درس من رواد القمم
كثير من الناس ينوبهم من اليأس الكثير لظروف حياتهم المادية،
أو جانب منهم أصابته جائحة أو مرض عضال وظن ألا ملجأ من الله إلا إليه، ورأيت الكثير منهم ربما أصابه القنوط لشدة
ما أصابه، أوأصابه اليأس من انصراف الناس عنه، ودائما ـ وما دامت الحياة تحتوينا ـ سيصيبنا
ما أصاب الناس، وعلينا أن نجعل من الله مستندا، أو متكأ وخاصة أنّ كلاً منا يردد"ما
أصابك لم يكن ليخطئك، وإن مع العسر يسرا.
وفي هذه المدونة سجلنا معلومات عن الكواسر
(العقبان ـ الكندور ) وهي من الطيور الصيادة، التي تغالب الفرائيس بقوتها، ويخافها المربون على حيواناتهم التي تصبح هدفا سائغا لأنها الأسهل في الافتراس، مثل الماعز ، والخراف والطيور
الداجنة .
والكندور
من فصيلة العقبان القوية، وهو واحد من طيور العالم القديم المفترسة، ويعد من أضخم الطيور
في العالم وأكثرها ندرة، يعيش في جبال الإنديز على طول الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية
في فنزويلا وشيلي والبيرو وكولومبيا.
بعض
الأثرياء يقتنون العقبان في أقفاص حدائق قصورهم، وتظل في الأسر منذ صغرها ، وأثبتت
التجارب انه من الممكن "الكوندور" الذي عاش في الأسر أن يتحول إلى العيش
في الجبال تارة أخرى رغم صعوبة ذلك ويسارع
للتأقلم وخاصة إنْ اطلق سراحه وأمُّنت له
الفرائس الملائمة في مقتبل إطلاقه حتى يعود إلى بناء عضلاته تارة أخرى .
من الصعب أن ينتقل نسر"الكوندور" ذي الوزن الذي
يتجاوزألـ 60 كجم من الأسر إلى التحليق في الأجواء في عنان السماء إلا بعد أن يتم
تأهيله للعيش في البراري وقمم الجبال، حتى يستطيع بهذا الوزن أن تحمله أجنحته إلى الأجواء ويخترق
أجواز الفضاء وتنتصر غريزته، وزودنا القارئ
بفيديو بالغ الروعة للمحاولة ،
والتردد حتى مع الخوف وينطلق وسط تشجيع المشاهدين والعلماء والهواة .
وهذه رسالة إلى كل من
قيدته الظروف بقيد ما،أو أصيب يوما بإصابة أعجزته، فهذا النسر بمقاييس كثيرة لن يستطيع
أن يحلق ولكن انطلق بعد الخوف، وتشجيع من حوله.
شاهد الناس بعيونهم لحظات التردد والخوف لدى الكندور الأسير
حال ضعفه ، وتردده، والمحاولة والخطأ ، الاقتراب من الهوة ، وتحريك أجنحته بوجل ،
وتعالى أصوات من حوله من المتفرجين . لينطلق محلقا مودعا الخوف .
تعليقات