الدكتورة زينب عبد العزيز وترجمة القرآن الكريم بالفرنسية
كنت أتابعها حبا لها لأنها سميّة"أمي رحمها الله"وهي أستاذة الحضارة الفرنسية كان ذلك في سني عمري الأولى، ووجدت كنزا كبيرا في كتاباتها مؤخرا حين كنت في الجامعة، كنت أقرا كثيرا من مقالاتها المتخصصة،والأدبية بالذات وترجمتها للكثير من نصوص الكثيرين من المستشرقين الفرنسيين..
وربما ذلك أيضا من أجل جهودها في ترجمة القرآن الكريم باللغة الفرنسية التي جعلت الكثيرين من الفرنسيين يعتمدون على ترجمتها الصافية الرائقة فدخلوا في دين الله افواجا ، ولها معارك كثيرة من أجل القرآن الكريم ، وتحريف النصوص.
د.زينب عبد العزيز أستاذة الحضارة الفرنسية والأدب الفرنسي في جامعة القاهرة، مواليد الإسكندرية مصر 19 يناير 1935، وصاحبة أحدث ترجمة بالفرنسية لمعاني الكريم القرآن قامت كل من جامعة المنوفية وجامعة الزقازيق على التوالى، بترشيحها لنيل جائزة الملك فيصل في مجال علوم خدمة الإسلام للعام 2000
إمرأة مصرية نشأت وتربت على الثقافة الفرنسية،وكانت هوايتها ودراستها الأكاديمية في معظمها تدور حول الفن والرسم التشكيلي حتى أنها درست بعض الشخصيات الفنية الفرنسية من أمثال فولتير.. وألفت عنه كتابا بعنوان" فولتير رومانسيا"
كما أن موضوع رسالة الدكتوراة التي ناقشتها في جامعة السوربون بفرنسا كان بعنوان (النزعة الإنسانية عند فان جوخ)..
ومن فرط إهتمامها بالفنون التشكيلية كانت تنقل معارضها الفنية حول العالم..وتزور كافة المتاحف للإطلاع على كل جديد و ذات مرة حضرت ندوة شارك فيها المستشرق الفرنسي جاك بيرك في مصر وعرض من خلال الندوة ترجمته للقرآن باللغة الفرنسية،وكانت المفاجأة تصفحت الدكتورة صفحات القرآن المترجم وانتابها ذهول سيطر عليها فلم تستطع ان تتماسك فارتفع صوتها في وجه بيرك متهمة إياه بتشويه النصوص القرآنية..وقالت إنه ترجمته أظهرت القرآن خاليا من النفحات الروحية التي تميزه ..
وعلى الفور ذهبت إلى بيتها وبدأت في ترجمة جديدة للقرآن باللغة الفرنسية لتعالج التشوهات التي أحدثها بيرك في ترجمته،فخرجت بعد عشر سنوات ترجمة هي الأفضل على الإطلاق بشهادة المتخصصين..
وأثناء بحثها علمت أن من يقف وراء ترجمة بيرك هو الفاتيكان..بغرض نشر المخططات التنصيرية على حين غفلة من المسلمين ومؤسساتهم الرسمية.. فشرعت في تأليف عدد من الكتب لعل أبرزها :" ترجمات القرآن إلى أين" "وجهان لجاك بيرك" ،"الفاتيكان والإسلام"، "تنصير العالم"، "المساومة الكبرى"، "هدم الإسلام بالمصطلحات المستوردة" ، "الأصولية و الحداثة"
حملة المنافقين الفرنسيس".. وغيرها من الكتب ..التي تدافع عن القرآن والإسلام..
ولم تتوقف عند ذلك.. بل شرعت في التعريف بما يحاك للمسلمين من مؤامرات عن طريق الفن من خلال مؤلفها " لعبة الفن الحديث بين الصهيونية وأمريكا"..
وفيه أثبتت بالأدلة العلمية دور الفن في هدم هوية الأمة الإسلامية..فما كان من أعداء الإسلام إلا أن منعوا لوحاتها من كل دور العرض حول العالم على الرغم من المهنية والحرفية العالية التي تتمتع بها،لكنها لم تتوقف عن فضح خططهم..
بارك الله في عمر الدكتورة الفاضلة زينب عبد العزيز التي ما زالت على قيد الحياة وهي تبلغ من العمر الآن85 عاما.. ومتعها الله بالصحة والعافية.. وجزاها الله عن الإسلام والقرآن خير الجزاء.
تحت هذه الصورة الهلعة نشرت أهم المواقع الفاتيكانية والغربية صورة البابا وهو متوجه لزيارة العراق أمس 5/3/2021.. والهلع الذي يبدو على وجهه من هول المنظر، الذي يبدو أنه يشاهده، ليس مما أصاب العراق من دمار صواريخ النابلم وقنابل أمريكية محرّمة تفوق في قدرتها أضعاف ما ألقته على هيروشيما ونجازاكي، دكت بها العراق لتحيلها الي ما لا يوصف من خراب وأتت على ملايين العراقيين حرقا وتفحما أو تبخراً..
لكن البابا هلع من صواريخ "داعش" التي اختلقتها السياسة الأمريكية الغاشمة، ليواصل لصق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين. فما من قارئ قد نسي تصريح هيلاري كلينتون وهي تؤكد أن أمريكا هي التي كونتهم ودربتهم وأغرقتهم بالأسلحة!!
وهكذا تبدأ الزيارة التي يقوم بها ذلك الفرنسيس الأسيزي، في دولة دكتها الغطرسة الأمريكية وابادت ملايين المسلمين، إذ فر منها مسيحييها مع أولي الطلقات، واستقبلهم الغرب، وخاصة فرنسا، بمنحهم مئات الوظائف الفورية ليتمكنوا من العيش بكرامة.. ومما ورد تعقيبا من أحد المواقع الفرنسية: "بعيدا عن التحيات التقليدية، فإن هذه المهمة الدبلوماسية تهدف أيضا إلى تذكرة العراقيين وجيرانهم أن المسيحية لا يمكن فصلها عن تاريخ وثقافة المنطقة.
والبابا فرانسيس سوف يدافع عن حق اخوانه في الدين في نفس الوقت الذي سيزور فيه جماعة مستنزفة"! فهو قادم ليطالب بعودة العراقيين الذين فروا من الدمار والموت.. فبعد ان كان المسيحيين يمثلون 1،2 مليونا في أواخر الثمانينات، تقلص عددهم الي ما يقارب المئتا الفا. إذ فروا هربا من هول ما أصاب العراق من خراب لا يوصف، وآثروا المنفي علي الموت الذي حصد ملايين المسلمين.
أما البابا فبدأ قائلا: "أتيت كخاطئ يطلب الصفح من السماء (وليس من المسلمين) ومن الأخوة، (واخوته هم المسيحيين وليسوا المسلمين)، أطلب الصفح عن كثرة الدمار والقسوة (ولم يذكر من المتسبب فيها). أنني قادم كحاج للسلام، باسم المسيح، أمير السلام".
وهو ما أعرب عنه أمام المسؤولين والسلك الدبلوماسي عند وصوله. كما استجدي الصلاة التي تجلب السلام للعراق. واليوم سوف يقوم بمثل ما قام به مع الأزهر السُنّي، لكن مع الجانب الشيعي، بلقائه آية الله السيستاني ليخرج بوثيقة يؤكد فيها "ان المسيح هو الإله الوحيد الحقيقي".. وانه علينا ن نلتف حوله!! وتتواصل المهازل تحت لواء الصمت.. ليتنا نفيق.
ونقرأ ما يدسه الغرب الصليبي وقياداته، وإصرارهم على اقتلاع الإسلام بهدوء وخطوة خطوة، لفرض ذلك "الإله الوحيد الحقيقي".. فما يحاك حاليا هو إعادة لنفس مخطط "مسألة الشرق" الذي تضافرت فيه دول أوروبا لاقتلاع الإمبراطورية العثمانية، بحيث يمكنهم الحديث بلا حرج عن هذه المسألة ولا يدركها قارئ.
ومع تغيير المسمى في نصوصهم إلى "موضوع الشرق"، يتكرر نفس الوضع ولا يفهم القارئ ما الذي يقصدونه، بل لقد أنشأوا مؤسسة برئاسة المونسنيور جولنيتش لتولي هذه المهمة.
الفاتيكان وجرائمه ضد الإنسانية
"الفاتيكان كيان إجرامي دولي" بهذه العبارة المرعبة بكل ما تتضمنه من معاني إدانة مهينة، قرَّرت محكمة العدل الدولية لقانون الأعراف (ICLCJ) في بروكسل، والمتضامنة مع المحكمة الدولية ضد جرائم الكنيسة والدولة (ITCCS)، وأعلنت حكمها في واحدة من أخطر وأقبح قضايا العصر إجراماً وبشاعة، والتي تم ويتم التعتيم عليها بصورة فاضحة لكيفية تعامل الغرب الصليبي المتعصب مع بعض الحقائق التاريخية والعصرية.
ونظراً لأهمية مثل هذا الموضوع وكل ما يتضمنه أو يشير إليه من حقائق تاريخية جسيمة مهولة وممتدة؛ يتم التعتيم عليها منذ بضعة قرون، فلا يسعني إلا أن أبدأ بترجمة قرار الإدانة هذا. وفيما يلي نصُّه: "في 25 فبراير 2013م تم الاعتراف قانوناً بأن الكنيسة الكاثوليكية الرومية وقياداتها العليا اقترفوا جرائم ضد الإنسانية والتآمر الإجرامي الدولي لتسهيل وتشجيع تجارة الأطفال".
وهذا القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية لقانون الأعراف قد أثبت أن الكنيسة الكاثوليكية ومقرها الإداري، بما في ذلك الفاتيكان، عبارة عن كيان إجرامي وفقاً للقانون الدولي. جاء هذا الكلام الذي لا يتصوره عقل في التقرير الصادر عن المحكمة ووقع عليه الأمين العام، السيد جورج دوفور George Dufort بتاريخ 4 أغسطس 2013م.
ويواصل التقرير: "وفي 11 يوليو 2013م قام البابا فرانسيس يورج برجوليو بتأكيد الكيان الإجرامي للكنيسة، وذلك بإقرار قوانين كنسية جديدة تنصح أتباعها ورجال الدين والعاملين بها وتحثهم على الإجرام. فهذه القوانين والوضع العام للبابا يؤكد وجود قانون كنسي يحمي اغتصاب الأطفال والمحاولات الإجرامية، وذلك بدفع الكاثوليك إلى محو الآثار الدالة على اغتصاب الأطفال والاتجار بهم عن طريق الكنيسة، وتهديد كل من يقوم بكشف هذه الأدلة. خرق القوانين ووِفقاً لهذه الملاحظات والقوانين، فإن البابا فرانسيس لم يأمر فحسب أتباعه بخرق القانون، وإنما بالقيام بخيانة بلدانهم، وذلك بخرق قوانين حماية الأطفال وتقويض عمل أقسام البوليس".
وباختصار فإن البابا لا يقوم فحسب بتسهيل الاغتصاب الدولي للأطفال والاتجار بهم، لكنه يدير مؤامرة إجرامية ضد سيادة دول أخرى وقوانينها. فوِفقاً للقانون الدولي، إن مثل هذه الأفعال تُعد بمثابة عمل حربي، وهؤلاء المسؤولون تم الإعلان رسمياً أنهم أعداء للإنسانية، فلابد من أن نقوم بتعريف العالم أن البابا فرانسيس، رئيس الكنيسة الرومية، هو في الواقع عدو للإنسانية، وبناء على ذلك أصدرت محكمة العدل الدولية لقانون الأعراف في بروكسل أول أغسطس 2013م أمراً بالاعتقال الفوري لـ يورج برجوليو على هذه الجرائم.
وعلينا أن نكشف على أوسع نطاق أن الكنيسة الكاثوليكية الرومية، بصفتها كيان إجرامي دولي متورطة فعلاً في الاتجار بالأطفال، واغتصابهم، وتعذيبهم، ومتورطة أيضاً في غسيل الأموال، لذلك فهي بمثابة منظمة إجرامية دولية في حرب ضد الإنسانية والأطفال وقوانينها. وبالتالي؛ فإن الكنيسة الكاثوليكية الرومية خاضعة لكافة العقوبات التي أقرّتها الأمم المتحدة ضد الجرائم الدولية المنظمة (عام 2000م)، وهذه العقوبات تتضمن الاستيلاء على كافة الأموال والممتلكات والثروات الخاصة بالكنيسة، واعتقال المسؤولين الرسميين بها وإعادة كل ما قاموا بالاستيلاء عليه.
