حفيدة "حسن البنا" تواصل سعي جدها لإنقاذ الإخوان.. وتحذر من عواقب دفع شباب الجماعة للعنف

 


                                    

10-4-2014 | 20:16

هناك دائما بمنزلها سرير إضافي لاستقبال من قد تدفعه الظروف من الأصدقاء للفرار من السلطات .. إنها وفاء حفني أستاذة الأدب الإنجليزي التي تحث شباب جماعة الإخوان المسلمين على التمسك بالنهج السلمي ورفض العنف.حفيدة "حسن البنا" تواصل سعي جدها لإنقاذ الإخوان.. وتحذر من عواقب دفع شباب الجماعة للعنف

ووفاء حفني (47 عاما) هي حفيدة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها السلطات المصرية "جماعة إرهابية" وألقت القبض علي معظم قياداتها بمن فيهم الرئيس المعزول محمد مرسي. وهي من الشخصيات المؤثرة القليلة التي ما زالت مطلقة السراح من جماعة الإخوان المسلمين.

وهي تسعى لإثناء الجيل الأصغر سنا من أنصار الجماعة عن رفع السلاح في وجه واحدة من أعنف الحملات على الجماعة في تاريخها الممتد 86 عاما.قالت "كلما زادت ضغوط الدولة علينا كان لزاما علينا أن نلتزم بالنشاط السلمي. هذا هو ما يمنحنا القوة. العنف سيكون خطرا جدا علينا."
وتابعت "هناك بعض الإسلاميين الشبان وغيرهم يحاولون دفع شبابنا لانتهاج العنف. وعلينا أن نحول دون ذلك."
وهي ترى أن اللجوء للعنف سيكون كارثيا لأنه سيفقد الجماعة موقفها الأخلاقي وسيعطي الحكومة ذريعة لشن حملة أعنف.
ولإعطاء الشباب متنفسا تنظم وفاء حفني اجتماعات سرية يمكنهم من خلالها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وكتابة نصوص أفلام وتصميم شعارات مناهضة للحكومة.

وعن نشاطها تقول وفاء حفني التي تقيم في أحد أحياء الطبقة المتوسطة "بدأ هذا في تحريك الأمور وإعطاء أفكار.. دفع الناس لمواصلة العمل بحيث يمكنهم اكتشاف أفكار جديدة".

وأخرجت وفاء حفني أيضا مسرحية لعب أدوارها شبان من الإخوان وتدور حول فكرة بسيطة وطموحة.. الحركة ستعود إلى السلطة يوما ما وسيخضع المتورطون لمحاكمة عسكرية.

 ضغوط
ربما لا تكون مثل هذه المبادرات كافية لكبح شبان جماعة الإخوان التي اكتسبت قدرا من الشعبية بسبب تقديم خدمات اجتماعية للفقراء.

وبخلاف الحملة الأمنية يواجه شباب الإخوان تحديات كثيرة أخرى. فالاعلام الرسمي يصورهم في صورة الارهابيين كما ألقت السلطات بالالاف من زملائهم في السجون بالإضافة إلى أن الوظائف أصبحت في غاية الندرة في المناخ الاقتصادي القاتم.

وقالت وفاء حفني إن نفوذ الأعضاء المسجونين يتضاءل في حين بدأت قيادات جديدة تظهر وتمنح الشباب قدرا أكبر من النفوذ في كيفية إدارة الحركة.

وفي بادرة على أن الحرس القديم في الجماعة يتفهم مخاطر التشدد أصدر محمود حسين الامين العام للاخوان المسلمين من المنفى بيانا طويلا يوم الثلاثاء أكد فيه على التاريخ السلمي لنشاط الاخوان ورفض استخدام العنف.

وهذا البيان أعلى رسالة من شخصية رفيعة من الإخوان لا تقبع وراء قضبان السجون.
ولم تقدم السلطات المصرية دليلا يؤيد اتهامها للاخوان بالتورط في الارهاب لكن من الواضح أن أعضاء الجماعة من الشبان بدأوا يفقدون صبرهم على سلمية الحركة.

وفي مقهى بوسط القاهرة قال عضو بالجماعة لم يذكر سوى اسمه الأول محمد إن بعض قيادات ما وصفها بالخلايا الشبابية أبلغوه أنهم يبحثون استخدام القوة المميتة ضد رجال الشرطة.

وقال محمد لرويترز إنه تعرض للتعذيب في السجن مضيفا "نحن نعلم أين يعيش هؤلاء الناس."
وقال عضو ثان طلب عدم نشر اسمه "طبعا بعض الشباب سيرغب في الانتقام وحوادث القتل تتم على أساس فردي."

ورغم معارضة وفاء حفني الشديدة للجوء للعنف فقد قالت إنها تعتقد أن من الواجب فضح رجال الأمن الذين أساءوا معاملة المعتقلات من أعضاء جماعة الاخوان.

وقالت "نحن نطارد رجال الأمن الذين يغتصبون (نساء). فنرسل لهم رسائل ونكتب على بيوتهم. ونقول والدك أو ابنك فعل كذا. وهذا سيدفعهم للتوقف."

ونفى اللواء أحمد حلمي من إدارة الاعلام بوزارة الداخلية كل ادعاءات الإخوان عن التعذيب والاغتصاب.

وقال "نحن نطلب من أي سجين لديه شكوى أن يقدم شكوى رسمية وسنحقق فيها بنزاهة وحتى يثبت ذلك فهذا كله كلام بلا أدلة."

وقالت وفاء حفني الاستاذة بجامعة الازهر إنها تذكر نفسها دائما بالمخاطر التي تواجهها بسبب عملها مع الإخوان. وأضافت أن رجال شرطة سريين يطلبون معلومات عنها من جيرانها في بعض الأحيان.

وهي تستخدم طرازا قديما من الهواتف المحمولة تعتقد أنه لا يمكن التنصت عليه.
وسئلت لماذا هي مطلقة السراح حتى الآن فابتسمت وتذكرت جدها الذي اغتيل عام 1949.
وقالت "هذا حب من روح حسن البنا. كما أن أمي تدعو لي كل يوم".

...............................................................................................

في أول ذكرى لوالدها بعد وصول "الإخوان" للحكم في مصر، أعربت الدكتورة استشهاد حسن البنا عن تخوفها من ثقل الأمانة والمسؤولية في عنق "الإخوان" قائلة، إن الجماعة لم تسع للسلطة.

وأضافت ابنة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في حوار مع "الشرق الأوسط" أن أخطاء الجماعة وكوادرها أحد أسباب زيادة حدة الهجوم على "الإخوان" في مصر، معترفة بتأثير ذلك سلبيا على شعبيتهم في الشارع المصري.

وفي حين اعترفت بأن "هناك فرحة لوصول التيار الإسلامي للحكم بما يعني انتصارا لفكر الإمام البنا، ولكن بجانب هذه الفرحة يأتي الخوف والقلق بسبب الشعور بالمسؤولية وثقل الأمانة المحمولة والخوف من التقصير في أدائها". وأضافت "كنت أتمنى أن تتكاتف كل التيارات الإسلامية معا لأنني أشفق عليهم وعلى نفسي من الأمانة والمسؤولية الملقاة على عاتق هذا التيار، لأن الأمر الآن يعد فرصة وهذه الفرصة قد لا تأتي وكل شيء في علم الغيب وأخشى عليهم من المؤامرات من الداخل والخارج."

إلى ذلك، أقرت أنه لا يمكن الآن تقييم تجربة الإخوان في الحكم، لأن "الظروف في مصر لا تمكن من ذلك، ولأن المجتمع لم يهدأ بعد وأي تقييم لحزب الحرية والعدالة أو للدكتور مرسي يكون غير صالح حاليا في ظل الاضطرابات الحالية، ولكن هذا التقييم يمكن إجراؤه بعد اكتمال مؤسسات الدولة من برلمان ووزارة مستقرة، عندئذ يمكن أن نقيم ونراقب ونحاسب"، بحسب قولها.

وعن سبب زيادة حدة الهجوم على "الإخوان"، أعادت الأسباب إلى عدة أمور، أولها المنافسة الحزبية وأخطاء وقع فيها "الإخوان" لا نستطيع إنكارها بحسب قولها، بالإضافة لسبب آخر يتعلق بوجود عدد كبير من الذين يرفضون سيادة تيار إسلامي، ناهيك عن وجود أطراف داخلية وخارجية تحارب "الإخوان"، لأن من مصلحتها أن يزولوا.

كما أكدت أن الأحداث التي تجري حالياً في مصر، من شأنها أن تؤثر على شعبية "الإخوان"، "لكن لو هدأت الأمور وجاء مجلس شعب وبدأت المشروعات الاقتصادية واتجه الناس للعمل فحتما سيختلف وضع البلد".

وأقرت "بوجود سلبيات كثيرة جدا في حكم الرئيس مرسي، منها مثلا الوزارة الموجودة حاليا، التي لم يكن متوقعا منها هذا الأداء"، على الرغم من أنها التمست لها العذر بحسب رأيها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان