عشناها بايامها الجميلة وزمان ليس له رجعه تبقي ذكرياته مهما حيينا. والف تحية طيبة مفعمة بالصحة والعافية لمن عاشها معنا في ذلك الزمن .

                                            
                                        
                                      



كانت الابتسامة جزء من ملامح الفنانة المصرية شادية، أحبها الجمهور بسبب طلتها الرائعة، وموهبتها الفريدة في التمثيل والغناء.في ذكرى ميلادها الـ90.. فيديو نادر لشادية في عقد قران بعد اعتزالهاالغريب أن "دلوعة السينما" كانت مصدر سعادة لكل من حولها، لكنها عانت كثيرا في حياتها الحقيقية، وتألمت لأنها فشلت في تكوين بيت وعائلة.وبمناسبة ذكرى ميلاد شادية، والتي تحل الثلاثاء 8 فبراير 2022، تستعرض "العين الإخبارية" في السطور التالية ملامح مهمة من حياتها، كيف بدأت المشوار؟ لماذا اعتزلت الفن؟الفنانة الراحلة شادية اجتمع على حبها الناس فهي "معبودة الجماهير" في الغناء والتمثيل. فصوتها كمطربة سيمفونية مليئة بالبهجة والحب والسعادة الممزوجة بالشجن وكممثلة لم تعرف السينما نجمة متعددة المواهب مثلها، إذ قدمت شادية العديد من الأدوار المتنوعة التي تعبّر عن موهبة حقيقية في الأداء وخاصة الأدوار المركبة حيث قدمت التراجيديا والكوميديا بتميز على مدى مشوارها في السينما. "سيدتي" تنفرد بلقاء خاص مع الفنانة التشكيلية ناهد طاهر شاكر ابنة شقيق الفنانة الراحلة شادية. وجاء حوارنا معها في منزل والدتها، إحدى صديقات شادية الحميمات.شكلت شادية ثنائيات ناجحة تعبّر عن حالات فنية مليئة بالموهبة والخبرة والإبداع مع عبد الحليم حافظ وكمال الشناوي وصلاح ذو الفقار. ثم قدمت في أواخر حياتها الفنية رائعة "ريا وسكينة". بعد ذلك، شعرت أنها قدمت كل ما لديها وجاء الوقت لتستريح وتتفرغ لعائلتها، أخواتها وأبناء أخواتها وهم جميعاً أغلى الناس بالنسبة للراحلة شادية. فمنذ شبابها وهي حريصة على الاهتمام بعائلتها وأولاد أخواتها ومساعدتهم مالياً. فقد كانت الأخت والأم والصديقة والجدة.

ياست شادية صاحبة الصوت الشجي الصباحي ايام الستينات والسبعينات من احلى سنين عشناها بايامها الجميلة وزمان ليس له رجعه تبقي ذكرياته مهما حيينا. والف تحية طيبة مفعمة بالصحة والعافية لمن عاشها معنا في ذلك الزمن .

كانت تغني معظم أغانيها في المنزل وبالتحديد في المطبخ أثناء طهيها للطعام حيث كانت طباخة ماهرة. ورغم وجود طباخين في المنزل إلا أنها كانت تحب دخول المطبخ وتجهز لنا أشهى الأكلات مثل البامية باللحم الضاني أو أكلة تركية وهي "باذنجان عروس محشي صنوبر وزبيب". وكانت ماهرة جداً في كل أصناف المحاشي.

أحياناً كثيرة كنا نناديها ماما شادية. وكانت رحمة الله عليها تملأ البيت بالبهجة والطاقة الإيجابية. لم تكن تعيش نجوميتها في المنزل. وبمجرد أن تنتهي من التصوير تعود للمنزل سريعاً لتقضي أحلى أوقاتها معنا. ولم تكن تحب الخروج أو السهرات أو المهرجانات. كانت بيتوتية بشكل كبير.

ماذا عن ذكرياتها مع زميلات جيلها؟

روت لي عمتي وقوف هند رستم بجانبها بفيلم "نحن لا نزرع الشوك". ففي أحد المشاهد تظهر عمتي بشعر أشقر وظلت تبحث عن "باروكة" بنفس اللون. ولم تجدها فاتصلت بهند رستم وطلبت منها الاستعانة بـ"باروكتها" الشقراء التي ترتديها أحياناً في بعض أفلامها. فوافقت هند رستم على الفور وقالت "تؤمري يا شادية".

من كان زوار شادية من الفنانين؟

كانت الزيارات محدودة. رأيت نجاة الصغيرة وبليغ حمدي ومريم فخر الدين التي كانت صديقتها جداً وأسامة أنور عكاشة الذي كان يعرض عليها أحد الأدوار. ولكن عمتي في ذلك الوقت كانت قد حسمت أمرها وقررت الاعتزال.

هل تتذكرين لحظة اعتزالها وارتدائها الحجاب؟

بعد وفاة أبي أصبحت عمتي في حالة قلق واضطراب شديدين. وبعد انتهاء عرض مسرحية "ريا وسكينة"، قررت أن نسافر معاً إلى الأقصر وأسوان والفيوم والإسكندرية في رحلة استجمام وتأمل لما سوف تفعله بعد ذلك، إلى جانب مرحلة الاكتئاب التي عاشتها بعد إجراء العملية لأنها لم تحصل على أي تأهيل نفسي بعد العملية مثلما يحدث الآن بعد إجراء مثل هذه العمليات.

بعد عودتنا من السفر، عرضت عليها الشاعرة علية الجعار أغنية "خد بإيدي" وفعلاً قامت بعمل بروفات لها وبعد أن غنتها جاءت في إحدى المرات وقالت إنها قررت اعتزال الفن بعدما قدمت كل ما عندها. وبعدها، قررت ارتداء الحجاب وقالت لي "شعري أصبح أبيض وأنا أشعر أنه من الأفضل أن أغطيه". وكانت تشعر بارتياح عندما ارتدت الحجاب. ومن المهم أن أؤكد أن عمتي كانت تعتز بتاريخها الفني وأنها كانت تقدم في كل عمل رسالة بناءّة يستفيد منها الناس وهي لم تعتبر الفن حراماً أبداً ولم تندم على أي عمل قدمته. فعمتي كانت متدينة طوال عمرها تصلي وتصوم وتقرأ القرآن أي أنها كانت تتقرب إلى الله طوال الوقت. وبعد الاعتزال والحجاب وتفرغها الكامل اقتربت من الله أكثر لكنها لم تكن كما يقال تتعبد في غرفتها ولا تخرج ولا تتحدث مع أحد. بالعكس، فقد كانت اجتماعية جداً وتفرغت لعائلتها وأبناء وأحفاد أخواتها وكانت تحتفل "بسبوع" كل حفيد في بيتها بالجيزة.

ماذا عن طقوسها في شهر رمضان ؟

كانت العائلة كلها تجتمع في بيت عمتي شادية. وكان لها طقوس حيث تفتح "دولاب الفضة" (الخزانة) وتخرج "الطقم الصيني"، وتضبط الراديو على مؤشر إذاعة القرآن الكريم وتسمع الشيخ محمد رفعت، وتضع المكسرات على السفرة ونفطر ونصلي جماعة. وكانت تشاهد بعض المسلسلات بعد أدائها لصلاة التراويح.

ما أكثر المسلسلات التي شاهدتها وأعجبتها في فترة الاعتزال؟

أحبت مسلسل "أم كلثوم" جداً وكانت معجبة بأداء صابرين وتشعر أنها تعيش في الماضي مع أحداث المسلسل فقد كانت ترى أنه واقعي مطابق لواقع العصر الذي يدور فيه من حيث أداء الشخصيات خاصة ملابسهم. لكنها غضبت وشعرت بالحزن عندما شاهدت مسلسلي "أسمهان" و"ليلى مراد" وكانت تقول إنهما لا يعبران عن الفنانتين الكبيرتين بل يسيئان لهما.

تزوجت شادية أربع مرات من عماد حمدي وعزيز فتحي ومصطفى أمين وصلاح ذو الفقار. فمن كان الأقرب لها ؟

كانت عمتي تحب مصطفى أمين وتحترمه وتقول عنه:" كان بالنسبة لي أقرب الأزواج لقلبي لأنه احتواني وكانت حياته الأقرب إلى نفسي، وهي حياة المثقفين فقد كنت أعشق صالوناته الثقافية وكنت حريصة على حضورها وهو هادىء الطبع يحترم المرأة. ولكن للأسف خطفوه مني وسجن".


لم ترفض شادية التكريم. أما الشيخ الشعراوي فلم يكن له أي علاقة بحجابها أو أنها ترفض التكريم. بالعكس، كانت قد أ

عدّت الفستان الذي ستحضر به حفل الافتتاح لكنها أصيبت بنزلة شعبية حادة في آخر وقت وهو ما منعها من الحضور 

وقد كرمها المركز الكاثوليكي أيضاً ورحبت بالتكريم وأرسلت الفنانة شهيرة لاستلام الدرع.

ماذا عن الفترة التي توفي فيها والدك وما تأثير رحيله على حياة شادية؟

مات أبي حزناً على مرض عمتي وإجرائها لعملية كبيرة استأصلت فيها صدرها وقتها أبلغ الأطباء والدي أن عمتي مصابة بالسرطان وأن أمامها 6 أشهر فقط وترحل عن الدنيا. لكن ما حدث أن شفيت عمتي ورحل أبي. فدخلت عمتي في مرحلة اكتئاب وحزن شديدين. وكانت في ذلك الوقت تعرض مسرحية "ريا وسكينة". والمدهش أن عمتي شادية حين سافرت لأميركا لزيارة عمتي عفاف أختها الكبرى قامت بعمل فحوصات طبية، وفوجئت بأن الأطباء هناك قالوا إنه كان من الممكن أن تعيش دون استئصال صدرها فحزنت جداً. ولما عادت سافرنا جميعاً إلى أسوان والإسكندرية لفترة.

وهل بعد رحيل والدك أقمت إقامة كاملة عند عمتك شادية؟

رحل والدي وكان عمري 13 سنة . وكانت عمتي شادية "حنينة قوي" وصديقة لي أيضاً. كانت تصر على معرفة أصدقائي وتدعوهم إلى منزلها وتتحاور معهم وتعرف أهلهم. وكانت تأتي وتزورني في المدرسة لتعرف مستوى تحصيلي الدراسي وتحضر لي المدرّسين في البيت. فماما شادية تكفلت بكل العائلة من الناحية المادية ودفعت لي مصاريف تعليمي في المدارس والجامعة الأميركية لأنني كنت أتمنى دراسة الفنون الجميلة. ولكن مجموعي كان أقل من الكلية التي أتمناها. ففضلت ماما شادية أن أدخل الجامعة الأميركية لأقوي اللغة أكثر.

شادية وهي تحكي الذكريات ماذا قالت عن فاتن حمامة وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش؟

كانت عمتي شادية تحب فاتن حمامة كثيراً وكانتا على اتصال دائم ببعض. فقد كانت تعجبها دقة فاتن وشياكتها وأخلاقها وتعتز بفيلم "موعد مع الحياة" الذي جمع بين النجمتين الكبيرتين.

أما عبد الحليم، فكانت تحزن لطول فترات مرضه وتعتز بالثنائية الفنية التي جمعتهما وقدما معاً فيلميّ "دليلة" و"معبودة الجماهير". وكانت شادية تقول إنها وعبد الحليم ظلا يصوران الفيلم لفترة طويلة بسبب مرض حليم. أما فريد الأطرش فجمع بينهما حب كبير بعد انفصالها عن عماد حمدي وروت لي عمتي أنها جهزت فستان الفرح وانتظرت عودة فريد الأطرش من إحدى رحلاته. ولكن ما حدث أن أحد الزملاء قام بعمل وقيعة بين شادية وفريد وأخبروا فريد بالكذب أن شادية مرتبطة بشخص آخر. وتكمل لي عمتي بأن صدمتها كانت كبيرة عندما عاد فريد الأطرش لمصر ولم يتصل بها. فغضبت لكرامتها وأنهت الموضوع. ولكن تتذكر عمتي أنها شاهدت قبل وفاة فريد الأطرش برنامجاً مع الصحفي فوميل لبيب يذكر فيه أن فريد فكر بالزواج مرة واحدة فقط من شادية وأنها ستظل حب عمره.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان