الأسطورة وهيكل سليمان البحث عن السراب نبي الله سليمان بناء أطلق عليه اسم "الهيكل" لوضع التابوت الذي يحتوي على الوصايا العشر فيه

 

                             ه

29/7/2001

إعداد: محمد عبد العاطي

الهيكل عند اليهود هو بيت الإله ومكان العبادة المقدس، وطوال الفترة بين عهد النبي موسى إلى عهد النبي سليمان عليهما السلام لم يكن لليهود مكان عبادة مقدس ثابت. وكانت لوحات الوصايا العشر توضع في تابوت أطلق عليه اسم "تابوت العهد" وخصصت له خيمة عرفت بـ "خيمة الاجتماع" ترحل مع اليهود أينما رحلوا. وقد مرت قصة الهيكل بعدة أطوار عبر التاريخ منذ بناه النبي سليمان عليه السلام والذي امتد حكمه بين عامي 965 و928 ق.م.

الهيكل في عهد سليمان

بنى نبي الله سليمان بناء أطلق عليه اسم "الهيكل" لوضع التابوت الذي يحتوي على الوصايا العشر فيه، غير أن هذا البناء تعرض للتدمير على يد القائد البابلي نبوخذ نصَّر أثناء غزوه لأورشليم (القدس) عام 586 ق.م.

الهيكل في عهد الفرس

وبعد أن استولى الفرس على سوريا وفلسطين سمح الملك قورش عام 538 ق.م لمن أراد من الأسرى اليهود الرجوع إلى أورشليم وأمر بإعادة بناء الهيكل.

الهيكل في عهد الإغريق

ظلت فلسطين تحت الحكم الفارسي إلى أن فتحها الإسكندر المقدوني عام 332 ق.م، وتأرجحت السيطرة على أورشليم في عهد خلفائه بين البطالمة والسلوقيين، وقد تأثر السكان في العهد الهيلنستي بالحضارة الإغريقية، وقام الملك السلوقي أنطيخوس الرابع حوالي عام 165 ق.م بتدمير الهيكل وأرغم اليهود على اعتناق الديانة الوثنية اليونانية بعدما علم بتآمرهم على حكمه، وكانت نتيجة ذلك أن اندلعت ثورة المكابيين ونجح اليهود في نيل الاستقلال بأورشليم تحت حكم الحاسمونيين من سنة 135 ق.م إلى سنة 76 ق.م.

الهيكل في العهد الروماني

بعد فترة من الفوضى استولى الرومان على سوريا وفلسطين ودخل القائد الروماني "بومبي" أورشليم سنة 63 ق.م وسمح لليهود بشيء من الحكم الذاتي، ونصبوا عام 37 ق.م "هيرودوس الآدومي" الذي اعتنق اليهودية ملكا على الجليل وبلاد يهوذا، وظل يحكمها باسم الرومان حتى السنة الرابعة الميلادية.

وفي عهد الإمبراطور نيرون بدأت ثورة اليهود على الرومان فقام القائد "تيتوس" عام 70م باحتلال أورشليم وحرق الهيكل وقتل عددا من اليهود.

وفي عام 135 ثار اليهود مرة أخرى في عهد الإمبراطور هادريانوس وطالبوا بإعادة بناء الهيكل إلا أنه أخمد تلك الثورة في العام نفسه بعد أن خرب مدينة أورشليم وأسس مكانها مستعمرة رومانية يحرم على اليهود دخولها أطلق عليها اسم "إيليا كابيتولينا".

وبعدما أعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية (330 – 683) أعاد اسم أورشليم وقامت والدته هيلانه ببناء الكنائس فيها، غير أن اسم إيلياء ظل متداولا بين الناس إلى أن فتحها المسلمون وتسلمها الخليفة عمر بن الخطاب سنة 15 هـ/ 636م وأعطى أهلها الأمان.

إحياء قصة الهيكل

ولم يثر اليهود موضوع البحث عن هيكل سليمان وإعادة بنائه إلا في القرن التاسع عشر في طيات البحث عن مزاعم تاريخية لليهود فلسطين تمهيدا لإصدار وعد بلفور الشهير والبدء في إقامة دولة قومية لهم على الأراضي الفلسطينية، فظهرت كتابات يهودية في كبريات الصحف الغربية تدعو إلى إعادة بناء الهيكل في فلسطين. ثم كانت أولى الخطوات العملية في هذا الاتجاه يوم 20/3/1918 حينما وصلت بعثة يهودية بقيادة حاييم وايزمن إلى القدس وقدمت طلبا إلى الحاكم العسكري البريطاني آنذاك الجنرال "ستورز" تطالبه بإنشاء جامعة عبرية في القدس وتسلّم حائط البراق (المبكى) في الحرم القدسي، إضافة إلى مشروع لتملك أراض في المدينة المقدسة.

ثورة البراق (1929)

وبعدما عرفت الحركة الوطنية الفلسطينية بتلك المطالب اندلعت ثورة شعبية عارمة عام 1929، ففي ذلك العام خرجت مظاهرة عنيفة اشتبك فيها المسلمون مع مجموعة من الصهاينة أرادوا اقتحام المسجد الأقصى وإقامة احتفالات دينية عند حائط البراق، وقد أسفرت تلك المظاهرات عن إنشاء جمعية "حراسة المسجد الأقصى" التي انتشرت فروعها في معظم المدن الفلسطينية، واشترك المسيحيون مع قادة الحركة الوطنية للدفاع عن الأراضي الفلسطينية، فانتخبت في تلك الفترة اللجنة التنفيذية للمؤتمر الإسلامي المسيحي التي قامت بعدة زيارات خارجية للدول العربية وبعض العواصم الأوروبية تحذر من الخطر المحدق بالمسجد الأقصى ومحاولات اليهود بناء هيكل لهم على أنقاضه.

نص تقرير عصبة الأمم

ونتيجة لتلك الاضطرابات والتحركات السياسية التي صاحبتها شكلت عصبة الأمم لجنة دولية للتحقيق في ملكية الحائط‏،‏ وأعدت تقريرها الذي نشر عام‏ 1930،‏ وجاء فيه ما نصه‏:‏ "تصرح اللجنة استنادًا إلى التحقيق الذي أجرته بأن ملكية الحائط وحق التصرف فيه‏‏ وما جاوره من الأماكن المبحوث عنها في هذا التقرير‏،‏ عائد للمسلمين‏،‏ ذلك أن الحائط نفسه ملك المسلمين‏ لكونه جزءاً لا يتجزأ من الحرم الشريف‏..‏ والرصيف الكائن عند الحائط‏‏ حيث يقيم اليهود صلواتهم‏،‏ هو أيضًا ملك للمسلمين"‏.‏

حريق المسجد الأقصى

وقد أتى حريق المسجد الأقصى عام 1969 في إطار المحاولات اليهودية لهدمه وإقامة هيكل سليمان مكانه، ففي يوم 21/8/1969 قطعت سلطات الاحتلال الإسرائيلية المياه عن منطقة الحرم ومنعت المواطنين العرب من الاقتراب من ساحاته، في الوقت الذي حاول فيه أحد المتطرفين اليهود إحراق المسجد الأقصى.


وقد اندلعت النيران بالفعل وكادت تأتي على قبة المسجد لولا استماتة المسلمين والمسيحيين في عمليات الإطفاء التي تمت رغماً عن السلطات الإسرائيلية، ولكن بعدما أتى الحريق على منبر صلاح الدين واشتعلت النيران في سطح المسجد الجنوبي وسقف ثلاثة أروقة.

وادّعت إسرائيل أن الحريق تم بفعل تماس كهربائي، وبعدما أثبت المهندسون العرب أنه تم بفعل فاعل، عادت إسرائيل وادعت أن شاباً أسترالياً هو المسؤول عن الحريق وأنها ستقدمه للمحاكمة، ولم يمض وقت طويل حتى أذاعت بأن هذا الشاب معتوه ثم أطلقت سراحه.

واستنكرت معظم دول العالم هذا الحريق، واجتمع مجلس الأمن وأصدر قراره رقم 271 لسنة 1969 بأغلبية أحد عشر صوتاً وامتناع أربع دول عن التصويت من بينها الولايات المتحدة الأميركية، والذي أدان إسرائيل ودعاها إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها تغيير وضع القدس. وجاء في القرار أن "مجلس الأمن يعبر عن حزنه للضرر البالغ الذي ألحقه الحريق بالمسجد الأقصى يوم 21/8/1969 تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، ويدرك الخسارة التي لحقت بالثقافة الإنسانية نتيجة لهذا الضرر".

وذكر بيان مجلس الأمن الدولي بقرارت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة ببطلان إجراءات إسرائيل التي تؤثر في وضع مدينة القدس، وبتأكيد مبدأ عدم قبول الاستيلاء على الأراضي بالغزو العسكري، ونص على أن "أي تدمير أو تدنيس للأماكن المقدسة أو المباني أو المواقع الدينية في القدس، أو أي تشجيع أو تواطؤ للقيام بعمل كهذا يمكن أن يهدد بشدة الأمن والسلام الدوليين".

سيناريوهات الهدم

تشكلت أكثر من 15 منظمة وجماعة دينية متطرفة داخل إسرائيل وخارجها تهدف جميعها إلى هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان على أنقاضه، وانقسمت هذه المنظمات في الوسائل المتبعة لتحقيق هذا الغرض إلى أربعة أقسام:

1- الأعمدة العشر

أولى النظريات تدعو إلى بناء عشرة أعمدة بعدد الوصايا العشر قرب الحائط الغربي من المسجد الأقصى، بحيث تكون الأعمدة على ارتفاع ساحة المسجد حالياً، ومن ثم يقام عليها "الهيكل الثالث"، ويربط هذا المبنى بما يعتقدون يأنه عمود مقدس يوجد حالياً كما يتوهمون في ساحة قبة الصخرة المشرفة.

2- الشكل العمودي

أما النظرية الثانية وهي شبيهة بسابقتها فتطالب بإقامة الهيكل الثالث قرب الحائط الغربي من المسجد الأقصى بشكل عمودي بحيث يصبح الهيكل أعلى من المسجد الأقصى، ويربط تلقائياً مع ساحة المسجد من الداخل.

3- الترانسفير العمراني

وتتبنى النظرية الثالثة فكرة ما يسمى بـ "الترانسفير العمراني" ومفادها حفر مقطع التفافي حول مسجد قبة الصخرة بعمق كبير جداً ونقل المسجد كما هو خارج القدس وإقامة الهيكل.

4- الهدم الكامل

أما آخر النظريات الأربع فتدعو إلى هدم المسجد الأقصى برمته وإنشاء الهيكل على أنقاضه.

جماعة أمناء الهيكل

من أهم الجماعات الدينية الإسرائيلية المتطرفة التي تعمل على إعادة بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى جماعة تطلق على نفسها اسم "أمناء جبل الهيكل". وقد بدأت هذه الجماعة عملها منذ عام 1967 بالحفر تحت البيوت والمدارس والمساجد العربية المحيطة بالحرم بحجة البحث عن هيكل سليمان، ثم امتدت في عام 1968 تحت المسجد الأقصى نفسه، فحفرت نفقاً عميقاً وطويلاً تحت الحرم وأنشأت بداخله كنيساً يهودياً.

وتقوم هذه الجماعة بتصميم نماذج للهيكل والترويج لهذه النماذج بين اليهود والمسيحيين الأصوليين الذين يعتبرون قيام إسرائيل عام 1948 تأكيداً لنبوءات التوراة حول نهاية العالم وإحلال مملكة جديدة مع المجيء الثاني للمسيح بعد عودة اليهود إلى الأرض المقدسة، وينتظر هؤلاء المسيحيون – وفقا لتصوراتهم – اكتمال خطة الرب بعد تأسيس إسرائيل.

ويوجد في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال عدة ملايين يؤمنون بهذه العقيدة من بينهم رؤساء ووزراء سابقين في الإدارة الأمريكية، ويعتبرون مصدرا مهما للدعم السياسي والمالي لنشاطات هذه الجماعة، ومن أهم ممولي هذه الجماعة المليونير الأميركي المسيحي الأصولي تيري رازنهوفر.

وقد أنشأت مدرستين تلموديتين بالقرب من حائط البراق لتدريب مائتي طالب على شعائر العبادة القربانية وهي الشعائر الخاصة بالهيكل، وإحدى هذه المدارس "معهد جبل الهيكل" (يشيفات هبايت) وظيفتها الأساسية التعجيل ببناء الهيكل.

الهيكل والمزاعم الصهيونية

وقد حاولت الحركة الصهيونية منذ القرن التاسع عشر استخراج قصة الهيكل من طيات التاريخ القديم واستغلالها كزريعة لاحتلال فلسطين، في حين أن الحقائق التاريخية تثبت أن اليهود لم يكن لهم كيان سياسي إلا لمدة 70 عاما وهي المدة التي تولى فيها نبيا الله داود وسليمان عليهما السلام الملك في الفترة من سنة 1000 ق.م حتى سنة 928 ق.م، في حين بقيت فلسطين عربية إسلامية منذ الفتح الإسلامي لها في القرن السابع الميلادي حتى الآن، والفترة القصيرة التي كون فيها اليهود مملكتهم لا تخول لهم سندا تاريخا للمطالبة بفلسطين.

ويؤكد المتطرفون من الحركة الصهيونية على زعمهم بأن مكان الهيكل الذي دمر عام 70 هو نفسه المكان الذي بني فيه المسجد الأقصى. وقد فند العديد من المؤرخين والأثريين المسلمين هذه المزاعم، ومن ذلك أن المسجد الأقصى قد بني قبل ظهور نبي الله سليمان بأكثر من ألف عام وبقي منذ ذلك التاريخ حتى اليوم، وأن الذي بنى المسجد الأقصى هو نبي من أنبياء الله سواء كان آدم أو إبراهيم أويعقوب وأن الذي بنى الهيكل هو نبي كذلك وهو سليمان وليس من المقبول عقلا أن يأتي نبي ليهدم مكانا بناه نبي قبله ليشيد على أنقاضه هيكلا له، ومن ذلك أيضا أنه قد ورد في المصادر المختلفة إشارات إلي بناء الهيكل وهدمه عدة مرات‏,‏ لكن لم ترد إشارة واحدة إلي هدم المسجد الأقصي‏..‏ مما يؤكد أن مكان الهيكل ليس محل المسجد الأقصي‏، وأخيرا فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلية قامت بالحفر في مناطق متعددة أسفل الحرم القدسي منذ ‏1967‏ حتي الآن‏,‏ ولم تجد أي أثر يدل على أن هذه المكان كان فيه في يوم من الأيام هيكلا.‏


وبرغم ذلك‏,‏ فإن الصهاينة لايزالون يصرون على أن الهيكل جزء من الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف، وأن هذا الحائط هو آخر أثر من آثار هيكل سليمان‏ ويطلقون عليه حائط المبكي‏..‏ إلا أن هذه المقولة لا تستند كذلك إلي أي أساس ديني أو تاريخي أو قانوني، وهناك تناقض واضح في مصادرهم التاريخية التي يعتمدون عليها في هذا الجانب.‏

تناقض المصادر اليهودية

توجد ثلاث روايات يهودية فيما يتعلق بمكان الهيكل بعض المصادر تقول أنه بني خارج ساحات المسجد الأقصي‏,‏ وتشير مصادر أخري إلي أن مكانه تحت قبة الصخرة‏..‏ في حين تدعي مصادر ثالثة أنه تحت المسجد الأقصي‏، وقد اختلفت أحجام وأشكال النماذج التي صمموها للهيكل تبعا لهذا مما يدحض تلك الروايات جميعا.‏

فكرة اقتسام الحرم

ظهرت في الآونة الأخيرة فكرة اقتسام الحرم القدسي الشريف والتي خرجت من عباءة الادعاء بأن الأديان الثلاثة لها حقوق متساوية في القدس‏،‏ وهي مقولة ظاهرها البراءة‏.‏ وقد عبر عن تلك الفكرة بوضوح رئيس المجلس البابوي للحوار مع الأديان الكاردينال البريطاني إدوارد كاسيدي حينما قال "إن القدس عاصمة إسرائيل‏،‏ وهذا أمر مهم جدًّا لا ريب‏،‏ لكنها مهمة أيضًا بالنسبة للمسلمين الذين يعيشون فيها‏،‏ وطالب بأن يكون لليهود والفلسطينيين والمسيحيين مكان في المدينة‏".

ولاقت هذه الفكرة تأييدا كبيرا من قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي حتى من غير المتدينين منهم، ومن هؤلاء على سبيل المثال رئيس بلدية القدس إيهود أولمرت الذي يرفض تعريف الحرم بأنه موقع إسلامي، ونقلت عنه صحيفة هآرتس قوله‏‏ "إن الحرم ليس موقعًا إسلاميًّا‏..‏ إن جزءاً منه فقط مرتبط بالإسلام‏،‏ الحرم هو قبل كل شيء موقع يهودي واسمه يدل على ذلك‏:‏ جبل الهيكل – بيت المقدس – المقدس اليهودي"‏.‏

والموقف نفسه تبناه وزير العدل الإسرائيلي السابق يوسي بيلين الذي دعا قبل أيام في مؤتمر حضره بعض الفلسطينيين إلى وقف ما أسماه بالعنف والبحث عن صيغة للتعايش، وكان قد أصر في حديث لصحيفة الحياة اللندنية الصادرة يوم 19/8/2000 على تسمية الحرم القدسي بجبل الهيكل الذي اعتبره‏‏ أقدس الأماكن بالنسبة إلى اليهود‏،‏ وأقدس من حائط المبكى‏،‏ لذلك فلابد من منفذ غير مقيد به. و‏في 29/7/2001 قام إسرائيليون ينتمون إلى جماعة أمناء الهيكل بوضع حجر الأساس لهذا الهيكل بشكل رمزي مما أجج مشاعر العرب والمسلمين.

مستقبل قلق

وإزاء هذه المواقف المتشددة داخل المجتمع الإسرائيلي التي تتقارب فيها أطروحات اليمين واليسار إلى حد كبير فيما يتعلق بضرورة بناء الهيكل، فإن الأوضاع السياسية والأمنية في العالم العربي باتت مرشحة لأن تدخل مرحلة من الخطورة لم تعهدها من قبل.
..........................

إسرائيل: تفاهمات مغلقة حول كامب ديفيد

1/10/2012 طالبت مصادر إسرائيلية بأن تعلن مصر رسميا عن موقفها من تصريحات محمد سيف الدولة، مستشار الرئيس المصري للشؤون العربية بشأن اتفاقية السلام الموقعة مع تل أبيب. 


وأعربت المصادر للإذاعة الإسرائيلية عن أسفها لتصريحات محمد سيف الدولة، التي قال فيها لصحيفة اليوم السابع المصرية "هناك أرض على حدود مصر الشرقية اسمها فلسطين العربية المحتلة، وسيظل اسمها كذلك إلى نهاية الزمان، فهذا أحد الثوابت الوطنية كما أنها حقيقة تاريخية."   

وأضاف "جميع المصريين على اختلاف طوائفهم ومبادئهم وتوجهاتهم يريدون تعديل بنود اتفاقية كامب ديفد التي تمس السيادة الوطنية".

وترى المصادر الإسرائيلية أنه بموجب معاهدة كامب ديفد فإن مصر "اعترفت بقيام دولة إسرائيل". وقالت المصادر لمراسل وكالة الأنباء الألمانية إنه إذا كانت هذه المواقف مقبولة لدى الرئيس المصري محمد مرسي فيجب على العالم بأسره أن يعلم بها ويتعامل دبلوماسيا مع مصر بالأسلوب الملائم. 

وحول المطالبة بتعديل كامب ديفد، أشارت ذات المصادر الإسرائيلية إلى وجود تنسيق ومحادثات وتفاهمات بين إسرائيل ومصر في أطر مغلقة تتم خلالها مناقشة القضايا الأمنية والسياسية، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام ليست هي المنبر الملائم لطرح مثل هذه القضايا. 

وكان محمد سيف الدولة، مستشار الرئيس المصري قد أعلن في تصريحات سابقة أنه سيتقدم بمقترح إلى رئاسة الجمهورية لتعديل اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية.

وقال سيف الدولة لوكالة الأناضول التركية إن المقترح يتضمن تعديل المادة الرابعة من الاتفاقية المتعلقة بالترتيبات الأمنية على الحدود، مشيرا إلى أن تلك المادة تتضمن ملحقا أمنيا يقيد حق مصر في الدفاع عن سيناء ويجعل ثلثي سيناء تقريبا منطقة خالية من أي قوات أمنية.

واعتبر سيف الدولة أن التعديل أصبح "مطلبا شعبيا وضرورة إستراتيجية وأمنية" في ظل الأحداث الساخنة هناك.

وقد رفض وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تعديل الملحق الأمني في اتفاقية كامب ديفد وقال إنه "لا أمل" في أن توافق إسرائيل على تعديل الملحق الأمني لمعاهدة السلام مع مصر. وأضاف في تصريحات للإذاعة إسرائيلية أنه "لا ينبغي أن توهم مصر نفسها أو جهات أخرى بهذا الخصوص".

مستشار مرسى:المعاهدة تقيد سيادتنا على سيناء وتهدد أمننا القومى
الخميس 18-10-2012  
سيف الدولة
شن المهندس محمد عصمت سيف الدولة، عضو الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية، هجوماً حاداً على بنود معاهدة السلام، قائلاً إنها ساهمت فى تقييد سيادة مصر، ومنعتها من نشر قواتها على حدود سيناء.

وأشار «سيف الدولة» إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات اعتقل 1500 رمز سياسى ومثقف، بسبب معارضتهم اتفاقية كامب ديفيد، وتم إغلاق ملفها فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وأصبح أحد شروط تولى الحكم هو الحفاظ عليها. ورأى عضو الهيئة الاستشارية، خلال كلمته بمؤتمر نظمته لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، تحت عنوان «اتفاقية كامب ديفيد وتأثيرها على الأمن القومى»، مساء أمس الأول، أن الشعب كان ينتظر من القوى السياسية     مراجعة بنود الاتفاقية، بعد نجاح ثورة 25 يناير، لكن التيارات الرئيسية  الأربعة تجاهلت الأمر، رغم استشهاد عشرات المجندين على الحدود.

وقارن «سيف الدولة» بين ما رآه تجاهلاً من المصريين للحديث عن تعديل الاتفاقية، وبين عقد الصهاينة عدة مؤتمرات فى أمريكا حول سيناء وأمن إسرائيل، واتهامهم الأمن المصرى بفقد السيطرة على سيناء، داعياً القوى السياسية والرأى العام للتنبه إلى أن هذه القضية تستخدم للضغط على القيادة السياسية، وأن المشكلة لن تحل مادامت سيناء مكبلة بقيود اتفاقية السلام. وقال رضا فهمى، رئيس لجنة الشؤون العربية والأمن القومى بمجلس الشورى، إن الحديث عن «كامب ديفيد» كان «حراماً» أيام النظام السابق، بعد أن وضع رموز النظام عبارة «ممنوع الاقتراب والتصوير» على بنود الاتفاقية، وحان الموعد لكسر هذا الطوق، ولم يعد مقبولاً لأصحاب القرار اعتبار هذه الاتفاقية «خطوطاً حمراء» لتعارضها مع الأمن القومى، خاصة بعد استشهاد 16 جندياً دون أن يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم.

وتساءل «فهمى»: «ماذا إذا حاولت إسرائيل العودة لسيناء.. من يوقفها فى 

ظل عدم وجود عتاد يمنع زحفهم؟ وأضاف أن البعض يريد إجراء تعديلات 

فقط، ونحن نقول لهم: كل الخيارات مفتوحة حتى إلغاؤها.  وانتقد الدكتور محمد سعيد إدريس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشعب السابق،

موقف الدكتور ياسر على، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، من اتفاقية السلام، واصفاً تصريحاته عنها بأنها مسيئة لكل المصريين، بتأكيده أن الرئاسة لن تقترب من هذه الاتفاقية. وشدد على أن الشعب لن يسمح للرئيس بأن يحدد القضايا المرتبطة بمصيرنا ومستقبلنا، لأن الشعب امتلك قراره.
هيكل سليمان
تتعدد الأقاويل بخصوص هيكل سليمان أو ما يُسمى باسم معبد سليمان، فبعض علماء الآثار يعتقدون أنه غير موجود وهو ليس إلا عبارة عن قصة خيالية، ولكن اليهود يزعمون أن المعبد موجود في صورة المسجد الأقصى حاليًا في فلسطين  أو كان يوجد مكانه حيث أن هذا المعبد مرّ بخمس مراحل:
المرحلة الأولى: تم بناء هيكل سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد على يد سيدنا سليمان (عليه السلام) بأمر من الله ويقال أنه وضع فيه شريعة موسى (التوراة) لذا فإن اليهود المتدينين يعتزون به ولا يقبلون تسميته باسم المسجد الأقصى، وتم هدم الهيكل الأول عام 587 قبل الميلاد على يد البابليين
المرحلة الثانية: بعد أن تم هدم الهيكل الأول قام ملوك الفرس بمساعدة اليهود ببناء الهيكل الثاني وقد سُمي باسم هيكل هيرودوت نسبةً إلى الملك هيرودس وقد قاموا بإعادة بنائه بطريقة مميزة، ولكن في النهاية تم تدميره.
المرحلة الثالثة: قام الملك أنطيخوس الرابع بتدمير الهيكل وأرغم اليهود على اعتناق الديانة الوثنية.
المرحلة الرابعة: في العهد الروماني طالب اليهود بإعادة بناء الهيكل ولكن طلبهم قوبل بالرفض وتم قتل عددًا من اليهود وحرقوا الهيكل، بالإضافة إلى ذلك قام الرومان بتخريب مدينة أورشليم وأسسوا مكانها مستعمرة رومانية حُرم اليهود من دخولها وسميت المستعمرة باسم “إيليا كابيتولينا”.
المرحلة الخامسة: أعاد اليهود فتح موضوع هيكل سليمان مرة أخرى في القرن التاسع عشر وأرادوا إعادة بنائه ومن هنا جاءت إقامة دولة قومية لليهود على الأراضي الفلسطينية.
ما سبب التسمية؟
“الهيكل” يعني “بيت الإله” أو “المعبد” في اللغة العبرية وسماه اليهود بهذا الاسم نسبةً إلى سيدنا سليمان لأنه هو من قام ببنائه حسب الرواية اليهودية المزعومة، ولهذا المكان مكانة خاصة جدًا في قلوب اليهود لأنهم يعتقدون أن سيدنا سليمان (عليه السلام) قام ببنائه من أجلهم مخصوص ليتعبدون فيه.

 أثبتت المصادر التاريخية المحايدة  أنه لا يوجد لهذا الهيكل أثر إلا في عقول اليهود وهم من قاموا بتأليف هذه الرواية حتى يقوموا بالسيطرة على المسجد الأقصى وهدمه، وسنذكر التفاصيل التي تثبت أن هيكل سليمان خرافة في نهاية المقال

ما تاريخ هيكل سليمان وسبب بنائه؟
حسب بعض المصادر التاريخية فإن فكرة بناء هيكل سليمان كانت في الأساس فكرة سيدنا داوود (عليه السلام) بهدف بناء مكان ثابت لعبادة الله سبحانه وتعالى، وقد قام بالتخطيط له وجمع الأموال والمعدات اللازمة لبناء المعبد ولكن من قام بإكمال تنفيذ الفكرة هو سيدنا سليمان (عليه السلام)، وقد قام ببنائه بالاستعانة بالفينيقيين ويُقال أن اليهود قاموا بالاشتراك في عملية بناء الهيكل الأول لكي يكون مكانًا لشريعة موسى ويتعبدون فيه، ومن أطلق اسم (هيكل سليمان) عليه هم المسيحيين أما اليهود قاموا بتسميته باسم (بيت همقداش) أو بيت المقدس.

كيف يبدو شكل الهيكل؟
تم وصف شكل الهيكل في النصوص اليهودية المقدسة فقط، وعلى حسب الوصف فإنه عبارة عن بناء ضخم يتميز بالفخامة والذوق الراقي حيث يوجد به عواميد مزخرفة ورواق واسع يحيط بالمعبد من جميع الجهات، إضافةً إلى ذلك قد تم بناء الأسطح والأبواب باستخدام خشب الأرز وخشب السرو وكل هذه الأبواب والأسطح مطلية بالذهب الخالص الذي يضفي رونقًا لا يقدر بثمن، كما يقال أنه كان يوجد بهذا الهيكل مكانًا مخصصًا ومقدسًا لرئيس الكهنة اليهود وكان لا يتم السماح لأحد غيره بدخوله وقد تم بناء هيكل سليمان فوق جبل موريا في القدس لذا يزعم اليهود بأنهم يملكون القدس وأنها كانت موطنهم الأصلي ولكن بالطبع كلامهم خالٍ من الصحة، وقد استمر هيكل سليمان على هذا الشكل الفخم لمدة أربعة قرون حتى تم هدمه على أيدي البابليين

هل هيكل سليمان هو المسجد الأقصى؟
نعم.. هيكل سليمان هو المسجد الأقصى حاليًا  بحسب مزاعم اليهود حيث تم بناء الهيكل وهدمه أكثر من مرة بمرور الزمن وكان معبدًا لليهود حسب رواية الكتب اليهودية، ثم بعد أن تم هدمه آخر مرة قام المسلمون ببنائه ليصبح على ما هو عليه الآن وسُمي باسم المسجد الأقصى ولأن اليهود لا يحبون الدين الإسلامي فهم يسعون إلى هدمه لبناء معبد جديد لليهود وذلك بسبب كرههم للدين الإسلامي.

هل هيكل سليمان أسطورة أو حقيقة؟
يرى البعض من علماء الآثار أنه لم يعيش اليهود أبدًا في مدينة القدس كما يزعمون وأن كل ما يدور حول هيكل سليمان ما هو إلا قصص خيالية لا تمت للواقع بصلة وتوجد العديد من الأدلة على أن هذا الهيكل ما هو أسطورة، مثلًا:
لا يوجد أي مصدر موثوق يثبت أن هذا الهيكل حقيقي ولا وجود له إلا في كتب اليهود
لم يُذكر هيكل سليمان أبدًا في القرآن الكريم على الرغم من ذكر قصة سيدنا داوود وسليمان فيه مع أدق التفاصيل، فكيف لم يتم ذكر مكان بهذه الأهمية في القرآن الكريم كما يزعم اليهود أنه أطهر مكان على وجه الأرض
قد ثبت أنه يوجد العديد من التحريف والتلاعب في التاريخ في كتب اليهود والنصارى باعتراف علماء يهود ونصارى
توجد العديد من المبالغات والخرافات التي لا يستوعبها العقل في قصة بناء هيكل سليمان حيث يروي اليهود أنه كان يوجد عددًا خياليًا من العمال الذين قاموا ببناء الهيكل وكذلك كمية الذهب والفضة المستخدمة في بنائه وعلى الرغم من هذه الأعداد الهائلة فإن ارتفاع المبنى ومساحته ليست كبيرة فحسب بعض المصادر فإن ارتفاع المبنى يساوي خمس طوابق ومساحته لا تزيد عن 300 متر مربع، فهل يُعقل أن هذه المساحة القليلة تحتاج إلى هذا الكم من المواد والعمال؟!
المصادر التاريخية تثبت أنه تم بناء "المسجد الأقصى" على يد سيدنا إبراهيم وسيدنا يعقوب وكان وجود هذه الرسل قبل سيدنا سليمان بمئات السنين
 كل هذه الدلائل وأكثر تثبت أن هيكل سليمان ما هو إلا خرافة وما هو إلا قصة يزعمها اليهود حتى ينتهكون الأراضي المقدسة ويخربون المسجد الأقصى المطهر.

المصادر:
1 – الموسوعة الفلسطينية، المجلد الثالث، الطبعة الأولى 1984، ص 508 -517
2 – التهويد الثقافي والإعلامي لمدينة القدس، د. خالد عزب، بحث مقدم لندوة القدس العالمية، الدوحة 2000.
3- نقاط على حروف، التهويد الثقافي للقدس، د.حسام الخطيب، جامعة قطر، ندوة القدس، الدوحة 2000.
4- تسويق الحلول المغشوشة، فهمي هويدي، الأهرام 5/9/2000.
5- حائط البراق أم حائط المبكى، عرض كتاب للدكتور عادل حسن غنيم رئيس شعبة الدراسات التاريخية بمركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس في مصر، الأهرام 11/6/2001

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان