ذكريات انتصار إرادة الوحدة وإنكسارها من ذاكرتي التي وعتْ حرب 1973 والدعم الكبيرلمصر،قبل انطلاق الحرب من قِبل الملك فيصل ـ رحمه الله ـ للسادات حيث ذهب مستجيرا بالملك فيصل، وطلب الدعم
الزمان والمكان
من ذاكرتي التي وعتْ حرب 1973 والدعم الكبيرلمصر،قبل انطلاق الحرب من قِبل الملك فيصل ـ رحمه الله ـ للسادات حيث ذهب مستجيرا بالملك فيصل، وطلب الدعم منه ، لإنه داخل على حرب، وكان الدعم اللوجستي جاهزا بالمال والعتاد والسلاح ووقف
البترول .
كلمات منيرة من الملك فيصل ابن عبد العزيز: إننا في هذا البلد الشريف نعاهد أنفسنا على أن نكون ـ بحول الله وقوته ـ خداماً ـ لشريعة الله ـ داعين إلى الله ، متعاونين مع كل إخواننا المسلمين في أقطار الأرض لما فيه نصرة هذا الدين، وتحكيم شرع الله وخدمة شعوبنا، بل وفي نشر العدالة في العالم أجمع، لو لم اكُن ملِكاً لكُنتَ معلماً،لقد كنا نعيش تحت الخيام ونستطيع أن نعود إليها فإن نخسر المال خير من أن نخسر الشرف .
السادات كان فى زيارة للسعودية وسوريا وقطر، وبمجرد عودته اجتمع مع القذافى فى قرية السادات "ميت أبوالكوم محافظة المنوفية"، يوم 27 أغسطس مثل هذا اليوم 1973لم يكن الاجتماع طيبا، وبذلت خلاله محاولات للتوصل إلى صيغة حلّ وسط يمكن أن تحفظ ماء الوجه، وأُعددت بالفعل وثيقة تتضمن الاتفاق على إعلان مبدأ الوحدة فى أول سبتمبر، وإجراء استفتاء عليه فى البلدين بعد ذلك بثلاثة أشهر".
كانت حرب البترول السعودي الذي أدارها فيصل بحنكة هي الفيصل لصمود السادات، حيت أوقف الملك فيصل إمداد أمريكا وحلفائها بالبترول، وما أدراك مابترول السعودية ، فهو شريان الحياة، في صقيع وتوقف عجلة الاقتصاد الأمريكي.
كانت الحرب توشك أن تندلع،وكانت المفاجأة أن يصمد رجالنا،ويضحي شهداؤنا،وتجعل الانتصارات في الحرب أمريكا تقوم برحلات مكوكية بين(واشنطن والرياض ومصر ) وكيسنجر كان يدعو لوقف الحرب خوفا على (الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر)، ورفض السادات حتى تقف الحرب عند وضع آمن لا رجعة فيه .
هيكل كان حاضرا لهذا الاجتماع، وساوره إحساس قوى بأن الأمر لن يسفر عن شيء
ويذكر"هيكل"واقعة حضور القذافي المفاجئ للقاهرة فى سياق تحليل شخصيته وخصوصية علاقته بمصر. يقول: كان هناك رجلان وخلفيتان صنعتا من القذافي شخصية: النبى محمد صلى الله عليه وسلم،
، وهذا المزيج من الفكر الإسلامى أيام النبي والمبادئ الثورية لعبد الناصر، كان له تأثير كبير جدا على القذافى، ولاسيما فترة تكوين شخصيته وهى فترة ما بين حرب السويس 1956 وحرب يونيو1967.
حين بدأ يدرك ما يدور فى العالم حوله، أما الخلفيتان فهما: "الجيش والصحراء"كان الجيش هو المكان الذى اكتشف فيه نفسه لأول مرة، والصحراء هى المكان الذى يعدو إليه حين يشعر بالرغبة فى العزلة، كان يحب الجيش بكل ما فيه من أوامر وخضوع للنظام، لأن غرائزه ظلت كما كانت..
غرائز رجل البادية الحر، كان إذا سمع مثلا، أن أحد زملائه في مجلس قيادة الثورة انتقل إلى سكن فى المدينة، يطلب إليه العودة إلى الثكنات فورا، وكانت الصعوبة التى تواجهه هى أنه كان يفتقر إلى الخبرة التي تمكنه من هضم كل العناصر المؤثرة التى تتصارع داخل نفسه، لكن نتيجة هذا الصراع تجلت فى هذه الشخصية الفريدة المعقدة بصورة مذهلة.
"حزن القذافي حزنا شديدا لوفاة عبدالناصر"ولم يكن حزنه لمجرد إعجابه
بعبدالناصر، كان يفوق إعجابه بأى مخلوق آخر وحسب،إنما لأنه ظل يؤمن بالدور
المركزى لمصر في العالم العربي، إيمانه لم يهتز أبدا بأن مصر هى المفتاح، لذا شعر
بعد وفاة عبدالناصر بأن هناك فراغاً فى العالم العربى كبيراً جدا يتعذرعلى أى رجل
آخر أن يملأه، ومن هنا كان رأيه ضرورة وجود قيادة جماعية من" مصر وسوريا
وليبيا".
العلاقات بين مصر وليبيا فى هذه الفترة مرت بثلاث مراحل، الأولى تبدأ من قيام
الثورة الليبية "1 سبتمبر 1969" حتى وفاة عبد الناصر28 سبتمبر 1970،
وكان الليبيون يعتبرون أنفسهم ما يمكن أن يوصف بأبناء الثورة المصرية،والثانية
تبدأ من يوم وفاة عبدالناصرإلى يوم سحب الخبراء السوفيت من مصر فى يوليو 1972،وكان القذافى خلالها حائرا بالنسبة إلى ما يحدث فى مصر من صراع حول السلطة إلى
العلاقات المصرية السوفيتية، والثالثة تبدأ من يوليو 1972 حتى حرب أكتوبر 1973،
وقدمت ليبيا خلالها اقتراح الوحدة الكاملة.
قال هيكل، أن القذافي قدم فى 26 يوليو 1972 اقتراحا بالوحدة، وقبله الرئيس السادات فى
31 يوليو، وسافر إلى بنغازى فى 2 أغسطس 1972 لبحث طرق ووسائل تنفيذه، واتفق هناك
على أن تتم الاستعدادات لتنفيذه خلال مدة تزيد قليلا على سنة حتى أول سبتمبر 1973،
وشكلت لجان مشتركة لبحث كل جانب من جوانب الدولة الجديدة.. وكان هناك شىء واحد تم
الاتفاق عليه بسرعة، وهو اسم الدولة الجديدة:اتفق على تسميتها مرة أخرى "الجمهورية
العربية المتحدة"،ولما كان القذافي يعرف حب المصريين لاسم بلادهم، اقترح أن يطلق
اسم مصر على محافظة القاهرة، في حين أن اسم مصر تغير أيام الوحدة مع سوريا إلى اسم
"الإقليم الجنوبي".
سرعان ما تبين أن الأمور لا تسير على ما
يرام..كان القذافي يرى أن الرئيس السادات ليس ثوريا بالدرجة الكافية، فى حين كان
السادات يرى أن القذافي شاب تنقصه التجارب وربما الاتزان"، وفى هذا السياق
جاءت الزيارة المفاجئة واجتماعات ميت أبوالكوم يوم 27 أغسطس 1973.
وبرقية سرية عاجلة منشورة بصورتها في كتاب "أكتوبر 73 السلاح
والسياسة" لمحمد حسنين هيكل..توجه بها الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي الى الرئيس محمد أنور السادات خلال
حرب أكتوبر 1973.
وجاء
في البرقية: "من العقيد القذافي، إلى السيد الرئيس السادات، بعد التحية، فى
الطريق إليكم الصواريخ الكروتال المطلوبة معها حامية طبرق، ونحاول نقل كتيبة
صواريخ سام إلى طبرق لتحل محل الكروتال، أصدرت الأمر بنقل اللواء المدرع بأطقمه
إلى مصر فورا، سنحاول تشكيل لواء بدلا منه، قد تحتاج طواقم تدريب قدر الإمكان تحت
هذه الظروف، النفط تحت تصرفكم واعتبروه نفطكم، مرسل لكم قوافل من الأدوية قدر
المستطاع والمؤن بقدر ما تيسر لنا في السوق والمخازن، المدافع الـ mg 400 في الطريق إليكم.
وقد وضع هيكل رسالة القذافي في سياق الحالة العامة التي كان عليها السادات يوم "10 أكتوبر"، فهو وطبقا لهيكل بدأ يومه كالعادة بقراءة تقرير الموقف العسكري، واحتوى التقرير عدة نقاط، كان أهمها أن العدو زج بمعظم مدرعاته إلى الجبهتين المصرية والسورية، ويحتفظ باحتياط في العمق، ويركز العدو على قصف بورسعيد، ونفذ عدة طلعات جوية وبحرية، ونفذ عدة طلعات شبه مستمرة على مطارات وسط سيناء.
ويقول الكاتب الصحفي المصري سعيد الشحات أن السادات لم يكن في أحسن أحواله في هذا اليوم طبقا لتأكيد هيكل، لأن «ساحة الحرب بدت أكثر اتساعا من مقدرة رجل واحد على إدارتها»، ويقول هيكل: "بعد أن فرغ من قراءة تقرير الموقف العسكري، جاءته بعدها رسالة كيسنجر "وزير الخارجية الأمريكي"، وقرر أن يرد عليها وكان رده على نحو ما بعيدا عن واقع اللحظة، حيث استنتج كيسنجر منه أن الرئيس المصري لم يعد يطالب بتسوية شاملة".
"من
المفارقات أنه عند تسليم هذه الرسالة إلى مندوب المخابرات المركزية الأمريكية في
القاهرة، جرى إبلاغ المندوب بأن الرئيس السادات يتمنى لو استطاع كيسنجر أن يزور
القاهرة لبحث موضوعات الساعة مباشرة مع الرئيس الذى يسعده أن يوجه دعوة إلى وزير
الخارجية الأمريكي إذا تلقى إشارة بأن الدعوة مقبولة".
الضغوط كانت
شديدة على الرئيس السادات، ولم تكن مقصورة على ما يجرى في ميادين القتال، ولا على
مناورات كيسنجر، وإنما زادت بضغوط العالم العربي، ذلك أن الرأي العام العربي بدأ
يستشعر أن انتصارا عربيا هائلا قد تحقق، أو هو على وشك، وفى تلك الساعات كان
الرئيس السادات في وضع يسمح له بأن يطلب ما يشاء ممن يشاء في العالم العربي، دون
أن يملك أحد غير الاستجابة الكاملة راضيا أو مضطرا، وربما عبرت عن ذلك برقية
القذافي"وشاهدته في الإسكندرية في سياارة مكشوفة في شوارع الإسكندرية
تعليقات