هل محمد الغزالي "فقيهٌ من الفقهاء" أم مجرد "داعية" كما يقول البعضُ ؟ تلك لَوْثَةٌ بدأت تنتشر في الوسط العلمي، أن الغزالي "مجرد داعية"، حُسن الأسلوب، أديب الصنعة، متألق البيان.

 

(قالوا عنه رحمه الله )
هل محمد الغزالي "فقيهٌ من الفقهاء" أم مجرد "داعية" كما يقول البعضُ ؟ تلك لَوْثَةٌ بدأت تنتشر في الوسط العلمي، أن الغزالي "مجرد داعية"، حُسن الأسلوب، أديب الصنعة، متألق البيان. وهذا شطط، بشهادة أهل العلم فالعلامة المحدث عبد الفتاح أبو غدة الحنفي يصف الغزالي بـ : العلامة الفقيه الموهوب في كتابه قيمة الزمن عند العلماء.
والعلامة عبد الحليم محمود شيخ الأزهر يصف الغزالي بـ : الإمام الفقيه والشيخ حسن الشافعي المتكلم الكبير يصفه بـ : "شيخنا الفقيه الأديب". والشيخ علي جمعة يصفه بـ : الإمام وبالفقيه وبالمحدّث (وصفه كذلك سنة 1996م، أما الآن فيصفه بالداعية !).
ودافع عنه وعن منهجه في تلقي الأخبار، وقال بأنه على نفس نهج الخطيب البغدادي والدارقطني.
الألباني يصفه بـ "الفقيه"، مع الاختلاف الكبير بين الرجلين. زهير شاويش يصفه بـ "الفقيه المحدّث".
القرضاوي يصفه بـ "شيخنا الفقيه". قلتُ : والغزاليّ ليس محدثا على طريقة المحدثين، بل محدّث على طريقة الفقهاء المقاصديين؛ ممن يعتنون بالدراية دون الرواية، وبالمتن أكثر السند.وفقه شيخنا الغزالي مغاير لفقه غيره، فهو رجلٌ قد حوّل القواعد الأصولية والفقهية إلى الواقع العملي، ليتفاعل من خلاله، ولم يكتف بمجرد حفظ المتون والحواشي فقط ويكأنها غاية العلم من غير تطرق إلى مشكلات الواقع.
فما فائدة القواعد والمنهجيات إن اكتفت بالفروع الفقهية في صورتها القديمة دون الفروع الفقهية المستحدثة في عالم السياسة والاقتصاد المتشابك اليوم ! وهذا هو ما فعله الغزاليّ رحمه الله. وسوف أنصفه ما بقيتُ على قيد الحياة
[د. محمد الصياد - مدرس بجامعة الأزهر] لقد أدركتُ - وأنا الذي سبق ودرست الآثار الفكرية لأكثر من ثلاثين من أعلام الفكر الإسلامي، وكتبت عنهم الكتب والدراسات - أدركت أنني حِيالَ الشيخ الغزالي لستُ بإزاء
- مجردِ داعية متميز- أو عالمٍ من جيل الأساتذة العظام،- أو مؤلفٍ غزير الإنتاج،- أو مفكرٍ متعدد الاهتمامات،
- أو واحدٍ مِن العاملين على تجديد فكر الإسلام لتتجدد به حياة المسلمين ..أدركت أنني بإزاء جميع ذلك، وأكثر منه وأهم ! ..
[د. محمد عمارة - متحدثاً عن أستاذه/ محمد الغزالي] رَحلَ عّنا رَجُل كان أُمّة، هو الشيخ و الإمام و الفقيه الإنسان، محمد الغزالي، وترك فراغاً لا يستطيع أحد أن يملأه ..وكما تغيب الشمس، وتأخذ الظلمةُ بجماع القلوب، هكذا كان خبر وفاته بالنسبة لي .. فقد كان أخاً ووالداً ومعلماً ودليلاً إلى الخير ..وكان يُحب الإسلام بهوى قلبه .. ويبكي لما يجري على المسلمين من ويلات كأنهم فلذات كبده !وكان ودوداً، رفيقاً، وديعاً، خَيِّراً، ونوراً في ليل هذا الزمان ..و بموته رُفِعت رحمة كانت تشملنا بحمايتها، وغدونا أيتاماً ![د. مصطفى محمود - متحدثاً عن أستاذه/ محمد الغزالي]
محمد الغزالي لم يَرَ مِثْلَ نَفْسِهِ، ولم يَرَ الناسُ مِثْلَه ..هذه العبارة قيلت في شيخ الاسلام بن تيمية .. قال تلميذه الحافظ الذهبي : " لم ير الناس مثله، ولم ير مثل نفسه" .. وهكذا كان الشيخ محمد الغزالي ..الشيخ الغزالي كان "عاطفة محضة"، وكان "عقلاً خالصاً" .. ومن الصعب أن يجمع الإنسان بين "العقل المتوقد الذكي النقي اللماح" وبين "العاطفة الخالصة" ..إذا سمع شيئاً يثير العواطف : يبكي، وإذا جائت قضية نقاشية أو جدلية أو عقلية : رأيتَه يهزم جيوش المجادلين بالحجة والبرهان والدليلكان نموذجاً فريداً - رحمه الله عليه - ..[د. محمد سليم العوا - متحدثاً عن أستاذه/ محمد الغزالي]

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان