إغلي الماء بهدوء.. نصيحة( ضياء الحق) لمقاومي الاحتلال لا تزال توجيهات الرئيس الباكستاني الراحل الجنرال ضياء الحق لمدير استخباراته العسكرية حينها

 






لا تزال توجيهات الرئيس الباكستاني الراحل الجنرال ضياء الحق لمدير استخباراته العسكرية حينها الجنرال أختر عبد الرحمن ترنّ في أذني منذ بواكير الجهاد الأفغاني عام 1979، يوم قال له: "اغلي الماء بهدوء، ولا تتعجل غليانه"، فكان آخذاً بالقاعدة الأصولية المعروفة من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، فأتى أختر خير مطبق ومنفذ لوصية ضياء الحق، وسار بالعمل العسكري الجهادي في أفغانستان بوتائر متصاعدة ولكن بهدوء، متفهماً للظروف الداخلية والإقليمية والدولية، بعد أن كان  عبد الرحمن على ما يبدو مستعجلاً في حرق مراحل دعماً للمجاهدين الأفغان ضد السوفييت بأفغانستان.

 الرئيس الراحل ضياء الحق الداهية بدهاليز السياسة الاقليمية والدولية، والعارف بما يبغيه في أفغانستان وباكستان، يريد الأمر أن يأخذ وقته لإنهاك الخصم، وجرّ العالم لدعم انقلابه العسكري المفتقر إلى الشرعية، كونه انقلب على حكم ديمقراطي منتخب، فضلاً عن حاجته لأمور أخرى سأتحدث عنها لاحقاً، وبالمناسبة فلعله تتهيأ الفرصة للحديث عن تلك الشخصية المميزة التي لم توفّ حقها حتى الآن على الرغم من مرور ثلاثة عقود تقريباً على رحيلها أو ترحيلها، بله الجهود الضخمة التي بُذلت لتشويهها.

 أدرك ضياء الحق منذ البداية أن الاحتلالات تستغرق بين 8- 10 سنوات بحسب الخبراء الاستراتيجيين لترحل في الغالب عن الدول المحتلة، فسعى إلى تهيئة الأرضية والظروف لرحيل الاحتلال، ومثل هذه الظروف لن تكون عسكرية فقط، وإنما لابد من استنزاف الخصم عسكرياً واقتصادياً وبشرياً وحتى سمعة بضرب علاقاته الدولية، وهو ما تحقق له.

 حيث تمكن ضياء الحق من حصر بوابة الدعم للجهاد والمجاهدين الأفغان من خلال البوابة الباكستانية،مستغلاً انشغال الثورة الإيرانية الوليدة بحربها في العراق، وكذلك بحروبها في الداخل، بالإضافة إلى عدائها العلني للغرب، وكلها ظروف مكنته بالاستفراد بالتعامل والتعاطي مع الغرب بما يتعلق بأفغانستان والجهاد.

 خلال هذه الفترة كانت الهند العدوة التقليدية لباكستان يسارية التوجه وبالتالي قريبة من الاتحاد السوفياتي فكان من الصعب أن تتخذ مواقف معادية لموسكو في احتلاله أفغانستان، وهو ما أضاف إلى رصيده في احتكار تعاقده القضية الأفغانية مع الغرب، فانصبت عليه كل أنواع وأشكال الدعم، فكان أولها الاعتراف بشرعية انقلابه العسكري الذي أتى عام 1977 وأعدم  لاحقاً رئيس وزراء منتخب هو ذو الفقار علي بوتو، ومع اكتساب شرعية لانقلابه تمكن ضياء الحق من الحصول على الدعم المالي الضخم من أمريكا لتمويل مشروعه النووي، مستغلاً صمت الغرب وحاجته له في قتال السوفييت، أو ما أطلق عليه الرئيس ريغان لاحقاً بإمبراطورية الشر.

الرئيس الباكستاني الجنرال محمد ضياء الحق (1924-1988م) (الجزيرة)
                                      الرئيس الباكستاني الجنرال محمد ضياء الحق (1924-1988م) 

 وحين عرض الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في بداية تعاون البلدين 400 مليون دولار كمساعدة دفاعية لباكستان على مدى عامين مقبلين، رفضها ضياء الحق ووصفها بأنها فستق، في إشارة إلى كون كارتر يملك مزارع الفستق، وبالفعل حصل ضياء الحق لاحقاً على مساعدات مالية مضاعفة إذعن العام الواحد حصل على نصف مليار دولار، إذ جعل من الفستق كاجو.

 مكّنت هذه الأموال وهذه العلاقة وإطالة أمد القتال في أفغانستان إنهاك الخصم، وتقوية العلاقات مع الغرب، ومنحته الوقت الكافي لبناء سلاح نووي يردع العدوة التقليدية الهند، وسط تغاضي أو صمت أمريكيين، ما كان له أن يحدث لو لم تكن هناك الحرب الأفغانية، هذا بالإضافة إلى بناء علاقات قوية مع حلفائه الأفغان وفرز القمح من الزوان، حتى أنشأ علاقات استراتيجية مع جماعة الحزب الإسلامي الأفغاني بزعامة قلب الدين حكمتيار فكان أول ضحية من ضحايا رحيل ضياء الحق في آب من عام 1988.

 لزعيم المهدية السودانية الصادق المهدي عبارة أقرب ما تكون إلى ضياء الحق لكن في العمل السياسي وليس العسكري والأمني، مفادها أبق الوضع ساخناً، بحيث يظل الضغط السياسي والشعبي والنفسي على الخصم السياسي، وهي مدرسة سياسية وحزبية يعرفها قادة الأحزاب ليظل عصب الحزب مشدوداً، ويظل الخصم الحزبي تحت الضغط.

 نأتي اليوم إلى الثورة الشامية، فنجد أكثر ما تحتاجه هو إبقاء الماء ساخناً ضد الاحتلالين الروسي والإيراني، في ظل كذبهم بكل ما تعهدوا به، فبعد ساعات من تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأمريكي دونالد ترمب بأن الحل في سوريا سياسي وليس عسكرياً، رأينا مجزرة يرتكبها طيران الاحتلال الروسي في الأتارب بريف حلب مستهدفاً سوقاً مكتظاً بأهل البلدة والبلدات المجاورة مما أسفر عن مقتل أكثر من 100شخص وإصابة أكثر من 150 آخرين بجروح.

 أكثر ما يُقلق الاحتلال الروسي والإيراني اليوم هو إبقاء الماء ساخناً في الشام، ومعه إبقاء حرب العصابات المستهدفة لخطوط الإمداد وهو ما يشكل ضغطاً على هذه القوات، ويستنزفها بشرياً واقتصادياً ويزيد من تعاطف الحاضنة الشعبية، كون الاحتلال وعملاؤه لن يقصفوا المدنيين بحجة الرد على معارك المعارضة المسلحة .

وقد رأينا تأثير ذلك على مقتل الروس في عدة مناطق سورية، والأهم من ذلك يُبرز ويعزز في أعين الغرب والشرق أن ثمة احتلالا مرفوضا، بل ويقاوَم في سوريا وهذا من أهم ما تحتاجه الثورة السورية، فضلاً عن التأكيد أن تصويب السلاح إلى الاحتلال سيشغل الثوار بالعدو الصائل عن خلافات بعضهم بعضاً، والفجوة التي تزداد بين روسيا وأمريكا في سوريا لا بد من استثمارها من خلال شن حرب عصابات طويلة الأمد فهي حروب الفقراء، وهو ما يعوض عن وقف الدعم عن الثورة الشامية.

تأتي الذكرى الـ31 لاغتيال الجنرال والرئيس الباكستاني محمد ضياء الحق في تحطم طائرة عسكرية عام 1988، لتلقي الضوء على هذا البلد النووي الذي شهد مواقف دامية مماثلة لاغتيال زعماء وسياسيين.

منذ استقلال باكستان، ذات الأغلبية المسلمة، عن جارتها النووية الهند عام 1947، وهي تشهد اغتيالات واضطرابات، فوجد الاغتيال طريقه إلى لياقت علي خان، أول رئيس وزراء باكستاني، وكانت سياسته الخارجية منحازة للولايات المتحدة والغرب على الرغم من أن بلاده عضو في منظمة حركة عدم الانحياز، وواجه خلال توليه منصبه العديد من حركات الاضطرابات الداخلية كما نجت حكومته من محاولة انقلاب دبرتها حركات يسارية وشيوعية، وفي عام 1951م، أثناء اجتماع سياسي حاشد في مدينة راولبندي، تم اغتيال علي خان من قبل قاتل مأجور اسمه سعد أكبر بابراك.

محمد إعجاز الحق نجل الرئيس الباكستاني الراحل - "جاسوس" الاستخبارات الإسرائيلية والهندية أكرام عوان أقر بأنه من أحضر غاز الأعصاب الذي استخدم في اغتيال ضياء الحق جزئيا هناك صلة بين مقتل والدي والبرنامج النووي الباكستاني نظرية المانجو صحيحة والمتآمرون استخدموا الغاز لشل حركة الطيارين

 قذيفة أصابت الطائرة من الخارج كان هناك تهديد غير مباشر من واشنطن على مدى العقود الثلاثة الماضية، اعتقد كثيرون أن متفجرات كانت مخبأة في "صندوق مانجو" على متن الطائرة التي كانت تقل حينها الرئيس الباكستاني الأسبق الجنرال محمد ضياء الحق، هي ما تسبب في تحطم الطائرة ومقتله ومن كان معه.

ومع أن السلطات الباكستانية والأمريكية نفت ذلك مرارا، واعتبرت أن الأمر مجرد حادث، إلا أن أسرارا وخفايا تتفجر في كل مرة لتزيل البعض من الغموض المخيم على لغز رحيل ضياء الحق في 17 أغسطس 1988.

وفي مقابلة حصرية مع محمد إعجاز الحق، نجل الرئيس الباكستاني الراحل، تحاول  بعد 32 عاما على الحادثة، فك جزء من اللغز.

إعجاز الحق، الوزير الفيدرالي الباكستاني السابق، قال إنه جمع أدلة تؤكد أن الطائرة سقطت بسبب رش غاز الأعصاب في قمرة القيادة؛ ما شلّ حركة الطيارين.

كما أكد وجود متفجرات في صناديق المانجو، إضافة لقذيفة ضربت الطائرة أيضا؛ ما أسفر عن تحطم الطائرة ومقتل الرئيس الأسبق ضياء الحق الذي حكم( من 1978 إلى 1988).

نشر الجزء الأول من المقابلة بتاريخ 03.03.2020، وتعرض الآن الجزء الثاني والأخير منها.

الجزء الأول من المقابلة انتهى بالحديث عن ضابط في القوات الجوية الباكستانية اسمه أكرم عوان، اعتقل بتهمة التجسس في مايو 1988، أي قبل حادثة اغتيال ضياء الحق بـ3 أشهر.

إعجاز الحق قال إن عوان هو الشخص الذي كان مع الإسرائيليين على متن طائرة ويوجههم إلى كاهوتا (بلدة قرب إسلام أباد، حيث توجد مختبرات كاهوتا للأبحاث، وهي مختبر أبحاث نووية) بهدف قصفها، غير أنهم لم يتمكنوا من تنفيذ المهمة.

  هل كان من المفترض أن يطير عوان في نفس الطائرة؟

بالطبع، في القاذفة الإسرائيلية ذات المقعدين، التي كان يجب أن تُزود بالوقود في الهند، ومن هناك كانت ستتجه لباكستان لضربها، كما فعلوا مع حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس" عام 1976، في المياه الدولية شمال شبه جزيرة سيناء بمصر، كما استخدموا طائرات مموهة.

أنت تعلم، عوان كان معتقلا وبقي في أحد المنازل الآمنة دون أي اتصال بالعالم الخارجي. كان ثلاثة من ضباط الجيش، عميد، عقيد، ورئيس شرطة يستجوبونه. لم يكن لديه أي تواصل مع الإعلام أو العالم الخارجي. بعد حوالي 10 أيام من الحادث، أحضروه إلى غرفة أخرى، شغلوا أمامه مقطع فيديو لدفن والدي وأخبار الحادث. الجنرال م.ح عوان، توفي أيضا في الحادث.

بدأ يبكي بصوت عال لأن الراحل الجنرال عوان كان والده بالتبني، دفع ثمن تعليمه وتربيته. كان يبكي وقال إنه لا يعلم إنهم سيستخدمون ذلك لهذا الغرض. وماذا كان ذلك؟ لذلك، أثناء الاستجواب، كشف أنه أحضر غاز الأعصاب (الذي اسُتخدم في حادثة اغتيال ضياء الحق).

ووفق اعتراف أكرم عوان، كان هناك ضابطان آخران، أحدهما من الموساد (الاستخبارات الإسرائيلية)، كان يستخدم جواز سفر أمريكيا، والآخر من وكالة الاستخبارات الهندية. وقد ألقى هذا التصريح تحت القسم لقاضي بموجب المادة 164 من قانون الإجراءات الجنائية الباكستانية.

ومن الواضح أن هؤلاء الضباط الثلاثة الذين كانوا يستجوبونه أخبروا رئيسهم بذلك، والذي نقل بدوره إلى قائد الجيش، وتم استدعاء واحد منهم من قبل قائد الجيش، وهو ما عرفته لاحقا.

هل تقصد أن قائد الجيش الجنرال ميرزا أسلم بيغ كان يقوم بالتستر؟

حسب القصة التي سمعتها لاحقًا، أخبر قائد الجيش ذلك الضابط أنها مسألة حساسة للغاية، وهناك الكثير من الضغط، ويريدون الوصول إلى عمقها. لذلك فهم لا يريدون أن يتم الإعلان عن الأشياء بشكل مفاجئ.

أخذ النسخة الأصلية من تقرير استجواب عوان وبيانه عن القسم، وأبقاه في درجه. ثم نُقل هؤلاء الضباط من جهاز المخابرات. لقد قابلت اثنين منهم. طلبت أيضا من بيغ توضيحا ولم يعطني أبدا. هؤلاء الناس لا يزالون على قيد الحياة.

وبالتالي، هكذا تمت إدارة المؤامرة. وفي وقت لاحق، ضغطنا على نواز شريف (رئيس وزراء باكستان السابق)، وشكّل لجنة 'شوجات' ثم تم تشكيل لجنة أخرى في عهد القاضي الراحل شفيق رحمن، وجرى تكليف هذه اللجنة بمقابلة الجميع وإتمام التحقيقات.

لم يُنشر التقرير قط. أحد القضاة الثلاثة في تلك اللجنة أعطاني (قبل وفاته) نسخة من التقرير الذي حفظته في مكان ما. وقال خلال التحقيقات، لقد أرسلوا رسالة إلى القوات الجوية بأنهم سيفحصون أجزاء من الطائرة التي أُخذت من باهاوالبور، والمحفوظة في حظيرة في ملتان. أطلعهم (زهير) الزيدي (أحد أعضاء فريق القوات الجوية الباكستانية الذي يحقق في هذه القضية) على الصورة التي أظهرت أنه إلى جانب الانفجار وغاز الأعصاب، أصابت بعض الأشياء الصلبة الطائرة من الخارج أيضًا.

طلبت منهم القوات الجوية (أعضاء اللجنة) الحضور بعد 48 ساعة. لذلك، ووفق هذا القاضي، فإنه عندما ذهبوا إلى ملتان لم يجدوا شيئا. لم تتواجد أجزاء من حطام الطائرة هناك. كان ذلك مثل الفيل الذي اختفى بأكمله. وبعد ذلك، علمنا أنهم ربما باعوها 'خردة' أو أي شيء آخر.

 يبقى السؤال من ولماذا قتل الجنرال ضياء الحق؟

عندما كنا نتابع نظرية غاز الأعصاب، أخبرنا بعض الناس أن هذا قد أُخذ من مكان ما من إسبانيا. لذلك، أرسلنا شخصًا إلى هناك. وفي كل مرة اعتدنا أن نذهب إلى هذا الضابط الكبير لأنه كان يعمل عن كثب مع الجنرال أختر عبد الرحمن خان. كان يرأس مكتب جهاز الاستخبارات بجنوب شرق آسيا، ورئيس المنطقة بأكملها في آن واحد. دعا أخي وكذلك نجل الجنرال خان، وطلب كلاهما من الضابط متابعة غاز الأعصاب. آخر كلمة تحذير كانت "لا تتابع هذه القضية إذا كنت تريد البقاء في السياسة".

 من قال الجزئية الأخيرة؟

رئيس محطة المخابرات في السفارة الأمريكية في إسلام أباد. أخبر أخي أن ينقل لي إذا كنت أرغب في ممارسة مهنة سياسية، فلا ينبغي لنا متابعة هذه القضية. الأهم من ذلك، وفقًا للكتاب الأزرق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، كان يجب عليهم تناول قضية وفاة أي مواطن أمريكي في أي مكان في العالم خلال 48 ساعة. يتعين على مكتب التحقيقات الفيدرالي الذهاب والتحقيق في غضون 72 ساعة هذه قاعدة.

هنا توفي مبعوثهم (السفير الأمريكي لدى إسلام أباد حينها أرنولد لويس رافيل)، ولم يُسمح لهم بالزيارة لمدة 10 أشهر. وعندما جاؤوا، كانوا بالكاد مهتمين بالتحقيق. بدلاً من ذلك كانوا مهتمين بمشاهدة معالم المدينة.

عندما قابلونا، قدمنا لهم 25 اسمًا، وقلنا لهم أن يطرحوا عليهم أسئلة. تبادلنا كلمات قاسية لأنهم قالوا إننا لا نثق بهم. قلت، نعم ، أنا لا أثق بكم، كان من المفترض أن تكونوا هنا في غضون 72 ساعة، وها أنتم تأتون بعد 10 أشهر.

في تقييمك، لماذا حدثت مثل هذه الأشياء؟

الأمر بسيط جدا. انتهت حرب أفغانستان. وكان الاتحاد السوفيتي مقسما لأجزاء. وكانت بلدان آسيا الوسطى تتحول لكتل كبيرة، والجنرال ضياء كان قريبًا جدًا من الجنرال حسين محمد إرشاد من بنغلاديش. ولا أحد يتسامح مع ذلك، أن تكون الهند مع الولايات المتحدة. حتى العديد من الدول لا تتسامح مع علاقتنا مع تركيا.

أتذكر عندما كنت سأخطب في مؤتمري الصحفي الأول، حيث أردنا أن نشكر شعب باكستان على حضوره الجنازة ومنحه الكثير من الحب والمودة. طوال اليوم، قضت وكالات الاستخبارات وقتاً مع والدتي تخبرها أن تنقل إلينا ألا نعلن أي شيء. أرادوا أن نبقى في الخفاء.

** هل وجدت أي صلة بين مقتل والدك والبرنامج النووي الباكستاني؟

نعم جزئيا سمعت مقابلة والدي مع صحفي أمريكي عرض عليه أنه إذا وقّعت باكستان على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، فسيقدمون لها كل الطاقة التي تريدها. قال له والدي لا شيء يمكن أن يعوضنا عن ثمن الحرية. 

لقد لعب ضربة قوية في أفغانستان، ولعب بشكل جيد مع الولايات المتحدة، وقدم البرنامج النووي الذي كان في وقت سابق مختبرًا في قاعدة شاكلالا الجوية.

وفي عام 1983، أخبر عبد القدير خان (عالم الفيزياء النووية الباكستاني) والدي أن برنامج باكستان النووي جاهز للتجربة الباردة. في عام 1986، ذهب والدي إلى الهند، ونقل ذلك إلى رئيس الوزراء الهندي راجيف غاندي الذي أرسل قواته إلى حدودنا.

ما الذي قاله الجنرال ضياء لراجيف غاندي بالضبط؟ لقد سمعنا أنه هدده بشن هجوم نووي؟

مستشار راجيف غاندي كتب كل هذا بالتفصيل في كتابه، وهو جزء من التاريخ. وقد روى رجا ظفر الحق الذي كان وزيراً للإعلام ومرافقاً لوالدي إلى الهند، القصة ذاتها. 

أبلغت وكالات الاستخبارات والدي أن ربع مليون جندي هندي تحركوا على الحدود، وكانوا يستعدون لمهاجمة باكستان في أي لحظة. يمكن أن يحدث في غضون 48 ساعة أو في 72 ساعة. لذلك، طلب من راجيف غاندي إتاحة الفرصة له لمشاهدة مباراة اختبار الكريكيت الباكستانية - الهندية في مدينة جايبور الهندية.

لم يكن رئيس الوزراء الهندي مستعدا في البداية لاستقبال الرئيس الباكستاني في المطار، لكن كان على شركائه أن يقنعوه بذلك. قبل المغادرة، قال أبي بينما كان يودع غاندي: السيد راجيف، تريد مهاجمة باكستان، إفعل ذلك. 

لكن ضع في اعتبارك أن هذا العالم لن يتذكر سوى ضياء الحق وراجيف غاندي؛ لأن هذه لن تكون حربا تقليدية بل حربا نووية. في هذه الحالة، قد يتم تدمير باكستان، لكن المسلمين سيبقون في العالم؛ لكن مع تدمير الهند، ستختفي الهندوسية من على وجه هذه الأرض.

وقال رجا ظفر الحق إننا جميعا كنا خائفين. هناك رجل مجنون يذهب إلى الهند في مثل هذه الحالة المتوترة، ليشاهد مباراة كريكيت، ثم يوجه تهديدًا في وقت واحد. لكن عندما جاء والدي إلى الطائرة، كان مستريحًا ويضحك كالمعتاد. قال لـ'رجا': لا تقلق كل شيء سيكون على ما يرام.

أخبرني عبد الرب رسول سياف (الزعيم الأفغاني) ذات مرة، أن ضياء أقنعه بأن الولايات المتحدة أرادت قتله، وهذا هو السبب في أنه كان يصطحب سفير الولايات المتحدة معه في كل مكان. إلى أي مدى هذا صحيح؟ هل سمعت شيئا مثل هذا منه؟

ليس حقا. يعني أنه لم يأخذه في كل مكان. لكنه قيل له لا تسافر في تلك الأيام. في 12 أغسطس، ذهب إلى لاهور لافتتاح جسر. لكن هذه الرحلة الواحدة إلى باهاوالبور لم يرغب أبدًا في القيام بها. لكنه اضطر للذهاب إلى هناك. وزير الداخلية آنذاك أسلم خطاك قال إنهم كانوا يحذرونه من أن هناك تهديدًا لحياته ويجب ألا يسافر.

 هل صحيح أن الجنرال ميرزا أسلم بيغ كان أيضًا في قائمة الأشخاص لمرافقة والدك؟

إنه أمر طبيعي، كان هناك الكثير من كبار الضباط في نفس الطائرة، وقيل إن نائب قائد الجيش الوحيد لم يأت في هذه الطائرة. لذلك سأله أبي عندما كان يقف هناك لرؤيته. قال إنه ذاهب إلى ملتان أو شيء من هذا، وقال إنه كان على متن طائرته. قال والدي، حسنا، امض قدما.

 يرتبط تحطم الطائرة بالمانجو. كثير من الناس حتى تحدثوا عن خيالية الحادث. ما هي حقيقة المانجو؟

نظرية المانجو صحيحة. كان هناك انفجار في حجرة المانجو. استخدم المتآمرون الغاز لشل حركة الطيارين، والمتفجرات كانت في صناديق المانجو. والقذيفة أصابت الطائرة من الخارج.

 ما نوع الضغوط التي واجهتها؟

كما قلت لك، واجهت ضغوطاً لعدم متابعة القضية. قيل لي إذا كنت ترغب في متابعة حياتك المهنية في السياسة، ابق بعيدًا عن هذه القضية.

 هل كان هناك أي تهديد من واشنطن؟

نعم، كان هناك تهديد غير مباشر من الولايات المتحدة.

في العام 1973، وضع ذو الفقار علي بوتو بالتعاون مع عدد من الأحزاب السياسية، ثالث دستور للبلاد، ليصبح بعدها أول رئيس وزراء منتخب بشكل مباشر.

وسرعان ما انقلب الجنرال محمد ضياء الحق، قائد الجيش الذي عينه بوتو بنفسه، على حكومته بعد 4 سنوات من حكمها للبلاد على خلفية مزاعم تزوير الانتخابات في 1977، واعتُقل بوتو فيما بعد بدعوى وقوفه خلف اغتيال أحد منافسيه السياسيين، وفي سابقة بتاريخ البلاد، حوكم بوتو بشكل مباشر أمام المحكمة العليا لتقضي بإعدامه في 1979 بمدينة روالبندي، ثم ما لبثت المحكمة الدستورية أن أيدت هذا الحكم بأغلبية 4 مقابل 3.

وفي يوم 17 أغسطس عام 1988، أسدل الستار على حكم "ضياء الحق" الديكتاتوري بنهاية مأساوية، حيث انفجرت طائرة عسكرية تقل الجنرال الباكستاني وبعض قادته ومسؤولين أمريكيين أثناء توجههم لتفقد صفقة سلاح أمريكية كان مقررا أن تحصل عليها باكستان، وتحول الجنرال "ضياء الحق" وجميع الركاب لأشلاء، وكان عمر الجنرال الباكستاني 64 عاما، وقيل إن القنبلة وضعت في ثمار المانجو التي كان يفضلها "ضياء الحق"، واتهم البعض الموساد بتدبير الحادث.

وفي 27 ديسمبر عام 2007، كانت باكستان على موعد مع اغتيال آخر أدمى قلوب الباكستانيين، حيث اغتيلت نجلة ذو الفقار علي بوتو، ورئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو، والتي تصدت في أيامها الأخيرة لديكتاتورية الرئيس برويز مشرف، إلا أن حياتها انتهت برصاصة قاتلة أثناء وقوفها في فتحة سقف سيارتها وسط مسيرة حاشدة من أنصارها في مدينة روالبندي، التي شهدت إعدام والدها "ذو الفقار".

2

على مدى العقود الثلاثة الماضية، اعتقد كثيرون أن متفجرات كانت مخبأة في "صندوق مانجو" على متن الطائرة التي كانت تقل حينها الرئيس الباكستاني الأسبق الجنرال محمد ضياء الحق، هي ما تسبب في تحطم الطائرة ومقتله ومن كان معه.

ومع أن السلطات الباكستانية والأمريكية نفت ذلك مرارا، واعتبرت أن الأمر مجرد حادث، إلا أن أسرارا وخفايا تتفجر في كل مرة لتزيل البعض من الغموض المخيم على لغز رحيل ضياء الحق في 17 أغسطس 1988.

وفي مقابلة حصرية مع محمد إعجاز الحق، نجل الرئيس الباكستاني الراحل، تحاول الأناضول، بعد 32 عاما على الحادثة، فك جزء من اللغز.

إعجاز الحق، الوزير الفيدرالي الباكستاني السابق، قال إنه جمع أدلة تؤكد أن الطائرة سقطت بسبب رش غاز الأعصاب في قمرة القيادة؛ ما شلّ حركة الطيارين.

كما أكد وجود متفجرات في صناديق المانجو، إضافة لقذيفة ضربت الطائرة أيضا؛ ما أسفر عن تحطم الطائرة ومقتل الرئيس الأسبق (حكم من 1978 إلى 1988).

نشرت الأناضول الجزء الأول من المقابلة بتاريخ 03.03.2020، وتعرض الآن الجزء الثاني والأخير منها.

الجزء الأول من المقابلة انتهى بالحديث عن ضابط في القوات الجوية الباكستانية اسمه أكرم عوان، اعتقل بتهمة التجسس في مايو/أيار 1988، أي قبل حادثة اغتيال ضياء الحق بـ3 أشهر.

إعجاز الحق قال إن عوان هو الشخص الذي كان مع الإسرائيليين على متن طائرة ويوجههم إلى كاهوتا (بلدة قرب إسلام أباد، حيث توجد مختبرات كاهوتا للأبحاث، وهي مختبر أبحاث نووية) بهدف قصفها، غير أنهم لم يتمكنوا من تنفيذ المهمة.

تتمة المقابلة:

 الأناضول: هل كان من المفترض أن يطير عوان في نفس الطائرة؟

بالطبع، في القاذفة الإسرائيلية ذات المقعدين، التي كان يجب أن تُزود بالوقود في الهند، ومن هناك كانت ستتجه لباكستان لضربها، كما فعلوا مع حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس" عام 1976، في المياه الدولية شمال شبه جزيرة سيناء بمصر، كما استخدموا طائرات مموهة.

أنت تعلم، عوان كان معتقلا وبقي في أحد المنازل الآمنة دون أي اتصال بالعالم الخارجي. كان ثلاثة من ضباط الجيش، عميد، عقيد، ورئيس شرطة يستجوبونه. لم يكن لديه أي تواصل مع الإعلام أو العالم الخارجي. بعد حوالي 10 أيام من الحادث، أحضروه إلى غرفة أخرى، شغلوا أمامه مقطع فيديو لدفن والدي وأخبار الحادث. الجنرال م.ح عوان، توفي أيضا في الحادث.

بدأ يبكي بصوت عال لأن الراحل الجنرال عوان كان والده بالتبني، دفع ثمن تعليمه وتربيته. كان يبكي وقال إنه لا يعلم إنهم سيستخدمون ذلك لهذا الغرض. وماذا كان ذلك؟ لذلك، أثناء الاستجواب، كشف أنه أحضر غاز الأعصاب (الذي اسُتخدم في حادثة اغتيال ضياء الحق).

ووفق اعتراف أكرم عوان، كان هناك ضابطان آخران، أحدهما من الموساد (الاستخبارات الإسرائيلية)، كان يستخدم جواز سفر أمريكيا، والآخر من وكالة الاستخبارات الهندية. وقد ألقى هذا التصريح تحت القسم لقاضي بموجب المادة 164 من قانون الإجراءات الجنائية الباكستانية.

ومن الواضح أن هؤلاء الضباط الثلاثة الذين كانوا يستجوبونه أخبروا رئيسهم بذلك، والذي نقل بدوره إلى قائد الجيش، وتم استدعاء واحد منهم من قبل قائد الجيش، وهو ما عرفته لاحقا.

** هل تقصد أن قائد الجيش الجنرال ميرزا أسلم بيغ كان يقوم بالتستر؟

حسب القصة التي سمعتها لاحقًا، أخبر قائد الجيش ذلك الضابط أنها مسألة حساسة للغاية، وهناك الكثير من الضغط، ويريدون الوصول إلى عمقها. لذلك فهم لا يريدون أن يتم الإعلان عن الأشياء بشكل مفاجئ.

أخذ النسخة الأصلية من تقرير استجواب عوان وبيانه عن القسم، وأبقاه في درجه. ثم نُقل هؤلاء الضباط من جهاز المخابرات. لقد قابلت اثنين منهم. طلبت أيضا من بيغ توضيحا ولم يعطني أبدا. هؤلاء الناس لا يزالون على قيد الحياة.

وبالتالي، هكذا تمت إدارة المؤامرة. وفي وقت لاحق، ضغطنا على نواز شريف (رئيس وزراء باكستان السابق)، وشكّل لجنة 'شوجات' ثم تم تشكيل لجنة أخرى في عهد القاضي الراحل شفيق رحمن، وجرى تكليف هذه اللجنة بمقابلة الجميع وإتمام التحقيقات.

لم يُنشر التقرير قط. أحد القضاة الثلاثة في تلك اللجنة أعطاني (قبل وفاته) نسخة من التقرير الذي حفظته في مكان ما. وقال خلال التحقيقات، لقد أرسلوا رسالة إلى القوات الجوية بأنهم سيفحصون أجزاء من الطائرة التي أُخذت من باهاوالبور، والمحفوظة في حظيرة في ملتان. أطلعهم (زهير) الزيدي (أحد أعضاء فريق القوات الجوية الباكستانية الذي يحقق في هذه القضية) على الصورة التي أظهرت أنه إلى جانب الانفجار وغاز الأعصاب، أصابت بعض الأشياء الصلبة الطائرة من الخارج أيضًا.

طلبت منهم القوات الجوية (أعضاء اللجنة) الحضور بعد 48 ساعة. لذلك، ووفق هذا القاضي، فإنه عندما ذهبوا إلى ملتان لم يجدوا شيئا. لم تتواجد أجزاء من حطام الطائرة هناك. كان ذلك مثل الفيل الذي اختفى بأكمله. وبعد ذلك، علمنا أنهم ربما باعوها 'خردة' أو أي شيء آخر.

 يبقى السؤال من ولماذا قتل الجنرال ضياء الحق؟

عندما كنا نتابع نظرية غاز الأعصاب، أخبرنا بعض الناس أن هذا قد أُخذ من مكان ما من إسبانيا. لذلك، أرسلنا شخصًا إلى هناك. وفي كل مرة اعتدنا أن نذهب إلى هذا الضابط الكبير لأنه كان يعمل عن كثب مع الجنرال أختر عبد الرحمن خان. كان يرأس مكتب جهاز الاستخبارات بجنوب شرق آسيا، ورئيس المنطقة بأكملها في آن واحد. دعا أخي وكذلك نجل الجنرال خان، وطلب كلاهما من الضابط متابعة غاز الأعصاب. آخر كلمة تحذير كانت "لا تتابع هذه القضية إذا كنت تريد البقاء في السياسة".

** من قال الجزئية الأخيرة؟

رئيس محطة المخابرات في السفارة الأمريكية في إسلام أباد. أخبر أخي أن ينقل لي إذا كنت أرغب في ممارسة مهنة سياسية، فلا ينبغي لنا متابعة هذه القضية. الأهم من ذلك، وفقًا للكتاب الأزرق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، كان يجب عليهم تناول قضية وفاة أي مواطن أمريكي في أي مكان في العالم خلال 48 ساعة. يتعين على مكتب التحقيقات الفدرالي الذهاب والتحقيق في غضون 72 ساعة. هذه قاعدة.

هنا توفي مبعوثهم (السفير الأمريكي لدى إسلام أباد حينها أرنولد لويس رافيل)، ولم يُسمح لهم بالزيارة لمدة 10 أشهر. وعندما جاؤوا، كانوا بالكاد مهتمين بالتحقيق. بدلاً من ذلك كانوا مهتمين بمشاهدة معالم المدينة.

عندما قابلونا، قدمنا لهم 25 اسمًا، وقلنا لهم أن يطرحوا عليهم أسئلة. تبادلنا كلمات قاسية لأنهم قالوا إننا لا نثق بهم. قلت، نعم ، أنا لا أثق بكم، كان من المفترض أن تكونوا هنا في غضون 72 ساعة، وها أنتم تأتون بعد 10 أشهر.

** في تقييمك، لماذا حدثت مثل هذه الأشياء؟

الأمر بسيط جدا. انتهت حرب أفغانستان. وكان الاتحاد السوفيتي مقسما لأجزاء. وكانت بلدان آسيا الوسطى تتحول لكتل كبيرة، والجنرال ضياء كان قريبًا جدًا من الجنرال حسين محمد إرشاد من بنغلاديش. ولا أحد يتسامح مع ذلك، أن تكون الهند مع الولايات المتحدة. حتى العديد من الدول لا تتسامح مع علاقتنا مع تركيا.

أتذكر عندما كنت سأخطب في مؤتمري الصحفي الأول، حيث أردنا أن نشكر شعب باكستان على حضوره الجنازة ومنحه الكثير من الحب والمودة. طوال اليوم، قضت وكالات الاستخبارات وقتاً مع والدتي تخبرها أن تنقل إلينا ألا نعلن أي شيء. أرادوا أن نبقى في الخفاء.

** هل وجدت أي صلة بين مقتل والدك والبرنامج النووي الباكستاني؟

نعم جزئيا. سمعت مقابلة والدي مع صحفي أمريكي عرض عليه أنه إذا وقعت باكستان على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، فسيقدمون لها كل الطاقة التي تريدها. قال له والدي لا شيء يمكن أن يعوضنا عن ثمن الحرية. لقد لعب ضربة قوية في أفغانستان، ولعب بشكل جيد مع الولايات المتحدة، وقدم البرنامج النووي الذي كان في وقت سابق مختبرًا في قاعدة شاكلالا الجوية.

وفي عام 1983، أخبر عبد القدير خان (عالم الفيزياء النووية الباكستاني) والدي أن برنامج باكستان النووي جاهز للتجربة الباردة. في عام 1986، ذهب والدي إلى الهند، ونقل ذلك إلى رئيس الوزراء الهندي راجيف غاندي الذي أرسل قواته إلى حدودنا.

** ما الذي قاله الجنرال ضياء لراجيف غاندي بالضبط؟ لقد سمعنا أنه هدده بشن هجوم نووي؟

مستشار راجيف غاندي كتب كل هذا بالتفصيل في كتابه، وهو جزء من التاريخ. وقد روى رجا ظفر الحق الذي كان وزيراً للإعلام ومرافقاً لوالدي إلى الهند، القصة ذاتها. أبلغت وكالات الاستخبارات والدي أن ربع مليون جندي هندي تحركوا على الحدود، وكانوا يستعدون لمهاجمة باكستان في أي لحظة. يمكن أن يحدث في غضون 48 ساعة أو في 72 ساعة. لذلك، طلب من راجيف غاندي إتاحة الفرصة له لمشاهدة مباراة اختبار الكريكيت الباكستانية - الهندية في مدينة جايبور الهندية.

لم يكن رئيس الوزراء الهندي مستعدا في البداية لاستقبال الرئيس الباكستاني في المطار، لكن كان على شركائه أن يقنعوه بذلك. قبل المغادرة، قال أبي بينما كان يودع غاندي: السيد راجيف، تريد مهاجمة باكستان، إفعل ذلك. لكن ضع في اعتبارك أن هذا العالم لن يتذكر سوى ضياء الحق وراجيف غاندي؛ لأن هذه لن تكون حربا تقليدية بل حربا نووية. في هذه الحالة، قد يتم تدمير باكستان، لكن المسلمين سيبقون في العالم؛ لكن مع تدمير الهند، ستختفي الهندوسية من على وجه هذه الأرض.

وقال رجا ظفر الحق إننا جميعا كنا خائفين. هناك رجل مجنون يذهب إلى الهند في مثل هذه الحالة المتوترة، ليشاهد مباراة كريكيت، ثم يوجه تهديدًا في وقت واحد. لكن عندما جاء والدي إلى الطائرة، كان مستريحًا ويضحك كالمعتاد. قال لـ'رجا': لا تقلق كل شيء سيكون على ما يرام.

 أخبرني عبد الرب رسول سياف (الزعيم الأفغاني) ذات مرة، أن ضياء أقنعه بأن الولايات المتحدة أرادت قتله، وهذا هو السبب في أنه كان يصطحب سفير الولايات المتحدة معه في كل مكان. إلى أي مدى هذا صحيح؟ هل سمعت شيئا مثل هذا منه؟

ليس حقا. يعني أنه لم يأخذه في كل مكان. لكنه قيل له لا تسافر في تلك الأيام. في 12 أغسطس، ذهب إلى لاهور لافتتاح جسر. لكن هذه الرحلة الواحدة إلى باهاوالبور لم يرغب أبدًا في القيام بها. لكنه اضطر للذهاب إلى هناك. وزير الداخلية آنذاك أسلم خطاك قال إنهم كانوا يحذرونه من أن هناك تهديدًا لحياته ويجب ألا يسافر.

 هل صحيح أن الجنرال ميرزا أسلم بيغ كان أيضًا في قائمة الأشخاص لمرافقة والدك؟

إنه أمر طبيعي، كان هناك الكثير من كبار الضباط في نفس الطائرة، وقيل إن نائب قائد الجيش الوحيد لم يأت في هذه الطائرة. لذلك سأله أبي عندما كان يقف هناك لرؤيته. قال إنه ذاهب إلى ملتان أو شيء من هذا، وقال إنه كان على متن طائرته. قال والدي، حسنا، امض قدما.


 يرتبط تحطم الطائرة بالمانجو. كثير من الناس حتى تحدثوا عن خيالية الحادث. ما هي حقيقة المانجو؟

نظرية المانجو صحيحة. كان هناك انفجار في حجرة المانجو. استخدم المتآمرون الغاز لشل حركة الطيارين، والمتفجرات كانت في صناديق المانجو. والقذيفة أصابت الطائرة من الخارج.

ما نوع الضغوط التي واجهتها؟

كما قلت لك، واجهت ضغوطاً لعدم متابعة القضية. قيل لي إذا كنت ترغب في متابعة حياتك المهنية في السياسة، ابق بعيدًا عن هذه القضية.

 هل كان هناك أي تهديد من واشنطن؟

نعم، كان هناك تهديد غير مباشر من الولايات المتحدة.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان