8 سنوات من حكم أوباما.. نجاح لم يقترب من المنطقة العربية أوباما حريصا على ،ولقاء الرجل العجوز، الذي قضى ثلاثين عاما في حكم مصر، عمن أجل سلام إسرائيل
كتاب جديد لباراك أوباما
الحكاية من البداية
كان أوباما حريصا على زيارة مصر،ولقاء الرجل العجوز،حسني مبارك الذي قضى ثلاثين عاما في حكم مصر،وكان حريصا على ذلك من أجل سلام إسرائيل وليس لعيون حسني مبارك.
الثعلب الحريص على الا تخدش مصالح إسرائيل، والاستقرارالذي يعيشه الاحتلال، لذا كان الذئب "عمر سليمان" هو الراعي الذي يحافظ على تواجد الاستقرار والضغط على حماس لعدم التوتر.إذن "الثعلب مبارك والذئب عمر سليمان" هما راعيان"لسلام السادات" وبعدما مات السادات في يوم 6 أكتوبرحتف أنفه "بسلام الشجعان" الذي اخترعه ياسر عرفات، وعندما تولي أوباما مهام منصبه عام 2009، كان الدّين العام الأمريكي 10.6 تريليون دولار.
يتقمص أوباما دور الرجل الأبيض الذي ينظر للخليج على أنه خيمة ونفط ومال،أوباما الذي يوحي للقارئ بأنه غربي يسخر من عادات وتقاليد وكرم أهل الخليج، دخل البيت الأبيض وثروته أقل من مليون،واليوم تقدّر ثروته بـ ٦٠ مليون دولار دائره كبيرة فلا يضحكوا عليكم بالمثاليات الزائفة..
المثير في الأمر أن تلك الإخفاقات تركزت في المنطقة العربية، فلم تبرح القضية الفلسطينية مكانها، ولا تزال المعارك مشتعلة بسوريا منذ أكثر من 5 سنوات، فضلاً عن استيلاء "داعش" على مساحات واسعة من العراق.
وغادر الرئيس الأمريكي باراك أوباما البيت الأبيض في20 يناير، بعد 8 سنوات كاملة، ليتركه لخلفه الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
أوباما يغادر منصبه، مخلفاً تركة تتنازعها الانتصارات والهزائم في الوقت نفسه، إلى جانب جدل واسع خلفته تلك التركة.
ورغم النجاحات اللافتة،التي حققها أوباما في ولايتيه الأولى الثانية، بداية من المجال الاقتصادي،وصولاً إلى إنهاء أكثر من نصف قرن من القطيعة مع كوبا،واتفاق بشأن ملف إيران النووي،إلا أنها لم تخلُ من إخفاقات.
مجال الاقتصاد، كان أبرز إنجازات أوباما، فقد تمكن من انتشال بلاده من واحدة من أكبر الأزمات الاقتصادية، التي لم تعصف بالولايات المتحدة فحسب، بل العالم كله.
فنجح أوباما في إيجاد 15 مليون فرصة عمل جديدة، وخفض معدل البطالة لما دون 4.9 بالمئة طيلة 74 شهراً متتالياً (إشارة إلى بدء النمو نهاية عام 2010) من نمو سوق العمل، كما يحلو له أن يفاخر في كل مرة يتحدث فيها عن تركته.
التركة الاقتصادية لأوباما رافقها نجاحه وحزبه الديمقراطي في إقرار قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة، والذي استطاع توفير تأمين صحي لما يقرب من 20 مليون أمريكي.
ولعل أحد أبرز الآثار الاقتصادية للرئيس الأمريكي، هو توقيعه اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ والمعروفة باسم "تي تي بي"، والتي تشمل إقامة منطقة تجارة حرة بين 12 دولة تشكل اقتصاداتها 40 بالمئة من اقتصاد العالم.
وتضم قائمة: الول أستراليا، بروناي، كندا، تشيلي، اليابان، المكسيك، ماليزيا، نيوزيلندا، بيرو، سنغافورة، فيتنام، إلى جانب الولايات المتحدة.
إلا أن معارضي سياسات أوباما يرون أنه ضاعف من الدين العام للبلاد والذي بلغ مع نهاية عهده 19.5 تريليون دولار.
أوباما، نجح خلال توليه لمقاليد البلاد في إنهاء أكثر من نصف قرن من المقاطعة بين بلاده وكوبا، عندما أعلن نهاية العام 2014 بدء تطبيع العلاقات بين البلدين.
وعقب ذلك جاءت عدة خطوات بينها تبادل للسفراء بين هافانا وواشنطن، وإعادة تسيير الرحلات الجوية، بالإضافة إلى عودة التبادل التجاري.
تطبيع العلاقات مع كوبا، شهد معارضة شديدة من بعض الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي والذين يرون أن الولايات المتحدة لا يجوز ان تتخلى عن سياستها في مقاطعة كوبا لكونها "دولة تخضع لحكم شمولي ديكتاتوري".
وشمل عهد الرئيس الأمريكي الحالي توقيع الاتفاق النووي بين إيران وخمس من الدول الكبرى، إلى جانب الولايات المتحدة، بعد مفاوضات طويلة ومعقدة انتهت بتعهد إيران بالتخلص من برامجها النووية العسكرية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
معارضو الاتفاق النووي، يرون أن أوباما قدم الكثير من التنازلات لطهران، وسيخلق سباقاً للتسلح النووي في المنطقة، بالإضافة إلى تعريض الأمن الإسرائيلي للخطر.
...........
عهدة أوباما، وإن شمل بعض النجاحات، إلا أن شبح عواقب الإخفاقات سيظل يطارد الولايات المتحدة، فمنذ توليه لمقاليد البلاد في يناير 2009، وعد أوباما بالعمل على غلق سجن "غوانتانامو" سيء السمعة، خاصة بعد تفجر فضيحة استخدام الاستخبارات الأمريكية لأساليب التعذيب ضد المعتقلين.
إلا أن أوباما، على ما يبدو،غادر البيت الأبيض،من دون التمكن من تحقيق ذلك الوعد، بالرغم من ضآلة أعداد المتبقين من المعتقلين في هذا السجن.
ويعارض الكونغرس الأمريكي بشدة محاولات أوباما لنقل المتبقين من نزلاء هذا المعتقل إلى سجون داخل الولايات المتحدة.
أوباما، سيخلف في سوريا كذلك، صراعاً لم يستطع حسمه، يعتقد معارضوه أن سبب ذلك يعود "إلى ضعف سياساته" تجاه رأس النظام السوري بشار الأسد ورفضه فرض منطقة حظر للطيران داخل البلاد، التي مزقتها الحرب.
بالإضافة إلى عدم تسليحه للمعارضة السورية، التي طالبت على مدى سنوات حكمه، بتزويدها بمضادات للطائرات من أجل تحييد التفوق الجوي لقوات الأسد.
كما يغادر أوباما منصبه من دون حسم نهائي للحرب ضد تنظيم "داعش"، الذي شهد صعوداً كبيراً خلال فترة حكمه، والتي يرى منتقدو سياساته أن شوكة التنظيم المسلح لم تقو إلا بعد مغادرة القوات الأمريكية للعراق، وهو في اعتقادهم مؤشر آخر على تضاؤل نفوذه في المنطقة.
وفوق هذا كله يرى مراقبون أن تواجد الجيش الأمريكي في أفغانستان، حتى اليوم، وعودة القوات الأمريكية إلى العراق، وإن كان بشكل قوات دعم وتدريب، يدلان على فشله في إنهاء دور القوات الأمريكية في البلدين اللذين كانت الولايات المتحدة قد خاضت حربين فيهما انتهت باحتلالهما إبان حكم سلفه جورج دبليو بوش.
كما لم تبرح القضية الفلسطينية مكانها خلال حكم أوباما، على الرغم من المبادرات الساعية إلى إحياء عملية السلام، واستسلم أوباما للمراوغات الإسرائيلية بالتهرب من مائدة المفاوضات.
الرئيس الامريكي الديمقراطي السابق باراك اوباما في حديث من فيلادلفيا ضمن الحملة الانتخابية الرئاسية الجديدة في
الولايات المتحدة في كلمة أدلى بها في المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي، انتقد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وانتقد أوباما "أولئك الذين يمكّنون" الرئيس الحالي، في إشارة للجمهوريين الذين احتشدوا حول ترامب. كما اتهم خصومه السياسيين بالسعي لجعل الأمر أكثر صعوبة على الناخبين في التصويت، لأنهم "يعلمون أنهم لا يستطيعون كسبك بسياساتهم".
وأقر بأن النظام السياسي غالباً ما يخذل المواطنين، لكنه شجع الأشخاص على المشاركة في الانتخابات.
وقال أوباما لدى إعلانه عن تأييد مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس: "يمكنكم إعطاء ديمقراطيتنا معنى جديدا وبإمكانكم أخذها لمكان أفضل".
واتّهم أوباما في خطابه الملياردير الجمهوري الساعي للفوز بولاية ثانية بالافتقار إلى المهارات اللازمة لقيادة أقوى دولة في العالم.
وكتب الرئيس الرابع والأربعون أوباما "كنت أتمنّى حقاً، من أجل بلدنا، أن يُظهر دونالد ترامب بعض الاهتمام بأخذ وظيفته على محمل الجدّ..لكنّه لم يفعل ذلك أبداً".
وأضاف أنّ "تداعيات هذا الفشل خطرة: لقد توفي 170 ألف أميركي وفقدنا ملايين الوظائف وأطلق العنان لأسوأ غرائزنا"، وتابع أنّ ترامب "لم يبدِ أيّ اهتمام في القيام بما يلزم لأداء وظيفته ولا أيّ اهتمام بإيجاد أرضية مشتركة".
وواصل أوباما هجومه الناري على خلفه بالقول إنّ "دونالد ترامب لم يرتقِ إلى مستوى المنصب لأنه لا يستطيع ذلك". وكتب الرئيس السابق في خطابه أيضاً "الليلة أطلب منكم أن تؤمنوا بقدرة جو (بايدن) وكامالا (هاريس) على إخراج بلادنا من هذه الأوقات العصيبة وإعادة بنائها بشكل أفضل، لأنّ هذا ما هو على المحكّ اليوم: ديموقراطيتنا".
واختار جو بايدن، المرشح الرئاسي الديمقراطي، السناتورة كامالا هاريس البالغة من العمر55 عاماً لخوض الانتخابات سوياً بعدما رشّحها لمنصب نائبة الرئيس. وقبلت كامالا هاريس، رسميا ترشيح الحزب الديمقراطي لها لتولي منصب نائب الرئيس.
وقالت هاريس: "أقبل ترشيحكم لـ (منصب) نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية"، لتصبح بذلك أول امرأة صاحبة بشرة سمراء تترشح عن الحزب لهذا المنصب. وأضافت: "علمتني أمي أن خدمة الآخرين تعطي للحياة هدفاً ومعنى"، مشيرة إلى أن والدتها مهاجرة من الهند "وربما لم تتخيل مطلقا أن أقف أمامكم هنا".
وفي سياق التنافس الانتخابي، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون إن الديمقراطيين قد يخسرون أمام الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر، حتى مع وجود المزيد من الأصوات، وشددت على أن الحزب بحاجة إلى تحقيق فوز "ساحق" في تلك الانتخابات. وأضافت كلينتون لدى إعلانها عن تأييد مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس: "لا تنسوا أن جو وكامالا يستطيعان الفوز بثلاثة ملايين صوت إضافي ويمكن أن يخسرا..خذوا ذلك مني".
في لحظة يمكن وصفها بالفاصلة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية أصدر الرئيس السابق باراك أوباما كتابه "الأرض الموعودة"، الذي أحدث ضجّة لا تقل عن تلك التي أحدثها وصوله إلى البيت الأبيض عام 2008، كأول رجل من أصول إفريقية يحكم العالم فعلياً.
ومنذ ظهوره على الساحة العالمية تميز أوباما (59 عاماً) بالكاريزما وبراعة الحديث، وبقدر ملموس من الصراحة، غير أن هذا الكتاب يؤكد أن الرجل لم يكن صريحاً في كثير من الأمور المهمة، وخاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط عموماً، وبمنطقة الخليج خصوصاً.
وحتى اللحظة لم يرشح إلا القليل مما حواه "الأرض الموعودة" من أسرار، عَمَد أوباما بعدم البوح بها بعد سنوات من مغادرة الحكم، كما هو حال غيره من الرؤساء، الذين لم يتكلموا إلا بعد رحيلهم من موقع صناعة القرار، لتصبح أحاديثهم في أغلبها حجّة عليهم لا لهم.
ورغم أنه لم يتوقف عند الزعماء العرب دون غيرهم،وتناول آخرين مثل الروسي فلاديمير بوتين الذي وصفه بأنه أشبه بحاكم مقاطعة صارم في شيكاغو لا يبتعد عن حدود معرفته الضيقة، بيد أنه يمتلك سلاحاً نووياً وحق النقض(الفيتو) في مجلس الأمن، فإن ما ذكره أوباما عن حكام العرب حمل جديداً كثيراً.
انطباعات عن حكام العرب
في جزء من كتابه تحدث أوباما عن الحكام العرب وشرح انطباعاته عنهم، وسرد مواقف بعينها جمعته بهم في لحظات تاريخية من عمر المنطقة.
وفي سرده ما جرى إبان اندلاع ثورات الربيع العربي عام2011، وصل الرئيس الأمريكي السابق بحديثه إلى تظاهرات البحرين،التي قال إنها"ثورة شعبية تمكنت الحكومة من قمعها بمساعدة القوات السعودية والإماراتية".
وأوضح أوباما أنه اتخذ موقفاً من تظاهرات البحرين مخالفاً لموقفه من نظيرتها في مصر؛ لأن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد حذّره من أن يحذو مع ملك البحرين حمد بن عيسى، حذوه مع الرئيس المصري الراحل حسني مبارك.
ويبدو أن بن زايد كان واضحاً منذ اللحظة الأولى في عدائه لموجة الحرية التي اجتاحت العالم العربي، كما أنه كان يتابع رياح الغضب وهي تتنقل بين العواصم لكي يتمكن من وضع خطة محكمة لإخمادها قبل أن تطرق باب قصره في أبوظبي.
وفي حديثه عن موقف بن زايد من السياسة الأمريكية تجاه الثورات العربية، يقول أوباما "إنه (بن زايد) شاب محنّك، قريب من السعوديين،وربما أذكى زعيم في الخليج. لم ينمق الكلمات في وصف كيفية تلقي الأخبار في المنطقة".
وتابع: "لقد انتقد في محادثة معي علناً دعم البيت الأبيض لتنحي مبارك عن الحكم بسبب التظاهرات، وحذّر من أن وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في هذا البلد (مصر) يهدد بسقوط ثمانية قادة عرب آخرين"، لكنه لم يذكر أسماء هؤلاء القادة الذين قصدهم بن زايد.
في النهاية، رسم أوباما صورة قاتمة لأوضاع الحكم في المنطقة، وبرر تناقضه في التعامل بين مصر والبحرين التي تضم قاعدة عسكرية أمريكية بالقول: "لم تكن لدي طريقة رائعة لشرح التناقض الواضح، بخلاف الاعتراف بأن العالم كان في حالة فوضى وأنه لدى ممارسة السياسة الخارجية كان عليَّ أن أواصل الموازنة بين المصالح المتنافسة".
لكن أوباما تحدث أيضاً عن انطباعه العام عن المملكة التي قال إنه شعر بالقمع والحزن من التمييز والفصل اللذين أحسّهما في هذا البلد الذي أسكت كل الألوان، حسب تعبيره.
ويضيف أوباما: "خلال الرحلة نفسها، عندما وصلت إلى القاهرة، تكونت لديَّ صورة قاتمة عن السعودية وفصلها الصارم بين الجنسين وقوانينها الدينية.وقد حاول القصر منحي مجوهرات فاخرة".
وتابع: "بعد لقاء مبارك في عام 2009 بالقاهرة، وجدت أن التعامل مع المستبدين المسنين سيكون أمراً مألوفاً؛ فهؤلاء يعيشون في عزلة بقصورهم، وكل تفاعل لهم يجري بوساطة موظفين جامدي المشاعر وخنوعين يحيطون بهم، لم يكونوا قادرين على التمييز بين مصالحهم الشخصية ومصالح شعوبهم".
وقال أوباما إنه كان على دراية بالمخاطر عندما دُفع مبارك علناً إلى التنازل عن السلطة، لكنه اعتقد أنه لو كان شاباً مصرياً فلربما كان هناك بين المتظاهرين.
وفي حديثه عن القاهرة، يقول أوباما، كان في القاهرة يومئذ 16 مليون ساكن، لكننا لم نر أياً منهم ونحن نتحرك في الشارع، مضيفاً: "كانت الشوارع الشهيرة بأنها دائماً مزدحمة خالية من الناس لأميال، باستثناء ضباط الشرطة المنتشرين في كل مكان، وهو مشهد يعكس القبضة الأمنية غير العادية للرئيس المصري حسني مبارك على بلاده".
لم يقدم جديداً
مدير مركز "مينا" للدراسات في واشنطن الدكتور خالد الجابر، قال إن كتابة مذكرات الرؤساء تعتبر عرفاً في الثقافة الغربية، لكن المهم هو ألا تفضح هذه المذكرات أسراراً عسكرية أو أمنية أو تهدد الأمن القومي،وهي تخضع للسرية لسنوات طويلة، خاصة الأمريكيين منهم.
وأضاف الجابر، في تصريح لـ"الخليج أونلاين"، أن كتابة المذكرات لرئيس الولايات المتحدة تدر مدخولاً مادياً كبيراً من جهة، وهي تترك رؤيته وشهادته للتاريخ بلسانه وليس بلسان الحكومة، بحسب الجابر، الذي أكد أن هذه المذكرات تخضع لتنقيح أمني كبير.
ويرى الجابر أن كتاب أوباما لم يحمل جديداً مثيراً؛ لأن غالبية ما جاء به كان معروفاً في آخر سنوات حكمه، وقد تحدث الرجل مع مجلة "أتلانتيك" تحت ما عرف بـ"عقيدة أوباما".
وتابع: "واضح من المذكرات أن الرجل كان ينظر إلى الشرق الأوسط نظرة سوداوية جداً، خصوصاً أنه قال بعد عودته من القاهرة إن الشرق الأوسط سينفجر لكن لا نعرف متى. وقد شكّل فور عودته من القاهرة فريقاً للتعامل مع هذا التوقع".
ورغم أنه حدد أسماء رؤساء ودول بعينهم، فإن أوباما يؤكد أنه فشل في التعامل الدقيق مع ما حدث في الشرق الأوسط من ثورات، وذلك بسبب تضارب المعلومات المتدفقة للبيت الأبيض من جهة، وأيضاً بسبب وصول أشخاص للحكم لا يجيدون التعامل مع أمريكا أو لا يؤمنون بالتغيير أصلاً.
الخوف وليس حكام الخليج
هذا التخوف من سقوط الأنظمة التي ما تزال قائمة ومتواصلة مع الغرب، هو الذي جعل أوباما غير قادر على اتخاذ قرارات واضحة مع كل البلاد، وهو ما حدث في البحرين، التي خشي أوباما من وصول جماعات موالية لإيران إلى الحكم فيها، وهو سيناريو مخيف لأمريكا وللخليج على حد سواء، برأي الجابر.
ويضيف: "لذلك، فإن تراجع أوباما عن دعم ثورة البحرين كان مبعثه المخاوف المشتركة من ظهور إيران جديدة بالمنطقة، خاصة في البحرين التي يرابط بها أسطول أمريكا السادس، التي يستبعد جداً أن يكون لولي عهد أبوظبي أو غيره من الحكام تلك الخطوة التي تجعل الأمريكيين يستمعون لهم".
وأشار الجابر إلى أن موقف أوباما من المنطقة عموماً كان يقوم على إيجاد استقرار في الخليج خصوصاً والدول العربية عموماً، وهو ما تجلى في اتفاقه النووي مع إيران، وهو الاتفاق الذي تجاهل كل اعتراضات الحكام الخليجيين.
أما عن مسألة كلام الرؤساء عن الحقائق بعد خروجهم بالحكم، فإنه يأتي في سياق المقولة الشهيرة التي تقول إن الرئيس عندما يدرك أنه لن يعود للحكم فإنه يبدأ بقول الحقيقة، كما يقول الباحث السياسي عبد الرحمن السراج.
وفي تصريح لـ"الخليج أونلاين"، يقول السراج إن مذكرات أوباما، وغيرها من مذكرات الرؤساء، لا بد أن تخلو من حقائق مهمة وكبيرة تحول المصالح السياسية دون الإفصاح عنها.
ومن المتوقع أن ترتفع مبيعات الكتاب بشكل كبير خلال الفترة المقبلة بالنظر إلى ما يحيط به من زخم، وأيضاً بالنظر للكاريزما التي يتمتع بها أوباما عالمياً.
ويتناول الكتاب مذكرات الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة، وقد كتبها أوباما بعد توليه الرئاسة من 2009 إلى 2017.
وبحسب "سي إن إن بيزنس"، فإن دار النشر الشهيرة "راندوم هاوس" تتوقع أن يحطم الكتاب الرقم القياسي لناشر الكتاب "كراون"، وفي طريقه لأن يصبح الأفضل مبيعاً هذا العام، بعدما حقق أكبر مبيعات لكتاب في يوم واحد على الإطلاق.
ويسعى أوباما من خلال هذا الكتاب لإعطاء نظرة ثاقبة على الأحداث والأشخاص الذين كان لهم دور هام خلال السنوات الأولى من رئاسته، كما يقول.
وكتب باراك أوباما، عبر حسابه بموقع "تويتر": "تم نشر مذكراتي، كتاب أرض الميعاد، اليوم، أتمنى أن تقرأها، كان هدفي هو إعطاءك نظرة ثاقبة على الأحداث والأشخاص الذين شكلوني خلال السنوات الأولى من رئاستي".
وتابع: "الأهم من ذلك كله: آمل أن يلهمك أن ترى نفسك تؤدي دوراً في تشكيل عالم أفضل".
تعليقات