فخر الدين باشا ودفاعه عن المدينة المنورة في الحرب الأوروبية الأولى











ذكرى وفاته الثالثة والسبعين
حلت علينا بالأمس 22 نوفمبر ذكرى وفاة البطل، قائد معركة الدفاع عن المدينة المنورة في الحرب الأوروبية الأولى، عُمر فخر الدين توركّان المعروف باسم فخر الدين باشا أو "نمر الصحراء" كما كان يلقبه الإنجليز، الذي رفض تسليم المدينة لقوات الثورة العربية بقيادة الشريف حسين والإنكليز، رغم استسلام الدولة العثمانية في الحرب رسميا وطُلب منه رسميًا تسليم المدينة لقوات الشريف، حتى اضطر الجنود إلى القبض عليه في النهاية وتسليم المدينة بعد أخذه قسرًا منها.
استمر فخر الدين باشا والقوات التي تدافع عن المدينة في الدفاع عنها لمدة عامين وسبعة أشهر منذ الحرب، وأجبر في عام 1919 أن يسلم المدينة حتى لا تهلك الحامية كلها عن بكرة أبيها، بعد نفاذ الدواء والزاد، وقد أُخذ أسيرًا ونفي إلى مصر ثم إلى مالطة. إن المعاناة التي عاناها الرجل وجيش الحامية يجب أن تصور في فيلم، ولو تم الأمر فإنه سينافس أقوى أفلام الحروب إثارة، إلا أنها إثارة حقيقة فعلًا، اضطر فيها جنود الحامية أن يأكلوا الجراد وأوراق الشجر من انعدام الأكل، وكانوا يقاتلوا العربان الذين يغيرون عليهم أحيانًا لأجل أن يحصلوا على عشب تتقوت به بهيمة تسحب مدفعًا في الصحراء العربية القاحلة.
تشتهر واقعة الدفاع بالاقتران فيما يُعرف في التاريخ بسفربرلك، وهو ترحيل أهل المدينة خارجها بأمر من فخر الدين، وهو أمر أصدره الرجل في ظرف الحصار الذي فرضه الشريف حسين بن علي على المدينة بالتحالف مع الإنجليز، وكان الغرض الرئيسي من الفعلة الحفاظ على الزاد والمؤن لحامية الدفاع عن المدينة، ولتجنب المجاعة الواسعة التي ستنزل بلا شك بالناس لو استمر الحصار مضروبًا على المدينة، وقد طلب فخر الدين حينها ممن يريد البقاء والدفاع معه عن مدينة رسول الله أن يبقى شرط ألا يطلب منه مؤونة لمدة عام،

وقد انتقل جزء من أهل المدينة بالقطار إلى دمشق ومنهم من انتقل لتبوك والعاصمة إسطنبول، خاصة أن المؤن القادمة من دمشق كانت قليلة لا تكفي أهل المدينة كلهم. وفي وثائق محفوظة في الأرشيف العثماني حتى الآن، كان فخر الدين باشا يراسل إسطنبول يطلب منهم الأموال والزاد لتوزيعها على أهل المدينة أثناء الحرب، إلا أن الوضع في الحرب في العاصمة لم يكن أفضل كثيرًا من غيرها من المدن.
في هذه الأثناء كان فخر الدين باشا يحث الجنود بأننا نقوم بواجب مقدس بالدفاع عن مدينة رسول الله، وأننا مجاورين للنبي وكان يطلق لقب "المديني" على كل من شارك في الحصار (وكانوا شوامًا وأتراكًا وعراقيين وغيرهم) الذي تصدوا له لمدة تقترب من عامين، فكان يخاطبهم بلقب ينسبهم فيه للمدينة المنورة كونهم نالو شرف الدفاع عنها.

تفشت الأمراض في فترة الحصار في المدينة،ومات قسمًا كبيرًا من جنود الحامية العثمانية والسكان، ورغم استسلام الدولة رفض فخر الدين أن يسلم المدينة حتى قام ضابطه الخاص بالقبض عليه عام 1919 بالقوة من مقصورته، وقبل أن يذهب أمر أن يجلب له خطاطًا وأمره أن يكتب الآية: "والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون"، وأمر بتعليقها على باب السلام، وخرج من المسجد من نفس الباب.
وقد توفى في 22 نوفمبر 1948 عن عُمر ناهز الثمانين عامًا.








 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

الكلمات:القدسُ وعكّا نحنُ إلى يافا في غزّةَ نحنُ وقلبِ جِنين الواحدُ منّا يُزهرُ آلافا لن تَذبُل فينا ورقةُ تين ما هان الحقُّ عليكِ ولا خافَ عودتُنا إيمانٌ ويقين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا لا لا لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا لا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي كي تُشرقَ شمسُكِ فوقَ أمانينا وينامَ صغارُكِ مُبتسمين ونراكِ بخيرٍ حين تُنادينا لعمارِ بُيوتٍ وبساتين سنعيدُكِ وطناً رغم مآسينا أحراراً نشدو متّحدين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي#palestine #فلسطين

العالم روبرت غيلهم زعيم اليهود في معهد ألبرت أينشتاين، والمختص في علم الأجنة أعلن إسلامه بمجرد معرفته للحقيقة العلمية ولإعجاز القرآن