حل الفاتيكان وهناك منظمات معترفٌ بأنها إجرامية، مثل الفاتيكان وكنيسته، فقد جُرّدوا من حقهم في الوجود، وحكمت الإنسانية المتمدينة بحلها، وذلك لا يتعلق بثرواتها فحسب وإنما بنظامها وقوانينها وسلطاتها فقد أُلغيت إلى الأبد، وكل من يساهم في مثل هذه المؤسسات ويدفع أموالاً لنشاطها يقترف جريمة التورط مع خونة رسميين. إن القيادات العليا للكنيسة الرومية بدءاً من البابا فرانسيس نفسه هم هاربون من العدالة، وصدرت ضدهم أحكام أول أغسطس، بل وقبل ذلك في 5 مارس 2013م، لذلك فإن هؤلاء الكنسيين الرسميين لم يعد لهم أي حق لا قانوني ولا أخلاقي، أوالانتماء أو الطاعة لأي من كان، وكلاهما، ومنظماتهما يجب أن يُشجبوا وأن يُقالوا وفقاً للقانون.
وعلى نطاق أوسع، فإن إنكار هذه المؤسسة الإجرامية وإقالتها ليس قانونياً فحسب وإنما ضروري، وذلك منذ فترة طويلة، لأن كنيسة روما، منذ قرون، تتصرَّف كقوة خارجية لا تكف عن النهب وإشعال حروب بلا حدود ضد الإنسانية.
إن كنيسة روما والحكومات الحليفة قد اعتدوا عن غير وجه حق واحتلوا وهدموا أمماً، واغتصبوا وأخلوا بلداناً من ثرواتها الواسعة ومن حيويتها، وأشعلوا حروباً شرسة من العدوان والقتل العرقي ضد شعوب أخرى واغتالوا الملايين منهم وحدّوا من حرياتهم، وألغوا حقوقهم وحرياتهم، واغتصبوا وعذَّبوا وحطّموا عدداً لا حصر له من الأطفال، وأبقوا العالم في حالة من الذعر والتبعية والإفقار، وكل هذه الجرائم لا تزال تتواصل بمساعدة بعض حكومات العالم.
قوى متواطئة وبعض هذه القوى المتواطئة تضم التاج البريطاني، والحكومة والكنائس في كندا، وقد تمت محاكمتهم وإدانتهم عن طريق محاكمتنا لهذه الجرائم من القتل العرقي، وهم خاضعون لنفس الإدانة القانونية التي تنص على إيقافهم وإلغائهم، كما أن أي حكومة أو وكالة في العالم تستمر في الاعتراف أو في مساندة الكنيسة الإجرامية في روما والعاملين بها يعد متورطاً في الجريمة وخاضعاً للعقوبات.
وخاصة الحكومة الإيطالية من خلال التزاماتها تجاه الفاتيكان بموجب اتفاقيات لاتران ، فهي بذلك مساهمة فعالة في جرائم الكنيسة الكاثوليكية الرومية، إذ بموجب هذه الاتفاقية فهي متورطة في نفس المؤامرة الإجرامية لجرائم الحرب التي تقوم بها هذه الكنيسة. إن الحكومة الإيطالية وأي دولة تعتمد أو تعترف بالفاتيكان يمكن بالتالي أن تخضع للقانون بما أنه نظام إرهابي إجرامي يمثل تهديداً ضد الإنسانية، ويخضعون بجدارة للقانون وللعقوبات وللضغوط المستخدمة عادة ضد البلدان التي تشعل الحروب.
وهذا يعد صُلب موضوع هذا البيان: لذلك من الضروري أن نذكر لورد آكتون Lord Acton لكي يحكم التاريخ على هذه الأنظمة الإجرامية حينما ترفض القوانين القائمة تنفيذ ذلك. واليوم إن التاريخ ممثلاً في قدرة الرجال والنساء في كل مكان للمطالبة بالقانون واستخدامه لإقالة السلطات التي تقهرهم منذ قرون وحطمت أطفالهم.
إن محكمتنا للعدالة الدولية وقانون الأعراف هي أول خطوة لهذه المطالبة، وإدانة البابا بنديكت 16 والفاتيكان في فبراير الماضي كانت طلقة الانفتاح على العالم؛ واليوم فإن هذا البيان الصادر في 4 أغسطس 2013م هو الخطوة التالية لإلغاء سلطة أقدم وأعنف منظمة في تاريخ البشرية وهي كنيسة روما.
وبناء عليه؛ فإن هذا البيان هو في آن واحد تأكيد لهدف ووسيلة قانونية يمكن بواسطتها أن ينضم الرجال والنساء من جميع أنحاء العالم إلى القانون والعدالة، وأن يدعموا حكم التاريخ وحكم هذه المحكمة ضد الفاتيكان ونظامه الإجرامي مجرم حرب وبناء على ذلك يتم إقرار ما يلي:
1- يورج برجوليو، البابا المدعو في كنيسة روما هو مجرم حرب تبحث عنه العدالة الدولية، وكل الرجال والنساء عليهم مساعدة المفوضين والوكلاء المنتدبين من هذه المحكمة لتنفيذ القرار والعقوبة.
2- ابتداءً من هذا التاريخ، فإن الكنيسة الكاثوليكية الرومية تم الاعتراف بأنها منظمة إجرامية عالمية مجردة من ثرواتها وممتلكاتها وسلطتها وأيضاً من حقها في الوجود كهيئة نظامية، فقد تم حلها كمنظمة وإلغاء تنظيماتها وقوانينها، وجميع الأشخاص ملزمون بإنكار منظمة بلا أساس مع هذا الكيان الإجرامي وإلا خضع للعقاب والسجن.
3- جميع مواطني كل دولة مصرَّح لهم بالتعاون على الإقالة الفعلية للكنيسة الكاثوليكية الرومية بما فيها الفاتيكان والاستيلاء سلمياً على أموال وممتلكات وثروات هذه المنظمة، والعمل على اعتقال الرسميين والأعضاء الكنسيين خاصة المتعرّف عليهم أو المتشكّك فيهم بأنهم مغتصبوا أطفال.
وهذا البيان الموقع والمؤرخ من المستخدم، بمثابة التصريح القانوني للقيام بهذه الأعمال تبعاً لقرار القبض الصادر عن محكمتنا في أول أغسطس 2013م. هذه الوقائع وسلطة المحكمة معلنة ومصدق عليها من الموقّع على هذا البيان: جورج دوفور، الأمين العام، في 4 أغسطس 2013م.
أدلة جديدة وفي 28 أكتوبر 2013م أصدرت المحكمة الدولية ضد جرائم الكنيسة والدولة (ITCCS) وإدارتها العامة في بروكسل، بياناً تؤكد فيه ظهور أدلة جديدة تدين الفاتيكان والبابا السابق بنديكت 16، دفعت ببعض السياسيين الإيطاليين إلى تناول الموضوع جدّياً للتدخل فيه، بعد أن تقدمت السيدة تووس نايجنهويس الهولندية، كشاهد عيان، لتعترف بأنها شاهدت بنديكت 16 وهو يقوم شخصياً بذبح طفلة في أحد الطقوس العبادية عام 1987م، وذلك في أحد القصور الفرنسية في هولندا! والمعروف أن بنديكت 16 من المؤمنين بعبادة الشيطان، وهناك تسجيلات له وهو يُقدِّم القداس الكنسي لـ الوسيفير، كبير الشياطين في المفهوم الكنسي، والمعروف أيضاً أنه قام أثناء توليه كرسي البابوية بتعيين أحد طاردي الشياطين في الفاتيكان.
وقد تناولت ذلك الموضوع في حينها (راجع الفاتيكان وطرد الشياطين). وفور الاستقالة التاريخية في 11 فبراير 2013م، وأصبح من المفترض أنه من المواطنين العاديين ولا يحظى بالحصانة الدبلوماسية، تم اتهام جوزيف راتزنجر رسمياً بتاريخ 25 فبراير 2013م باقتراف جرائم ضد الإنسانية، بقرار من المحكمة الدولية لقانون الأعراف ، ومقرها بروكسل، وصدور قرار سارٍ دولياً للقبض عليه، لذلك يفر من العدالة باختبائه بين جدران الفاتيكان الذي يحظى زوراً بالحصانة الدبلوماسية بموجب اتفاقيات لاتران .
مراجعة اتفاقيات لاتران وتؤكد هذه الأحداث ضلوع الفاتيكان في اغتيال الأطفال، مما دفع بمجموعة من السياسيين الإيطاليين للتعاون مع المحكمة لتصل القضية أمام محكمة الأعراف الدولية ، وقد تفاوضت هذه المجموعة من السياسيين مع المحكمة الدولية ضد جرائم الكنيسة والدولة وممثليها منذ يوم 22 سبتمبر 2013م، وقد علَّق المتحدِّث الرسمي لأحد هؤلاء الدبلوماسيين قائلاً: "إننا ننوي مراجعة اتفاقيات لاتران مع الفاتيكان وإلغائها وإلغاء تلك الحصانة الدبلوماسية التي تسمح بتقديم ملجأ وحماية لمغتصبي الأطفال، وهو ما يؤكد تعريف أنها منظمة دولية إجرامية لاغتصاب الأطفال والاتجار بهم".
وكرد فعل لهذه الإجراءات القانونية، قام الفاتيكان منذ 7 أكتوبر 2013م، عندما تم الكشف عن هذه الوقائع، ببداية سلسلة من الهجوم ضد مجموعات المحكمة الدولية في أوروبا، الذين يعملون على ملفات ووثائق تتضمن العبادات الطقوسية القاتلة في الكنيسة، كما قام الفاتيكان بأعمال تخريبية ضد العاملين في المحكمة في هولندا وأيرلندا منذ 14 أكتوبر 2013م، وقاموا بالهجوم على الموقع الإلكتروني للمحكمة ونسفه تماماً.
ويوضِّح البيان الصادر عن المحكمة يوم 28 أكتوبر 2013م: إن مصادرنا السياسية في روما كشفت عن أن هذه الهجمات مدفوعة الأجر وتمت بالتنسيق مع مكتب الفاتيكان، وكالة التجسس المعروفة باسم التحالف المقدس أو الكيان ومكاتبه المشبوهة التي تقوم بأعمال الجرائم الدنيئة، وهو مكتب قائم في روما منذ عام 1913م، كما استعان مكتب الفاتيكان بأعوان الممثل الرسولي للبابا في هولندا، الأسقف أندريه ديبوي الذي كان على صلة مباشرة بالمخرّبين، ومع أسقف مدينة دبلن دياموند مارتن، الذي دفع الرشوى لوقف أعمال المحكمة في أيرلندا.
ويُعلِّق القس كاين آنيت -الذي أثار فضائح الكنيسة في جرائم القتل العرقي المتعمّد للسكان الأصليين للأمريكتين، قديماً وحديثاً، والأمين العام الميداني للمحكمة الدولية ضد جرائم الكنيسة والدولة- قائلاً: لقد تصاعد المد السياسي ضد الكنيسة ولم يعد من الممكن لقتلة الأطفال وأرديتهم المزركشة أن يحتموا خلف اتفاقيات لاتران وفي لحظات تخبطها القاتل تقوم المؤسسة الكنسية باستخدام أساليب كاذبة وتشويه المعلومات لتبعد أنظار الأتباع عن أفعالها الإجرامية.
وقد أعلنت الإدارة العامة للمحكمة في بروكسل ومن خلال وكالاتها في 26 دولة، أنها ستقوم خلال شهر نوفمبر 2013م بعمل مؤتمر صحفي دولي في روما، بالاشتراك مع مجموعة السياسيين الإيطاليين الذين بادروا بالعمل مع المحكمة، للإعلان عن مرحلة جديدة في حملة المعلومات الهادفة لإسقاط السيطرة العتيقة للفاتيكان.
وسوف تتضمن هذه الحملة الإعلان عن دعوى قانونية وِفقاً لقانون الأعراف ضد البابا الحالي فرانسيس وعملائه لتواطئهم في جرائم ضد الإنسانية والقيام بطقوس وعبادات إجرامية قاتلة. وقد تم إعادة تشغيل موقع المحكمة الدولية ضد جرائم الكنيسة والدولة ، وتمت حمايته وِفقاً لأعلى المعايير الأمنية، وتقرّر أن تقوم كافة أقسام المحكمة بالعمل وِفقاً لميثاق رسمي يوقع عليه كافة الأعضاء.
وفيما يتعلق بتطور خطوات القضية، فإن البابا فرانسيس وباقي الرسميين في الفاتيكان سيكونون ضمن وثيقة دعوى جديدة تتهمهم بالإجرام لقيامهم بمخالفات بشعة تتضمن الاتجار بالأطفال وبتعذيبهم وقتلهم. وينتهي البيان بتوجيه إنذار عام، يُحذِّر أي شخص يُفكِّر في الدفاع عن البابا، بأنه سيُدان ويقع ضمناً في تهمة المساهمة في مخطط إجرامي ثابت يتعلق بالفاتيكان ومكتب المخابرات التابع للبابا.
وننشر روابط الموضوع، وآخرها نص اتفاقية لاتران بالفرنسية، من وثائق الفاتيكان، ليرى القارئ مدى التنازلات التي قدمتها الحكومة الإيطالية لاسترداد أراضيها من قبضة البابوات على مدى القرون، ومدى تمسكهم بالسلطة المدنية إضافة إلى السلطة الدينية، ويا له من كيان إجرامي لم يكف عن استخدام الدين كغطاء فضفاض لكل جرائمه عبر التاريخ.
الجذور والخلفيات الإجرامية
كلما بحثنا ونقبنا في الوثائق والأحداث التاريخية أدركنا أن الأسس العميقة لآفة الإنسانية الممتدة ونشأة الاستعمار ترجع، بلا شك، إلى العقائد المحرَّفة والغش الذي يسود العالم الغربي الصليبي المتعصب، المنبثق أساساً من عقائده المنسوجة عبر المجامع ونصوصه المغرضة ووثائقه المشينة عبر القرون، ومن أهم هذه الوثائق الكنسية الخطاب البابوي المعنون بابا روما Romanus pontifex، الذي أصدره البابا نيكولا الخامس عام 1455م؛ والخطاب البابوى المعنون من بين الأعمال، الذي أصدره البابا إسكندر السادس عام 1493م، ونطالع فيهما:
في خطاب بابا روما يقول نيقولا الخامس: مع مراعاة أنه منذ أن سمحنا للملك ألفونس في خطابات سابقة ومنحناه، ضمن أشياء أخرى، الحق الكامل والتام للهجوم وغزو وأسر وهزم وسحق وإخضاع كل المسلمين والوثنيين وأي أعداء أخرى للمسيح أينما كانوا، والاستيلاء على ممالكهم، وضياعهم، ومقاطعاتهم، ومناطق نفوذهم، وملكياتهم من عتاد وبيوت، وكل ما يمتلكونه أو حصلوا عليه وإخضاع شخوصهم إلى العبودية الدائمة، وحق الاستيلاء لنفسه -أي للملك ألفونس- ولمن يرثه، على الممالك والضياع والإمارات وكل ملكياتهم وأموالهم، وتنصيرهم واستخدامهم لمصلحته.
وباقي الخطاب يقر ما قام به الغزاة الإسبان والبرتغال للاستيلاء على أراضي السكان الأصليين، ويعرب عن أمنيته في أن يتم تنصيرهم وإخضاعهم، كما يعلن الحرب على المسلمين وكل الوثنيين أو غير المسيحيين، ويختتمه قائلاً: وأن هذا الخطاب ساري المفعول إلى الأبد!
وفي خطاب من بين الأعمال يقول إسكندر السادس: إن العقيدة الكاثوليكية والديانة المسيحية في زماننا تحديداً يجب أن يتم تمجيدها، وأن يتم نشرها في كل مكان، والاهتمام بالوضع الديني للشعوب الوثنية وإسقاطها وإخضاعها للعقيدة المسيحية، وبموجب هذا الخطاب نمنحكم السلطة للاستيلاء على أي أراضٍ أو جزر تجدونها وتكون لغير مسيحيين فتكون ملكاً لكم ولذريتكم إلى الأبد. وقد أقام هذا الخطاب البابوي الأسس الدينية والشرعية للاستعمار الغربي المسيحي منذ أواخر القرن الخامس عشر حتى يومنا هذا.
فاستخدام عبارات من قبيل يغزو، و يهزم، و يُخضع، و يستولي، و يُجبر على التنصير، تؤكد أن هذه الخطابات البابوية وغيرها من نصوص تؤسس الإطار العالمي للاستعمار والغزو والعنف والسيطرة والتنصير الإجباري الذي يمارس حتى الآن، ففي كل خطاب يمدح البابا الغزوات التي تقوم بإخضاع المسلمين وكل من هم غير مسيحيين والاستيلاء على أراضيهم ومواردهم وثرواتهم وتنصيرهم قهراً.
عقيدة الاكتشاف وقد نجم عن هذه الوثائق المجحفة وغيرها أساس انتهاك حرمة أراضي المسلمين والسكان الأصليين للأمريكتين، وذلك بزعم أن أي إنسان غير مسيحي يُعد عدماً ولا يساوى شيئاً، وأي أرض مملوكة لغير مسيحي تعد أرضاً لا صاحب لها، وقد تم بعد ذلك إدماج هذه العقيدة سراً وبالتحايل والتزوير في التشريعات والسياسات القومية والدولية سواء الأمريكية أو الغربية، وهي أصل انتهاكات حقوق الأفراد والجماعات لغير المسيحيين، وسمحت للدول الغربية الصليبية بالاستيلاء على أراضيهم، ثرواتهم الطبيعية وممتلكاتهم، بل هي السبب الأساس في عمليات القتل العرقي سواء للمسلمين والسكان الأصليين للأمريكتين أو ما يدور من اقتلاع لمسلمي ميانمار والفلسطينيين أو في قطاع غزة وغيرها.
نصوص سابقة ولاحقة ومن أشهر النصوص الكنسية التي سبقت هذين الخطابين أو بعدهما وأدت إلى ترسيخ الاستعمار وإلى القتل العرقي، لا للهنود الحمر سكان الأمريكتين الأصليين فقط، وإنما لكل شعب قام الصليبيون بغزوه واحتلاله والعمل على إخضاعه للتنصير أو إبادته عرقياً، نطالع ما يلي: - الخطاب البابوي الذي أصدره إينوسنت الرابع في 15 مايو 1252م بعنوان لاقتلاع Ad extirpanda الذي يبيح فيه البابا التعذيب في محاكم التفتيش ويبرر فيه ضرورته.
- مقولة أحد جهابذة المسيحية: إذا لم يتب غير المؤمن فمن واجب الكنيسة ومهمتها أن تنقذ الأمة - يقصد المسيحية - وأن تطرد هذا الهرطقي من العالم بقتله (توما الإكويني 1267م). - لا توجد إلا كنيسة واحدة مقدسة كاثوليكية والخارج عنها لا يوجد أي خلاص، فالكنيسة تمسك بيديها سيفاً الدين والدنيا، ومن الضروري من أجل سلامة الكل، الخضوع كلية لسلطة بابا روما (البابا بونيفاس الثامن 1302م).
- الغزو والتنقيب والبحث عن واعتقال وهزم وإخضاع كافة المسلمين والوثنيين أياً ما كانوا، وكل أعداء المسيح أينما كانوا، وتحطيم كيانهم إلى درجة العبودية الدائمة (البابا نيقولا الخامس 1455م). - وأيام العصر الروماني -الذي تولدت فيه المسيحية- فإن قرار غزو الآخر الصادر عن أكثر من بابا، كان يعطي الحق للصليبي المعتدي الملكية المطلقة على البلدان والشعوب التي يغزوها، وكان عليه أن يُفقدها كيانها وحقوقها وملكياتها ويفرض عليها العبودية الدائمة، وقد تزايدت هذه السلطة بسبب وثيقة ثبت تزويرها، معروفة باسم وثيقة هبة قسطنطين التي منحت زوراً كل أراضي الإمبراطورية الرومانية إلى الكنيسة الكاثوليكية.
- الخطاب البابوي للبابا أوربان الثاني الذي أعلن الحروب الصليبية عام 1095م باسم المسيح والصليب، وفرض وضعه على كل شيء من ثياب وعتاد، قد أعلن أن كل الجرائم التي يقوم بها الصليبيون ستمحو ذنوبهم وتطهرهم بقتل المسلمين، وتوالت الخطب والقرارات التي لا تكف عن إباحة قتل الآخر واقتلاعه.
البابا فرانسيس وتنصير العالم
ولا يسعني إلا أن أضيف لذلك البابا الزائر، بكل ما يحمله من عناوين طنانة، إن: "الأخوة الإنسانية" لا تعني اقتلاع الأخر من دينه، خاصة إن كان هذا الدين هو الإسلام، الدين الوحيد المتبقي من الرسالات التوحيدية الذي لم تمتد اليه الأيدي البابا فرنســيس في الإمارات لمواصلة قرار تنصير العالم:
أعلن راديو الفاتيكان يوم 7/12/2018 ما أكده الكرسي الرسولي حول زيارة البابا فرنسيس لدولة الإمارات المتحدة من 3 الى 5 فبراير 2019، حيث سيقوم بلقاءات حول موضوع "الأخوة الإنسانية"، وذلك تحت عنوان "اجعل مني أداة للسلام".. إلا ان البرنامج لم يتم الإعلان عنه بعد.
وتأتي هذه الزيارة تلبية للدعوة التي تلقاها البابا منذ عامين تقريبا من وليّ عهد أبو ظبي، الشيخ بن زايد آل نهيان، عندما كان في زيارة للفاتيكان. كما بادرت جماعة الكاثوليك المقيمة في أبو ظبي بتأييد هذه الدعوة، وأغلبهم من الهنود أو الفليبينيين العاملين في المنازل أو المهن العمالية، أي من العمالة السيارة المرتبطة بعقد عمل محدد والتي لا يحق لها في أي دولة من دول العالم التدخل في الشؤون الدينية أو القانونية لهذه الدول.
ويواصل الخبر، أنه مثلما فعل في القاهرة العام الماضي، ومثلما سيفعل في المغرب في أواخر شهر مارس 2019، فقد طالب البابا أن يكون ضمن برنامج الزيارة توجيه خطابا الى المسلمين وإقامة قداسا في مكان عام بأبو ظبي. بينما أضافت جريدة "التايمز الإسرائيلية"، الصادرة في نفس يوم إذاعة الفاتيكان للخبر، يوم 7/12/2018، تحت عنوان أنه سيذهب الى أبو ظبي لتوطيد روابطه مع المسلمين" وللمساهمة في نقاش حول "الأخوة الإنسانية"، وللقاء الكنيسة الكاثوليكية المحلية.
وهي أول زيارة لرئيس الكنيسة الكاثوليكية في الجزيرة العربية. وأنه ستسبق هذه الزيارة زيارته للمغرب في أواخر شهر مارس 2019، حيث ينوي البابا مواصلة جهوده ونسج المزيد من العلاقات التنازلية في العالم الإسلامي.. ويوضح المقال الذي يكشف عن مدى علاقة الفاتيكان بالكيان الصهيوني المحتل لدولة فلسطين، إذ كان أول من علق على هذا الخبر الصادر عن الكرسي الرسولي في روما، وأن فرانسيس من أنصار الحوار مع مجمل الطوائف المسيحية والديانات الأخرى، إلا أنه من الملاحظ ان معظم البلدان الكاثوليكية عرفا لا تستجيب لدعوته توحيد الكنائس، إذ انها تعني في نفس الوقت التنازل عن الهوية الأصلية وإتّباع هوية كاثوليكية الفاتيكان.
ومن المقطوع به أن البابا فرنسيس مصرّ على مواصلة الحوار بين الأديان، إلا أنه من الواضح أن الصعوبة قد تبدلت بوضوح بعد اندلاع القلاقل سنة 2006 عقب الخطاب الهجومي الذي ألقاه البابا بنديكت 16 في نفس ذلك العام والمعروف باسم "خطاب راتسبون"، الذي أكد فيه أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام "لم يأت إلا بأشياء شريرة ولا إنسانية وأمر نشر الدين بالسيف"، وأكد فيه على الصلة بين الاسلام والعنف. مما تسبب آنذاك في اندلاع مظاهرات عارمة في العالم الإسلامي. ومن المعروف أن البابا يعتمد على ما يقوم به مجلس الحوار بين الأديان، الذي تم إنشاؤه بقرار من ضمن قرارات مجمع الفاتكان الثاني سنة 1965.
وترأسه الكاردينال جان لوي توران، الذي كان اول من يقتحم السعودية بزيارة تتواصل أصداء توابعها التنازلية حتى يومنا هذا.. وقد علق الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الإمارات، على هذه الزيارة بأنها "سوف تقوي روابط علاقاتنا وفهمنا المشترك وستدعم الحوار بين الأديان وتعاوننا على العمل معا للحفاظ على السلام وبنائه بين الأمم".. كما بادر المونسنيور ݒول هيندر، أسقف جنوب شبه الجزيرة العربية (الإمارات، عمان واليمن)، بالترحيب بكرم السلطات الإماراتية التي وافقت على إقامة البابا قداسا على أراضيها ووضعه رسميا في برنامج الزيارة يوم 5 فبراير في أبو ظبي.
ومن اللافت للنظر أن يكون موضوع هذه "الغزوة الصليبية" الصريحة: "إجعلني أداة لسلامك"، وهي أول جملة في أشهر صلاة للقديس المبشر فرانسيس الأسيزي، الذي حاول تنصير السلطان الحاكم، والشخص الذي اختار اسمه يورج برجوليو عند اختياره لتولي منصب بابا الفاتيكان سنة 2013، تيمنا بجهوده التنصيرية. كما أضاف جريج بروك، المتحدث الرسمي باسم الفاتيكان: "إن هذه الزيارة، مثلها مثل زيارته لمصر، توضح الأهمية الأساسية التي يضفيها البابا فرانسيس للحوار بين الأديان ،وهو ما أوضحه في مقال كتبته سنة 2008.
فزيارة البابا لمصر التي يصفها المتحدث الرسمي للفاتيكان بأنها توضح الأهمية الأساسية التي يضفيها ذلك البابا على الحوار بين الأديان" ليست مثالا لثقافة اللقاء، وإنما هي فرض لمزيد من التنازلات. ويكفي ان نطالع أنه قد أعقب زيارته في مصر تثبيت "أكذوبة زيارة العائلة المقدسة لمصر" إضافة الى بناء آلاف الكنائس بلا تراخيص وقد تم تقنين وضع 508 كنيسة وفقا لجريد الأهرام في صفحتها الأولي يوم 7/12/2018، وجاري دراسة وضع 5404 كنيسة تم بناؤها بلا ترخيص!!
ولو تأملنا أهم النقاط التي وردت في هذا العرض لزيارة البابا فرانسيس للإمارات في مطلع شهر فبراير 2019، وهي وضع شبه الجزيرة العربية، الحوار بين الأديان، وخطاب راتسبون، لأدركنا على الفور أنها رحلات تنصيرية تتم بالتواطؤ مع بعض المتساهلين جهلا أو عن عمد، لنزع الهوية الإسلامية ومساندة الأقليات المحلية توطئة لنزع الإسلام وتفريغ شبه الجزيرة العربية من الإسلام و"الاكتفاء بسور الحرمين الشريفين ورشق تلك المساحة الشاسعة بالكنائس والصلبان" على حد قول البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في كتاب "الجغرافيا السياسية للفاتيكان".
فبعد ان كانت أرض الحرمين الشريفين معروفة بمعالمها التي تمثل وترمز لأهم معالم الإسلام، وتتمسك بقول الرسول عليه الصلاة والسلام، بألا يجتمع في هذه الأرض المشرّفة دينان.. يبدو ان الفاتيكان وأذنابه أكبر وأهم مما على هذه الأرض.. لقد بدأ الغزو البطيء بالعمالة السيارة، وتم ترسيخه بالتنازلات التدريجية، حتى كرسها الكاردينال جان لوي توران بزيارته التي تبعتها تنازلات تتواصل بين الصمت والضياع وسط متطلبات الحياة المعيشية وصراعاتها..
ولا يسعني إلا أن أضيف لذلك البابا الزائر، بكل ما يحمله من عناوين طنانة، إن: "الأخوة الإنسانية" لا تعني اقتلاع الأخر من دينه، خاصة إن كان هذا الدين هو الإسلام، الدين الوحيد المتبقي من الرسالات التوحيدية الذي لم تمتد اليه الأيدي بالتلاعب والتبديل
والتغيير، لكن ذلك هو ما تنوون فرضه على الإسلام والمسلمين.. ليتك تكون "أداة سلام" فعلا وتكف عن سياسة تنصير العالم التي تقودها بإصرار شرس، فقبول الآخر لا يتم من طرف واحد.. وكما فرضتم وألصقتم الارهاب على الإسلام، ليتك تراجع كتابك المقدس الذي يحتوي على أكثر من 15000 آية عنف دموي وقتل وذبح بحد السيف. زينب عبد العزيز
"لا تستسلم للخوف"
============
تحت هذا العنوان اللافت للنظر كتب القس فرانسيس جوردان، أخصائي العلاقات مع الإسلام في الفاتيكان، سبع نقاط توجيهية للذين يقومون بعملية التبشير مع المسلمين. وذلك بناء على توجيهات من البابا فرنسيس الذي لا يكل ولا يمل من اختلاق مختلف أنواع الفرق التي تتولي عمليات تبشير المسلمين، من مختلف الطبقات والتدرجات الاجتماعية والحرفية. مثلما لا يكف عن الإعلان عن تمسكه بقرارات مجمع الفاتيكان الثاني (1965)، التي تنص جميعها على محور واحد ولو ضمنا: اقتلاع الإسلام وتنصير العالم. مثلما لا يكف، في نفس الوقت، عن المطالبة بضرورة التكاتف من أجل إطفاء شعلة معاداة السامية التي لا تزال موجودة خاصة في أوروبا.
وفيما يلي مجرد ترجمة للبنود السبعة التي كتبها القس جوردان:
1 = لا تستسلم للخوف: فهو يجعل المرء عنيفا وأعمي؛
2 = لا تبدو معاديا للإسلام، لا يجب أن نكون ضد الشخاص وإنه لمن واجبنا أن نريهم الوجه الحقيقي للمسيح والرب. فذلك من حقهم جميعا. لذلك لا يجب أن نتهاون عن التبشير خاصة مع المسلمين؛
3 = لا تكن ضد الحوار، وإنما مع الحوار الصادق وخاصة: ليس الحوار الثقافي أو الدبلوماسي شكلا.. ومع العلم بأن الإسلام ليس ديانة إنجيلية، فلا يجب أن نتهاون أو نتخلى عن الحوار الديني معهم، خاصة ان المسلمين ينجذبون إلى المسائل الدينية؛
4 = الاستناد إلى الحقائق، تعاملوا بهدوء لكن بحزم وإصرار (فالمسلم لا يرضخ إلا أمام الصرامة). إن الحق له قوة مهولة، ومطاردة الحقيقة غير مجدية لأن العنف مفروض على نقيضه، وإنما بالبحث عن أن نفطمه عن الخطأ، بالصبر وخفة الدم. ولا تندرج في الاستخفاف بعقيدتنا التي هي الثالوث، والتجسد، والموت، والبعث، فذلك يعني رفض معرفة من نحن ومن هم. إن رفض الحقيقة هو في الواقع رفض الحوار. كما يجب إدانة محاولة القيام بمجاملة زائفة منتشرة وسهلة، لكنها في الواقع تعني هروبٌ جبان من المسئولية، تدفع إلى الاكتفاء بلغة تقليدية، ومجاملات جعجاعة، ولغو فاضي لا معني له.. وهو أمر شديد الحدوث في بعض اللقاءات. لأننا ننتهي بضياع الحقيقة من أجل الحفاظ بأي ثمن على "العلاقة" مع المسلم. وهو ما يعني نقص خطير في الشجاعة. فلا يمكننا ادعاء أننا نحب القريب (الذي هنا هو المسلم)، إن لم نكن صادقين معه، ولا أن نفهمه بالتخلي عن الحقيقة. فأن نتجرأ على إدراك أنه لا توجد سوي فروق طفيفة في الدرجة بين الإسلام والإسلام السياسي، وليست فروق في النوعية، وذلك بسبب وجهة نظر مشتركة لهم للقرآن، فهي فكرة ساحقة وعنيفة عن الله. لذلك لا بد من استبعاد ما هو مخالف للحقيقة والأخطاء والجهل، إن لم تكن أكاذيب من جانب الذين لديهم تكوين ما، لكنهم لا يريدون رؤية الحقيقة.
فعلي سبيل المثال، ذلك الزعم الشهير بالجذع المشترك بيننا وبينهم بشجرة أبراهام، (يقصد سيدنا إبراهيم)، فهي خطأ فادح لاهوتي أساسي، بما إن الإسلام يستبعد الإنجيل ويجهل تماما مشروع التحالف الإنجيلي (بين اليهود والنصارى)، وهي القاعدة الحاسمة لكل قصة الخلاص؛
5 = التمسك بالحرية، التي هي قوة كبيرة ودامغة، خاصة الحرية الدينية (وهي من حق الإنسان، ولا يمكن إنكارها، وهو ما يرفضه الإسلام تحديدا، وإن كان يجاهد لإخفائها عن نفسه وعن الآخرين)؛
6 = ممارسة المنطق النقدي الحديث في المجال الديني والإصرار عليه. إنه معيار الحق الذي لا يمكن التعتيم عليه في ثقافتنا اليوم. والمسلمون ممنوعون إلى حد ما من ممارسته، وهي مأساة كبري بالنسبة لهم، وهشاشة كبري.. فعلي سبيل المثال يجب الإعلان عن غموض القرآن، الشديد الوضوح للجميع، بما فيهم المسلمون أنفسهم؛
7 = التزوّد بمعارف حول الإسلام وعن إيماننا المسيحي. ولننتهز فرصة حريتنا المسيحية لنعمل على تقوية معارفنا وإيماننا، ونحن نصلي لأنفسنا وللآخرين.
وهنا تنتهي النقاط السبعة التي كتبها القس فرانسيس جوردان، بتوجيه من البابا..
* ولا يبقي إلا أن اضيف رجاء، خاصة لكل الذين يشاركون في عمليات الحوار بأنواعه، الرسمية وغير الرسمية، بل وحتى في الحياة اليومية.. فالحوار يعني في كل نصوص الفاتيكان: مناقشة الآخر وتنصيره، وعدم المساس بالعقائد المسيحية، ـ التي تمت صياغتها عبر المجامع على مر العصور..
* إقرأوا نصوصهم الرسمية، إقرأوا ما يفرضونه على أتباعهم من عمليات غش وخداع، فهم أول من يعلم كيف نُسجت الأناجيل، وكيف فُرضت محتوياتها بمحاكم التفتيش التي استمرت لما بعد القرن السادس عشر، وكيف تسلل الأتباع بل والعديد من الرهبان عقب مجمع الفاتيكان الثاني الذي برأ اليهود من دم المسيح، بعد أن صاغوا المسيحية ونسجوا أحداثها بناء على هذه التهمة التي جعلت منهم "قتلة الرب لمدة ألفا عام"، ثم برأوهم بكل جبروت على حساب عقول الأتباع الذين تحكمهم بيد من حديد..
* ثقوا أن الأناجيل كتبها القساوسة، وهو ما اعترف به البابا بنديكت 16؛
* وأن مدينة الناصرة لم تكن موجودة حتى القرن الثاني عشر؛
* وأنه لا توجد أية وثائق تاريخية عن يسوع المسيح؛
* وأن البابوات سمحوا بمحو التاريخ؛
* وأن الأناجيل ليست وثائق تاريخية؛
* وأن إثني عشرة قرنا من تاريخ المسيحية لا أثر له..
زينب عبد العزيز
17 سبتمبر 2021
رابط المادة: http://iswy.co/e283fe
رابط المادة: http://iswy.co/e283fe
المصدر: مجموعة علي البطيح الإخبارية زينب عبد العزيز
رابط المادة: http://iswy.co/e11drn
رابط المادة: http://iswy.co/e11drn
رابط المادة: http://iswy.co/e2cb4t
https://www.facebook.com/dr.z.abdelaziz
تعليقات