمة تراث طاغور،ونقل أعماله.

 بينما"محمد إقبال" لم يجد من الناقلين إلا ثلة من المثقفين العرب في البداية، والذين كانوا يعدونها تقصيراً من العارفين الذين ذاقوا ذوب أدب"محمد إقبال" فتراث إقبال تراثٌ رُوحيٌ، وخاصة "فلسفته الروحيةلايتذوقها إلا المسلمون،وخاصة الهنود والباكستانيين، والمستشرقين المحايدين العارفين على غرار"أنا ماري شيمل" المستشرقة الألمانية التي لا نظير لها في نصرة الإسلام والتراث الإسلامي!

السيد "أبو الحسن الندوي" رحمه الله كان الناقل الثاني الذي همّ بجَلَد بعدما خارتْ قوى الكثيرينَ أمثالِ من أخذَ على عاتقه مُهمة الإعلام للتعريف بعملاق الإسلام "محمد إقبال" في الجمعيات الثقافية التي برزت في مطلع القرن العشرين؛ إنه الأستاذ "عبد الوهاب عزام" رحمه الله الذي كان يأمل أن يوحد العرب تحت راية ـ جامعة الدول العربية ـ فأصدر "اللمعات"و"ضرب كليم" وأخذ يترجم الكثير مما وصل إليه وتلاشت الصفة الآن .

ولكن ندوة العلماء  الهندية كان لها رجالها الأفذاذ، فقد ترجم الشيخ الندوي أبي الحسن الندوي "حديث الروح" لا أقول نثرا بل فكرا،أما الرجل الفذ الذي نقلها شعرا فهو الشيخُ الشاعرالأزهري الصاوي شعلان لتخرج علينا بطعمها، وحُلوها المنسابِ الذي لا يطاوله زخم .
وقام السيد إبي الندوي بترجمة ونشر"روائع إقبال"،وأيضا الشاعر السوري محمد حسن الأعظمي،ونشرالأديب والقاص نجيب الكيلاني"إقبال الثائر"،وأسهم في العناية بتراث إقبال آخرون مثل:"سميرعبد الحميد"، و"حسن مجيب المصري"،و"أحمد ماهرالبقري"،و"عادل التل"،و"عمر بهاء الدين الأميري"، و"عبد المعين الملوحي"، و"زهير ظاظا"، والدكتورة "سمر روحي" هؤلاء الفضلاء إنكبوا على تراث إقبال كلٌّ من ناحية حتى وصل تراث محمد إقبال للصفوة، والصفوة فقط.
                            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حديثُ الروح للأرواح يسري
                            وتدركُه القلوبُ بلا عناءِ
هتفتُ به فطارَ بِلا جناحٍ
                            وشقّ أنينُه صدرَ الفضاءِ
ومعدِنُه ترابيٌّ ولكنْ
                          جرتْ فِي لفظهِ لُغَةِ السماءِ
لقد فاضت دموعُ العشق منّي
                            حديثاً كانَ عُلـــويّ النداءِ
فحلّق فِي رُبىَ الأفلاكِ حتّى
                            أهاجَ العالَمُ الأعلىَ بُكائِي
تحاورتِ النجومُ وقلنَ صوتٌ
                      بقربِ العرشِ موصولُ الدعـاءِ
وجاَوبتِ المجرةُ علّ طيفاً
                         سَرىَ بين الكواكب في خفاء
وقال البدرُ هذاَ قلبُ شاكٍ
                            يُواصلُ شدوهُ عندَ المساءِ
ولمْ يعرفْ سِوىَ رُضوانِ صوتيِ
                            وما أحراهُ عنــدي بالوفاء
                             ***
شكوايَ أمْ نجوايَ فيِ هذاَ الدُّجى
                                 ليلىُ حسّدي أم عوّديِ
 أمسيت في  الماضي أعيش كأنما
                 قطع الزمان طريق أمسي عنْ غديِ
 والطير صادحة على أفنانها
                           تبكي الرُّبى بأنينها المتجددِ
 قد طال تسهيدي وطال نشيدها
                    مدامعي كالطّل في الغصن النّدي
 فإلى متى صمتي كأني زهــرة
                        خرساء لم ترزقُ بَراعةَ منشدِ
                         ***
قيثارتي مُلئتْ بأنّاتِ الجَوىَ
                          لابدّ للمحــزونِ من فيضانِ
صعَدَتْ إلى شفتيّ خواطرُ مُهجتيِ
                           ليبينَ عنهَا منْطقيِ ولِسَانيِ
أناَ ماَ تعدّيتُ القنَاعةَ والرّضاَ
                             لكنّما هي قصةُ الأشْجانِ
يشكوُ لكَ اللهمّ قلبٌ لم يعشْ
                          إلاّ لِحمدِ عُلاك فِيِ الأكوانِ
 ***
منْ قامَ يهتفُ باسمِ ذاتكِ قبلنا
                        من كان يدعوُ الواحدَ القهارا
عبدُوا الكواكبَ والنجومَ جهالةً
                           لمْ يبلُغوا مِنْ هَدْيِها أنواراَ
***
هل أعلن التوحيدَ داعٍ قلبنا
                      وهدىَ القلوبَ إليكَ والأنظارا
نَدعوُا جهاراً لا إله سِوىَ الذيِ
                        صنع الوجود وقدّر الأقدارا
                       ***
إذا الأيمانُ ضاعَ فَلاَ أمانَ
                           ولا دُنيَا لمنْ لمْ يُحييِ دِينَا
ومن رَضِىَ الحياة بغيرِ دينٍ
                             فقد جعلَ الفناءَ لهاَ قرينا
وفي التوحيدِ للهمَمِ اتحادُ
                             ولنْ تَبنُواُ العُلاَ متفرقيِنا
                              ***
ألم يبعث لأمتكم نبيٌ
                             يوحدكمُ علىَ نهجِ الوئامِ
ومصحفُكُم وقبلتُكُم جميعاً
                                منارٌ للأخوّة والسلامِ
وفوق الكلِّ رَحمنٌ رحيمٌ
                        إلـــهٌ واحِـدٌ ربُّ الأنـــــامِ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان