مغامرون في عشق البراكين والحمم !!
هناك قلة لديهم شغف بالبراكين ؟! نعم بالبراكين، وهو غرام له
ما يبرره ـ من وجهة نظرهم ـ فهناك الباحثون وتجد معلوماتهم غزيرة ويقتربون بحذر
ولديهم الوسائل التي تسهل المهمة كبالون الاختبار الذي تثبت فيه كاميرا علمية
يتلقى العلماء عنها معلومات ثورة البركان، وحالاته ، والوقت المحتمل أن ينفجر فيه
عقب خروج أطنان من الحمم والصخور المنصهرة [i] ،
والصنف الذي نقصد إذا ما انطلقت ثورة بركان يسارعون في الاقتراب،
رغم حرارة الغبار الخانق الذي يتساقط و يهطل عليهم كالأمطار، وزحف الحمم التي
تلتهم كل شيء فتحيله إلى رماد في ثوان معدودة.
وهناك "مجانين المصورين " أكيد ممن لهم لوثة بالشهرة
والتقاط أخطر صورة في العالم ومنهم هذا المصور الذي يريد أن يصل إلى ما لم يصل
إليه الأوائل ..ايضا لتحقيق الذات ، والنجاح ، وجائزة مادية أكيد لن تساوي في
قيمتها " الموت حرقا داخل الحمم
البركانية" .
يبدو أن الحس عنده توقف تماما وهو يركز على خروج الحمم من عين البركان
، لدرجة أن حامل الكاميرا ، والحذائ
المحصن ضد الحرارة والذي
غاليا لن يحتمل درجة حراة سطحية تتجاوز الألف درجة
شجرة سامقة تُروى بالحمم
فتهوي محترقة بعدما تتفحّم جذورها في دقائق معدودة ، بينما الهواة يسارعون بالتحليق
بهليوكوبتر بعد أخذ العهود والمواثيق على قائد الطائرة أن يطوف بهم حول فوهة
البركان، لماذا ؟؟ لاندري، ولكنه شغف بالخطر لمشاهدة سحر الحُمم البركانية على
غرار " سحر الأعماق " الذي يستهوي هواة الغوص ن ولكن الغوص هذه المرة في
جهنم الحمراء ـ في الدنيا ـ وهي تتدفق ثم تتقدم
وتزحف تدمر كل شيء لتتركه كائنات متحجرة حتى الإنسان، على غرار ما حدث من الثائر بركان فيزوف الذي لم يبق
ولم يذر Vesuvius[ii]..
وبالطبع لا يهوى الكثيرون الموت حرقا ـ مع ما لذلك من إثارة ! ـ ولكن
الجنون فنون،وفار ق بن هؤلاء الهواة ، وبين الذين تشردهم طلائع انفجار البراكين ،
فيتركون كل شيء بلا أمل في الرجوع إليه،مع نظرة وداع أخيرة،لا يملكون حيلة ولا
يهتدون سبيلا، ويوجد في العالم ما يقارب 10.000 بركان،لكن
البراكين الثائرة لا تزيد عن بضع مئات.
[ii] ـ جبل فيزوف Mons
Vesuvius قرب
مدينة نابولي في إيطاليا غطت الحمم مدينة "بومبي" بالكامل ودمرت مدينة
مجاورة هي مدينة "هيركولنيوم" وظلت المنطقة مطمورة تحت الحمم والرماد
البركاني لمدة 1700 عام كاملة لتبرز
المأساة للناظرين .
تعليقات