الدكتور باسم كمال محمد عودة، المعروف بباسم عودة، بين التفوق العلمي والعملي، فكان أقوى وزير في وزارة الدكتور هشام قنديل في عهد الرئيس محمد مرسي
الدكتور باسم عودة .. وزير الغلابة المُعاقب
جمع الدكتور باسم كمال محمد عودة، المعروف بباسم عودة، بين التفوق العلمي والعملي، فكان أقوى وزير في وزارة الدكتور هشام قنديل في عهد الرئيس محمد مرسي، وسار في وزارة التموين منذ العاشر من يناير ألفين وثلاثة عشر بمسيرة الثائرين في ميدان التحرير، فلم يُبقْ على فاسد، ولم يستكن لخارج على القانون، وأكثر من الزيارات الميدانية، وأحب لقب وزير الغلابة، ووصفه حتى أعدى أعداء جماعة الإخوان المسلمين بأنه كان أفضل وزير في عهدهم.
فلماذا اُعتقلَ إذًا واحدٌ من أفضل وزراء التموين الذين عرفتهم مصر على مدار تاريخها؟ ففي الثلاثاء الموافق للثاني عشر من نوفمبر/تشرين الثاني من عام ألفين وثلاثة عشر تم إلقاء القبض عليه بتهمة مُختلقة تمامًا ألا وهي التحريض على العنف، وفي التاسع عشر من يونيو/حزيران من العام التالي صدر حكم بالإعدام عليه، في قضية أحداث مسجد الاستقامة بالجيزة، ورغم رفض المفتي التصديق على الحكم، إلا أن المحكمة أعادت الأوراق إليه ثانية، ليحصل الدكتور عودة على البراءة في القضية في بداية عام الفين وتسعة عشر، لكن حكمًا بالمُؤبد صدر بصورة نهائية في قطع مدعى لطريق قليوب طاله ظلمًا قبلها، ومثله حكم آخر لكنه لم يُؤكدْ، بالإضافة لحكم بالسجن المُشدد لمدة خمسة عشر عامًا، والرجل في جميع الأحوال مسجون لأمانته ونزاهته في زنزانة انفرادية بسجن العقرب.
يدفع الدكتور عودة ثمن نزاهته وشرفه العلمي والعملي والسياسي، فقبيل الانقلاب عُرِضَ على مدير مكتبه نظيره المختص بمكتب وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي الاستمرار في منصبه بالوزارة الانقلابية، فكان رد عودة قاطعًا إذ قال لمدير مكتبه: "إنهم يظنون أني سأخون الوطن، قل لهم إني أقسمت أمام رئيس شرعي منتخب ولن أخون القسم، وأنا تقدمت باستقالتي للشعب لأني غير معترف بالسلطة الحالية".
وبعد الانقلاب انضم عودة لصفوف الثوار في رابعة والنهضة بالإضافة للمسيرات المختلفة.
وُلِدَ الدكتور عودة في 16 من مارس/آذار من عام ألف وتسعمائة وسبعين في محافظة المنوفية، وتدرج في تعليمه حتى وصل لكلية الهندسة في جامعة القاهرة، حيث واصل تفوقه الدراسي فيها، وحيث كان الأول دائمًا على دفعته، رغم شغفه بتقديم الخدمات المختلفة لزملائه، وبعد تخرجه تم تعيينه مُعيدًا بالكلية ، فمدرسًا مساعدًا فيها، ثم أستاذًا بقسم الهندسة الحيوية الطبية والمنظومات بالكلية، واستشاري الهندسة الطبية وتقنية الرعاية الصحية.
بادر الدكتور عودة بالمشاركة في ثورة خمسة وعشرين يناير، وتصدى لبلطجية موقعة الجمل، مما ترتب عليه إصابته بجرح في رأسه استوجب أكثر من عشر غرز.
بعد نجاح الثورة أكثر عودة من تقديم الخدمات للمصريين حتى تم تعيينه وزيرًا فنجح في إعطاء الأولوية لمحدودي الدخل، وتحسين جودة رغيف العيش والحفاظ على سعره، واستكمال جهود تحرير سعر القمح والدقيق، والعمل على تعميم توزيع أسطوانات الغاز بالكوبونات، والاستمرار في خطة توفير المحروقات، وطاف محافظات مصر في سبيل تحقيق ذلك.
توفى والده وهو مسجون في منتصف أبريل/نيسان من عام ألفين وأربعة عشر، ورغم تأكيد الدكتور عودة مرارًا مع دفاعه من المحامين على أن القضايا المتهم فيها مُلفقة من جانب الأمن الوطني، وأنه يستحق التكريم لا السجن، فما يزال الرجل محبوسًا يعاني الويلات، ويُمنعُ من رؤية أهله إلا نادرًا، ويأمل في فرج الله الذي يخلصه ومصر من هذه المعاناة الأليمة.
تعليقات