حوار مع : رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بأوربا .. شكيب مخلوف

10-07-2008 موقع إسلاميات
 

رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بأوربا .. شكيب مخلوف لـ (إسلاميات) :
هناك جهات تقف وراء تأجيج موجة الإسلاموفوبيا



إسلاميات - حوار: عادل صديق:  
يشير  شكيب مخلوف رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا مع موقع إسلاميات إلى عقلية المسلمين في أووربا والتي صقلتها فكرة الوسطية الإسلامية واتجاههم نحو التعامل مع المجتمعات التي يعيشون فيها بشكل ايجابي بغية إيصال الصوت الإسلامي إلى جميع المواقع السياسية والمؤسسات الرسمية بالرغم من وجود  جهات ترفض هذا التوجه  وتؤجج لفكرة الاسلاموفوبيا ، إلا أن الأمر- وفقا لشكيب- بدأ يتغير  بامتلاك المسلمين للعديد من الجمعيات والمراكز بالإضافة إلى وجودهم  السياسي الواضح  في أوروبا مع برمجة عمليه تمتد لـ20 عاما ، ولفت شكيب الأنظار إلى أن المسلم يجب أن لا ينسى واجبه الاسمي في الحياة وهو عبادة الله والدعوة إليه باعتبار أن الشهادة تقتضي من المسلمين القيام بمهام هذه الدعوة وبأعبائها.
آفاق العمل الإسلامي
نريد التعرف على آفاق العمل الإسلامي في أووربا الآن، وخاصة بعد موجة العداء بعد 11 سبتمبر ، وتحول الوضع من الاتساع إلى التضييق .
بالنسبة للعمل الإسلامي في أوروبا مر بعدة مراحل أولها الوجود الدعوي في صفوف الجالية المسلمة ولم تكن هذه المرحلة معروفه بالنسبة للأجهزة الرسمية في أوروبا بحكم تقوقعه وانكماشه على نفسه حيث كان العمل موجه للمسلمين و يتمثل أكثره في ممارسة الشعائر التعبدية ، بعد ذلك أصبح التوجه الإسلامي في أوروبا يأخذ منحى آخر ويخرج من إطار العمل الدعوي إلى إطار أوسع ابتداء  بإقامة العلاقات مع الأجهزة الرسمية مرورا بالحديث عن بعض القضايا السياسية سواءً في داخل الدول الأوروبية أو على المستوى العالمي ، هذه النقلة النوعية في العمل الدعوي التي اتسمت  بالشمولية ولامست الواقع الأوروبي تسببت في ظهور المشكلة في الساحة .
أزمة الإسلاموفوبيا
* هناك من يقول أن موجة العداء مفتعلة ، وأصابع تشير إلى جهات معينه !  من يقف وراء هذه الأزمة من وجهة نظركم ؟
هناك أكثر من طرف ، و قبل أربع سنوات أعد الإتحاد الأوروبي دراسة عن مدى تفاعل الأوربيين مع دولة إسرائيل وأشارت النتائج أن التفاعل هبط من 90% إلى 50%  ، ومن حينها  قررت الحكومة الإسرائيلية  تشكيل لوبي لمواجهة اللوبي الإسلامي في أوروبا رغم أن المسلمين لم يصلوا مرحلة اللوبي ، ومن حينها أصبح العداء للإسلام يأخذ منحى آخر ويبرز بقوة ، قبل هذه الفترة كان هناك نوع من العداء ضد الإسلام لكنه لم يأخذ هذا الحجم حيث كان يقف وراءه تجمعات يمينية وهذه التجمعات لم  تكن تعادي الإسلام بل تعادي كل ما هو غير فرنسي ، أما الآن فقد بات الإعلام والحكومات وليس الشعوب تستثمر بعض الأخطاء التي تحدث في اتجاه تكثيف العداء للإسلام والمسلمين.
* ما هي الأسباب برأيك ؟
هناك  أسباب بعضها معتبر وبعضها مفتعل، المعتبر هو بروز الإسلام بشكل واضح في كثير من المجتمعات الأوروبية وانتشار حجاب المرأة  وتواجد الشباب المسلم في أوروبا في المعاهد والمدارس والجامعات ، وقد أجريت دراسة إعلاميه في السويد ووجدوا أن 70% من الأخبار الرئيسية تتمحور حول الإسلام والعالم الإسلامي ، النقطة الثانية تتمثل في تراجع الكنيسة في أوروبا وبعد الناس عنها والفراغ الروحي الذي سببه ذلك، مما نتج عنه دخول المئات  في أوروبا إلى الإسلام   ثالثا تراجع الكثافة السكانية للأوربيين  وهو أمر  استغلته الأحزاب اليمينية على أساس أن الإسلام يغزو أوروبا ، فهذه العوامل المجتمعة غذت  الشعور بالإسلاموفوبيا (أي الخوف منه) وأضف إلى ذلك تصرفات المسلمين الخاطئة أيضا التي تتحمل جزء من تحميل الأخطاء.
* في ظل هذا التخويف من الإسلام ما هو الدور الذي لعبه اتحاد المنظمات الإسلامية عملياً للتخفيف من حدة هذا التخويف ؟  
شكلنا في أكثر من بلد تجمعات لمواجهة هذه الظاهرة ، وفي السويد توجد مؤسسة مسجلة لمواجهة الإسلاموفوبيا وفيها كتاب وسياسيين ومثقفين من غير المسلمين إضافة إلى المسلمين وهؤلاء يقدمون أكثر مما نقدمه نحن ، بالتواصل مع المجتمع الذي نعيش فيه ونفتح أبواب المساجد بشكل كبير للجميع ، نحن نتواصل مع الكنيسة في كل الدول الأوروبية وهذا التوجه سياسة عامة لأننا لا نريد طرف آخر وخاصة اليهود أن يستغلوا هذا من أجل تفكيك ودفع المسلمين إلى عزلة أو أن يحدثوا مشاكل بين المسلمين والنصارى و تصريحات البابا الأخيرة نموذج لذلك فنحن نحاول التواصل درءا لمثل هذه الأمور ولدينا علاقات دولية جيدة مع النصارى لأن ذلك من مصلحة العمل الإسلامي .
* هل هناك جهود للحوار مع الطرف الآخر ؟
عندنا ملتقى في موضوع الإسلاموفوبيا  في السويد دعونا  إليه  بعض المثقفين من العالم العربي والإسلامي وبعض المثقفين من السويد وسيكون عندنا حوار وسيفتتح في مقر البرلمان السويدي ، لأنه عندما ظهرت مشكلة الرسوم المسيئة تواصلنا مع رئيس وزراء السويد واتفقنا معه حول جملة من القضايا وهذا المؤتمر هو نتاج  للاتفاق الذي حدث آنذاك ، سيكون الحوار لمدة يومين وسنحاول أن نخرج بوثيقة استوكهولم حول احترام المقدسات وحرية التعبير ، والدنمركيون غير راضون عن موقف السويد لأننا استطعنا أن نتعامل معها بشكل سلمي ، و ردة فعل الدنمارك كانت إعادة نشر الرسوم النشر واتهموا السويد بأنها خضعت للابتزاز الإسلامي في أوروبا .

المشاركة السياسية
* مشاركة المسلمين في الفعاليات السياسية الأوربية، أين أنتم منها؟
نحن بدأنا الدخول في هذا المجال من خلال دفع المسلمين إلى المشاركة في المجالس المحلية والبلدية ، مثلاً في السويد الآن عندنا عضو في البرلمان وهو كان الناطق الرسمي للمؤسسة دخل البرلمان بناءً على التنسيق مع حزب البيئة وقد أخذ أكثر الأصوات في استكهولم والآن هو عضو قانوني في البرلمان السويدي، وجود تجمع في أوروبا تجمع ليس أمرا سلبيا  ونحن نريده، عندنا لقاءات مع الاتحاد الكنائسي في بلجيكا البروتستانت، نعم صحيح أن اليهود رأس المال والإعلام ، لكن ليس لهم أصوات، ونحن المسلمين نفتقد  للمال  والإعلام الذي نستطيع أن نواجه به اليهود ولكن لدينا الأصوات، كنا قبل عشرة سنوات  نطرح سؤال هل جائز شرعاً أن نصوت أم لا  ونحن الحمد لله الآن تجاوزنا هذا الشيء فهذا يعتبر تطور نوعي في عقلية المسلمين الموجودين في أوربا.
الجيل الثاني والثالث
* ما هي جهودكم في حماية الأجيال الناشئة ؟
هذا هو العمل الذي قامت أصلا بسببه مؤسساتنا الإسلامية حيث قامت أصلا  على أساس  الدعوة إلى الله، والدعوة تبدأ بمن تعول ثم الأقرب والأقرب ، وحتى الأعمال الأخرى مثل السياسة وغيرها هي تخدم  هذا العمل ، وجمعياتنا منفتحة على الشباب ويوجد عندنا مؤسسات شبابية لكن هذه المؤسسة قد لا تصل إلى كل هؤلاء الشباب فعددهم كبير فيحتاجون أيضاً إلى إمكانيات كبيرة، عندنا المحاضن التربوية و المؤسسات الكشفية  والمدارس التكميلية والتجمعات الرياضية وهذه كلها مؤسسات نعمل فيها وعندنا في كل قطر لجنة اسمها لجنة استيعاب الشباب، و من خلالها ننسق بين مختلف هذه اللجان الموجودة من أجل أن تأخذ الشاب وهو في عمر السبع سنوات إلى أن ينتقل إلى الجامعة، وقد لا نغطي هذه الأعداد كلها لأن الأعداد كثيرة وتحتاج إلى جيش من الدعاة، وعندنا نقص في الجوانب المادية.

كوسوفا .. والاستقلال
* ماذا عن الوضع في كوسوفا ؟
كوسوفا أولاً محمية أمريكية لأن فيها قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة، أنا زرت كل دول أوروبا من خلال عملي كرئيس للإتحاد وبالذات أوروبا الشرقية 2007  واطلعت على العمل، والقاعدة الأمريكية العسكرية في كوسوفا مساحتها أكبر من أي مساحة،  والنقطة الثانية أمريكا تريد تضعف دور روسيا، فإعطاء الاستقلال لكوسوفو هو إضعاف للدور الصربي في المنطقة وبالتالي إضعاف دور روسيا، والشيء الثالث أمريكا لها سياستها في أوروبا وبعض الأحيان قد تكون بعض الدول الأوروبية لا تقبل ببعض السياسات الأمريكية في المنطقة لماذا؟ لأن أمريكا صديق استراتيجي لها ولكن أيضاً لا تريد أمريكا لأوروبا أن تتجاوز حدود معينة، حتى تبقى الهيمنة الأمريكية واضحة في المنطقة ووجود مثل هذه البقعات في أوروبا ومثل هذا يضعف الوضع الأوروبي وأمريكا ليس في مصلحتها أن تدخل في مثل هذه المشاكل وليس في مصلحتها أن تتجاوز حدودها حتى لا تضعف هذا الحلف الاستراتيجي، وعلى مستوى العالم الإسلامي  لها مصالح مشتركة طبعاً  يخضع للسياسية الأمريكية لكن أيضاً لها علاقات مع روسيا وفي بعض الأحيان لا تريد أن تغضب الدب الروسي وهذا الدب له علاقة وثيقة بإيران وبالتالي هناك مجموعة من الموازنات يجب أن تؤخذ.

اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا .. في سطور
 بدأ  اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا العمل منذ أواخر الخمسينات الميلادية  من الطلبة الوافدين الذين جاءوا بالذات من مصر وبدأو العمل بصفوف الطلاب ثم تطور العمل إلى المؤسسات، يضم الاتحاد هذا يضم عضوية مؤسسات إسلامية على مستوى أوربا، وله هيئة عمومية،ومجلس شورى، ومكتب تنفيذي. ويمتلك برنامجاً وخطة لمدة 20سنة قادمة.وله مجموعة من المؤسسات في غير الدول الأوربية، ويتبع له المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة وهو عبارة عن  اتحادات نسائية في الدول الأوربية  وأنشأ منذ عشرة سنوات منتدى الشباب المسلم الأوربي ويضم في عضويته اتحادات الشباب الموجودة في مختلف دول أوربا. للاتحاد علاقات رسمية واضحة وقوية مع الأجهزة الرسمية الأوربية على رأسها الاتحاد الأوربي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان