مايكل هارت والعظماء المأئة الحياد جعل المؤلف ينحني للنبي محمد
من سلسلة الأكاذيب والتزوير الإسلامية!
تحريف كتاب "الخالدون واعظمهم محمد"!!
ترجم (الدكتور) انيس منصور كتاب العالم اليهودي الامريكي مايكل هارت واسماه ) الخالدون 100 واعظمهم محمد رسول الله ) .
لقد اختار مؤلف الكتاب مئة شخصية كان لها تاثيرا كبيرا في التاريخ واختار على رأس قائمة الشخصيات المئة المؤثرة اسم النبي محمد بن عبد المطلب لما له من تأثير كبير على مسيرة التاريخ وأحداثه ونتائجه ، وسنوضح فيما بعد لماذا محمد وليس غيره!! .
صدر الكتاب الأصلي للمؤلف مايكل هارت عام 1978 باللغة الانكليزية، وقام انيس منصور بترجمته للعربية بعد أن نقح الكثير من المعلومات وأبدل على مزاجه في النصوص الاصلية كي يبدو أن محمد هو اعظم عظماء التاريخ من ضمن اختيارات مايكل هارت لمئة شخصية.
وقد نسي المترجم ان هناك من يدقق بعده في النسخة الانكليزية ويقارن بين الترجمة العربية والانكليزية ليجد الفرق فيهما والتبدل الذي حدث دون الاستئذان من المؤلف نفسه .
فلم يكن المترجم أمينا في الترجمة العربية ، فقد بدأ أولا بتحريف عنوان الكتاب بطريقة تسترعي إنتباه القارئ العربي المسلم كي يقتنيه وتزداد مبيعات الكتاب على حساب الحقيقة فقد حرّف العنوان الاصلي للكتاب من (ال 100 - الترتيب للاشخاص الاكثر تاثيرا في التأريخ )
THE 100 - A RANKING OF THE MOST INFLUENTIAL PERSONS IN HISTORY
الى ( الخالدون المائة واعظمهم محمد) وكانت بداية القصيدة كفرا فكيف بالنصوص ؟!!
لم يتضمن العنوان الاصلي كلمة الخالدون ولا اسم محمد ولا شيئا عن العظمة .
أن مؤلف الكتاب مايكل هارت لم يُدرج في اختياراته العظماء من الشخصيات التاريخية، بل اختار الأكثر تأثيراً في التاريخ حتى لو كانوا من عتاة المجرمين .
كتب مؤلف الكتاب البروفيسور اليهودي مايكل هارت في مقدمة كتابه باللغة الانكليزية ما يلي:
" عليّ أن أؤكد أن هذه لائحة لأكثر الناس تاثيراً في التاريخ وليست لائحة للعظماء، مثلا يوجد مكان في لائحتي لرجل مؤثر بشكل كبير، شرير، وبدون قلب مثل ستالين ، ولايوجد مكان للقديسة الأم كابريتي " .
فالغاية من هذا الكتاب هو تحديد أكثر الشخصيات التاريخة تأثيراً في المجتمعات في التاريخ وليس أعظمهم عملاً او فكراً او انجازاً، حتى لو كانت هذه الشخصية من الاشرار.
فمثلا ستالين من الاشرار والمجرمين والسفاحين الذي أعدم عشرات الآلاف من أتباعه وأصدقاءه ومن شعبه ، لكن المؤلف وضعه ضمن قائمة المئة شخصية المؤثرة في التاريخ.
اما المترجم أنيس منصور فقد في مقدمة ترجمته العربية للكتاب ما يلي :
" لا أدعي اني أضفت شيئاً إلى هذا الكتاب .. وإنما حذفت بعض العبارات وبعض المصطلحات العلمية الصعبة دون الإخلال بما أراده المؤلف ".
وهذا مخالف للحقيقة ، ففيه إعتراف ضمني أنه تلاعب بالمصطلحات وحذف وأضاف تعبيرات من عنده لتجميل الصورة لمحمد الذي اختاره المؤلف على رأس قائمة المئة شخصية المؤثرة ولكنه لم يفصح عن أسباب الإختيار الحقيقية ، بل إعتبره من أعظم الخالدين رغم أن المؤلف لم يعتبره من العظماء بل من المؤثرين في التاريخ كما هو ستالين .
فليس من حق المترجم تغيير المصطلحات وتبديل النصوص دون موافقة المؤلف نفسه.
مايكل هارت لم يُعر إهتماما للعظماء في التاريخ، ولم تتضمن لائحته أسماءهم، ولكن المؤثرين فقط .ولم يستعن بمقياس للعظمة التي وضعها الفيلسوف والشاعر الفرنسي فولتير والتي تنص على : ( إن الذي يتحكم في عقولنا من خلال قوة الحق، لا الذي يستعبدها من خلال العنف، هو من ندين له بتعظيمنا ).
فمقياس التأثير ليس هو مقياس للعظمة . فقد يكون الشخص المؤثر يستخدم العنف في سلوكه للوصول الى غاياته فلا يُعتبر من العظماء .والنبي محمد حسب مقياس فولتير للعظمة لم يتحكم بعقول الناس بقوة الحق بل بقوة السيف والدليل حديثه الصحيح : " أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله .. فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم " (صحيح البخاري) .
وحديثه الآخر حول خير امة اخرجت للناس يقول : " خير الناس للناس ، تاتون بهم في السلاسل باعناقهم حتى يدخلوا الاسلام " (صحيح البخاري).
فحسب مقياس فولتير للعظمة سيكون محمد لاوجود له في قائمة العظماء والخالدين لإستعماله العنف والقتل للتحكم بعقول الناس،ولكنه سيكون على رأس قائمة المؤثرين في التاريخ بموجب مقياس مايكل هارت .
اما لماذا اختار مايكل هارت النبي محمد على رأس قائمة المئة شخصية الأكثر تاثيراً في التاريخ فقد أوضح ذلك في مقدمة كتابه الاصلي باللغة الانكليزية كما يلي: "المثال الملفت للنظر هو ترتيبي للنبي محمد الذي كان أعلى من المسيح، ذلك لإعتقادي أن محمداً كان له تاثيراً في تشكيل الديانة الاسلامية أكثر من التأثير الذي كان للمسيح في تشكيل الديانة المسيحية . لكن هذا لا يعني أنني أعتقد ان محمداً أعظم من المسيح " .
يقول مايكل هارت "إن لمحمد دوراً مهما في التطور الاسلامي لأن محمد هو كاتب القرآن الذي هو تجميع لتصريحات محمد، اعتقدَ بأنها اوحيتْ اليه من الله ... اذن القرآن يمثل بشكل قريب أفكار محمد وتعاليمه ونفس احاديثه الى حد ما حسب قول مؤلف الكتاب".
أما الترجمة العربية لأنيس منصور فقد ترجم ما جاء اعلاه بعد ان تلاعب في النص الانكليزي واضاف في الكلمات والمعاني ما لم يذكرها المؤلف وكما يلي :
" ان القرآن الكريم قد نزل عليه وحده ، وفي القرآن الكريم قد وجد المسلمون كل ما يحتاجون اليه في دنياهم وآخرتهم ، والقرآن الكريم نزل على الرسول كاملا، وسجلت آياته وهو ما يزال حيا، وكان تسجيلا في منتهى الدقة ، فلم يتغير منه حرف واحد، وليس في المسيحية شئ مثل ذلك، فلا يوجد كتاب واحد محكم دقيق لتعاليم المسيحية يشبه القرآن الكريم،وكان للقرآن على الناس بالغ الاثر.ولذلك كان اثر محمد على الاسلام أكثر واعمل من الاثر الذي تركه عيسى على الديانة المسيحية ."
هل لاحظت عزيزي القارئ كم من الاضافات والمدح اضيفت على النص الاصلي من لدى الكاتب لم يقلها مؤلف الكتاب !.
لنحلل كلام المؤلف مايكل هارت حسب النص الانكليزي الاصلي .
- القرآن كلام وافكار محمد ، وهو من كتبه .
- إنّ النبي محمد: (إعتقدَ أنه كلام موحى إليه من الله ).
- تأثير القرآن على الناس كان اكبر، ولهذا فإن تأثير النبي محمد اكبر من تأثير المسيح على أتباعه في أيام حياة الاثنين .
وليس عظمة محمد هي الاكبر من عظمة المسيح ، بل المقارنة هي عن التأثير في الناس .
اما المعيار الثاني لمايكل هارت لمنح محمد المركز الأول في قائمته فهو :
- "محمد كان قائداً عسكريا دينيا ودنيوياً ، بخلاف المسيح،وفي الحقيقة هو القوة التي كانت وراء الغزوات العربية ولذلك إستحق أن يكون أكثر القادة تاثيراً لكل العصور"
التعليق : يقبل المسلمون أن يكون محمد هو الأعظم في العالم بعد تحريف نص فكرة الكتاب ولكنهم لا يقبلوا المعايير التي قاس بها المؤلف !
لماذا كان تأثير محمد هو الأقوى في العالم من تأثير المسيح حسب نظر المؤلف ، السبب أن محمدا هو مؤلف القرآن وكان غازيا وعنيفاً ، بعكس المسيح الوديع المتسامح حتى مع اعداءه وطلب الغفران لصالبيه .لهذان المعياران أعطيت لمحمد المكانة الاولى تأثيراً في التاريخ وليس الاعظم بين العظماء كما حرّفها المترجم الى العربية.
وإليك عزيزي القارئ الترجمة العربية المحرفة لنفس النص للنسخة الاصلية لتحكم بنفسك.
(ورغم ذلك فقد استطاع هؤلاء البدو المؤمنون بالله وكتابه ورسوله أن يُقيموا امبراطورية واسعة ممتدة من حدود الهند حتى المحيط الاطلسي . وهي أعظم امبراطورية أُقيمت في التاريخ الى اليوم ! وفي كل مرة تكتسح هذه القوات بلدا ، فأنها تنشر الاسلام بين الناس) .
هذا الكلام كله اضافات من تاليف المترجم انيس منصور ولم يكن موجودا في النص الانكليزي للكتاب، بينما النص الاصلي هو : ( ان الغزاة البدو كانوا واقعين تحت الهام وكلام محمد). ولم يتطرق المؤلف الى الايمان بالله ورسوله .
كتاب الدعاية الاسلامية يتباهون ان محمدا كان الاول بين مائة من عظماء التاريخ ولكنهم لا يقولوا لماذا اختاره مايكل هارت الأول في قائمة المئة شخصية .
هم لا يذكروا عن تأثيره السلبي في افكار الناس بسبب القوة والبطش لمن لا يؤمن به ولا يقولوا عن التأثير السلبي لغزواته في سبي النساء وسرقة ممتلكات القبائل التي يغزوها وتوزيع الغنائم من البشر والاموال على جنوده .
عمل مايكل هارت في كتابه مقارنة لشخصية المسيح ومحمد ومن كان له تأثيرا اكبر، ولماذا بالطريقة التالية :
- المسيح كان لديه شخصية مثيرة للاعجاب بشكل استثنائي تركت تأثيرا عميقا ودائما في الناس الذين قابلوه ، وكان شخصا كاريزميا بكل ما للكلمة من عمق ومعنى .
- محمد مارس سلطة سياسية ودينية بينما المسيح لم يكن له عمليا اي تاثير على التطورات السياسية في وقته او في القرون التالية.
- المسيح لم يحظى بالمرتبة الاولى عند مايكل هارت من حيث التأثير على الناس لانه لم يكن قائدا سياسيا او عسكريا كمحمد ، ولم يكن له سلطة او مملكة او جيشا ولم يحمل سيفا كما فعل محمد ، لأن المسيح قال : " مملكتي ليست من هذا العالم " بينما محمد كان قائدا دينيا و سياسا وعسكريا وجابي اموال الغنائم .
وقاد الفتوحات والغزوات واستولى على ممالك وسلب غنائم ونساء واموال طائلة واراض اليهود ومزارعهم ، فكان اكبر من المسيح تاثيرا ولكن من الناحية السلبية وليس الايجابية .
- قال مايكل هارت عن المسيح : " ان نفوذه محسوس كليا كقائد روحي واخلاقي " لذلك استبعده من المركز الاول في التأثير ولكن هذا المقياس يجعله في المركز الاول من حيث العظمة والسمو حسب مقياس فولتير .
وبذلك استحق محمد الفوز بالمرتبة الاولى في قائمة الاشخاص المئة المؤثرين في التاريخ حسب مقاييس اليهودي مايكل هارت الذي يعتبره شيوخ المسلمين من أخوة القردة!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علماء غربيون يشهدون بسماحة الإسلام وبعظمة الرسول محمد:
دين رحمة جمع الدنيا والدين"كيف أنصف الغرب الإسلام والرسول الكريم.. علماء غربيون ومستشرقون شهدوا بعظمة النبى محمد وسماحته.. الأمريكى مايكل هارت اختاره على رأس قائمة أهم 100 شخصية مؤثرة فى التاريخ.. و"لامارتين": عبقريته لا تقارن"
زادت شراسة العداء للمسلمين ولدينهم ورسولهم الكريم بدرجة ترقى إلى ما وصل إليه الوضع فى مرحلة ما بعد هجمات سبتمبر عام 2001 فى الولايات المتحدة الأمريكية. لكن برغم الهجوم الشرس الذى يتعرض له الإسلام والمسلمون اليوم..
ورغم اتهام كثيرين فى الغرب للدين الحنيف بالتحريض على العنف وكراهية الآخر، فإن بعضًا من أهم الشهادات المنصفة بحق الإسلام والرسول الكريم جاءت من علماء غربيين، أغلبهم غير مسلمين ممن يعرفون باسم المستشرقين، أى الذين استغرقوا فى الشرق وأحواله، لاسيما المسلمون.
ولم تكن أقوال هؤلاء المستشرقين مجرد تعبير عن آرائهم فى الإسلام ورسوله، بل جاءت بعد دراسة متأنية للتاريخ الإسلامى، لاسيما الفترة التى عايشها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وتناول مواقفه مع أعدائه قبل أصدقائه وأتباعه، وهى ما جعلت كثيرين منهم ينبهرون بأخلاق النبى الكريم، حتى أن بعضهم قال إنه يتسم بأهم صفتين، وهما العدالة والرحمة.
فى السطور التالية نقرأ أهم ما قاله المستشرقون عن الإسلام، وعن الرسول الكريم، والتى تعد أهم شهادة من علماء غربيين عن الدين فى وقت يتعرض فيه لأزمة سببها المتطرفون والمتعصبون.
المفكر والشاعر الفرنسى لامارتين
المفكر والشاعر الفرنسى "لامارتين" كتب عن رسولنا الكريم فى مقدمة كتابه الضخم «تاريخ تركيا - الجزء الثانى»، الصادر عام 1854، يقول: إذا كانت الضوابط التى نقيس بها عبقرية الإنسان هى سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذى يجرؤ أن يقارن أيًا من عظماء التاريخ الحديث بالنبى محمد فى عبقريته، فهؤلاء المشاهير صنعوا الأسلحة، وسنوا القوانين، وأقاموا الإمبراطوريات، فلم يجنوا إلا أمجادًا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانيهم».
ويتابع "لامارتين" فى المقدمة التى أصبحت كتابًا مستقلًا فيما بعد حمل عنوان «حياة محمد»، قائلاً: «لكن هذا الرجل «محمد» لم يَقُد الجيوش ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط، إنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ، ليس هذا فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة».
وأضاف: «لقد صبر النبى وتجلد حتى نال النصر.. كان طموح النبى موجهًا تمامًا إلى هدف واحد، فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلى ذلك، حتى صلاة النبى الدائمة ومناجاته لربه ووفاته وانتصاره حتى بعد موته، كل ذلك لا يدل على الغش والخداع، بل يدل على اليقين الصادق الذى أعطى النبى الطاقة والقوة لإرساء عقيدة ذات شقين: الإيمان بوحدانية الله، والإيمان بمخالفته تعالى للحوادث».
وقال «لامارتين» أيضًا: «ما من إنسان البتة رسم لنفسه إدراك هدف أسمى مما نوى محمد أن يبلغ، إذ كان هدفًا يفوق طاقة البشر، يتمثل فى نسف المعتقدات الزائفة التى تقف بين المخلوق والخالق، وإرجاع الله للإنسان، وإرجاع الإنسان لله، وبعث الفكرة الألوهية المجردة المقدسة فى خضم فوضى الآلهة المادية المشوهة، آلهة الوثنية، وما من إنسان البتة، فى نهاية المطاف استطاع أن ينجز فى وقت أوجز ثورة على الأرض أعظم أو أبقى مما أنجز هو».
العالم الأمريكى مايكل هارت
أما العالم الأمريكى مايكل هارت فى كتابه «الخالدون مائة»، فكتب يقول: «إن اختيارى محمدًا ليكون الأول فى أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، لكنه الرجل الوحيد فى التاريخ كله الذى نجح أعلى نجاح على المستويين الدينى والدنيوى، فهناك رسل وأنبياء وحكماء بدأوا رسالات عظيمة، لكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح فى المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى فى اليهودية، لكنّ محمدًا هو الوحيد الذى أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها فى حياته، ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه فى هذا المجال الدنيوى أيضًا، وحّد القبائل فى شعـب، والشعوب فى أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها فى موضع الانطلاق إلى العالم أيضًا فى حياته، فهو الذى بدأ الرسالة الدينية والدنيوية وأتمها».
المستشرق الإنجليزى جورج برنارد شو
أما المستشرق الإنجليزى الشهير جورج برنارد شو، فهو من أشهر الغربيين الذين نصفوا الإسلام خلال القرون الماضية. وقال «شو» فى مؤلفه «محمد» الذى أحرقته السلطات البريطانية خوفًا من تأثيره: «إن المثل الأعلى للشخصية الدينية عنده هو محمد صلى الله عليه وسلم، فيتمثل فى النبى العربى تلك الحماسة الدينية، وذلك الجهاد فى سبيل التحرر من السلطة، وهو يرى أن خير ما فى حياة النبى أنه لم يدّع سلطة دينية سخرها فى مأرب دينى، ولم يحاول أن يسيطر على قول المؤمنين، ولا أن يحول بين المؤمن وربه، ولم يفرض على المسلمين أن يتخذوه وسيلة لله تعالى».
وقال برنارد شو إن رجال الدين فى القرون الوسطى، ونتيجة للجهل أو التعصب، قد رسموا لدين محمد صورة قاتمة، لقد كانوا يعتبرونه عدوًا للمسيحية، لكنه اطلع على أمر هذا الرجل، فوجده أعجوبة خارقة، وتوصل إلى أنه لم يكن عدوًا للمسيحية، بل يجب أن يسمى منقذ البشرية. وفى رأيه أنه «لو تولى أمر العالم اليوم، لوفق فى حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التى يرنو البشر إليها».
كما قال برنارد شو: «لو تولى العالم الأوروبى رجل مثل محمد لشفاه من علله كافة، بل يجب أن يدعى منقذ الإنسانية.. إننى أعتقد أن الديانة المحمدية هى الديانة الوحيدة التى تجمع كل الشرائط اللازمة، وتكون موافقة لكل مرافق الحياة، لقد تنبأت بأن دين محمد سيكون مقبولاً لدى أوروبا غدًا، وقد بدا يكون مقبولاً لديها اليوم، ما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد يحل مشاكل العالم».
المهاتما غاندى
كانت هناك شخصيات عالمية أخرى رغم عدم استغراقها فى دراسة الإسلام، فإنها لم تخف إعجابها بشخص محمد، فقال المهاتما غاندى فى حديث صحفى تطرق فيه إلى الحديث عن الرسول الكريم: «أردت أن أعرف صفات الرجل الذى يملك بل منازع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعًا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التى من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول، مع دقته وصدقه فى وعوده، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة فى ربه وفى رسالته، هذه الصفات هى التى مهدت الطريق وتخطت المصاعب وليس السيف.. بعد انتهائى من قراءة الجزء الثانى من حياة الرسول وجدت نفسى آسفًا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة».
المستشرق البريطانى ويليام مونتجمرى وات
المستشرق البريطانى ويليام مونتجمرى وات الذى عمل أستاذًا للغة العربية والدراسات الإسلامية فى جامعة أدنبرة، فكان من أشهر كتبه «محمد فى مكة» الصادر عام 1953، و«محمد فى المدينة» الصادر فى عام 1956، و«محمد: النبى ورجل الدولة» عام 1961. وقال عن الرسول الكريم فى مقدمة كتابه الأول «محمد فى مكة» إنه يأمل فى أن هذه الدراسة عن حياة محمد يمكنها أن تساعد على إثارة الاهتمام من جديد برجل هو أعظم رجال بنى آدم.
وفى فصول هذا الكتاب، قال: «إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدًا وقائدًا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل هذا يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة فى شخصه، وافتراض أن محمدًا مدّع، يثير مشاكل أكثر ولا يحلها.. بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثلما فعل بمحمد».
الفيلسوف الفرنسى الشهير روجيه جارودى، قال عن الإسلام فى كتابه «الإسلام وأزمة الغرب»: «إن الإسلام أنقذ العالم من الانحطاط والفوضى، وإن القرآن الكريم أعاد لملايين البشر الوعى بالبعد الإسلامى ومنحهم روحًا جديدة».
وقارن جارودى بين أثر الحضارة الغربية، وما يمكن أن يقدمه الإسلام للبشرية. وقال وفقًا لما ورد بكتاب «الإسلام يصطفى من الغرب العظماء» للباحث مفيد الغندور، إنه بعد خمسة قرون من هيمنة الغرب همينة لا يشاركه فيها أحد، يمكن أن ننظر إلى الأرقام الآتية:
عام 1982 تظهر لنا ملامح وقسمات الحضارة الغربية، فمع حوالى 600 مليار دولار من الإنفاق على التسليح، وصنع ما يعادل أربعة أطنان من المتفجرات فوق رأس كل إنسان من سكان كوكب الأرض، مات حوالى 50 مليون نسمة فى العالم من الجوع وسوء التغذية، فى العام نفسه الذى أنفق الغرب ملياراته على أسلحة التدمير، ومن ثم فمن الصعب أن نطلق كلمة تقدم على هذه المرحلة التى قطعتها الحضارة الغربية فى تاريخ البشرية. ورأى جارودى أن الإسلام يمكن أن يقدم للعالم المعاصر ما ينفعه وما يفتقده، وهو معرفة غاية الإنسان ومعنى الحياة.
أستاذ الفلسفة الهندى راما كريشنا
وفى كتابه «محمد النبى» قال أستاذ الفلسفة الهندى راما كريشنا راو: «لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها، لكن كل ما فى استطاعتى أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة، فهناك محمد النبى، ومحمد المحارب، ومحمد رجل الأعمال، ومحمد رجل السياسة، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملاذ اليتامى، وحامى العبيد، ومحمد محرر النساء، ومحمد القاضى، كل هذه الأدوار الرائعة فى كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلًا».
اليوم السابع
تعليقات