الرهائن الإسرائيليون وفتح النار على المقاومة

متظاهرون  يهود يستنكرون  اختطاف المستوطنين
بقلم: عادل صديق

في الحالة العربية كان اختطاف الشخصيات المعادية وسيلة من وسائل المقاومة  والضغط على العدو وتعني القدرة على الاختراق، والإخفاء والتمويه ، وسعة المعرفة بميدان  حرب العدو، وأيضا وسيلة لتبادل الأسرى، وفي الحالة الفلسطينية بالذات حيث يوجد 8000 أسير في سجون الاحتلال حسب مصادر فلسطينية مختصة، والاحتفاظ بالرهائن كورقة ضغط .

نأتي للفرد الإسرائيلي الذي يشكل قيمة كبرى وخاصة من الغربيين الذين يربكون ـ حين خطفهم ـ الداخل الإسرائيلي بل يحرك  الداخل الأمريكي فتخرج التظاهرات الداعية  لوقف  الإرهاب الفلسطيني، بل وجدنا دعوات للكيان الإسرائيلي لإعادة الفلسطينيين المفرج عنهم في صفقة  شاليط 2011 إلى الأسر الإسرائيلي، كأنّ الأسرى في السجون الإسرائيلية قد نقص عددهم .

قيمة الفرد الإسرائيلي مرتفعة لدرجة أن "جلعاد شاليط" الذي أسر في 25 يونيو 2006  كلف إسرائيل ثلاث حروب هي :الوهم المتبدد ، و الرصاص المصبوب عامود السحاب أو قوس قزح، وكلها فشلت في الضغط الدموي على قطاع غزة،  ولم يتم الحل إلا بعد التنسيق الدقيق بين مصر وحماس والقبول بالإفراج عن الأعداد المطلوبة من الأسرى الفلسطينيين .
وكان جلعاد شاليط الفرنسي الأصل قد ظل في الأسر 2000 يوم خمس سنوات تقريبا وسط ضغوط من أهل شاليط والمستوطنين الغربيين الذي صدع  اعتصامهم رأس الحكومة الإسرائيلية ، وشكل شاليط خلال فترة أسره ورقة ضغط على الداخل الإسرائيلي ليخرج من محبسه وبشروط حماس.

وتقع إحدى المفاجآت المفزعة على الداخل الإسرائيلي باختطاف ثلاثة مستوطنين الخميس12 يونيو من الضفة الغربية المحتلة، ويتساءل البعض كم من الحروب يمكن أن تخوضها  إسرائيل سواء اعترفت المقاومة بأنها الخاطف الرئيسي أم قامت فئة ما بالمهمة نيابة عن المقاومة، وسلمت الرهائن إلى جهة ما غير معلومة تمهيدا لمقايضة  جديدة والمستوطنون المختطفون من مستوطنة "غوش عتصيون"، شمالي الخليل بالأرض المحتلة .

ورغم صمت المقاومة وعدم وجود اعتراف من جهة ما  بخطف  المستوطنين الغربيين من الداخل الفلسطيني  المحتل الذي يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي وتتحكم حتى في الهواء الذي يتنفسه الفلسطينيون؛ إلا أنّ إسرائيل تحمّل المقاومة في قطاع غزة ـ على كل حال ـ مسؤولية الاختطاف   وخاصة حماس وكتائب القسام بالتحديد لأنها لها اليد الطولى في القطاع

لقد كان أحمد الجعبري هو الذي سلم شاليط
21 اكتوبر2011 لقيادات مخابراتية مصرية وكان الجعبري القائد العام لكتائب القسّام ليتم اغتياله في 14 نوفمبر 2012 بغارة صاروخية بعد عام تقريبا من تسلم شاليط .

 وكان اغتيال الجعبري متوقعا بوصفة ثالث ثلاثة  للمجلس العسكري لكتائب القسام، وقد أعد لهذا الاغتيال بإحكام بوصف الجعبري العقل  المدبر للعديد من التفجيرات ضد الكيان الصهيوني .
ويؤكد  محللون سياسيون فلسطينيون أنّ إسرائيل تسعى لـ"تصفية حساباتها" مع الفلسطينيين عقب اختطاف الإسرائيليين الثلاثة من الخليل، جنوبي الضفة الغربية، الخميس الماضي.

وتوقع محللون أن تستغل إسرائيل اختطاف المستوطنين الثلاثة بشكل فعّال للنيل من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، واستهداف قادتها، إلى جانب إرباكها للساحة الفلسطينية، وتعطيل "المصالحة الفلسطينية".
وترى كم من القادة في القسّام  سيتم تصفيتهم ، وكم من المساحات المعمَّرة  في القطاع  ستدمر بل كم من الأرواح ستزهق؛ وهل تقلب  حماس معادلة الحرب المتوقعة وخاصة  أن حماس الآن  لا ناصر لها  لا من جانب مصر، ولا من الدول العربية بعد الانقلاب، وهل تقلب أحداث العراق التي تناهض التقسيم الذي أرادته أمريكا  قبل رحيلها  موازين القوى  بدخول داعش للصراع مع إسرائيل.
في أمريكا بكاء على خطف المستوطنين الغربيين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان