على مَن تدور الدوائر؟؟


بقلم: عادل صديق
لم أتوقع أن يكون العرب بمثل هذه الدرجة المتهاوية من التخاذل في التعاطي مع  قصف إسرائيل لقطاع غزة 2014 والذي راح ضحيته 133 شهيدا  بعد ستة أيام من القصف الإسرائيلي ونحو 1000 جريح مع استهداف الإسعاف والدفاع المدني، والرد عليه  من قبل المقاومة .

لقد استهدف الكيان الصهيوني من الحرب  هذه المرة هدم  المنازل لأن الهدف لم يكن  المقاومة والرد عليها، بل هدم المنازل على رؤوس اصحابها، والذي أطلق عليه "الجرف الصامد" .
الكارثة أن أقرب جيران غزة ـ في مصر ـ يلوذون بالصمت، ويهونون من المصاب، وأن الحالات التي ترد لمعبر رفح لم يقبل منها إلا 11 مصابا بإصابات بالغة والباقون لا يستحقون لا العلاج ولا الدواء، وسط إمكانات متدنية في مشافي غزة للحصار الخانق من الكيان الصهيوني وإغلاق المعابرمن قبل إسرائيل وإسهام مصر السيسي في هذا الحصار الخانق بإغلاق المعبر الوحيد الذي يمر منه الأفراد والدواء والغذاء بعد هدم الأنفاق التي كانت تشكل متنفسا لأهل الحصار في غزة.
كان عهد مبارك أيسر حالا كما قال  مشير المصري الجمعة 11 يوليو رغم استخدام المعابر كورقة ضغط، وسوء التعامل من سلطات المعابر حين يصدر الأمر بذلك, ولكن قلما كان يرد مصاب ويكون  هناك افتعال ذريعة بأن الأمن القومي المصري يهدده فتح معبر رفح . 

كان هذا حال غزة في عهد مبارك بخلاف موقف متفرد وقفه خلفه الرئيس  محمد مرسي كرئيس مدني منتخب لمصر،وذلك في رسالة واضحة في نوفمبر 2012 حين عجز الوسطاء الدوليون التقليديون عن اتخاذ بادرة لوقف الهجمة الصهيونية التي اتخذت اسم "قوس قزح" أو عامود السحاب على غزة ووقوع  عشرات الضحايا ليبرز دورمصر "محمد مرسي"الذي بشّر بقوة إقليمية جديدة ذات إرادة ومن الممكن أن تغير المعادلة السياسية في المنطقة .
لقد قامت مصربدور إيجابي وكانت الرسالة واضحة بأن ضرب غزة لابد أن يتوقف وأعلن الرئيس "محمد مرسي"أن مصر محتفظة بالمعاهدات الدولية وكانت الرسالة أن "غزة لن تقف وحدها ".
كان هذا الموقف الرسمي لمرسي خلافا للموقف الرسمي في عهد مبارك الذي كان يتحفظ  ويقف بين شقي رحى بين الدبلوماسية التي تتسم بالميوعة الشديدة من الجانب الحكومي والتحرك بضغط الشارع الذي تنامىعام 2008 إبان هجمة"الرصاص المصبوب" الذي كالته "الصهيونية الشرسة" والتي تحولت لـ "حرب الفرقان" بالقطاع ، وراح ضحيتها أكثرمن 1500 إنسان،وإن استطاعت المقاومة في غزة ردّ المد الإسرائيلي .
 إسرائيل تعتمد كليّة على الغطاء الجوي الآمن القتالية الأسرع من الصوت F16 و F25  المطورة التي تمد بها الكيان الإسرائيلي، والمدرعات الميركافا القتالية التي لا تستطيع التوغل الآن لوجود قوة  ضاربة مضادة لها وإن كانت إسرائيل تدير معاركها عن بعد وتستقي المعلومات من الأقمار الصناعية العسكرية بالتعاون مع أمريكا ـ وهذا لا تملكه المقاومة رسميا ـ وإن كانت المقاومة استطاعت اختراق الأنظمة المعلوماتية للحصول على البيانات القتالية.
والمقاومة في فلسطين ـ واقعاـ لا تملك إلا المواجهة القتالية، بأسلحة خفيفة، وربما كان استخدام التكنولوجيا الاستخباراتية عالية المستوى،وزرع عملاء في أنحاء فلسطين يجعل لها قدرة تعويضية عن العدو وأرض معاركه فيمكن عرقلة أو ارباك خطط العدو، ولدى المقاومة صواريخ بسيطة التصنيع، وإن دعمت بقدرات جديدة مثل صواريخ جراد، والاسكود الروسي التي تم جلبها من ليبيا إبان الثورة الليبية والتي تدعم براجمات صواريخ متنقلة ومموهة،وأضيفت إلى مخزون السلاح المتواضع  لديها  بالتصنيع المحلي لصواريخ يصل مداها 70 كلم بالعمق الإسرائيلي.

وفي هجمة " الرصاص المصبوب حسم المعركة أسلحة القنص الروسية  المتطورة التي  كان يحملها المقاتلون والتي أجبرت إسرائيل على التراجع قتلى  بأعداد كبيرة رغم سمعة جيش الاحتلال ذي  اليد الطولى والربيبة البكر للإمبريالية العالمية، والتي تشكل أذرعة لوبي في كافة دول العالم القديم والجديد تتحكم في الاقتصاد والإعلام وبالتالي في القرار.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان