علي جريشة، قاضٍ وأكاديمي مصري، سُجن وعُذب لسنوات في عهد جمال عبد الناصر، وبعد الإفراج عنه اشتغل بالتدريس في مصر وخارجها

 

23/10/2016

علي جريشة، قاضٍ وأكاديمي مصري، سُجن وعُذب لسنوات في عهد  جمال عبد الناصر، وبعد الإفراج عنه اشتغل بالتدريس في مصر وخارجها، وقد خلّف كتبا حول الاتجاهات الفكرية وعن أنظمة "الطغيان والغباء".

المولد والنشأة
ولد علي بن محمد سيد أحمد جريشة عام 1935 في إحدى قرى ديرب نجم بمحافظة الشرقية المصرية، وقد نشأ في أسرة متدينة.

الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه بديرب نجم ثم انتقل إلى القاهرة للدراسة الثانوية، وبعد ذلك التحق بكلية الحقوق ونال منها الشهادة الجامعية ثم درجة الدكتوراه.

الوظائف والمسؤوليات
عمل جريشة لفترة في سلك القضاء حيث شغل منصب وكيل النائب العام بالسويس، كما عُين قاضيا بمجلس الدولة لأربع سنوات ثم نائبا لرئيس المجلس. وتولى التدريس بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، ولاحقا غادر البلاد إلى السعودية وتولى التدريس بجامعتي الرياض والمدينة المنورة.

التجربة السياسية والفكرية
تعرّف علي جريشة أيام طفولته على الإخوان المسلمين، وتتلمذ على مؤسس ومرشد الجماعة حسن البنا.لكنه دفع ثمن انتمائه للجماعة غاليا حيث اعتقل عام 1965 عندما كان قاضيا بمجلس الدولة. وظل في السجن حتى عام 1973.

عن أسباب اعتقاله، كتب جريشة "لا أزال أعذب بأمل الحصول مني على اعتراف، لم أرتكب ذنبا حتى أعترف به،  كل ذنبي أني انتقدت مظالم رأيتها، انتقدت ضياع الملايين من المال والألوف من الأرواح في اليمن، انتقدت تكميم الأفواه، واعتقال الأبرياء  في مصر. انتقدت تعطيل شريعة الله وإقامة قوانين ظالمة أو باطلة أو قاصرة. هذا بعض ذنبي وبعضه الآخر أني رفضت أن أشهد زورا على من عملت معه".

تقول المصادر إن جريشة عرف بصبره على التعذيب الشديد وتمسكه بمبادئه وإيمانه بأن الحاكمية للشريعة الإسلامية.يلخص جانبا من هذه المرحلة بالقول "من باستيل مصر الرهيب، من السجن الحربي الأثيم، مصر كلها هنا معتقلة. هنا العامل والفلاح، هنا القاضي وأستاذ الجامعة، هنا الشاب والشيخ، هنا الزوجة وهنا الفتاة. يحرسهم، أستغفر الله، بل يعذبهم عساكر قساة غلاظ لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها".

وعندما أفرج عنه عام 1973 لجأ إلى القضاء لملاحقة الضالعين في تعذيبه، وقد أكد القضاء تعرضه للتعذيب القاسي وحكم بتعويضه ماديا.وجاء في نص الحكم حينها أن المحكمة "آلمها وهالها ما لاقاه المدعي وما قاساه من آلام التعذيب والإذلال والتنكيل".

بعد الإفراج عنه رفض جريشة العودة إلى القضاء واتجه إلى التدريس في كليّة الشريعة والقانون بـجامعة الأزهر، ثم انتقل لاحقا إلى جامعة الرياض، ثم الجامعة الإسلاميّة بالمدينة المنورة.

روى جريشة يومياته في السجن في كتاب بعنوان "في الزنزانة" تحدث فيه عن "التعذيب القاسي".

وقد واصل نشاطه الدعوي وطرحه الفكري، فتناول تشخيص أحوال الأمة الإسلامية وكتب عن الاستبداد، وألقى محاضرات في العديد من الدول بينها الولايات المتحدة.وخلال عمله بالمدينة المنورة قدّم مشروعا لدستور إسلامي من خمسة أبواب، ونشره عام 1984.

المؤلفات
ومن مؤلفاته: الإيمان الحق، حاضر العالم الإسلامي، شريعة الله حاكمة، إعلان دستور إسلامي، عندما يحكم الطغاة، عندما يحكم الغباء، الاتجاهات الفكريّة المعاصرة، مبدأ المشروعيّة في الفقه الدستوري الإسلامي.

الوفاة
توفي علي بن محمد سيد أحمد جريشة يوم 27 أبريل2011 في اليمن حيث كان يشرف على رسائل ماجستير ودكتوراه بإحدى الجامعات هناك.

وفي أمس الداعية الإسلامي الدكتور علي أبو جريشة والد زميلنا “هاني” مراسل الشروق في مصر عن عمر يناهز 76 سنة وذلك باليمن، أين عمل لعشر سنوات كأستاذ في جامعة صنعاء ومشرفا على رسائل الماجستير والدكتوراه، وتلقى ابنه هاني أبو جريشة خبر نعي والده صباح أمس وهو بيننا‭ ‬في‭ ‬الشروق‭.‬

  • ووصف المفكر العربي صالح عوض المرحوم علي أبو جريشة بأنه “كان من رواد الحركة الإسلامية الذين حركوا الإسلام في مصر وفلسطين والحجاز واليمن وفي العديد من البلدان”، وقال صالح عوض للشروق “الدكتور علي أبو جريشة كان خطيبا رائعا ومحاورا ممتازا وكان حبيب الشباب وقريبا‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬ومجاهدا‭ ‬مخلصا‭ ‬لدينه‭ ‬وأمته‮”‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬قضى‭ ‬معه‭ ‬14‭ ‬يوما‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬المنورة‭ ‬في‭ ‬مسجد‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬وقال‭ ‬مخاطبا‭ ‬ابنه‭ ‬هاني‭ ‬‮”‬سيبقى‭ ‬مدى‭ ‬حياتي‭ ‬في‭ ‬وجداني‮”‬‭.‬

  • وأشار صالح عوض -الفلسطيني الجنسية- بحضور الزميل هاني أبو جريشة أن كتاب الداعية علي أبو جريشة “في الزنزانة” الذي وصف فيه ظروف سجنه وتعذيبه في قضية سيد قطب والإخوان المسلمين أنه “كان سببا في التحاقي بالإخوان المسلمين وتعاطف الكثير من الناس مع الإخوان بعد أن اطلعوا‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬التعذيب‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬المصرية‮”.‬

  • الزميل هاني تحدث مع الشروق بقلب يعتصر حزنا عن حب المرحوم للجزائر التي كان يعتبرها “وطنه الثاني ومن أكثر الدول أهمية في السياسة العربية، بل إنه كان يعتبر الجزائر مركزا لتنمية الدعوة الإسلامية في أوروبا”، مشيرا إلى انه “زار الجزائر في العديد من المرات وكانت تربطه‭ ‬علاقة‭ ‬قوية‭ ‬بالمرحوم‭ ‬الشيخ‭ ‬محفوظ‭ ‬نحناح‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يناديه‭ ‬‮”‬برئيس‭ ‬الجزائر‭ ‬القادم‮”‬‭.‬

  • وتجدر الإشارة إلى أن المرحوم الداعية علي أبو جريشة مارس الدعوة الإسلامية في الكثير من البلدان في أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا وأستراليا، وله أكثر من 50 كتابا من بينها: “عندما يحكم الطغاة”، وقد سجن في 1965 في قضية سيد قطب الشهيرة وحكم عليه بعشر سنوات سجنا، ألف خلالها كتاب “في الزنزانة”، وحضر شهادة الدكتوراه في الفقه الدستوري المقارن، وبعد خروجه من السجن في عهد السادات، أرسل في بعثة إلى السعودية، أين عمل كأستاذ جامعي وداعية في رابطة العالم الإسلامي.








تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

الكلمات:القدسُ وعكّا نحنُ إلى يافا في غزّةَ نحنُ وقلبِ جِنين الواحدُ منّا يُزهرُ آلافا لن تَذبُل فينا ورقةُ تين ما هان الحقُّ عليكِ ولا خافَ عودتُنا إيمانٌ ويقين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا لا لا لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا لا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي كي تُشرقَ شمسُكِ فوقَ أمانينا وينامَ صغارُكِ مُبتسمين ونراكِ بخيرٍ حين تُنادينا لعمارِ بُيوتٍ وبساتين سنعيدُكِ وطناً رغم مآسينا أحراراً نشدو متّحدين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي#palestine #فلسطين

العالم روبرت غيلهم زعيم اليهود في معهد ألبرت أينشتاين، والمختص في علم الأجنة أعلن إسلامه بمجرد معرفته للحقيقة العلمية ولإعجاز القرآن