الأبراج العاجية تتهاوى


قامت ثورة 25 يناير من أجل مبادئ لا يختلف عليها اثنان "عيش ـ حرية ـ عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية "، وتوافقت عليها كافة التوجّهات والأطياف السياسية ومنها الإسلاميون، والقوميون، والليبراليون، واليساريون.

 وكانت طبيعة الثورة تنفي الفردية في العمل مما أدى إلى نجاح باهر، وخاصة في أيام التحدّي حتى 11 فبراير. حدث تقارب مصطنع عقب رحيل مبارك وتولّي المجلس العسكري إدارة شؤون البلاد

 وكان من الواضح لكل ذي عين تطرف أنّ الإخوان كانوا في المقدمة حشدا وتنظيما وسرعة تجاوب مما يؤكد على أهمية تواجد العقيدة التي تقودهم إلى البذل والتضحية. وأثارهذا حفيظة وكراهية الكثير من التيارات غير الموحدة من "الليبراليين، والقوميين ، واليساريين"

الوضع يؤدي إلى تفوق سياسي للإسلاميين وخاصة عقب صعودهم في برلمان2012 لأنهم باختصار يملكون الأرض والحشد؛ بخلاف الأحزاب الورقية والكيانات الهشة الذين  كانوا يريدون الكسب وإيجاد مكانة بلا شعبية، وكانت تُمنح في عصر مبارك للموالين فقط.

  واعقب ذلك خوض الإخوان انتخابات الرئاسة بمرشح الثورة ضمن مرشحي القوى الوطنية المشاركة، والمفاجأة أن يفوز الدكتور محمد مرسي بمنصب الرئاسة في يونيو 2012 ليكون أول رئيس أكاديمي منتخب ، حتى بدأت هذه القوى الوطنية توضع على المحك وخاصة بعد مناخ الحرية الذي أتاحه حكم الإخوان.

وما إن أصدر الرئيس محمد مرسي الإعلان الدستوري 22 نوفمبر 2012 المكمل والذي تضمن ما وصفه بالقرارات الثورية حتى شعر الكثيرون من هؤلاء أن الوضع يتجه إلى غير صالحهم .

 فعملت الآلة الإعلامية باستقطاب المعادين للثورة وخاصة التيار الإسلامي، وبالحرية التي أتاحها الرئيس محمد مرسي؛ ووصلت إلى الانفلات "ومن أمن العاقبة أساء الأدب"

 لقد تأسست جبهة الإنقاذ 22 نوفمبر 2012 كتكتل سياسي من 35 حزبا سياسيا وحركة سياسية وثورية، وجميعها ذات أيدلوجيات ليبرالية ويسارية وقومية، وتجمعت كافة الأطياف عقب انسياق البعض وراء المجلس العسكري لإملاء ما يريد، و"كله بالقانون"

وتبنى "حزب الوفد" الليبرالي حشد هذه القوى في مقرّه في الدقي، ووصلت الأوضاع إلى  تطاول وسباب مفتعل تجاه الإخوان، والرئاسة بدافع من الجيش الذي كان قد بدأ في التمهيد للانقلاب، وكان عمر سليمان ينسق مع مخابرات العالم لإسقاط الحكم الذي جاء باستحقاقات دستورية.  

كل هذه الأحزاب ارتمت واقعا في أحضان العسكر واتمرت بأوامره، وإن أظهرت الوطنية وكلها كان لها يد في الانقلاب الذي عبث بكافة مقدرات مصر منذ 30 يونيو 2013 .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان