الفريق عبد المنعم رياض من أشهر القادة العسكريين العرب


رتبة الشهيد هى من أعظم المراتب التى اختصها الله عز وجل بعض عباده الذين كتب عليهم أن ينالوها فى سبيل نصرة الدين والدفاع عن الاوطان فلهم مكانة عظيمة سامية عند الله عز وجل مع النبيين والصديقين، فهم احياء عند ربهم يرزقون

كما قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) .

ومن أسمى أيات التكريم والمكانة من الله عز وجل لعباده الذين اختصهم بالشهادة، أن تظل ارواحهم حية باقية تغمرها السعادة بما نالهم من اجر عظيم جراء الشهادة، ينتظرون ان يلحق بهم إخوانهم الذين بقوا فى الدنيا، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى عليهم.

إن نيل الشهادة شرف عظيم يتمنى ان يناله جميع افراد القوات المسلحة، وهذا ما نراه جليًا اليوم من حرص وتسابق أبطال القوات المسلحة لنيل هذا الشرف، فكل فرد فى القوات المسلحة على استعداد للتضحية بنفسه من أجل الحفاظ على أرضه.

لقد خصصت العديد من البلاد يوماً فى العام ليكون عيدا للشهيد، تخليدا لذكرى بطولات وتضحيات هؤلاء الابطال لما قدموه وبذلوه فداء لاوطانهم ونوعا من التبجيل والاحترام لذكراهم العطرة، ليضربوا أروع الأمثلة فى التضحية والايثار والجود بالنفس ويكونوا قدوة للأجيال القادمة على مر العصور.

فى يوم الشهيد تحتفل اسر الشهداء بذكرى أبطالهم بكل فخر واعتزاز متباهين ببطولاتهم وانتصاراتهم، يروون لأبنائهم جيلا بعد جيل تضحياتهم التى قدموها فداء للوطن، التى لولاها ما علا صوت الحق، ولا ارتفعت راية الأوطان، ولا انتصر الحق على الباطل، ويتم فى هذا اليوم تكريم قدامى قادة القوات المسلحة وأسر الشهداء ومصابى العمليات الحربية.

واختارت مصر التاسع من مارس من كل عام ليكون يوما للشهيد، وذلك منذ عام 1969 اعتزازًا بشهداء مصر، تزامنًا مع إحياء ذكرى الشهيد الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والذى كان يعد من أشهر القادة العسكريين فى النصف الثانى من القرن العشرين، والذى استشهد فى مارس عام 1969، عن عمر يناهز الخمسين عاما، خلال توجهه إلى الجبهة للوقوف على نتائج المعركة عن قرب، ومشاركة الجنود مواجهة الموقف، حيث انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب منه ولقى مصرعه جراء تبعثر الشظايا القاتلة متأثرا بجراحه، ليضرب أروع الأمثلة فى الشجاعة، تأكيدًا على أن مكان القائد الحقيقى فى الصفوف الأمامية وسط الجنود الأبطال.

ومنذ ذلك الحين، اتخذت القوات المسلحة هذا التاريخ ذكرى للاحتفال بالشهيد، لتخليد ذكراه وتحتفل فى هذا اليوم من كل عام بهذه الذكرى الخالدة لجميع شهداء مصر الذين ضحوا بأنفسهم فى سبيل الوطن فى جميع الحروب التى خاضتها مصر، والتى تخوضها حاليا مع الجماعات الإرهابية.

ومع تزايد العدائيات والاطماع ضد مصر يوما بعد يوم، تظل القوات المسلحة الحصن المنيع التى تقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الاقتراب او المساس بأمن مصر واراضيها، مهما يكلفها من تضحيات بارواح ابنائها الذين لايهابون الموت ومستعدون لتقديم كل غال ونفيس من ارواحهم ودمائهم فى سبيل رفعة راية الوطن، ليثبتوا للعالم ان الجندى المصرى بطل لا مثيل له بين نظرائه فى العالم، وان مصر ستظل مقبرة الغزاة.

نعم تعددت واختلفت اسماء الشهداء من جنود وأبطال القوات المسلحة، مع اختلاف المعارك والحروب التى شهدتها مصر على مدى الزمان الى وقتنا، ولكن الثابت من التاريخ انه رغم تغير وتطورأشكال الحروب إلا أن العقيدة العسكرية المصرية لم تتأثر ولم تتغير، بل تزداد قوة وصلابة، وكذلك بالنسبة للجندى المصرى، لم ولن تتغير عقيدته منذ نشأة العسكرية المصرية، وهو مؤمن بالحفاظ على أرضه، لأن القضية مرتبطة بشرفه، وهذه غريزة طبيعية تتلخص فى أن الأرض «عرض»، وتنمو هذه الفكرة بداخل الجندى منذ النشء، ومن الصعب أن توجد هذه العقيدة فى أى جيش آخر، وهذه هى كلمة السر لقوة وصلابة الجندى المصرى، هذا الجندى الذى لا يعرف المستحيل ولا يهاب الموت ولا سبيل أمامه الا احد الخيارين لا ثالث لهما، إما الشهادة أو النصر المبين، وهذا ما تتميز به عقيدة القوات المسلحة المصرية.


لقد ارتوت ارض سيناء المباركة بدماء عطرة لأبطال عظماء من حروب خاضتها مصر منذ عام 67، مرورا بانتصارات حرب اكتوبر 73، الى العملية الشاملة سيناء 2018، وما تلاها من عمليات عسكرية وضربات استباقية للقوات المسلحة ومن التصدى للعدائيات التى واجهها الجيش المصرى، جراء مواجهة الإرهاب الغاشم، وكل يوم يسقط شهيد على هذه البقعة الطاهرة من أرض مصر دفاعا عن ترابها.

وفى هذه الذكرى الخالدة ليوم الشهيد، نسلط الضوء على السيرة الذاتية لبعض الرموز العسكرية التى نالت شرف الشهادة دفاعا عن ارض مصر الغالية، من دنس العدو الصهيونى ومن خفافيش الظلام التى استهدفت ابطال القوات المسلحة فى حربها الضروس مع الجماعات الإرهابية.

الجنرال الذهبى الفريق عبدالمنعم رياض

محمد عبدالمنعم محمد رياض عبدالله (22 أكتوبر 1919- 9 مارس 1969) فريق أول وقائد عسكرى، شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، ومن قبلها شغل منصب رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة المصرية، وعين عام 1964 رئيسًا لأركان القيادة العربية الموحدة، وفى حرب 1967 عين قائدا عاما للجبهة الأردنية.

ويعتبر الفريق رياض واحدًا من أشهر القادة العسكريين العرب، حيث شارك فى الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامى 1941 و 1942، وشارك فى حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثى عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف.

أشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف، وفى صباح يوم 8 مارس قرر الفريق أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة، ليرى عن قرب نتائج المعركة، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً، ثم انهالت نيران القوات الإسرائيلية فجأة على المنطقة التى كان يقف فيها وسط جنوده، وانفجرت إحدى دانات المدفعية بالقرب من الحفرة وتوفى متأثرا بجراحه نتيجة للشظايا القاتلة.

قام الرئيس المصرى جمال عبدالناصر بتكريم عبدالمنعم رياض بمنحه رتبة فريق أول ومنحه وسام نجمة الشرف العسكرية، أرفع وسام عسكرى فى مصر، وتحول يوم 9 مارس إلى يوم الشهيد فى مصر.

حصل على العديد من الأنواط والأوسمة، ومنها ميدالية الخدمة الطويلة، والقدوة الحسنة، ووسام نجمة الشرف، ووسام الجدارة الذهبى، ووسام الأرز الوطنى بدرجة ضابط كبير من لبنان، ووسام الكوكب الأردنى طبقة أولى.

فى ذكرى «الجنرال الذهبى» الفريق أول عبدالمنعم رياض، كما لقبته الأكاديمية العسكرية العليا الروسية، يأتى الاحتفال بيوم الشهيد.

حقق عبدالمنعم رياض انتصارات عسكرية فى المعارك التى خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف، مثل معركة رأس العش، التى منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بورفؤاد المصرية الواقعة على قناة السويس، وذلك فى آخر يونيو 1967، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات فى 21 أكتوبر 1967، وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامى 1967 و 1968.

إن يوم 9 مارس رمز تاريخى، لأنه فى ذات اليوم فى 1969 قررت مصر بدء حرب استنزاف مع إسرائيل على الضفة الشرقية للقناة، لتبعث لها برسالة مهمة، ألا وهى أن كل دقيقة ستقضيها على أرض مصر ستدفع ثمن لا يمكنها تحمله.

«اليد النقية» اللواء المهندس أحمد حمدى

 ولد البطل أحمد حمدى فى 20 مايو عام 1929، وتخرج فى كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الميكانيكا، وفى عام 1951 التحق بالقوات الجوية، ومنها نقل إلى سلاح المهندسين عام 1954، وحصل على دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية العليا بالاتحاد السوفيتى بدرجة امتياز.

أثناء العدوان الثلاثى عام 1956، أظهر بطولة واضحة حينما فجر بنفسه كوبرى الفردان حتى لا يتمكن العدو من المرور عليه، وأطلق عليه زملاؤه لقب (اليد النقية) لأنه أبطل آلاف الألغام قبل انفجارها، وكان معروفا عنه مهارته وسرعته فى تفكيك الألغام.

عند صدور أوامر الانسحاب فى حرب 1967 رفض الانسحاب الا بعد أن يقوم بتدمير خطوط توصيل المياه بسيناء، وبالفعل دمر خطوط مياه سيناء حتى لا تقع فى يد العدو.

كان صاحب فكرة إقامة نقاط للمراقبة على أبراج حديدية على الشاطئ الغربى للقناة بين الأشجار، لمراقبة تحركات العدو، ولم تكن هناك سواتر ترابية أو أى وسيلة للمراقبة وقتها، وقد نفذت هذه الفكرة واختار هو مواقع الأبراج بنفسه.

فى عام 1971 كلف بتشكيل واعداد لواء كبارى جديد كامل، وهو الذى تم تخصيصه لتأمين عبور الجيش الثالث الميدانى تحت إشرافه المباشر، تم تصنيع وحدات لواء الكبارى واستكمال معدات وبراطيم العبور.

كان له الدور الرئيسى فى تطوير الكبارى الروسية الصنع لتلائم ظروف قناة السويس، وطور تركيب الكبارى ليصبح تركيبها فى 6 ساعات بدلا من 74 ساعة، كما صمم وصنع كوبرى علويا يتم تركيبه على اساس مواسير حديدية يتم سحبها وتركيبها عاشق ومعشوق، لاستخدام هذه الكبارى فى حالة فشل قوات الصاعقة فى غلق فتحات النابلم فى القناة.

أسهم بنصيب كبير فى إيجاد حل للساتر الترابى، وقام بوحدات لوائه بعمل قطاع من الساتر الترابى فى منطقة تدريبية، وأجرى عليه الكثير من التجارب التى ساعدت فى النهاية فى التوصل إلى الحل الذى استخدم فعلا.

عندما حانت لحظة الصفر يوم 6 أكتوبر 1973، طلب اللواء من قيادته التحرك شخصيا إلى الخطوط الأمامية، ليشارك أفراده لحظات العمل فى تركيب الكبارى على القناة، وتحرك بالفعل إلى القناة واستمر وسط جنوده طوال الليل بلا نوم ولا طعام ولا راحة، ينتقل من معبر إلى آخر حتى اطمأن قلبه إلى بدء تشغيل معظم الكبارى والمعابر. وصلى ركعتين شكرا لله على رمال سيناء المحررة.

فى يوم 14 أكتوبر 1973 كان يشارك وسط جنوده فى إعادة إنشاء كوبرى لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية لتطوير وتدعيم المعركة، وأثناء ذلك ظهرت مجموعة من البراطيم متجهة بفعل تيار الماء إلى الجزء الذى تم إنشاؤه من الكوبرى، معرضة هذا الجزء إلى الخطر، وبسرعة بديهة وفدائية قفز البطل إلى ناقلة برمائية كانت تقف على الشاطئ قرب الكوبرى، وقادها بنفسه وسحب بها البراطيم بعيدا عن منطقة العمل، ثم عاد إلى جنوده لتكملة العمل برغم القصف الجوى المستمر، وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبرى يصاب البطل بشظية متطايرة وهو بين جنوده، كانت الإصابة الوحيدة، والمصاب الوحيد، لكنها كانت قاتلة ويستشهد البطل وسط جنوده.

«أسطورة الصاعقة» إبراهيم الرفاعى

هو أحد أساطير الصاعقة المصرية البواسل، مؤسس المجموعة 39 قتال، ولد فى 27 يونيو 1931، فى عائلة معظمها عسكريون.

كان شابا رياضيا وراميا ماهرا فى الكلية الحربية، وعندما عقدت أول فرقة للصاعقة بمصر عام 1955، كان ترتيبه الأول على الفرقة وأصبح مدرس صاعقة، وفى عام 1956، تسلل إلى بورسعيد ونفذ أكبر عملية قبل الجلاء بتدمير ثلاث دبابات بريطانية.

ومع بداية حرب الاستنزاف اشترك فى تنفيذ عمليات مذهلة ضد إسرائيل، وأصبح لمجموعته شهرة مخيفة لدى جنود إسرائيل، وأطلق عليها المجموعة (39 قتال)، لتنفيذها عمليات ناجحة بهذا العدد ضد العدو.

استشهد الرفاعى، فى 19 أكتوبر، وسط جنوده وضباطه من مقاتلى المجموعة 39 قتال، فى المنطقة الواقعة جنوب الإسماعيلية، حيث تمركز فوق التبة الرملية ليرصد دبابات إسرائيلية منتشرة فى المنطقة، وفجأة انهالت القذائف حوله، ولكنه لم يتراجع، واختار أن يموت ليحيا الوطن، فهو رجل احترف القتال من أجل وطنه.

الرائد طيار عاطف السادات

هو شقيق الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ولد عاطف السادات فى 13 مارس عام 1948، وتخرج فى الكلية الجوية عام 1966، وقضى عامين فى الاتحاد السوفيتى تطبيقا لبرنامج تدريبى على المقاتلات الجوية ثم القاذفات المقاتلة «السوخوى».

فى عامى 1969، و1970، شارك عاطف فى عمليات هجومية مصرية ضد طائرات إسرائيلية فى اتجاه سيناء، ويصفه زملاؤه بأن خبرته فى حرب الاستنزاف جعلته معلمًا على الطائرات السوفيتية فى تلك الفترة

فى السادس من أكتوبر شارك فى الضربة الأولى بدلاً من الانتظار لضربة ثانية كانت تجهز لها القوات الجوية، ونفذ مهمة جسورة، عجلت باستشهاده، بعد أن قام بعملية قصف قوات العدو فى منطقة «أم مرجم» ثم قصف الطائرات الإسرائيلية الرابضة فى «المليز» وعندما أقيم الاحتفال بتكريم أبطال أكتوبر فى مجلس الشعب، تسلم الرئيس «أنور السادات»، وسام نجمة سيناء تكريما لاسم شقيقه البطل.

العقيد رامى حسانين «بطل من ذهب»

أبرز الضباط الذين قاموا بعمليات مكافحة الإرهاب فى شمال سيناء ضد العناصر الإرهابية والمتطرفة، وتم استهدافه يوم 29 أكتوبر2016، بعد مرور المدرعة بين حاجزى السدة والوحشى، جنوب الشيخ زويد، الواقعة بين مدينتى العريش ورفح على الحدود مع قطاع غزة.

ولد رامى حسانين، بمركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، متزوج ولديه طفلتان، وتخرج فى الكلية الحربية أول يوليو 1996، وانضم لسلاح المشاة، تخصص فى سلاح الصاعقة دفعة 90، وحصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، وتدرج فى المناصب العسكرية حتى شغل منصب قائد لكتيبة صاعقة، بعد عودته من العمل فى قوات حفظ السلام بالكونغو، وسافر فى عدة بعثات خارجية شملت عدة دول منها انجلترا وأوكرانيا و تونس، حصل خلالها على كافة فرق الصاعقة الأساسية والمتقدمة، وبدأ العمل فى سيناء أواخر عام 2015.

اتصف الشهيد بصفات عظيمة كثيرة ومنها، الشجاعة والتفانى وحب الوطن، وخدمته لأهله وزملائه وجيرانه، وجنوده، قائدًا منذ الصغر، لا يهاب إلا الله، كما عرف «البطل» بحبه الشديد للأعمال الفنية اليدوية، إلى جانب حبه للزراعة، وتربية الحمام، والكلاب.

عرف الشهيد «رامى حسانين» بين أصدقائه بالكثير من الألقاب من بينها «إمام الشهداء» نظرًا لعطائه المستمر وغيرته على وطنه، كما عرف «بالأسد» نظرًا لدفاعه وقتاله المستميت حفاظًا على تراب بلده ضد كل من يحاول تدنيسه أو العبث به.

كان «البطل» دائمًا ما يروى أنهم يحافظون على دماء الأبرياء فى شمال سيناء ويعملون على تحرى الدقة مع العناصر الإرهابية والمتطرفة، كما عرف بحفظه للقرآن الكريم وتوجيه النصيحة الحسنة إلى كل من خالفه الرأى.

نشر المتحدث العسكرى للقوات المسلحة العقيد تامر الرفاعى، عبر صفحته الرسمية بـ «فيس بوك»، قصة الشهيد رامى حسانين، ووصفه بـ «بطل من ذهب».

«الاسطورة» العقيد أحمد صابر المنسى

اقترن اسمه بالاسطورة، بحسب ما وصفه الجنود فى الأغنية الشهيرة التى نشروها خلال تدريباتهم فى الجيش، تمجيدا للبطولات التى قاموا بها خلال معاركهم.

ولد أحمد صابر منسى فى مركز منيا القمح بـمحافظة الشرقية عام 1977، وتخرج المنسى ضمن طلبة الدفعة 92 فى الكلية الحربية بمصر، ثم التحق بالعمل فى صفوف القوات المسلحة وتولى منسى قيادة الكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء، وانضم لفريق الكفاءة البدنية بها، وحصل على فرق «مقاومة الإرهاب» لكونه ضابطًا بقوات الصاعقة وتولى منسى قيادة الكتيبة 103 صاعقة، خلفًا للعقيد رامى حسنين، فى أكتوبر 2016 كان مشهورا بالكفاءة بين زملائه منذ أن كان طالبًا بالكلية الحربية.

استشهد ومعه عدد من أفراد الكتيبة فى كمين «مربع البرث»، بمدينة رفح المصرية فى 7 يوليو عام 2017، أثناء التصدى لهجوم إرهابى على أفراد القوات المسلحة فى سيناء، مقدمين أرواحهم ثمنا للدفاع عن الوطن من أجل اقتلاع جذور الإرهاب من الأراضى المصرية، فكانوا رجالًا لا يهابون الموت وقفوا كالأسود مدافعين بجسارة عن أرض الفيروز، حتى نجحوا فى إفشال مخطط الأعداء، ولم يسمحوا لهم بتحقيق أى من أهدافهم الدنيئة، ولم يمكنهم الأبطال الذين ضحوا بدمائهم حتى آخر قطرة.

كرمته مصر وقامت الدولة بإنشاء كوبرى باسم (الشهيد أحمد منسى) يقع بمنطقة نمرة 6 بمدينة الإسماعيلية، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى.

اتخذ الشهيد «المنسى» سيدنا «حمزة بن عبدالمطلب» سيد الشهداء قدوته، فسمى ابنه الأكبر «حمزة»، فصدق الله فصدقه فنال شهادة يجاور قدوته بها، وعرف عن العقيد أحمد المنسى، حبه للآخرين ومساعدة الغير دون تمييز أو محاباة، فكان حريصا على بلده ومن شدة حبه كان لا يريد أيا من كان أن يمسها، حتى وإن كان ذلك الذى يرمى القمامة بالطريق العام.

قبل تسعة أشهر من استشهاده كتب على صفحته الشخصية بموقع «فيس بوك» ناعياً قائده العقيد «رامى حسنين» قائلاً: «فى ذمة الله أستاذى ومعلمى تعلمت على يده الكثير، شهيد بإذن الله العقيد رامى حسنين.. إلى اللقاء شئنا أم أبينا قريبا».

التحق الشهيد البطل بأول دورة للقوات الخاصة الاستكشافية المعروفة باسم «SEAL» عام 2001 ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006. وحصل الشهيد على ماجستير العلوم العسكرية دورة أركان حرب، من كلية القادة والأركان عام 2013، وتولى قيادة الكتيبة «103» صاعقة، خلفًا للشهيد العقيد رامى حسانين، والشهيد كان مشهودًا له بالكفاءة والانضباط العسكرى وحسن الخلق من الجميع، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.

«الدبابة» النقيب خالد المغربى

«خالد دبابة» هو اسم الشهرة للشهيد نقيب خالد محمد كمال المغربى، ابن نفس الكتيبة، التى تحمل رقم «103» صاعقة، التى سقط من بينها الشهيدان المنسى ورامى حسانين،

ورُويت عن الدبابة حكايات نادرة حول شجاعته وتكوينه الشخصى والعسكرى والإنسانى والثقافى، قبل أن ينال هو الآخر الشهادة ويلحق بزملائه الشهداء فى هجوم للإرهاب الغادر على أحد الأكمنة الأمنية برفح.

هو ابن مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، ولد عام 1992، وتخرج فى قوات الصاعقة عام 2014، واستشهد أثناء تأدية واجبه الوطنى تجاه بلاده، أثناء مطاردته جماعة تكفيرية وهو فى طريقه لنجدة زملائه بكمين «البرث» برفح فى شمال سيناء، خلد نشيد الصاعقة اسم خالد مع زملائه. واشتهر بين الإرهابيين بالدبابة التى لا ترحم أعداءها.

هؤلاء رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ضحوا بحياتهم ودمائهم دفاعا عن الوطن ومقدراته يحبون الموت أكثر من الحياة فى سبيل الحفاظ على أمن مصر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

الكلمات:القدسُ وعكّا نحنُ إلى يافا في غزّةَ نحنُ وقلبِ جِنين الواحدُ منّا يُزهرُ آلافا لن تَذبُل فينا ورقةُ تين ما هان الحقُّ عليكِ ولا خافَ عودتُنا إيمانٌ ويقين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا لا لا لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا لا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي كي تُشرقَ شمسُكِ فوقَ أمانينا وينامَ صغارُكِ مُبتسمين ونراكِ بخيرٍ حين تُنادينا لعمارِ بُيوتٍ وبساتين سنعيدُكِ وطناً رغم مآسينا أحراراً نشدو متّحدين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي#palestine #فلسطين

العالم روبرت غيلهم زعيم اليهود في معهد ألبرت أينشتاين، والمختص في علم الأجنة أعلن إسلامه بمجرد معرفته للحقيقة العلمية ولإعجاز القرآن