قرننا هذا الكتاب الذي جمع بين هيلموت شميت وفريتس شتيرن!


يجمع الكتاب القيّم بين إثنين من عمالقة متخذي القرار في العالم"هيلموت شميت" خامس مستشار حكم ألمانيا من 1974 حتى 1982،و" فريتس شتيرن"المؤرخ الأمريكي الشهير.

"شميت" كان من أعظم الساسة الألمان في القرن العشرين،وله مؤلفات كثيرة أبرزها:"خارج الخدمة "، "وماأردت أن أقوله " وكان قد تولى إدارة صحيفة "تسايت" جمع بينه وبين شخصية أمريكية "فريتس شتيرن"المؤرخ الأمريكي الشهيرالذي أسهم باعماله في فضح جرائم النازية بكتاباته السياسة.

  و"شتيرن" كان من أكبر المعارضين للرئيس بوش الابن والمحافظين الجدد، وحصل على جائزة  السلام لاتحاد الناشرين  الألمان 1999م، ومن أهم أعماله "خمس دول المانية  وحياة واحدة "الذي نشر في  دار بيك ترجمة ألمانية، وفي العام 2013 أطلق  كتابه "ضد التيار".

ووصفه المؤلف الكتاب بأنه يحمل بصمات عملاقي السياسة شميت/شترن،والكتاب  يدرج  في الأعمال  الموسوعية التي ترصد أحداث القرن العشرين بإيجاز، متسما بالسهولة والإثارة  لما تضمنه بالاحداث والإثارة  والثراء..

 واستغرق الكتاب الحواري أياما تم تقسيمها على أقسام ستة استعرض فيها المؤلفان أكثر من مائة وعشرين موضوعا  أساسيا، والعديد من الموضوعات  والقضايا  الجانبية المثيرة 

توفي شميت في23 نوفمبر 2015م واقيمت له جنازة مهيبة حضرها مايقرب من 1800 من الشخصيات والساسة في العالم ، في مقدمتهم ميركل ، وجيرارد شرودر، والرئيس جيسكار ديستان، وهنري كيسنجر ، ورئيس البرلمان  الألماني، نوبرت لامرت وغيرهم كثير  ومنهم سوزانا ابنة شميت، وعمدة هامبورج، وجمع غفير من الشعب الالماني من ساسة العالم .لمواجهة الجمود كان شميت رجل دولة ناجح له رؤية شجاعة  لم يدع هذه الصفة  بل كان يجسدها  حسب ما قاله كيسنجر.

كان إرنست رودولف رويتر عمدة برلين الغربية في الفترة من 1948 إلى 1953، والتقاه شميت /شتِرن  في العام 1976 وشميت كان ملما بوعي كبير في التاريخ،وتوقع هزيمةألمانياأمام روسيا.

كان شميت مدركا أنّ نسبة التدمير ستكون بالغة،لان كثافة الحشد الروسي أكبر بكثير ولهم أراض شاسعة خلفية،ليست موجودة لألمانيا من الجنود النظاميين،التوقعات الارتيادية كانت لدى فريتس كانت بارزة بأنّ نابليون كان على وشك الهزيمةأمام الروس بجلاء.

كان شميت يحاور الرتب العليا في الجيش الألماني وبعض ضباط أركان حرب حول النهاية المحتملة للحرب،والتقى بعدد ممن كانوا أكبر منه :قائلا سوف تنتهي الحملة مثلما انتهت حملة نابليون في موسكو،وسنعود مهزومين إلى ديارنا !

إنها شجاعة  مبكرة من ملازم في الجيش الألماني،أهلته لكي يكون مستشارا حكم ألمانيا من 1974 حتى 1982 ..

 وهذا يدعونا إلى جانب بالغ الأهمية في جانب التربية والتعبير عن الرأي،وبالطبع لا نستهين بأن هناك عيوناً ترصد ما يحدث في ثكنات الضباط والجنود، ومن الممكن أن يجازى أصحاب الرأي حينذاك فلا نستهين بالرايخ وإعداداته للجبهة الداخلية
هيلموت شميت.. مستشار ألماني دافع عن الإسلام


11/11/2015

خالد شمت-برلين

اشتهر المستشار الألماني الأسبق هيلموت شميت بدعواته إلى عدم استفزاز المسلمين، وتخلي الغرب عن النظرة الدونية للعالم الإسلامي الذي يمثل ثلث العالم، وتغيير الصورة النمطية السلبية الموجودة عن الإسلام في المناهج الدراسية الألمانية والغربية.

ويعتبر شميت -الذي توفي الثلاثاء متأثرا بعدوى أصيب بها عقب عملية جراحة عن عمر يناهز 96 عاما- من أهم المفكرين الألمان، وقد طرح آراءه في عدة قضايا إستراتيجية ألمانية وعالمية مختلفة في ثلاثين كتابا أصدرها منذ عام 1961، وتصدرت الترتيب الأول في المبيعات وخصص معظم ريعها لوقفية أسسها باسمه واسم زوجته لوكي التي توفيت قبله بخمس سنوات.

ونعت المستشارة أنجيلا ميركل شميت خامس مستشار للبلاد بعد الحرب العالمية الثانية، قائلة إن "المؤسسة السياسية الألمانية ستبقى مدينة له بالكثير، حيث قادها لتجاوز مرحلة تاريخية صعبة".

وولد هيلموت شميت في 23 ديسمبر/كانون الأول 1918 بمدينة هامبورغ الساحلية بعد أسبوعين من نهاية الحرب العالمية الأولى، وحلم بأن يصبح معماريا غير أن الحرب العالمية الثانية غيرت مسار حياته، إذ إنه جند وقاتل في الجبهتين الشرقية والغربية.

وبعد انتهاء الحرب درس شميت الاقتصاد وانضم عام 1946 للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي تحول فيما بعد إلى واحد من أهم منظريه الفكريين ورموزه التاريخيين.

‪صور المستشار الألماني السابق شيمت وزهور على قبره‬  (رويترز)

تاريخ حافل
بدأت المسيرة السياسية الحقيقية لهيلموت شميت عام 1953 بانتخابه لعضوية البرلمان الألماني (البوندستاغ)، غير أن اختياره وزيرا لداخلية ولاية هامبورغ عام 1961 يعد التحول الأبرز في هذه المسيرة، إذ اكتسب شهرة واسعة في عموم ألمانيا بسبب مواجهته العام التالي تداعيات الفيضانات الواسعة بشمالي ألمانيا.

وفي عام 1965 أعيد انتخاب شميت لعضوية البوندستاغ، ثم تولى بعد عامين رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وبعد فوز الاشتراكيين في انتخابات 1969 وتشكيلهم الحكومة الألمانية بمشاركة الحزب الديمقراطي الحر تولى السياسي المثقف منصب وزير الدفاع، ثم أسندت له عام 1972 وزارتا المالية والاقتصاد.

وعلى إثر استقالة المستشار الاشتراكي الديمقراطي فيلي برانت عام 1974 بعد الكشف عن فضيحة تجسس مدير مكتبه لحساب جهاز استخبارات ألمانيا الشرقية "شتازي" أدى هيلموت شميت اليمين الدستورية مطلع أكتوبر/تشرين الأول من نفس السنة كمستشار خلف أستاذه برانت وظل في هذا المنصب حتى غادره عام 1982 بعد حجب الثقة عن حكومته بالبرلمان.

وواجه شميت خلال رئاسته الحكومة الألمانية أزمات عالمية وتحديات داخلية كبيرة، أبرزها مواجهة تداعيات قطع الدول العربية إمدادات النفط عن الدول الموالية لإسرائيل، وتصاعد نذر المواجهة مع المعسكر الشيوعي وتزايد الهجمات "الإرهابية" لمنظمة بادر ماينهوف التي اغتالت رئيس اتحاد الصناعات الألمانية هانز مارتين شلاير، واختطفت -بمساعدة فدائيين فلسطينيين- طائرة ألمانية في الصومال.

وأسس شميت مع الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان محور بون باريس كنواة لقاطرة المجموعة الأوروبية، ووضع الرجلان النواة الأولى لنظام العملة الأوروبية، ودعوا لأول قمة اقتصادية عالمية.

وفي مواجهة التهديدات العسكرية المتزايدة لحلف وارسو في السبعينيات تبنى هيلموت شميت إستراتيجية مزدوجة لوضع صواريخ نووية أميركية متوسطة المدى بألمانيا، ودعوة المعسكر الشرقي للتفاوض على نزع هذه الصواريخ من أوروبا.

شميت أسس مع الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري ديستان محور بون باريس كنواة لتحالف الدول الأوروبية (الأوروبية)

علاقته بالسادات
لم يتوقف شميت عن التعبير في معظم مقابلاته التلفزيونية خلال السنوات الأخيرة عن تأثره وإعجابه بالسادات، والإشادة بإعجاب السادات بالعسكرية الألمانية وإتقانه الحديث بالألمانية التي تعلمها خلال سجنه في مصر بقضية سياسية عام 1942.

وفي مقابلة أجرتها معه القناة الألمانية الأولى "أي آر دي" قبل خمس سنوات تحدث المستشار الألماني الراحل عن سماعه الأذان لأول مرة أثناء زيارته للقاهرة في ديسمبر/ 1977، وأنه سأل السادات عما سمعه فأوضح له أنه النداء الذي يتردد يوميا خمس مرات لدعوة المسلمين للصلاة.

وأضاف شميت وهو يغالب دموعه بتلك المقابلة إن "السادات كان يعرف عن المسيحية أكثر مما يعرفه هو، وأنه يحمد الله أنه غير نظرته للإسلام إلى الأفضل، بينما تطبعت ذهنية أجيال متعاقبة بألمانيا والغرب بما علمته لهم الكنائس من نظرة سلبية عن الإسلام".

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة بيلد الشعبية في يونيو/حزيران الماضي توقع شميت صعود العالم الإسلامي والصين وأفريقيا كقوى جديدة في المشهد العالمي خلال 35 عاما قادمة.

المؤرخ فريتس شتيرن ـ شاهد على خمس جمهوريات ألمانية

يعد المؤرخ فريتس شتيرن، البالغ من العمر 79 عاما، أحد أكبر المؤرخين المعاصرين والمطلعين على التاريخ الأوروبي، وخصوصا تاريخ ألمانيا منذ نشأة أول جمهورية ألمانية وحتى "جمهورية برلين" الحالية.

فريتس شتيرن ينظر إلى نفسه كليبرالي أمريكي، كثيرا ما وجه انتقادات للإدارات الأمريكية المتعاقبة. فإذا كان يرى مثلا أن حرب كوريا كانت ضرورية، إلا أنه ينتقد حرب فيتنام، كما انتقد العداء المرضي للشيوعية في الولايات المتحدة الأمريكية، رغم رفضه التام للاتحاد السوفيتي، كما أنه صرح بأن سياسة بوش تخيفه.

"خمس جمهوريات ألمانية وحياة واحدة"خمس جمهوريات وحياة واحدة أما كتابه الأخير :"خمس جمهوريات ألمانية وحياة واحدة" فيعتمد خصوصا على رسائل شخصية، إنه سيرة ذاتية لشتيرن، وكل مؤرخ، يقول شتيرن، يجب أن يكون كاتبا أيضا، لذلك يعتبر الكتاب محاولة للجمع بين الذاكرة والتاريخ. يبدأ شتيرن بقصة شخصية، تحمل عنوان "العودة 1979" يحكي فيها عودته رفقة أسرته إلى مسقط رأسه بريسلاو والتي تحمل اليوم اسم فروكلاف، قبل أن ينتقل للحديث عن جرائم النازية وعن قرن من التاريخ الألماني مؤكدا إعجابه بمستشارين ألماني مثل فيلي براندت وهلموت شميدث.

كما يصف شتيرن نفسه كصهيوني علماني، ويلاحظ في كتابه أن الولايات المتحدة كانت تعيش هي الأخرى نوعا من معاداة السامية، لكن لا يمكن مقارنة ذلك بما كان يسود الرايخ الثالث.

نقد لسياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش

ولم يعلق فريتس شتيرن على مرحلة حكم المستشار الألماني غرهارد شرودر ولا على تجربة الائتلاف الكبير، لكنه تعرض خصوصا للهجمة الشرسة التي تعرض لها بيل كلينتون بعد فضيحة مونيكا لوينسكي، ورأى أن هذا الهجوم قادم من اتجاه معين داخل الولايات المتحدة، وهو الاتجاه الذي ساهم في وصول بوش الابن إلى سدة الحكم في البيت الأبيض. ويقول شتيرن أنه منذ حينها وهو منكب على دراسة السياسة الأمريكية، لأنه وجد أن الأوضاع في الولايات المتحدة في ظل إدارة بوش أصبحت أكثر خطورة منها في ألمانيا ويقول في هذا الصدد:

"يستعمل الرئيس الأمريكي مصطلح الحرية شعارا له. إن بوش يعد العالم بالحرية في الوقت الذي يجهز عليها في بلده. إنها لعبة أورويلية. وأعتقد بأن بوش لا يدرك هذا التناقض الكبير. بوش يستعمل وسائل غير إنسانية للحد من الحرية في العراق وأفغانستان، مثل التعذيب. إني معتقد أن عمليات التعذيب يتم التغطية عليها من فوق حتى وإن كذبت الحكومة ذلك".

ويرى شتيرن، شأنه في ذلك شأن الفيلسوف إسحاق برلين، أن "الحرية لا تعني فقط غيابا للتعذيب"، ولكن خلقا للشروط الاجتماعية التي يمكن فيها للحرية أن تتحقق.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان