الشهيد نزار ريان ملاحقة دائمة حتى الشهادة شيء لا يصدق هل يمكن للمجاهد المرابط على الثغر أن يقوم بكل هذا الجهد العلمي الذي لا يقوم بربعه كثير
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
كتب: عبدالرحمن فهمي
في ذكرى استشهاده
أولاً: المقدمة
شيء لا يصدق هل يمكن للمجاهد المرابط على الثغر أن يقوم بكل هذا الجهد العلمي الذي لا يقوم بربعه كثير من المتفرغين الآمنين من المشايخ وطلبة العلم، وأعجب وأغرب من ذلك جهود الشيخ الدعوية وأدواره الجهادية ومكانته عند أهل فلسطين جميعا يحبون الشيخ ويجلونه ويهابونه.
لم يكن العالم الدكتور نزار ريان رهين مكتبته كما يفعل كثيرون من العلماء، لكنه قائد فى ميادن الجهاد مرابطا في سبيل الله، وقد اعتلى عرش المجد والخلود في العلم والجهاد حتى الشهادة.
القائد في ميدان الحروب يفكر ويدير المعركة بمعزل عن الجنود، لكن قادة حماس فى الصفوف الأمامية في القتال، هنا في حماس يستشهد القادة وأبناؤهم وذووهم ، ويؤسرون ويقضون أعمارهم في السجون. هل ثمة حركة استشهد مؤسسوها جميعًا واحدًا تلو الآخر كما هو حال حماس؟!
هل ثمة حركة توزع قادتها وعائلاتهم بين السجون والمقابر كما هو حال حماس، وإن توفرت نماذج مماثلة في بعض الفصائل الأخرى؟ هؤلاء رجال لم يخرجوا طلباً للدنيا، بل هم خرجوا من أجل الشهادة في سبيل الله وطلباً لرضاه، تعبت معهم بعض الأنظمة وأجهزتها: هي التي تعودت استقطاب الناس ببعض الامتيازات من هذا الصنف أو ذاك.
تقول عنه جريدة الجزيرة السعودية: "وكيف يكون العالم مجاهدا بل في مقدمة صفوف المجاهدين، الذي كان يسهر ليله رباطا بين المجاهدين وبعد الفجر كان درسه اليومي في شرح صحيح مسلم وبعد العصر كان يجلس في المسجد يفتي للناس مسائلهم وفي النهار بين إخوانه القادة في حركة المقاومة الإسلامية حماس رحم الله الشهيد وهو الذي ودع ابنه إبراهيم عندما ذهب ابنه في عملية اقتحام لإحدى المستوطنات الصهيونية فاستطاع بإذن الله أن يقتل هو ورفيقه المجاهد الآخر 6 من الصهاينة المغتصبين.. حقيقة لا يفعل ذلك إلا رجال أمثال الدكتور نزار ريان صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ، منهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا".
ثانيًا: نشأته وحياته الاجتماعية والعامة
المولد والنشأة
المجاهد نزار بن عبد القادر بن محمد بن عبد اللطيف بن حسن بن إبراهيم بن ريَّان. أبوبلال أستاذ الحديث فى كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية فى غزة ، البلدة الأصلية نِعِلْيَا من قرى عسقلان بفلسطين، اغتصبها اليهود منذ أكثر من 50 سنة، وأسكن معسكر جباليا فى غزة بجوار مسجد الخلفاء الراشدين.
بزغ فجر يوم جديد، معلنا ولادة يوم الجمعة 26من شعبان 1378هـ 6 من مارس 1959م ،إنه البطل المجاهد نزار ريان ليواصل الجهاد،ولم يكن الصهاينة يعلمون أن هذا الطفل، سوف يقض مضاجعهم في يوم من الأيام، ويُخرِّج الاستشهاديين، ويصبح قائدا عظيما، وعالما ربانيا لم يسبقه أحد في كل قطاع غزة،لم يكن الصهاينة يعلمون أن هذا الطفل سيكبر يوما، ويصبح أخطر داعية عليهم، يثبت المجاهدين، ويساندهم في كل وقت وفي كل حين، فنشأ شهيدنا بين أحضان أسرة محافظة منذ صغره عشق حب الجهاد والاستشهاد في سبيل الله عز وجل.
تزوج من أربع سيدات هن:
وله سبعة أولاد ذكور،هم: بلال، إبراهيم،وبراء،وعبدالقادر 12 سنة،وعبدالرحمن5 سنوات، وأسامة بن زيد3 سنوات، وأسعد سنتان وست بنات هن: آية 12 سنة، ومريم 10 سنوات، وحليمة 5 سنوات، وريم 4 سنوات، وعائشة 3 سنوات، والكبرى متزوجة وأم لطفلين.
وقد أجرى الدكتور نزار ريان عملية قلب مفتوح في العاصمة السورية دمشق قبل استشهاده بعامين تقريبا.
ويتمتع الدكتور نزار ريان بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني، واشتهر بالتصاقه الشديد بالحياة اليومية للمواطنين، وقام بمشاركة اجتماعية في الوسط الذي يعيش فيه، ولم يقابله أحد داخل أو خارج فلسطين إلا وترك في قلبه بصمة رائعة، قدم ابنه شهيدا لله تعالى، وانتظر الوقت بفارغ الصبر حتى يلقاه.
وتمسّك بمنزله في مخيم جباليا، ليعيش حياة متواضعة ومتقشفة حتى في ملبسه، رغم مكانته العلمية والأكاديمية البارزة.
لقد كانت له إسهامات اجتماعية بارزة، بخاصة في تمكين عشرات الأكاديميين الفلسطينيين من الحصول على منح لدراسات الماجستير والدكتوراة في الجامعات العربية والإسلامية في شتى التخصصات. كما يعدّ أحد رجالات الإصلاح الاجتماعي في قطاع غزة، من خلال ترؤسه "لجنة إصلاح ذات البين ولم الشمل" لاحتواء وحل المشكلات التى تقع بين الناس.
وكان الشيخ محبوبا من الجميع حتى من جيرانه النصارى ، فقد توفي أحدهم فوجد أبناؤه وصيته أنه لايقبل بأن يوزع أحد تركته إلا الشيخ نزار ريان.وكان رحمه الله أبا لكل أبناء مسجد الخلفاء الراشدين ، يتفقد أحوالهم، ويساعدهم في حل مشاكلهم، ويحنو عليهم، فكان نعم الأب.
جهوده الدعوية
عمل إمامًا وخطيبًا متطوعًا لمسجد الخلفاء بمعسكر جباليا منذ 1985-1996. وأشرف على عشرت المساجد وحلقات القرآن.
وكان يتجول للخطابة فيما يمكن أن يصل إليه من مساجد القطاع ويشرف الشيخ مع عدة مجموعات من طلبة العلم على إعداد وتوزيع الكتيبات والأشرطة والأقراص التي تحوي الخطب والمحاضرات لعلماء فلسطين وعلماء وخطباء العالم الإسلامي وخصوصا بلاد الحرمين.
يجلس الشيخ للإفتاء كل يوم بعد العصر كل يوم، ويدور بعد العشاء على مجموعات الشباب المجاهد يعظهم ويذكرهم بالله، ويجيب على فتاواهم كما يقوم آخرون من أعضاء الهيئة الشرعية بحماس بنفس هذا الدور وذلك في أغلب الليالي، كما يتوقف كل منهم عند آخر مجموعة ليقوم معهم من الليل ويرابط على حدود غزة جزءا ولو يسيرا من الليل.
ويكفي أن نذكر أن في ميزان حسناته الشيخ المجاهد البطل صلاح شحادة قائد كتائب القسام رحمه الله والذي كان الشيخ هوالذي أثرفيه وجعل الله هدايته على يديه ، وكان من وصية القائد صلاح شحادة الموجزة أن يتولى غُسله الأخ نزار ريان.
وكانت روحه معلقة بمسجد الخلفاء الراشدين، وقد جمع التبرعات لإعادة بناء المسجد، ليصبح قلعة للعلم والدين، وصمم على ذلك، وبالفعل بدأ في المشروع الكبير، وقطع شوطا كبيرا في ذلك قبل أن تقوم الطائرات الصهيونية بقصفه.
ويمتلك الشيخ مكتبة نادرة عامرة بنفائس الكتب، في الحديث والفقه والعربية والتاريخ، وعلوم أخرى، تتجاوز كتبها خمسة آلاف مجلدًا في قاعة مخصصة لها أوقفها على طلاب العلم.
ثالثًا: جهوده العلمية
الشهادات العلمية والتدرج الوظيفى
نال شهادة البكالوريوس في أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سنة 1402 هـ 1982م، وتتلمذ على مشايخ الحجاز كشيخه الشيخ عبدالرحمن البراك، والشيخ بن جبرين.
معيدًا بكلية أصول الدين اعتبارًا من 27 /2/1984 وحتى 31 /8/1990.
نال درجة الماجستير من كلية الشريعة بالجامعة الأردنية بعمان،الأردن ، تخصص الحديث الشريف، وموضوعها:(أحاديث الشهادة والشهيد:جمع ودراسة وتخريج) سنة 1990 بتقدير ممتاز.
نال درجة الدكتوراه من جامعة القرآن الكريم بالسودان عن رسالة: (عن مستقبل الإسلام دراسة تحليلة موضوعية) سنة 1994 بتقدير ممتاز.
مدرسًا بقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بغزة عتبارًا من 1/9/1990 حتى 21 /8/1994.
أستاذًا مساعدًا بقسم الحديث حتى 12 /10/1999.
أستاذًا مشاركًا حتى 5 /7/2004.
أستاذًا الحديث الشريف بكلية أصول الدين من 6 /7/2004.
رئيسًا لقسم الحديث الشريف، بكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بغزة .
عمل مساعدًا لنائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية من تاريخ 1 /9/2001 ـ 15 /8/2003.
قام بجهد كبير في تحصيل قبولات لدراسة الماجستير في الجامعة الأردنية، للطلبة الغزيين، تجاوزت عشرين قبولاً، وحصل أكثر من مئة قبول دكتوراه في الجامعات السودانية لأبناء فلسطين، والأردن في تخصصات متعددة.
عضوًا في لجنة الإفتاء بالجامعة الإسلامية لعدة سنوات.
عضوًا في لجنة العاملين بالجامعة الإسلامية بغزة.
تراثه العلمي
شارك بالتأليف والمقالات والبحوث والفتاوى في عدة صحف وفي بعض المواقع الإسلامية أيضًا وعلاوة على بحوثه العلمية المنشورة،وقام بتدريس كتاب صحيح الإمام البخاري، شرحاً تحليلياً، لطلبة الجامعة الإسلامية، بمسجد الجامعة، في درس إملاء لمدة ساعتين إلى ثلاث، مدة أربع سنوات.
(أ) الرسائل التي أشرف عليها:
رسالة ماجستير بعنوان "الأحاديث المسندة في كتاب المحلى لابن حزم الظاهري"، للباحث: سليمان إسماعيل الشيخ عيد. تاريخ المناقشة: 6 شعبان 1420هـ 14 /11/1999.
رسالة ماجستير بعنوان "عناية الكتاب والسنة بالبيئة دراسة موضوعية"، للباحثة الطالبة: أمل توفيق أبو عبدو. تاريخ المناقشة: 18 رمضان 1420 هـ 26 /12/1999.
(ب ) الرسائل التي ناقشتها:
رسالة ماجستير بعنوان "المعالم المدنية في العهد النبوي". للباحث الطالب: زكريا صبحي زين الدين. تاريخ المناقشة:28 جمادى الآخر 1419 هـ 18 /10/1998.
رسالة ماجستير بعنوان "منهج ابن القيم في توثيق متون السنة". للباحث الطالب: يوسف محيى الدين الأسطل. تاريخ المناقشة: 25 شوال 1421 هـ 20 /1/2001.
رسالة ماجستير بعنوان "الموازنة بين منهاجي الإمامين؛ الشافعي وابن قتيبة من خلال كتابيهما" "اختلاف الحديث" و" تأويل مختلف الحديث" ، للباحث : محمود صدقي الهباش تاريخ المناقشة:18 رمضان 1422هـ 3 /12/2001.
رسالة دكتوراه بعنوان "الأحاديث الواردة في الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي تخريج ودراسة. للباحث الطالب: عدنان محمود الكحلوت. تاريخ المناقشة:1421 هـ،2000.
(ج) البحوث المنشورة:
بحث بعنوان: "تواتر حديث لتتبعن سنن من كان قبلكم" نشر بمجلة الجامعة الإسلامية بغزة، المجلد السابع، العدد الأول، رمضان 1419هـ يناير 1999.
فهرسة الحديث الشريف؛ "أصولها وأنواعها" ، نشر جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بأم درمان، بالسودان، في جمادى الآخر سنة 1419 وفق: 1998.
وأظلمت المدينة؛ "وفاة النبي صلى الله عليه وسلم" ، نشر بمجلة كلية الدراسات العليا والبحث العلمي، بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، العدد الأول، ربيع الآخر 1419 أغسطس 1998.
بحث بعنوان: "الدواعي التربوية لرواية الصحابة الأحاديث النبوية" ، نشر بمجلة الجامعة الإسلامية بغزة، المجلد الثامن، العدد الثاني، الجزء الأول، ربيع أول 1421 يونيو 2000.
بحث بعنوان: "الدواعي العلمية لرواية الصحابة الأحاديث النبوية" ، نشر بمجلة الجامعة الإسلامية بغزة، المجلد التاسع، العدد الأول، الجزء الأول، شوال 1421 هـ يناير (كانون الثاني) 2001.
بحث بعنوان: "أحاديث الإسراء والمعراج" ، نشر بمجلة الجامعة الإسلامية بغزة، المجلد التاسع، العدد الثاني، ربيع أول 1422 حزيران 2001.
بحث بعنوان: "لإمام اليونيني وجهوده في ضبط صحيح الإمام البخاري" ، نشر بمجلة الجامعة الإسلامية بغزة، المجلد العاشر، العدد الأول، شوال 1422هـ يناير (كانون الثاني) 2002.
بحث بعنوان:" منهج تحليل النصوص في السيرة النبوية" ، نشر في مجلة الجامعة الإسلامية، المجلد العاشر العدد الثاني ، جمادى الأول، 1423 هـ يونيو 2002.
بحث بعنوان: "صحيح الإمام مسلم، أسانيده، ونسخه ومخطوطاته وطبعاته" للنشر بمجلة الجامعة الإسلامية، بغزة، المجلد الحادي عشر شوال 1423 هـ يناير 2003.
بحث بعنوان: "رسم الأسانيد بالرموز صيغة مقترحة" ، نشر بمجلة الجامعة الإسلامية.
بحث بعنوان: "مناهج النقاد" بمجلة الجامعة الإسلامية بغزة.
كتاب "دراسات في السيرة"، مشترك مع د. سالم أحمد سلامة، ود. طالب حماد أبو شعر، نشر أكثر من طبعة.
"الصحيحان أسانيدهما ونسخهما ومخطوطاتهما وطبعاتهما"، نشر بدار المنارة بغزة، جمادى الآخرة 1423هـ.
"أسباب إيراد الحديث الشريف"، وأتمه وطبعه طبعة خاصة، قد يطبعه طبعة عامة إن تيسرت الظروف إن شاء الله.
" محبة النبي صلى الله عليه وسلم" ، تاريخ النشر: 17 محرم 1430هـ (14/1/2009). اعتنى في هذه الدراسة بجمع الأحاديث والآثار المتعلقة بوفاةالنبي صلى الله عليه وسلم فأوردها مراعياً التسلسل الزمني حسب الدليل وأورد في دراسته الأحاديث المقبولة فقط من صحيحه وحسنه ، ولم يستشهد في دراسته بالضعيف أو الموضوع.
والدراسة مرتبة ترتيبًا موضوعيًا حيث جمع الأحاديث ذات الموضوع الواحد إلى بعضها ثم الإستفادة منها في مواطن عدة .وقد عمد إلى الأحاديث فقطع بعضها لأجل إيرادها في أكثر من موضع.لعل من أنفسها كتابة السيرة النبوية من الميلاد إلى وصول المدينة، ووفاة النبي صلى الله عليه وسلم،دراسة حديثية مع دروس واقعية طبعة خاصة محدودة.
شرح مائة حديث من رياض الصالحين.
(د) البحوث غير المنشورة وبعضها لم يتم كتابةً الظروف التى تمر بها غزة:
الشروح الحديثية منذ عهد النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى نهاية القرن الرابع، كتبت معظمه، والحمد لله رب العالمين.
الغيبة "دراسة حديثية فقهية".
شرح حديث جبريل رواية ودراية.
الإمام البخاري وكتابه الصحيح "دراسة تطبيقية في الشروط والمناهج".
صلة الأرحام "دراسة حديثية فقهية".
إثبات تواتر حديث حكيم بن حزام "لا تبع ما ليس عندك"، وشرحه شرحاً تحليلياً، ومناقشة بيع المرابحة على ضوء ذلك.
الأنساب "دراسة حديثية فقهية".
رائد ألفاظ الجرح والتعديل، جمعت فيه أكثر من مائة وستين لفظاً غريباً من ألفاظ الجرح والتعديل. المصدر:جريدة الرسالة فلسطين
كتب شرحا لمقدمة صحيح مسلم، تجاوز ثلاث مئة صفحة، وحالت ظروف انتفاضة الأقصى وما فيها من خير وجهاد عن إتمامه.
بحث نفيس قي الاستنساخ.
رابعًا: جهاده فى سبيل لله
انضمام الدكتور نزار ريان لكتائب عز الدين القسام
نشأ في أحضان الدعوة الإسلامية المجاهدة حماس في فلسطين، وأصبح من قادة كتائب عز الدين القسام.
اعتقل مراتٍ عديدة من اليهود المغتصبين نحو أربع سنوات ، ومن السلطة الفلسطينية عدة مرات وعذب هو وقادة حماس في سجون السلطة عذابا أشد مما كان يحدث لهم في سجون المحتل وأشرف محمد دحلان ورشيد أبو شباك على ذلك.وعلى المستوى السياسي كان الشيخ نزار ريان عضو فى القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
فكان يعمل على جميع النواحى الاجتماعية والسياسية والعسكرية، ومع أنه عمل في شتى المجالات الدعوية والعسكرية إلا أنه لم يقصر يوما في أي من عمله، فكان قلبه يخفق حبا للعمل من أجل هذا الدين، فقدم الغالي والنفيس في سبيل الله، وفي سبيل هذا الدين الغالي.
منذ اللحظة الأولى لانخراط الشيخ في الدعوة الإسلامية، وهومنخرط في الحياة الجهادية، فكان يرابط على الثغور، ولا سيما المناطق المتقدمة، وكان يرفض أن يرابط بين البيوت السكنية، ورغم انشغاله في مكتبته الضخمة بالبحوث المهمة، والتي كان يقضي الكثير من وقته فيها، ورغم عمله بالسياسة إلا أنه كان لا يترك يوما واحدا في رباطه وكان يحافظ على ذلك اليوم حتى مماته.
تحريض الشعب الفلسطينى على الجهاد
انطلاقا من قوله تعالى لنبيه صلى لله عليه وسلم "وحرض المؤمنين على القتال". كان الشيخ رحمه الله يتفقد مواطن الرباط ، ويساعد المرابطين، ويجمع لهم التبرعات، ويساندهم عند أي اجتياح صهيوني، ففي أيام الغضب كان الشيخ يقضي معظم أوقاته مع المرابطين، يحثهم على الجهاد، ويشحذ هممهم، ويحبب إليهم الشهادة في سبيل الله عز وجل ، وهوالذى جمع أحاديث الشهادة والشهيد.
وكان شيخنا رحمه الله يشجع المجاهدين على الجهاد، ويحثهم عبر خطبه الجهادية، والتي جعلت الناس يعشقون الجهاد والشهادة في سبيل الله حتى سارع الكثيرون إلى الانضمام إلى هذه الدعوة الغراء، والدخول إلى ساحات الجهاد في سبيل الله عز وجل.
إرسال أولاده للاستشهاد
قدم الدكتور نزار ريان النموذج العملى ، فقدم أولاده للشهادة فى سبيل الله، واستشهد ابنه الثاني إبراهيم في عملية فدائية أثناء اقتحامه لمستوطنة شمال القطاع عام 2001، بينما استشهد أخوه الأصغر واثنان من أولاد أخيه في محرقة غزة بداية، فيما أصيب أكبرأبنائه بلال وبترت قدمه أثناء مقاومته لاجتياح العدو شمال قطاع غزة.واستشد القائد نزارنفسه وزوجاته وأولاده فيما بعد.
يقول براء نزار ريان:
علمنا أبي الشهيد أن الذي بيننا وبين اليهود عقيدة، فانغرس هذا في وجداننا جميعا، وأصبح غاية كل منا أن يكون مجاهدا في كتائب القسام يحب أن يلقى ربه شهيداً، كانت هذه أحلام حتى هلت بركات انتفاضة الأقصى.
في الانتفاضة الأولى كنا وإبراهيم صغارا رجمنا اليهود بالحجارة ونحن دون السادسة من العمر، لكن ذلك لم يكن ليشفي غليل ضعاف الهمة مثلي، فكيف يشفي غليل إبراهيم رحمه الله .
كانت انتفاضة الأقصى فرصة ذهبية، ولم يكن والدنا يمنعنا كما كان الكثيرون من الخروج إلى المواجهات، فطفنا على جميع مواطن المواجهات من إيريز إلى نتساريم، لم يقدر لأحد فينا أن يستشهد، وقدر لإبراهيم أن يكون أول مصاب في بيتنا.
والشيخ الدكتور نزار ريان لا يحمس الناس على الجهاد والعمليات الاستشهادية فحسب ، بل أعطى مثلا قل نظيره في التاريخ ، فوافق على إرسال ولده إبراهيم إلى عملية استشهادية نادرة اقتحم فيها مستوطنة وقتل من اليهود،ولما استشهد كلنا بكى سوى والدي كان يثبت القلوب ويجبر الكسور، جزاه الله عنا خير الجزاء، وبفضل الله كانت العملية ناجحة فوق الحدود، وقال شارون يومها:إنها ليلة مرعبة.
ومن أخلاق المجاهد أنه لما تحصن بأحد البيوت دخل فيه، فإذا به امرأة وطفليها، فلم يقتلهما، بل أدخلهما الحمام وأغلقه عليهم ابن العالم علمه أبوه أن لا يقتل طفلا ولا امرأة عمدا.
أصيب ابن الشيخ الأكبر بلال وهو طالب علم وعلى خطا أبيه ثاني يوم من زواجه فقد أعلن النفير في الكتائب ؛ فنزل مسرعا وأصيب في تلك الليلة إصابة خطيرة لم يستطع معها المشي ثلاث سنوات وهوالآن يعرج في مشيته .
رحم الله الشهيد و هوالذي ودع ابنه إبراهيم عندما ذهب في عملية اقتحام لإحدى المستوطنات الصهيونية فاستطاع بإذن الله أن يقتل هو و رفيقه المجاهد الآخر 6 من الصهاينة المغتصبين .
وقد نعت كتائب القسام إبراهيم نزار ريان ومما جاء فيه:
جماهير شعبنا الفلسطيني يا أمتنا العربية والإسلامية:
بعون الله وتوفيقه تعلن كتائب الشهيد عز الدين القسام مسئوليتها عن اقتحام ما يسمى مستوطنة "ايلي سيناي" الجاثمة على صدر أرضنا الفلسطينية شمال قطاع غزة الليلة مساء الثلاثاء 15 رجب 1422هـ الموافق 2 /10/2001
وتأتي عمليتنا الليلة لتؤكد ما يلي:
أن دماء أبناء شعبنا الفلسطيني ليست مباحة لأحد ومن أهدرها أهدرنا دمه في الوقت المناسب و المكان المناسب.
أن الأمن الصهيوني هش وأننا قادرون على الوصول إلى الإرهابيين الصهاينة حتى، ولو اختبئوا في السحاب كما قطعنا على أنفسنا عهدا في البيان السابق.
استمرارية الجهاد والمقاومة حتى يندحر الاحتلال.
شيخنا المجاهد نزار ريان هو من أرسل ابنه إبراهيم لتنفيذ عملية استشهادية في يوم 2 /10/2001م ، هو ومجاهد آخر، فمكن الله المجاهدين من اقتحام المغتصبة الصهيونية وقتلوا عدة صهاينة في العملية، وارتقى الشهيدان إلى بارئهما، فشيخنا هو من دفع ابنه إلى الشهادة في سبيل الله عز وجل، فقدم الوقت والمال والتعب والجهد والابن في سبيل الله عز وجل.
تفتحت عيون المجاهد القسامي إبراهيم نزار ريان عبد القادر ريان "17 عامًا" على أرض مخيم جباليا "عام 1983م" فنشأ و ترعرع في أحضان أسرة فلسطينية هجرت من قريتها نعليا المحتلة عام 1948م فاضطرت للعيش عنوةً في غزة.
أسرة شهيدنا تتكون من "6 أبناء " و " 6 بنات" وهو الابن الثاني لعائلته وعرف عن باقي إخوته بأنه بالابن الهادئ، والمتواضع، والمطيع لوالديه. يقول شقيقه براء:" كان يتميز بعاطفته الجياشة وطيبة قلبه ورقته وشهامته ". ومضي يقول: "نشأنا معًا وكبرت فلسطين في قلوبنا، حيث كان جدي يحدثنا عن بلادنا المحتلة و الشهداء من العائلة".
وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام في بداية انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000م تجند المجاهدين لصد الصهاينة عن محافظات الوطن، وأعادت تأسيسها على يد الشيخ القائد العام الشهيد صلاح شحادة الذي اهتم بتجنيد الشباب المسلم، فكان المجاهد ابراهيم واحداً منهم، و له معزة خاصة عند الشيخ صلاح.
وسطر المجاهد إبراهيم أروع ملاحم العزة، في جهاده ومن أهمها:
التحق في صفوف المجموعات التي ترابط على ثغور محافظة شمال غزة ، ومن المناطق التي رابط فيها "بلدة بيت لاهيا ، شرق مخيم جباليا" .
شارك في زراعة العبوات الناسفة للدبابات الصهيونية شمال بلدة بيت لاهيا.
رافق الشهيد القائد صلاح شحادة في بعض تنقلاته الجهادية.
بين صفوف المجاهدين
لم يتخل العالم عن مكانه بين صفوف المجاهدين ، وكيف يتخلف وهو الذى جمع أحاديث الشهادة والشهيد، ففي أيام الغضب، كان للشيخ الشهيد صولات وجولات في هذه المعركة التي انتهت باندحار الصهاينة عن شمال غزة، فكان يقف جنبا إلى جنب مع المجاهدين يتفقد مواطن رباطهم، ويساندهم، ويقتسم الرصاص معهم، ويحثهم على التضحية ويشجعهم على القتال وملاقاة العدو، ويصلى القيام أكثر الليالى مع الشباب.
كما قاد الدكتور نزار ريان مبادرة فلسطينية جريئة لتحدي سياسة هدم منازل المواطنين الفلسطينيين عبر الإنذارات الهاتفية المسبقة ، فقد قاد القيادي الشهيد مبادرة تشكيل دروع بشرية شعبية لحماية منازل المواطنين الفلسطينيين المهددة بقصف طائرات الاحتلال خلال السنتين الماضيتين.
كان الدكتور نزار يصعد مع مئات المواطنين إلى أسطح المنازل المراد هدمها مرددين التكبيرات لحماية المباني السكنية من القصف، لينتهي ذلك الأسلوب الذي حاول الجانب الصهيوني فرضه.
ولما أعلم الجيش الصهيوني بيتا مجاورا للشيخ بإخلاء البيت لقصفه جاءوا إلى الشيخ ، فقام من ساعته وتوضأ وانطلق إلى البيت ونادى في الناس وهو يحث السير أن هلموا إلى بيت فلان ، وكان الناس لايردون للشيخ أمرا ، وأرسل ابنه ينادي في الناس أن الشيخ يطلبكم سريعا عند بيت فلان فلما رأى الشيخ الجمع سر به وتزايد الناس حتى جاوزوا الألفين فطلب منهم الشيخ أن يصعد جزء منهم معه فوق السطح وجزء يبقوا حول المنزل فأجابه معظم الناس.
ولما أذن الفجر إذا بزوجته أم بلال ومعه الناس يقولون للرجال سنصلي الفجر ونأتي مكانكم لأن الطيران يمر طيلة الليل ، فلما رأى صنيع النساء انصرف وكانت سنة بعد ذلك أوقفت هذا النوع من العدوان.
واشتهر الدكتور نزار ريان بمواقفه الجريئة، خاصة عبر تمركزه مع المقاومين الفلسطينيين في الصفوف الأولى للتصدي للاجتياحات الصهيونية لمخيم جباليا في سنوات "انتفاضة الأقصى".
فقد كان من المألوف أن يتمركز أستاذ علم الحديث، بين المقاومين في ذروة الاجتياحات الصهيونية الضارية، بل لم يتردد مراراً في استبدال ثوبه اليومي بالزى العسكرية لـ"كتائب عز الدين القسام"، رافعًا الروح المعنوية، غير عابئ بتهديدات جيش الاحتلال له.
وكيف يكون العالم مجاهدا بل في مقدمة صفوف المجاهدين ، فكان يسهر ليله مرابطا بين المجاهدين و بعد الفجر كان درسه اليومي في شرح صحيح مسلم ، وبعد العصر كان يجلس في المسجد يفتي للناس مسائلهم، وفي النهار بين إخوانه القادة في حركة المقاومة الإسلامية حماس.
استشهاده قدوة عملية للمجاهدين
عاش الدكتور نزار ريان يتمنى الشهادة، ويرسل أولاده للشهادة حتى منّ الله عليه بالشهادة التى كثيرا ما تمناها، وفى اتصال هاتفى بشيخه عبد الرحمن البراك يوضح الدكتور نزار أنهم فى غزة لا يجدون ما يطعمون أولادهم، لكنهم مع ذلك أشد ثباتا ورضا وعزيمة .
في السابع والعشرين من شهر ديسمبر لعام 2008م شن الطيران الحربي الصهيوني أكثر من ستين غارة في لحظة واحد، على مواقع الشرطة الفلسطينية في غزة، ومواقع القسام، مما أدى إلى استشهاد المئات من أفراد الشرطة والقسام والمدنيين، وكانت بداية لحرب كبيرة أطلق عليها الصهاينة "الرصاص المصبوب" فيما أطلقت عليها كتائب القسام "حرب الفرقان" لتفرق بين الحق والباطل، وبعد هذه الضربة الغادرة، بدأ الصهاينة في قصف بيوت المجاهدين؛
وكانوا ينذرون المجاهد مدة عشر دقائق لكي يخرج، ومن ثم قصف البيت كاملا بطائرات (F16) ، وفي مطلع عام 2009 ، 1/1/2009، قرر الصهاينة قصف بيت الدكتور المجاهد نزار ريان، ولكن الشيخ رفض أن يخرج من بيته، كيف لا وهو الذي كان يرابط على بيوت الناس من أجل حمايتها، وبقي الشيخ في منزله، والعجيب في ذلك أن زوجاته الأربع رفضن الخروج من البيت أيضا وفضلن الموت واللحاق بالشيخ، وهذا دليل كبير على معاملة الشيخ الطيبة، وأن شيخنا لا يمكن تعويضه.
وبعد دقائق قصف البيت على 16 شخصا من آل ريان، واستشهدوا جميعا في ضربة غادره صهيونية، وفضل الشيخ اللحاق بركب الصادقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.فرحم الله شيخنا وحبيبنا وقائدنا وعالمنا أبا بلال ، وأسكنه فسيح جناته.
ونفذ الطيران الحربي الصهيوني عصر اليوم الخميس 4من المحرم 1430 هـ الموافق 1/1/2009م، غارة جوية على منطقة منزل القيادي البارز في حركة "حماس" الدكتور نزار ريان، ما أدى إلى تدمير منطقة سكنية بالكامل واستشهاده ونحو عشرة مواطنين فلسطينيين من بينهم عدد من الأطفال، وإصابة عشرات المواطنين الفلسطينيين بجراح، في مجزرة مروِّعة، اختلطت فيها الأنقاض بالدماء والأشلاء.
تجمّعت جماهير فلسطينية غفيرة في حالة من التأثر الشديد، فوق أنقاض الحي السكني الذي مسحته الطائرات الحربية الصهيونية من الوجود في جباليا، ، جراء الغارة التي استشهد فيها القيادي السياسي البارز في حركة "حماس" الدكتور نزار ريان، عن عمر يبلغ 50 سنة.
وقد استشهد هو وزوجاته الأربع وسبعة من أبنائه في مذبحة مروعة تضاف لجرائم المحتل، ومن نالوا الشهادة فى هذا العدوان الذى استهدف منزل الدكتور نزار ريان:
ولعل ردود فعل العدو الصهيوني ومدى سعادته باغتيال القائد نزار ريان يعكس مكانة القائد والرعب الذى كان يشكله للمحتلين، فلم يخف نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية حاييم رامون سعادته بنجاح الجيش الإسرائيلي في قطاف حملة "الرصاص المسكوب" بعد ستة أيام من انطلاقها عند التأكد من نجاح عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الدكتور نزار ريان.
وقد سارعت صحيفة هآرتس بدورها إلى بث خبر استشهاد ريان (50 عاما) على موقعها الإلكتروني بوصفه "أرفع قيادي في حماس" يسقط منذ انطلاق الحملة الصهيونية.
ويشير بعض الشهود إلى أن مقاتلة من طراز "إف 16" قصفت منزل الشهيد بصاروخين أحدهما يزن طنا أدت قوة انفجاره إلى قذف جسمه إلى خارج المنزل المكون من أربعة طوابق في مخيم جباليا للاجئين.
رحمك الله يا شهيد، وندعو الله أن يسكنك الفردوس الأعلى في الجنة.
خامسًا: في رحاب الخلد يا شهيد
وصية العالم الرباني المجاهد القائد نزار بن عبد القادر بن محمد ريان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فمرحباً بالشهادة في سبيل الله التي طال انتظارها، فقد والله تعالى عيل صبرنا في هذه الحياة الطويلة ونحن ننتظر أن نعود إلى جنة الخلد، وأن نصير ممن قيل فيهم:"وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (آل عمران:169).
ومرحبًا بالصحبة المؤمنة مع العصابة التي بايعت الله تعالى على الموت في سبيل الله، مرحبًا باللقاء بمن سبق، مرحبًا بمن لقي الله تعالى ويده على الزناد حتى الطلقة الأخيرة، مرحبًا بمشايخي وعلمائي، وأخواني المجاهدين، مرحبًا بمن سبق.اللهم اجعل خير أيامنا يوم لقاك.
فهذه وصية عبد الله تعالى نزار بن عبد القادر بن محمد ريان من أهالي بلدة نعليا المغتصبة منذ خمسين عامًا أوصي بما هو آت:
بيان كتائب الشهيد عز الدين القسام
(من المؤمنينَ رجالٌ صَدَقوا مَا عَاهدوا اللهَ عَليه فمنهُم مَن قَضَى نَحبَه ومنهُم مَن ينتظِر ومَا بَدّلوا تَبديلاً)
بيان عسكري صادر عن كتائب الشهيد عز الدين القسام
شهداء القسام في معركة الفرقان .. شامة فخر في غرة الزمان
وتستمر قافلة الشهداء في موكب مهيب بدأت طلائعه منذ أن أذن الله لنبيه بالجهاد، وتواصلت هذه الكوكبة العظيمة من الشهداء الأطهار، وكانت دوماً أرض فلسطين المقدسة الأكثر احتضاناً لأجساد الشهداء فطالما رويت أرضها بدمائهم الزكية وملائكة السماء استقبلت أرواحهم الطاهرة ..
وعلى هذا الدرب الشائك درب الجهاد والمقاومة يمضي أبطال كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذين أعلنوا بيعتهم لله وسلموا في سبيله أرواحهم وأنفسهم من أجل وطنهم السليب وقضيتهم العادلة ومقدساتهم المغتصبة وأرضهم المحتلة ..
وكانت "معركة الفرقان" ووقفنا فيها في وجه حرب الطغيان والإجرام التي شنها الكيان الصهيوني النازي ضد شعبنا الفلسطيني المرابط على أرض غزة الطيبة، وكانت معركة مختلة في توازن القوى المادية لكنها معركة تجلت فيها بشائر النصر وترسّخت فيها معاني الصمود والثبات والجهاد من قبل الثلة المؤمنة القليلة في العدة والعتاد، حتى باتت مفخرة للشعب الفلسطيني بين الأمم وصارت نموذجاً رائعاً من نماذج التضحية والمقاومة تعيد الأمة إلى ذاكرة أمجاد الأوائل وبطولات الماضي..
من هنا فإننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ومن أرض فلسطين المباركة نزف إلى شعبنا المجاهد الصامد وإلى أمتنا العربية والإسلامية وإلى كل أحرار العالم شهداءنا الأبرار الأطهار الذين ارتقوا إلى العلا شهداء بإذن الله تعالى في "معركة الفرقان" التي بدأت بتاريخ 27-12-2008م وانتهت بتاريخ 18-01-2009م على أرض غزة الحبيبة.
بيان للمرشد العام للإخوان المسلمين
بشأن استشهاد الدكتور نزار ريان وشهداء فلسطين
﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ (آل عمران: 169)
لقد علمنا اليوم الخميس 1/1/2009م نبأ استشهاد الأخ المجاهد الأستاذ الدكتور نزار ريان من قيادات حماس في قطاع غزة، ونحن إذ نحتسب الأخ نزار شهيدًا عند الله هو وإخوانه الأبرار؛ إذ نؤكد أن الحرية ثمنها غالٍ، وأن التضحية في سبيل العقيدة والدفاع عن الأوطان من أعظم القربات إلى الله.
ونود أن نذكِّر شبابنا وإخواننا أن مواكب الشهداء من أجل القضية الفلسطينية لم تتوقف يومًا ما، وما زالت الألسنة تلهج بذكرهم والثناء عليهم، وهم بلا شك يمثِّلون نماذج للبطولة والفداء لهذا الجيل والأجيال اللاحقة بإذن الله، كما أنهم يمثلون إلهامًا لعشاق الشهادة في كل مكان.
إن الشعب الفلسطيني يُدرك أن الشعوبَ التي لا تُجيد صناعةَ الموت لا تستحق الحياة، ومن ثَمَّ فهو يجود برجاله ونسائه وأطفاله من أجل الحقِّ والعدل والحرية.. هذه هي سنة الله التي لا تتبدَّل ولا تتغيَّر، ولن تتحرر فلسطين ولن تتطهر مقدساتها إلا على أيدي هؤلاء الأبطال المغاوير، ومن خلال الدماء الزكية الطاهرة.
إن الشهادة اصطفاء من الله واختيار منه لبعض عباده الصالحين المجاهدين.. نسأل الله تعالى أن يتقبله وبقية الشهداء في الفردوس الأعلى من الجنة، ونُعزِّي أسرهم جميعًا، كما نعزِّي أنفسنا وحماس والشعب الفلسطيني، بل الأمتين العربية والإسلامية.. ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ (آل عمران: 140) وإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
محمد مهدي عاكف
المرشد العام للإخوان المسلمين
القاهرة في: 4 من المحرم 1430 هـ الأول من يناير 2009م
الشيخ عبد الرحمن البراك ينعى الدكتور نزار ريان
الدكتور نزار ريان
ولقد نعاه شيخه وأستاذه العلامة "عبد الرحمن البراك" مادحا فيه هذا الجمع بين العلم والجهاد، وذاكرا لآخر اتصال بينهما قبيل قتله بقليل، فقال حفظه الله:
"الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وبعد، فأسأل الله أن يغفر لأبي بلال ويسكنه فسيح جناته، ويحسن عزاء والدته وأبنائه وكل من بقي من أهله، وإخوانه وزملائه في الجهاد، لقد عرفت الدكتور نزار عندما كان طالباً في كلية أصول الدين في الرياض، فكان من خيرة الطلاب تحصيلاً وإقبالاً على العلم، مع الأدب وحسن السيرة؛
ثم واصل مسيرة العلم حتى نال درجة الدكتوراه في علوم الشريعة، وإلى جانب مسيرته العلمية رغب أن يكون جندياً في جهاد أعداء الله اليهود الظالمين المحتلين للقدس وفلسطين بلاد الإسلام، فكان هو وأسرته ممن جعلوا الجهاد لليهود أهم همومهم من منطلق الجهاد لإعلاء كلمة الله، فقد قدم ابنه إبراهيم الذي قتل على أيدي اليهود مجاهداً، ولم يزل أبو بلال سائراً على هذا الخط حتى صار أحد قادة المجاهدين الصابرين على البلاء.
وما نتج عن حصار اليهود لغزة في السنتين الأخيرتين، ومع عظم ما ابتلوا به من حصار وتدمير، فقد كانوا يتسمون بالبسالة والصمود والثبات، فسبحان من ثبت قلوبهم أمام هذا الغزو، وهذا المصاب الفادح.
ومن المصادفات العجيبة الجارية بقدر الله أنه اتصل بي أبو بلال في آخر يوم قبل مصيبته بأربع وعشرين ساعة، وقد استغرق الحديث معه أكثر من ربع ساعة، ووصف لي ما يعاني منه أهل غزة من التجويع والترويع حتى إنه قال لي وهو يحدثني: إن البيت والأرض الآن تتزلزل الآن.
وقد عجبت من حديثه وهم بهذه الحال لما يتسم به من الثبات، فلا يظهر على حديثه أي تأثر، فدعوت الله له ولإخوانه من أهل غزة بمزيد الصبر والثبات، وأن يكشف الله عنهم الشدة".
خطب نارية
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات