الوظائف والمسؤوليات
، ثم طبيبا متخصصا في مستشفى كلية الملوك بلندن 79-1980. واشتغل بعد ذلك طبيبا متخصصا في أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى الصباح في الكويت خلال 1980-1983.
وتولى العديد من المناصب والمسؤوليات في مؤسسات العمل الخيري، منها توليه الأمانة العامة لـ"جمعية مسلمي أفريقيا" عام 1981، وظل على رأس الجمعية بعد أن تغير اسمها عام في 1999 إلى "جمعية العون المباشر".
وكان السميط عضوا مؤسساً في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، والمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعضوا في جمعية النجاة الخيرية الكويتية، وجمعية الهلال الأحمر الكويتي، ورئيس تحرير مجلة الكوثر المتخصصة في الشأن الأفريقي.
كما كان عضوا في مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية بالسودان، ومجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن، وتولى رئاسة مجلس إدارة كلية التربية في زنجبار، ورئاسة مجلس إدارة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في كينياا، ورئاسة مركز دراسات العمل الخيري.
لماذا أفريقيا؟
، ويعود سبب ذلك إلى دراسة ميدانية قرأها الرجل تؤكد أن ملايين المسلمين هناك لا يعرفون عن الإسلام إلا خرافات وأساطير، وأن أغلبيتهم عرضة للتنصير.
وقد نتج عن ذلك أن عشرات الآلاف في تنزانيا وملاوي ومدغشقر وجنوب السودان وكينيا والنيجر وغيرها من الدول الأفريقية صاروا ينتسبون إلى النصرانية، بينما آباؤهم وأمهاتهم من المسلمين.
كما يستشهد بما ذكره دافيد بارت خبير الإحصاء في العمل التنصيري بالولايات المتحدة من أن "عدد المنصرين العاملين في هيئات ولجان تنصيرية يزيدون على 51 مليون منصر، ويبلغ عدد الطوائف النصرانية في العالم 35 ألف طائفة، ويملك العاملون في هذا المجال 365 ألف جهاز كمبيوتر لمتابعة الأعمال التي تقدمها الهيئات التنصيرية ولجانها العاملة".
وأضاف "يملكون أسطولاً جوياً لا يقل عن 360 طائرة تحمل المعونات والمواد التي يوزعونها والكتب التي تطير إلى مختلف أرجاء المعمورة بمعدل طائرة كل أربع دقائق على مدار الساعة، ويبلغ عدد الإذاعات والتلفزات التي يملكونها وتبث برامجها يومياً أكثر من 4050 إذاعة وتليفزيون، وحجم الأموال التي تجمع سنويا لأغراض الكنيسة تزيد على 300 مليار دولار، وحظ أفريقيا من النشاط التنصيري هو الأوفر".
التي تنفق الكنائس في العالم الكثير لإنجاحها هناك، وفي ذلك يقول "ما زال التنصير هو سيد الموقف".
قناعات
، ولو أخرج هؤلاء الأغنياء الزكاة عن أموالهم لبلغت 56.875 مليار دولار، ولو افترضنا أن عدد فقراء المسلمين في العالم كله يبلغ 250 مليون فقير لكان نصيب كل فقير منهم 227 دولاراً، وهو مبلغ كاف لبدء الفقير في عمل منتج يمكن أن يعيش على دخله".
، فلم يطعم المسلم ويحرم غيره بل جعلهم سواء لأنهم مشتركون في حق الإنسانية.
، يدرس في منشآتها التعليمية أكثر من نصف مليون طالب، وتمتلك أكثر من أربع جامعات، وعدداً كبيراً من الإذاعات والمطبوعات، وقامت بحفر وتأسيس أكثر من 8600 بئر، وإعداد وتدريب أكثر من 4000 داعية ومعلم.
وفي حديث لصحيفة كويتية؛ قال السميط "نادراً ما نقدم المال للفقراء، ولكن نقدم "مشروعات تنموية صغيرة" مثل فتح بقالات أو تقديم مكائن خياطة أو إقامة مزارع سمكية، فهذه تدر دخلاً للناس وتنتشلهم من الفقر، وغالباً تترك أبلغ الأثر في نفوسهم فيهتدون إلى الإسلام".
قال "لست نادماً على المضي قدماً في هذا الطريق لأنني اخترته بقناعه تامة ورضا بقضاء رب العالمين، ولكنني أشفق على إخواني الذين اختاروا زينة الحياة الدنيا التي صرفت أبصارهم عن اللذة الحقيقية التي تحف بها المشاق والمكاره".
أثمرت هذه القناعات التي ترجمت إلى جهد ومشاريع عملية في تلك القارة -التي لم تعرف الغرب إلا مستعمرا أو منصرا- الكثير على أرض الواقع، ويكفي أن هناك.
الكتب والمؤلفات
من واقع خبرته العملية كتب السميط عدة كتب ضمنها عصارة خبرته ومشاهداته الميدانية، منها: "لبيك أفريقيا" و"رحلة خير في أفريقيا.. رسالة إلى ولدي"، و"قبائل الأنتيمور في مدغشقر"، و"ملامح من التنصير.. دراسة علمية"، و"إدارة الأزمات للعاملين في المنظمات الإسلامية".
كما ألف كتاب "السلامة والإخلاء في مناطق النزاعات"، و" قبائل البوران"، و"قبائل الدينكا"، و"دليل إدارة مراكز الإغاثة"، بالإضافة إلى العديد من البحوث وأوراق العمل ومئات المقالات التي نشرت في صحف متنوعة.
الجوائز والأوسمة
، ومن أرفع هذه الجوائز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام التي تبرع بمكافأتها (750 ألف ريال سعودي) لتكون نواة للوقف التعليمي لأبناء أفريقيا، ومن عائد هذا الوقف تلقت أعداد كبيرة من أبناء القارة تعليمها في جامعات مختلفة.
نال "وسام فارس" العمل الخيري من إمارة الشارقة عام 2010، وجائزة العمل الخيري من مؤسسة قطر/دار الإنماء عام 2010. وجائزة العمل الخيرى والإنساني من محمد بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبي، وشهادة تقديرية من مجلس المنظمات التطوعية في مصر، وجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والإنسانية دبي عام 2006.
كما نال وسام رئيس جمهورية بنين، وجائزة الشارقة للعمل التطوعي والإنساني عام 2009، وجائزة الشيخ راشد النعيمي حاكم إمارة عجمان عام 2001، ووسام النيلين من الدرجة الأولى من جمهورية السودان عام 1999، ووسام مجلس التعاون الخليجي لخدمة الحركة الكشفية عام 1999، ووسام رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي عن العمل الخيري عام 1986. ومنحته جامعة أم درمان بالسودان الدكتوراه الفخرية عام 2003.
الوفاة
تعرض السميط لعدة محاولات اغتيال في أفريقيا من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره في أوساط الفقراء والمحتاجين، بالإضافة إلى معاناته جراء العيش في المناطق الفقيرة وتحمله لسعات البعوض والأمراض والأوبئة في بقاع متنوعة من أفريقيا.
وبعد مسير طويلة من العطاء ومعاناة طويلة مع المرض توفي عبد الرحمن السميط يوم 15 أغسطس/آب 2013.
...............................................
من قصص الداعيه عبدالرحمن السميط رحمه الله كنت أقف ذات يوم فسمعت بكاء سيدة إفريقية ونحيبها وتوسلاتها لأحد الأطباء القائمين على مساعدة الأطفال الصغار وعلاجهم في بعثتنا في إفريقيا" وللحق تأثرت لشدة إصرارها وتمسكها بتحقيق مطلبها، فتحدثتُ مع الطبيب،فقال لي: إن ابنها الرضيع في حكم الميت، ولن يعي، وهي تريدني أن أضمه إلى الأطفال الذين سنرعاهم.
والمال الذي سننفقه على طفلها لا فائدة له، إنه طفل لن يعيش إلا أياماً معدودات، والمال أولى به غيره، قال السميط : نظرت إليّ الأم والطبيب يحكي لي بنظرات توسل واستعطاف، فقلت للمترجم : اسألها كم تحتاج من المال كل يوم؟ فأخبرته بالمبلغ، ووجدته قليلاً يساوي ثمن مشروب غازي في بلدي!
فقلت:لا مشكلة سأدفعه من مالي الخاص، وطمنتها فأخذت تريد تقبيل يدي، فمنعتها
وقلت لها: خذي هذه نفقة عام كامل لابنك، وعندما تنفد النقود، أشرتُ إلى أحد مساعديَّ سيعطيك ما تحتاجينه، ووقعت لها صكاً لتصرف به المبلغ المتفق عليه.
تمر والسنوات، وللحق أنا اعتبرته فعلاً طفلاً ميتاً، وما فعلته كان فقط لكي أهدئ الأم المسكينة و"أجبر خاطرها"، لاسيما أنها حديثة عهد بالإسلام،ثم نسيت الموضوع برمته.
وبعد أكثر من "12 عاماً" كنت في المركز وحضر لي أحد الموظفين، وقال لي :
هناك سيدة إفريقية تصر على لقائك وأتت عدة مرات، فقلت له: أحضرها، فدخلت سيدة لا أعرفها،ومعها طفل جميل الوجه هادئ، وقالت لي: هذا ابني عبدالرحمن أتم حفظ القرآن، والكثير من أحاديث الرسول-صلى الله عليه وسلم- ويتمنى أن يصبح داعية للإسلام معكم، تعجبت وقلت لها :ولماذا تصرين على هذا الطلب مني؟
ولم أكن أفهم شيئاً ونظرت إلى الطفل الهادئ فوجدته يتحدث اللغة العربية بهدوء،وقال لي : لولا الإسلام ورحمته ما كنت أنا أعيش وأقف بين يديك، فقد حكت لي أمي قصتك معها وإنفاقك علىّ طوال مدة طفولتي!
وأريد أن أكون تحت رعايتك، وأنا أجيد اللغة الإفريقية وأعرفها تماماً، وأحب أن أعمل معكم كداعية للإسلام، ولا أحتاج سوى الطعام فقط، وأحب أن أسمعك تلاوتي للقرآن!
وأخذ يتلو آيات من سورة البقرة بصوت شجي وعيناه الجميلتان تنظران لي متوسلة أن أوافق،وهنا تذكرت وقلت لها :هل هذا هو ذلك الطفل الذي رفضوا ضمه إلى الرعاية؟
فقالت : نعم " نعم"وعقَّب هو : لذلك أصرت أمي أن تقدمني إليك، بل ولقبتني باسمك عبدالرحمن، يقول د. السميط : قدماي لم تحملاني، خررت على الأرض وأنا شبه مشلول لهول الفرحة والمفاجأة وسجدت لله شكراً.
وأنا أبكي وأقول : ثمن مشروب غازي يحيي نفساً ويرزقنا بداعية نحتاجه؟! هذا الطفل أصبح من أكثر دعاة إفريقيا بين قبائلها شهرة وقبولاً لدى الناس،كم من صدقة قليلة حوَّلت حياة ناس كثيرين وجعلتهم سعداء, وكم من أموال ننفقها بلا طائل " وكم نحن مسرفون بلا هدف؟! "
سبحان الله الذي يحيي العظام وهي رميم، مبلغ زهيد من المال يساوي ثمن مشروب غازي أنقذ به حياة طفل رضيع(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)، (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
تعليقات