الرجل السوري الذي تفتخر به كوريا عُرضت عليه الملايين منذ أكثر من 35 عاما وهو يؤسس للإسلام في دولة كانت بلا إسلام
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
,
السوري الذي تفتخر به كوريا عُرضت عليه الملايين ليميل إلى الدنيا وجني الأموال ولكنه!منذ أكثر من 35 عاما وهو يؤسس للإسلام في دولة كانت بلا إسلام وعندما كان شاباً كان يُعامل مُعاملة "كبار العلماء".
35 عاما حافلة بالذكريات في أول مساجدها.. الشيخ عبد الوهاب أقدم عربي في كوريا
تفاجأ الشيخ الدكتور عبد الوهاب زاهد الحلبي الندوي في مطار كوريا الجنوبية لأول مرة عام 1984 بشكل كبير، عندما وجد نفسه أمام أناس صفر البشرة ذوي عيون ضيقة آسيوية، وليسوا ذوي بشرة سمراء وشفاه ممتلئة كما كان يتوقع. لقد كان يظن نفسه متجها إلى دولة أفريقية! وهكذا بدأت قصته مع كوريا الجنوبية بهذا الموقف الطريف.
وعن سبب مجيئه، يحكي الشيخ عبد الوهاب مفتي المسلمين في كوريا الجنوبية، قائلا: "كنت أعمل باحثا في الموسوعة الفقهية لوزارة الأوقاف الكويتية، وفي اجتماع مع وزير الأوقاف الدكتور أحمد سعد الجاسر -حفظه الله- ذكر أن وزيرا كوريا طلب منه إرسال أحد العلماء لتعريف الكوريين بالإسلام، فرفعت يدي وقلت إنني مستعد للذهاب لتلك البلاد، لكن الوزير رفض في البداية، فألححت حتى وافق".
في سفوح الهيمالايا
كان الشاب العشريني عبد الوهاب زاهد قرر عام 1968 أن يسافر إلى مدينة لوكناو الهندية العريقة الراسخة على سفوح الهيمالايا كتحفة أثرية، ليتلقى العلوم الشرعية على يد المفكر والداعية الهندي أبي الحسن الندوي، وعن ذلك يحكي "حينما دخلت ندوة العلماء في الهند، كان مولانا أبو الحسن مسافرا، وحين أخبِرت بوصوله إلى المدينة خرجت لأشهد موكبه، لكني فوجئت بأنه رحمه الله كان يركب ركشة (تك تك)، فتعجبت من تواضعه وبساطته، رغم عظمة مكانته العلمية وشهرته في العالم الإسلامي".
بين يدي الندوي
وهناك أمضى الشيخ عبد الوهاب أكثر سنوات حياته العلمية تشويقا، وعن ذلك يقول: "اهتم بي الشيخ أبو الحسن اهتماما خاصا، وعلى يديه درست التفسير العظيم لابن كثير، ثم وجهني إلى كبار علماء الهند، فحفظت موطأ مالك بإجازة مولانا حبيب الله بالامبوري كبير محدثي الهند، والكتب الستة على مولانا محمد إسحاق الندوي".
ويذكر الشيخ عبد الوهاب أن المفتي محمد ظهور الندوي أجازه في الفقه، ثم أرسله إلى المحدث المحقق حبيب الرحمن الأعظمي، فأقام في منزله وقرأ عليه الكتب الستة، ثم أرسله إلى دار العلوم في ديوبند، فدرس على الشيخ فخر الدين أحمد الديوبندي، ودرس الفقه والتفسير على الشيخ محمد طيب رحمهم الله أجمعين.
ويضيف "ثم بعد الهند توجهت إلى باكستان، وأخذت الإجازة في الفقه والحديث عن كبار علمائها، كما حصلت على الماجستير بالرتبة الأولى من جامعة كراتشي، ثم الدكتوراه في الفقه المقارن من جامعة السند في حيدر آباد"، وهناك ألّف الشيخ عبد الوهاب كتاب "فقه الأئمة الأربعة"، ثم توجه إلى مصر وتخرج في كلية أصول الدين بالأزهر.
وبعد ذلك، عمل الشيخ عبد الوهاب إماما وخطيبا لجامع البختي في حلب، ثم مدرسا بدائرة الإفتاء في المدينة نفسها، ثم مديرا للمدرسة الشرعية في عفرين، ثم أستاذا للفقه الإسلامي في جامعة أم القرى بمكة المكرمة وكلية الشريعة في الطائف، ثم رئيسا لقسم الدراسات العليا في الجامعة الفاروقية في كراتشي بباكستان.
وعام 1980، عُرض عليه القضاء الشرعي لإمارة أبو ظبي، لكنه خشي من ثقل مسؤولية القضاء، فاعتذر عنها.
وصل الشيخ عبد الوهاب إلى كوريا الجنوبية وكانت حينها دولة تعاني استبداد العسكر، واقتصادا أضعف من جلّ الدول العربية، وكانت تتلقى مساعدات غذائية من الأمم المتحدة، وكان أهلها غير معتادين على رؤية الأجانب.
ويحكي للجزيرة نت: "كان أكثر الأجانب حضورا في كوريا (الجنوبية) هم الجنود الأميركيون، المعروفون بقاماتهم الطويلة، وكان يعتقد عموم الكوريين أن بقية شعوب العالم مثل هؤلاء الجنود. وذات مرة زرت إحدى البلدات، فإذا برجل يمشي بجانبي ويقول متعجبا لأصحابه: انظروا هذا أجنبي قامته مثل قامتنا!".
وعن تلك الأيام الأولى، يقول: "كان عدد المسلمين الكوريين معدودا على أطراف الأصابع، فعملت إلى جانب إمام مسجد سول الحاج محمد يون، وهو أول من أسلم من الكوريين على يد الإمام التركي زبير كوش، إمام اللواء التركي الذي شارك في الحرب الكورية في الخمسينيات، وصبري سو وهو كذلك من أوائل المسلمين. وبعد عام، توفيا رحمهما الله، فصليت عليهما ودفنتهما".
ويضيف أنه واصل العمل مع سليمان لي وقمر الدين مون، اللذين شكلا معه فريقا دعويا، وصاروا يجوبون البلاد شرقا وغربا، وينظمون لقاءات تعريفية بالإسلام.
طفل أول من أسلم
وفي لقاء عام 1985، أنهى حديثه عن الإسلام، فتقدم إليه طفل ذو 12 عاما، وقال له: "لقد أحببت الإسلام، أريد أن أصبح مثلك مسلما!"، فعجب منه، وقال له: "اسأل والدتك أولا"، فقالت أمه: "إنه حر، الخيار له". ويضيف الشيخ: "فلما علمته الشهادتين، تقدمت أمه أيضا لتسلم، ثم تبعهما آخرون وأعلنوا إسلامهم".
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات