الانقلابيون والحرب بالوكالة ضد "داعش" عفريت القمقم


حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء العراقي(يمين) خلال مؤتمر
صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري في بغداد

بقلم : عادل  صديق
أبدى السيسي استعداده لدعم العراق رغم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر، ويبدو أن بترول العراق هو كلمة السر التي تفتح الأبواب المغلقة، وربما الخليج مشكورا  سوف يعقد  لقاء المانحين شريطة التضحية بالجنود المصريين  في شمال العراق، كما أكدت مصادر  تواجدهم في ليبيا .
ومصر تعيش أزمة الوقود الخانقة، ولكن "البركة في الوقود العراقي" مما سيدعم موقف السيسي  المهتز بعد ضغطه على البسطاء والغلابة الذين  وضعوا البيادة على  رؤوسهم، وارتفاع الأسعار لكافة السلع بما فيها رفع أسعارالوقود ليكرر الدعم الذي تلقاه ويتلقاه المنشق "حفتر" في ليبيا،والذي يتلقى  ضربات موجعة  في بنغازي من الثوار .
كان "حفتر" يريد السيطرة على مطار بنغازي ومن ثم  خنق المدينة، ورغم الخسائر التي تكبدتها ليبيا في اسطولها الرابض على أرض  المطار من تدمير وحرق إلا أن  قوة  الثوار هي المتحكمة في الأرض ـ على غرار ما يحدث في غزة  ـ وقوات حفتر  تملك طائرات الهليكوبتر، والمدرعات مصرية ومجموعات مقاتلة من مصر تم  نقلهم قسرا إلى ليبيا .
 والسبب الوجيه لدعم السيسي للحكومة العراقية هو خوض حرب بالإنابة عنها إنه المال  !!، فالانقلاب يعاني من ضعف موارد وخاصة بعد ما أشيع عن توقف الإمارات والسعودية عن دفع  نفقات الانقلاب، وتكفير الإخوان، ومن ثم  تحليل قتلهم ، وسجنهم ، وتشريدهم في منافي الأرض وتغريبهم ..
 إن  بروز المقاوِمة الإسلامية من جديد في شمال العراق وهي مقاومة بلا ضوابط واضحة مكونة من تشكيلة من المقاتيلين، ومسلحة تسليحا جيدا لحرب العصابات وتتخلص من كافة من يقاومون .
 ويذكر السيسي أنه لولا الانقلاب ـ ثورة 30 يونيو  كما يدّعي ـ وما حدث في 3 يوليو لكانت مصر هي الضحية الأولى ولحدث في "أم الدنيا " ما يحدث في العراق، منقذنا  تنبأ بكل ذلك فنطيع الأمر  يا جماعة وإلا ذنبكم على جنبكم ، حا نقفل حنفية الوقود بدري.
والمقاومة الآن تواصل زحفها  لتأسيس الدولة الإسلامية ممثله في الاسم الرمزي "داعش" والتي برزت كأنها عفريت القمقم، وسارعت  السعودية  بنشر قوات على الحدود مع الأردن أيضا نشرت قوات على  حدودها مع العراق خوفا من تسرب النار التي تحرق .
المقاومة الإسلامية  كابوس مثل "الربيع العربي" الذي شكل مفاجأة غير سارة في الدول التي قام بها، وأيضا للدول التي أصابها الهاجس المرعب فسعت في استباق الظاهرة واحتوائها خوفا من تصديرها.
الأنظمة العربية جميعا معطوبة ومؤهلة للانهيار لأنها تحرم الشعوب الديمقراطية "العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية "، وعرضة لربيع عربي زاحف وإن طال الانتظار .
 ويبدو أن الهاجس العربي يتكهن الأن عن من وراء هذا المد، ومستوى اندفاع الطوفان، وإلى أين سيتجه، واي البقاع سيحرق أويُغرق؟؟! وهذا  ما أرّق ويؤرق الخليج مما دفعة لاحتياطات أمنية، وتآمرية وتخطيطية، وتمويلية، ولا مانع من إيجاد "جبهة" خوف تشكـَّـلُ للإنفاق على إجهاض "حركات التحرر" التي من الممكن أن تكون عاصفة تهب عليها ـ أعني الدول البترولية الشرقية ـ .
الهاجس الآن "على من تكون الدائرة" وخاصة أن التيار الأصولي أمواجه عاتية ولا يُعرف أولُه من آخره مثلما "المغول"، ولا يُعرف من يدعمه أهم الكبار أم الصغار؟؟ وهل هناك من يدعم بالوكالة على غرار ما فعلته السعودية في حرب "نزع" أفغانستان المحتلة عن الاتحاد السوفييتي، ودق أول مسمار في نعش الشيوعية في حقبة الثمانينات في عهد "بابراك كارميل"، وكما اعترف "تركي الفيصل" رئيس الاستخبارات السعودية بالدورالذي قامت به الدبلوماسية السعودية في "الحرب القذرة" بالوكالة عن أمريكا بإدخال  المال والسلاح في الحقيبة الدبلوماسية في مناطق كانت خاضعة للحكم الشيوعي إبان الحرب الباردة، فتدعم الثوار خفية نيابة عن أمريكا، مما يدلل على أنّ السعودية عقب اغتيال  الملك فيصل تغيرت العقيدة القومية لديها، وأصبحت المصالح واتخاذ مكان آمن تحت المظلة الأمريكية كدولة "أولى بالرعاية"، وتتسب بأنها تربطها علاقات تاريخية وأيديولوجية بالدول الإسلامية، وعلاقة أخرى مع كافة الدول الأخرى، فالسعودية صار  شعارها "لا نتدخل في الشأن الداخلي لأحد ولا نسمح لأحد  أن يتدخل في الشأن الداخلي لنا "  ويمكن أن تنضوي جميعا  تحت مظلة الولايات المتحدة بواجهة سعودية، وخاصة من الدول التي تتلقى المساعدات  وليست الدول  التي أصابها  التحضّر مثل النمور الآسيوية.
  وحسبنا أن نعرف أن العلاقات السعودية كانت قائمة منذ الحقبة الإنجليزية واعترافات الأمير طلالا بأخذ والده الملك عبد العزيز أموالا من بريطانيا كدعم لقيام الدولة السعودية الحديثة أوحسب قوله  راتب لدولة  فقيرة تسعى للامتداد وتوحيد مساحتها الجغرافية تحت راية آل سعود  .
الدول الخليجية تود أن تعرف من يدعم ثورة العراق الإسلامية  فإن كان أحد الكبار فلا قبل لهم به، وإن كان الصغار فمن الممكن أن نوجد مرتزقة بالوكالة وهم بلطجية مدربون على القتل.
 والمد الأصولي في العراق أوجد حشودا سعودية على حدود العراق  هلعا من وصوله إلى الداخل السعودي المؤهل للاحتراق وخاصة  من الشباب الغض ولهم تجربة سابقة مع حرب أفغانستان.
السعودية لا يستطيع حمايتها  لا درع الجزيرة ولا اتفاقية الدفاع المشترك  بين الدول الخليجية، ولا الخزائن التي لم تعد تكفي الإنفاق على ملاذ ووجاهة أمراء البترول، ولا على المغامرات التي تمول الحرائق في الدول المجاورة التي ربما كانت مصر للآن هي التي  اشتعلت بنيرانها، بالدعم "السعودي الإماراتي الكويتي" للانقلاب الذي لا يتوقع له استقرار قريب.
 ويكفي اشتعال ذكرى الانقلاب والوصول إلى المناطق المحرمة  في مصر مع ذكرى الدماء التي سالت، ورفع الأسعارالذي أوجد انقلابا مضادا من أنصار الانقلاب،  فالحلفاء  الضعفاء الذين ظنوا تحقيق  المكاسب، وإطلاق أيديهم للكسب المشروع أو غير المشروع، والكشف عن  نيّة الانقلاب العسكري  لتحجيمهم أوالتضحية بهم  ـ وهم المقدور عليهم  ـ كانوا أول من أُكل لأنهم يمنّون على السيسي والكبار بأنهم هم الذين دعموه بالأصوات، وقاتلوا "أنصار الشرعية"  لجانب الشرطة بسلاح البلطجية "المباركي" الذين لا ثمن 
لهم ولا ديّة ، فهم حيوانات التجارب، والذين  يعتمد عليهم  في القبض على الخارجين على القانون وجعل المخبرين، وأمناء الشرطة ، والعسكر والضباط أكثر أمنا في مواجهة المجرمين  المغضوب عليهم من السوابق.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان