الشيخ أحمد بوزيان الشريف بوبغلة والشيخ بوزيان رمزا للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي

                                     

يعتبر الشهيدان محمد لمجد بن عبد المالك، المدعو الشريف بوبغلة، وأحمد بوزيان اللذان استرجعت جمجمتاهما وكذا جماجم 22 شهيدا آخر من فرنسا, رمزان من رموز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي.

وقد تم أخذ هذه الجماجم باعتبارها غنائم حرب قبل أن تزخر بها محميات متحف الإنسان بباريس حيث تم الاحتفاظ بها منذ قرن ونصف قرن من الزمن.وكان الشريف بوبغلة, من مواليد 1820, أول من خاض ثورة شعبية تحمل اسمه المستعار ضد المحتل الفرنسي في جبال جرجرة بمنطقة القبائل إلى غاية تاريخ وفاته في 26 ديسمبر 1854.

وفي الخمسينيات من القرن 19، استقر بوبغلة بقلعة بني عباس ونظم فيها حركة ثورية من خلال شد الاتصالات بين القبائل القابعة في الجبال المجاورة.وفي مارس من سنة 1851, شن هجوما ضد لعزيب شريف بن علي, مسؤول زاوية إيشلاطن وباشاغا مطبق لأوامر الفرنسيين. وما إن هزم إبان الهجوم الثاني, حتى جمع البطل رحاله نحو عرش بني مليكش (ولاية بجاية حاليا) حيث عد العدة وجعل منه مركز عملياته الجديد.

ولم يتأن الشريف بوبغلة في مضايقة جنود الاحتلال قبل أن يجبر على يعيد أدراجه شرق جرجرة حيث التفت حوله قبائل أخرى.
وبهذا نجح الشريف بوبغلة في هزم مفرزة للجيش الفرنسي في مواجهة بالقرب من بوغني يوم 18 أغسطس 1851.وعلى إثر هذه الهزيمة, مكثت هناك بعثة من الجنود شهرا كاملا تحت أوامر الجنرال بليسيي محاولة منها في وضع حد لأولئك الذين كانت تصفهم بالمتمردين.

وبعد رجوعه إلى بني مليكش, قام الشريف بوبغلة بتوسيع نطاق عمله نحو الجهة الساحلية من منطقة القبائل, وهو ما أجبر حوالي 3000 جندي من المشاة بإعادة فتح الطريق بتاريخ 25 يناير 1852 بين القصر وبجاية.في يونيو من نفس السنة أصيب على مستوى الرأس خلال معركة دارت رحاها في قرية تيغليت محمود قرب سوق الاثنين.

و استطاع سنة 1853 ان يقود المقاومة مرة اخرى لكن حاكم منطقة العزازقة في القبائل الجنرال روندون قد أرسل بعثة منتصف سنة 1854 لقمع قبيلة آث جناد التي تساند بوبغلة.وما أن تمت السيطرة على قرية عزيب تمت مهاجمة قرية آث يحيى التي استمرت فيها المشادات لمدة 40 يوم فقد خلالها الجنرال روندون 94 جنديا و جرح فيها 593 آخرين.و بعد ان اصيب بوبغلة غادر إلى منطقة آث مليكش ليعود إلى المقاومة حيث انضم بعدها الى لالة فاطمة نسومر.

و عندما تمت الوشاية به في سنة 1854 توبع من طرف الاخوة مقراني اللذين انضموا الى الفرنسيين حيث تم فصل رأسه عن جسده و هو حي.

و في 26 نوفمبر 1894 اقترفت القوات الفرنسية أشنع مجزرة راح ضحيتها الف شخص من اهالي منطقة الزعاطشة قتلا بالخناجر.اما الشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة فقد تم قطع رأسه ورأس ابنه و سي موسى الدرقاوي تم التمثيل بها في معسكر الجنود في الزعاطشة ثم في بسكرة “ليكونوا عبرة لمن يحاولون السير على خطاهم”.

أحمد بوزيان أو الشيخ بوزيان هو أحد قادة المقاومات الشعبية الجزائرية ضد الإحتلال الفرنسي بواحة الزعاطشة بولاية بسكرة. والتي عرفت بمقاومة الزعاطشة.نشأ أحمد بوزيان نشأة دينية فحفظ كتاب الله وتفقه على المذهب المالكي كما إلتزم الطريقة الدرقاوية في التصوف وهي السبب الرئيس في تعرفه على الحاج موسى بن الحسن الدرقاوي واتخاذه خليفة له فيما بعد عند إعلانه الثورة ضد الفرنسيين.

كان أحمد بوزيان متواضعاً، ما دفعه للبحث عن عمل في الجزائر العاصمة حيث يقال إنه كان سقاءًا فيها خلال ثلاثينات القرن التاسع عشر وهي إحدى المهن التي احتكرها البسكريون تقليديًا هناك، عاد بعد ذلك إلى الصحراء برأس مال معين للاستثمار في زراعة نخيل التمر كما كان يفعل البسكريون، ما جعل منه مالك أرض متواضعًا في الزيبان قبل أن يعينه الأمير عبد القادر مسؤولاً محليا على منطقة الزعاطشة.

من المعروف أنه كان من أنصار الأمير عبد القادر وتولى منصب شيخ الزعاطشة لعدة سنوات حتى استولى الجيش الفرنسي على منطقة الزيبان عام 1844

بعد مفاوضات مراطونية مع الطرف الفرنسي حول إسترجاع رفات شهداء المقاومات الشعبية للاستعمار الفرنسي خلال القرن التاسع عشر، أشرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بمطار هواري بومدين الدولي يوم 3 جويلية 2020 على مراسم استقبال 24 منهم قادمة من فرنسا على متن طائرة عسكرية وفي مقدمتهم الشيخ بوزيان والشريف بوبغلة وأقام لذلك مراسم تشريف عسكرية تليق بتضحياتهم الجسيمة وتلاوة فاتحة الكتاب على أرواحهم وذلك قبل دفنهم يوم 5 جويلية 2020 على مستوى مربع الشهداء بمقبرة العالية بمناسبة إحياء ذكرى عيد الاستقلال.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الكلمات:القدسُ وعكّا نحنُ إلى يافا في غزّةَ نحنُ وقلبِ جِنين الواحدُ منّا يُزهرُ آلافا لن تَذبُل فينا ورقةُ تين ما هان الحقُّ عليكِ ولا خافَ عودتُنا إيمانٌ ويقين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا لا لا لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا لا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي كي تُشرقَ شمسُكِ فوقَ أمانينا وينامَ صغارُكِ مُبتسمين ونراكِ بخيرٍ حين تُنادينا لعمارِ بُيوتٍ وبساتين سنعيدُكِ وطناً رغم مآسينا أحراراً نشدو متّحدين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي#palestine #فلسطين

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

العالم روبرت غيلهم زعيم اليهود في معهد ألبرت أينشتاين، والمختص في علم الأجنة أعلن إسلامه بمجرد معرفته للحقيقة العلمية ولإعجاز القرآن