فرق السما من العمى ..مصر وتركيا خارج المنافسة
بقلم: عادل صديق
فازت تركيا بالضربة القاضية على الفساد بعد أن قال الشعب كلمته مرتين أن يكون "العدالة والتنمية" قائدا لمسيرة حكومة تعمل من أجل تركيا، وأن يكون أردوغان الذي قاد حكومة "العدالة والتنمية" رئيسا لتركيا حتى العام 2023 وذلك في 10 أغسطس 2014.
فازت تركيا بالضربة القاضية على الفساد بعد أن قال الشعب كلمته مرتين أن يكون "العدالة والتنمية" قائدا لمسيرة حكومة تعمل من أجل تركيا، وأن يكون أردوغان الذي قاد حكومة "العدالة والتنمية" رئيسا لتركيا حتى العام 2023 وذلك في 10 أغسطس 2014.
لا
أدري ما السر في خروج صحافتنا جميعا القومية والخاصة وكلها قومية عن الحياد في عهد
الانقلاب فبدلا من أن تكون صحافة الواقع ـ على غرار سينما الواقع ـ تجد
لمسات أمنية في المانشيت يشي بالمثل القائل"رمتني بدائها وانسلت:يعني بالمثل البلدي "...وتجيب اللي فيها فيك "ولن أكمل المثل لأن اهلي
ربوني على الأدب .
ولكن
أن تجد أكبر جريدة قومية في مصر"الأهرام" الجريدة العريقة تكتب
المانشيت الرئيسي قبل الانتخابات التركية "حكومة أردوغان تتصدع" 20
ديسمبر 2013 لتوصيف الحالة التركية المتحركة والتنافس الديمقراطي الشريف فهذا لا
يدل على المهنية التي يقودها رئيس مجلس الإدارة عمر سامي، ورئيس التحرير عبد
الناصر سلامة ، في صفحات الأهرام الـ"70" في عين العدو.
كان
ذلك عقب تقديم أربعة وزراء استقالاتهم احتجاجاعلى الحملة الواسعة التى تقودها
الشرطة آنذاك بتهم الفساد،وقد طالبت المعارضة التركية البرلمان بطرح الثقة فى
الحكومة قدم في أغسطس 2013 عدد من رجال الشرطة للمحاكمة لتهم عدة.
يا
سادة الحكومة التركية حققت ما يشبه المعجزات منذ فازت بالانتخابات التركية 2002 بعد
أن كانت تعاني من التضخم الذي يثقل كاهلها ، والديون التي قصمت ظهرها نظر اردوغان
إلى مقدرات الدولة ، وخاصة القدرات البشرية، فصارت تركيا رقم 16 كقوة اقتصادية عالمية، وصادراتها للعالم 153 مليار دولار بعدما كانت 23 مليار دولار، وأصبحت تركيا بلا ديون داخلية ولا خارجية ويخططون لتفريغ 300 ألف عالم للبحث العلمي، كما قامت تركيا بإنتاج حربي متميز حيث صنعت أول قمر صناعي حربي، وانتجت أول دبابة ، وأول فرقاطة وأول طائرة مروحية حربية واستطاع حزب العدالة والتنمية إدارة البلاد من الأزمة إلى الرخاء .
وأصبحت تركيا في مصاف الدول الصناعية الكبرى ـ نظرا لكثافة التصدير ـ وضمن الدول العشرين الغنية في مصاف الاقتصادات الصناعية والزراعية الكبرى،وايضا في مصاف الدول الاقتصادية الريعية "السعودية" وذلك خلال عقد واحد لتتحول إلى الدولة التي لا تعاني من أزمات اقتصادية، أعطى"العدالة والتنمية"عهد الثقة لرجال الأعمال الأتراك، وتركهم يعملون وفق خطط مدروسة، فوطنوا الشركات العالمية لتأمين التكنولوجيا في المجالات المدنية والعسكرية لتخرج علينا تركيا الجديدة بسوق غير مسبوقة، وجودة عالية تنال ثقة الدول المستوردة وفي تنوع كبير في الانتاج .
بخلاف ما يحدث في مصرالانقلاب في بلد الـ 90 مليون مواطن نجيب منين؟ فلا اقتصاد، ولا تعليم ، ولا رعاية صحية، وكله على لسان السيسي ولامانع من التضحية بجيل أو جيلين من أجل الأجيال القادمة ، إنه التخبط وضعف التخطيط ، ومن المؤكد أن كل القادة الموجودين ـ وهم من أصحاب الملايين ـ يوافقونه على ما يقول ويقدرون الرسالة السلبية التي أصابت الضباط والحاضرينبأن مصر لن تقوم لها قائمة إلا بالديون ، وتسليم مقاليد الاقتصاد للفاسدين ليعبثوا فيها كيفما شاءوا ما داموا آمنين من فتك الجيش أو الشرطة.
وأصبحت تركيا في مصاف الدول الصناعية الكبرى ـ نظرا لكثافة التصدير ـ وضمن الدول العشرين الغنية في مصاف الاقتصادات الصناعية والزراعية الكبرى،وايضا في مصاف الدول الاقتصادية الريعية "السعودية" وذلك خلال عقد واحد لتتحول إلى الدولة التي لا تعاني من أزمات اقتصادية، أعطى"العدالة والتنمية"عهد الثقة لرجال الأعمال الأتراك، وتركهم يعملون وفق خطط مدروسة، فوطنوا الشركات العالمية لتأمين التكنولوجيا في المجالات المدنية والعسكرية لتخرج علينا تركيا الجديدة بسوق غير مسبوقة، وجودة عالية تنال ثقة الدول المستوردة وفي تنوع كبير في الانتاج .
بخلاف ما يحدث في مصرالانقلاب في بلد الـ 90 مليون مواطن نجيب منين؟ فلا اقتصاد، ولا تعليم ، ولا رعاية صحية، وكله على لسان السيسي ولامانع من التضحية بجيل أو جيلين من أجل الأجيال القادمة ، إنه التخبط وضعف التخطيط ، ومن المؤكد أن كل القادة الموجودين ـ وهم من أصحاب الملايين ـ يوافقونه على ما يقول ويقدرون الرسالة السلبية التي أصابت الضباط والحاضرينبأن مصر لن تقوم لها قائمة إلا بالديون ، وتسليم مقاليد الاقتصاد للفاسدين ليعبثوا فيها كيفما شاءوا ما داموا آمنين من فتك الجيش أو الشرطة.
نعم يوجد صراع حزبي قوي، وقوميات متعددة ولكن العدالة والتنمية فض الاشتباك وأعطى للقوميات المتواجدة ضمن حدود تركيا الأمان بعد صراع على الوجود، وخرج لأول مرة "صلاح الدين" ولكن الصندوق هو الحكم وإذا قال الصندوق كلمته فلا معقب لحكمة .
وليس
على غرار حكومتي الانقلاب المسخرة في مصر"حاتم الببلاوي" الذي كان من
المفترض أن يحاكم ويعدم ـ هو والسيسي ـ وعليهم جميعا ستدور الدوائرعلى جرائم
عدة أخطرها سفك الدماء ، "وابراهيم محلب" قائد الفساد منذ كان صبيا لـ
"عوالم ورقاصي الحزب الوطني" في عهد اللص المخلوع مبارك وأولاده .
مصر وتركيا و"الوطن الأزرق"
تركيا لا تضيع الوقت في ليبيا ولا تنوي التراجع. "سنبقى هنا إلى الأبد مع إخواننا الليبيين"، قالها وزير الدفاع التركي نهارا جهارا من طرابلس. حتى بعد أن ضربت "طائرات مجهولة" قاعده الوطية، التي تتمركز فيها القوات التركية، استمرت تركيا في التصريحات التصعيدية، وأعلنت عن مناورات عسكرية بالقرب من ليبيا.
أي تصعيد عسكري يحتاج إلى النية والمقدرة، وتركيا تملكهما. دوافع تركيا للتصعيد في ليبيا كثيرة:
أولا، ليبيا جزء من عقيدة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجديدة: "الوطن الأزرق. حيث أعاد النظام التركي صياغة الأمن القومي التركي ليبرر توسعاته الإمبريالية في شرق البحر المتوسط، تحت عقيدة أسماها "الوطن الأزرق".
وهذه العقيدة عبارة عن مزيج مسموم من الرؤية الرومانسية للماضي العثماني، والقومية التركية، وخلطها بأحلام توسعية، تدمج الحس القومي مع فكر الإسلام السياسي، وتهدف إلى فرض الهيمنة التركية على بحر إيجة وشرق البحر المتوسط والوصول إلى الشمال الأفريقي.
المغامرة التركية في ليبيا تشبه إلى حد كبير مغامرة مصر في اليمن في ستينيات القرن الماضي هذا ليس طرحا إيجابيا
الكاتب التركي يافوز بيدار أوضح في مقال مطول عقلية صناع القرار في تركيا، وكيف أنهم يعتقدون أن "الدفاع عن الأراضي التركية، يبدأ بالتمركز والسيطرة على الأراضي والدول المجاورة" هذه أفكار استراتيجية تعبوية، ومن ضمنها ليبيا التي طلبت العون من تركيا لكسر ميليشيات حفتر المدعومة من روسيا، لتكون خط الدفاع الأساسي عن أمن الدولة التركية.
ثانيا، تجار الوهم من الإسلاميين العرب.
يروج الإسلاميون العرب من المقيمين في تركيا معلومات مغلوطة عن الوضع الداخلي في مصر لصناع القرار التركي. يدعي الإسلاميون أنهم ما زالوا يحتفظون بشعبية كبيرة داخل مصر، وأن الجيش المصري ضعيف ولن يصمد أمام القوة العسكرية التركية، وغيرها من الادعاءات غير الصحيحة.
مما يجعل القيادة التركية تستهين بمخاطرمغامرتها في ليبيا وتعتبرها نزهة عسكرية بسيطة الأبعاد.
ثالثا، خطوط السيسي الحمراء.
لا يخفى على أحد أن الرئيس التركي يعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عدوه اللدود. هذا العداء أخذ منحى جديدا بعد تحذير الرئيس المصري بأن تجاوز مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية الليبية تعتبر بمثابة "خط أحمر" لمصر "وأمنها القومي".
تركيا ترى أن التقاعس في التقدم تجاه خط سرت والجفرة سيعتبر انتصارا لرئيس المصري، وهذا ما لم تسمح به القيادة التركية. فالسلطان التركي لا يريد أن يظهر أمام أتباعه بمظهر الضعيف الذي رضخ لخطوط السيسي الحمراء.
مشكلة تركيا ليست في القدرة ولكن في التطبيق على أرض الواقع. نظرية الوطن الأزرق تبدو جذابة، ولكن تطبيقها عمليا في ليبيا صعب المنال وعالي التكلفة. يعتقد النظام التركي، ومعه العديد من المراقبين الدوليين، أن مصر لن تجرأ على مواجهة تركيا في ليبيا. هذا اعتقاد خاطئ.
"مصر" ترى التوغل التركي في ليبيا خطرا على أمنها القومي، ولهذا فلن تترك ليبيا لقمة سائغة في يد الأتراك.
القاهرة تعلم أن تركيا تملك قدرات عسكرية قوية، ولكن القيادة المصرية ترى أن مسرح العمليات الليبي، بجغرافيته الصحراوية، وقلة كثافة سكانه (في شرق ليبيا)، مناسب جدا لقدرات مصر العسكرية، حيث تستطيع أن تكبد الدب التركي هذا إن لم يكن لدى تركيا ردعا وسلاحا متفوقا، واسراب طائرات مسيرة، فضلا عن استراتيجية الردع بالمنظومات القتالية ـ إن اضطرت للاصطدام معه.
فعلى عكس قادة الجيش التركي المؤدلجين بعقيدة الوطن الأزرق، الجيش المصري لا يؤمن بعقائد زرقاء أو خضراء أو سوداء، ولكنه تعلم من أخطاء حروبه السابقة بحلوها ومرها.
قد تكون القاهرة أخطأت في الاعتماد على الجنرال حفتر وحملته المتهورة داخل الغرب الليبي، ذو الكثافة السكانية العالية، ولكن مصر الآن أعادت رسم استراتيجيتها لمواجهة التدخل التركي. خط سرت ـ الجفرة، ليس فقط خطا أحمر لمصر، ولكنه مصيدة لتركيا لجرها إلى حرب استنزاف وصراع طويل الأمد هذا لا يحدث إلا إذا افتقدت تركيا الردع.
مصر ترى التوغل التركي في ليبيا خطرا على أمنها القومي، ولهذا فلن تترك ليبيا لقمة سائغة في يد الأتراك
المواجهة مع مصر ستجبر تركيا على جلب المزيد من القوات والعتاد وأنظمة دفاعية أكثر تطورا، مما سيجعل فاتورة حربها في ليبيا أغلى من قائمة الغنائم الاقتصادية والسياسية. في النهاية، ستجد تركيا نفسها مثقلة بإرث ثقيل من ميليشيات متناحرة وجماعات وإرهابية وفوضى صعب السيطرة عليها من على بعد آلاف الأميال.
المغامرة التركية في ليبيا تشبه إلى حد كبير مغامرة مصر في اليمن في ستينيات القرن الماضي. في حرب اليمن، قرر الرئيس المصري جمال عبدالناصر أن يدفع بآلاف من الجنود المصريين إلى بلد تبعد عن مصر آلاف الأميال.
بالطبع هناك اختلافات بين التجربتين ولكن أوجه التشابه بين حرب مصر في اليمن وحرب تركيا في ليبيا كثيرة: حروب معقدة، أحلام أيديولوجية صعبة المنال، وقادة عسكريين لا يتجرؤون على معارضة قائدهم، بل يجهدون على إرضائهم.
في اليمن، رفع ناصر شعار "وطني حبيبي الوطن العربي"، وانتهى بخسارة الاثنين الوطن والعرب. وفي ليبيا، يرفع إردوغان شعار "وطني حبيبي الوطن الأزرق"، ولكنه لن يكسب إلا عواصف ترابية صفراء، قد تقضي على أحلام العثمانيين الجدد.
تعليقات