حربُ إثيوبيا.. هل تُنهِي مشكلةَ السّد..؟يبلغُ عَددُ سُكّانِهاَ أَكثرَ مِنْ 100 مليونَ نَسَمَةْ ..أمّا إقليمُ "تِيغَراَي" فيقعُ فِي الجُزءِ الشّمالِيّ مِنْ "إِثيُوبِيَا"ويزيدُ عددُ سُكّانِهِ عَنْ الـ 5 ملايين
حربٌ أهليةٌ تجري فِيها مَعاركُ واشتباكاتٍ شَمالَ إثيوبيا بينَ الحكومةِ المَركزيّةِ فِي أَديسْ أبَابَا وإقليمَ "تِيغراي"..مَا هى أسبابُ الحَربِ الأهلِيةْ ..؟ ولماذا اشتعلتْ فِي هذهِ الأيام بالتحديد .؟وما علاقتُهَا بسدّ النّهضةْ ..؟ومَا هُو تَأثيرُهَا عَلىَ مِصرْ ..؟.....إثيُوبيَا دولةٌ فِيدرَالِيّة تَتكونُ مِنْ أقاليمَ ذاتِ طَبيعَةٍ عِرقِيّةٍ مُستَقِلّهّ وإنْ كانَ هذاَ بشكلٍ صُورِيّ .
يبلغُ عَددُ سُكّانِهاَ أَكثرَ مِنْ 100 مليونَ نَسَمَةْ ..أمّا إقليمُ "تِيغَراَي" فيقعُ فِي الجُزءِ الشّمالِيّ مِنْ "إِثيُوبِيَا"ويزيدُ عددُ سُكّانِهِ عَنْ الـ 5 ملايين نسمة ممّا يُمَثّل 6% مِنْ تِعدادِ سُكّانِ "إِثُيوبِيَا".تَعودُ بِدايةُ الحربِ الأَهْلِيةِ إلىَ العامِ 1974عِندَمَا قادَ الشّيُوعُيونَ والمَارْكِسِيُونَ إنقلابًا ضدّ الحُكمِ الإمِبِرَاطُورِيّ المَلِكِيّ بقيادةِ الإمِبِرَاطُورْ هِيلاَسِيلاسي.وفي العام 1975 تمّ إلغاءُ النظامِ الملكي الإمِبِرَاطُورِيّ وتمّ تَشكِيلُ المجلسِ المَاركِسِيِّ.. لكِنْ سُرعَانَ مَا بَدأَ المَجلسُ المَاركِسِيّ فِيِ إقصَاءِ المُنَافِسِينَ، الّذينَ شَاركُوا فِي الإنقِلابِ ضِدّ حُكومَةَ الإمِبِرَاطُورْ السابق.
إستَمرّ هذاَ الإقصاءُ حتّىَ العام 1980، فِيِ هذاَ العامُ بَدأَتْ فِيهِ حَركَاتُ التّمَرُّدْ ضِدّ الحُكم الشِّيوعِيّ المَاركِسِيّ فِي أديس أبابا.قادَ هذاَ التمردُ عدةَ جَبَهَاتْ مِنهَا جَبهةُ تَحْرِيرِ تِيغْراىْ، وجبهةُ تَحْريرِ "أُوغَادِينْ" وجَبهَةُ تَحرِيرِ "أورُومِيَا" .
كلّ هذهِ الجَبَهاتِ بدأتْ بالتّمَرّدْ عَلى الحُكمِ المَاركِسِيّ الشّيُوعِيّ في "أَدِيسْ أبَابَا" وفِي العامِ 1989هُزِمَ النّظامُ الماركِسيُّ،وتمّ الإطاحةُ بحكمِ الرّئِيسِ الشُّيوعِيّ "مَانجِيستُو هِيلاَ مَريَامْ" الّذَيِ كانَ مَدعُوماً مِنَ الدّولِ الشِّيوعِيّة ومِنْ بَينِهَا "كُوبَا والإتِحادِ السُّوفييتِي وألمَانيَا الشرقية .
في العَامِ1991سَيطَرتْ الجَبهَةُ الثوريّةُ الإثيوبيَّةُ عَلَىَ الحُكمِ فِيِ أَدِيس أبَابَا .كَانَ أَغلبُ قَادةِ الجَبهةِ الثّوْرِيّة الّذِينَ حَكَمُوا بَعدَ سُقُوطِ النِّظامِ المَاركِسِّي هُمْ مِنْ "إِقليِم تِيِغرَاى" .عَلىَ مدارِ 27 عَامًا كَانَتْ إِثيُوبيَا تُحْكَمْ مِنْ قَادةٍ يَنتَمونَ إلىَ هَذا الإقليم، وذَلكَ جَعلَ مِنْ إقليِم "تِيغرَاىْ" مَقراً لِكُبرياتِ الكَتَائِبَ العَسكَريةِ ومِنَصّاتْ المِدفَعِيّة والعَتَادِ العَسْكَري .
لكَونِ الإقليمِ عَلَىَ مَدَارِ 20 عاماً كَانَ حَجرَ الزّاويِةِ فِيِ الحَربِ الإِثيُوبِيّة/الإرِترِيةّ مِمَا جَعلَ الإقليمَ قوةً عَسكَرِيّةً كَبِيرَةً ومُؤَثِرةْ. فَضلاً عَنْ أنّ كثيراً مِنْ قَادةِ الجَيشِ الإثْيُوبِيّ خَارجَ الإقلِيمِ يُدِينُونَ بالولاءِ لحُكُومَةِ "تِيغرَاىْ" .
فِي العام 2018 قامَ إتِلافِ الجَبهةِ الدّيمُقرَاطِيةِّ الثّوْريِة الشّعبِيةِ الإثْيُوبِيّة باختيار "آبي أَحمَد" كأول رئيس وزراء من عِرقِيّةِ "أُورُوُمُو".وهومَسيَحيّ "بُرُوتُستَانتِي" منْ أبٍ مُسلمٍ وأمّ مَسيِحِيّة،سيطر "آبِيِ أَحمَدْ" عَلىَ "أَدِيسَ أبَابَا" وبدأَ في إقصَاءِ وعَزلِ القَادَةَ الّذِين ينتَموُنَ إلى عِرقِ "تِيغرَاى" ..
وهُنَا بَدأتْ الخِلاَفَاتْ مع" تِيغرَاى"واستَمرّ هذاَ الخلافُ حَتّى الآنَ،انتَظرَ قادةُ إِقلِيمْ "تيغراي" حَتَىَ انتِهَاءْ وَلاَيَةَ مَجلِسِ النّواّبِ فِي أديسَ أَبَابَا، وإجرَاءِ انتِخًابَاتٍ يَتمُّ فيها الإِطَاحةُ بـ"آبِى أَحمَد ".. وانتهت بالفعل ولاية مجلس النواب فى سبتمبر الماضي ..إِلاّ أنّ "أبِي أحمَد" رفَضَ إجراءَ انتخَابَاتٍ جَدِيدَةٍ بِحُجّةِ وباءِ "كُورُونَا"لمّا عَلِمَ قَادةُ إقليمُ "تيغراي" بِنِيِّة "آبِي أحمَد" فِيِ عَدمِ إِجرَاءِ الإنِتخَابَاتْ..أَعلَنُوا عَنْ إنتِخَبَاتٍ تشملُ الإقليمَ أفرَزَتْ حُكُومَةً ورئيسًا للحُكُومةِ ـ تمّ الإِعتِرافُ بِهَا كَونَهَا المُمَثلةُ الوَحِيدةُ لإَثيُوبيَا ـ ..وبدأَ تَمَرّدْ إقليم "تيغراي" ضد "أدِيسَ أبَابَا" وضِدّ نظَامِ "آبي أَحمَدْ" .
.فى محاولات لإنهاء هذاَ التّمَرُّد الذِّيِ لوْ إستمَرّ
رُبما يُشعِلُ تَمرُدَاتٍ أُخرَىَ فِي الأقَالِيمِ الإثيُوبِيةِ ذَاتِ الطّابِع
الفِيدرَالِيِّ مِمّا يُهدّدُ استقرارَ إثيُوبِيَا ودُخُولِهَا
فِي حربٍ أَهلِيّة شَامِلَةٍ..يَتَوقَفُ عَلَى أثَرِهاَ واكتِمَال بِنَاءِ "سَدّ
النّهضَة" وتَوَقُفْ تَموِيلِه.وَهُو مَا يَعُودُ بشَكلٍ إيِجَابِيّ عَلَى مِصرَ
المُتَضَرِرَةَ الأوُلىَ مِنْ السّد
هَذا مَا سَتُنبئ عَنهُ الأَيّامُ القَادِمَةْ.
.
تعليقات