أوباما يخاطب مشاعر المسلمين
كان اختيار أوباما لمصر ليخاطب منها مشاعر المسلمين بعد أن فقدت مصر موقعها الذي كانت تمثله لقرون طويلة من الصدارة ـ عمليا ـ وسط مشكلات كثيرة، وما جرّته بعض مواقفها منذ حقبة السادات "الأخيرة" على الوطن العربي من تفرض شديد حتى لا تكاد ترى موقفا موحدا للعرب
ومن من المؤسف ان الزلزال قوض حقوق المسلمين والعرب منذ وطئت إقدام السادات لإبرام صلح مع الكيان الصهيوني، التطبيع والتراجع السريع لأطراف عربية عن الصمود والتصدي الشعار الذي رفعه ـ بعثيو الهوية ـ وانساقت إليه الأنظمة العربية لمواجهة "السلام المصري" .
لقد قيدالسادات نفسه وأمته بمعاهدة يدفع العرب جميعا ثمنها إلى الآن، وأدت إلى وجود تيار معارض قوي وإن لم يبلغ مرحلة التعبيرالموحّد عن إرادة الشعب الذي انشغل في غالبه بمشكلات كثيرة أبرزها العيش الصعب.
ومن من المؤسف ان الزلزال قوض حقوق المسلمين والعرب منذ وطئت إقدام السادات لإبرام صلح مع الكيان الصهيوني، التطبيع والتراجع السريع لأطراف عربية عن الصمود والتصدي الشعار الذي رفعه ـ بعثيو الهوية ـ وانساقت إليه الأنظمة العربية لمواجهة "السلام المصري" .
لقد قيدالسادات نفسه وأمته بمعاهدة يدفع العرب جميعا ثمنها إلى الآن، وأدت إلى وجود تيار معارض قوي وإن لم يبلغ مرحلة التعبيرالموحّد عن إرادة الشعب الذي انشغل في غالبه بمشكلات كثيرة أبرزها العيش الصعب.
فمصر لم تعد بلدا يتمتع فيه الفرد بمناخ الحرية ولم تسعَ الحكومة إلى جانب الإصلاح السياسي والاقتصادي كما ذكرت وسائل إعلام أمريكية وهذا سيمثل مصدر ضغط على الرئيس الأميركي في حال تطرّقه لقضيتي الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ويكفي أن نذكر كلام أيمن نور رئيس حزب الغد والذي ترشح للرئاسة المصري أن "وقوف أميركا إلى جانب الحكام الاستبداديين هو الذي صنع الإرهاب في العالم العربي".
لكنّ الزعماء والناشطين المصريين كليهما يصبون اهتمامهم أولا وقبل كل شيء على الطريقة التي عرض بها أوباما موقفه من أولوية الأولويات في المنطقة أي الصراع العربي الإسرائيلي.
فالكثيرون يرون أن الرئيس الأميركي إن كانت رغبته تحسين العلاقة مع العالم الإسلامي فمن هذا الملف تكون البداية، ويؤكدون أن زمن الاكتفاء بمجرد التقدم في عملية السلام بالشرق الأوسط قد ولّى، والناس الآن يريدون نتائج ملموسة.
وهو تحد أصبح أكثر تعقيدا نتيجة التطورات الأخيرة في المنطقة والتي تمثلت في تمزق الزعامة الفلسطينية وتعزيز قوة المقاومة خاصة حركة حماس وحزب الله, وكذلك التلكؤ في امتصاص الغضب الذي خلّفه الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة, ناهيك عن السياسة الخارجية الإيرانية.
لكن المطلعون يجمعون على أن بمقدور أوباما أن يحدث تغييرا حقيقيا إن هو تمكن في البداية من إقناع إسرائيل بتجميد المستعمرات وتفكيك نقاط التفتيش وفتح معابر غزة، ولكن ليس ن المنظور الفلسطيني المقاوم بالتحديد ونعني بها حماس والفصائل الأخرى .
وترى مصر في "عملية السلام" مفتاح حلِّ جُل المشاكل الإقليمية ووسيلتها لتعزيز مصداقيتها, كي تتمكن من التصدّي لما تعتبره خطرا إيرانيا متفاقما، فالمفهوم السائل من المفاوضات أن تنال أي جزء من الكعكة على غرار ما قبلته أنصار أوسلو ، وليس من المتوقع أن تقبل إسرائيل غير ما يرضيها من أي مفاوضات.
أما فكرة حدود 4 يونيو 1967 فهذا يعد مستحيلا لأنه بعد تنازلات عصابة أوسلو، والمستوطنات التي تملأ الداخل الفلسطيني وتمزق الضفة وتشكل سرطانا يتمدد، والإجراءات الصهيونية نحو القدس الشريف وتعدها العاصمة الأبدية للكيان الغاصب ؛ لن تجدي المفاوضات نفعا بل ترجح كفة المقاومة.
أما فكرة حدود 4 يونيو 1967 فهذا يعد مستحيلا لأنه بعد تنازلات عصابة أوسلو، والمستوطنات التي تملأ الداخل الفلسطيني وتمزق الضفة وتشكل سرطانا يتمدد، والإجراءات الصهيونية نحو القدس الشريف وتعدها العاصمة الأبدية للكيان الغاصب ؛ لن تجدي المفاوضات نفعا بل ترجح كفة المقاومة.
أما وضع الحريات المهضومة للشعوب العربية والإسلامية والتي لا يوجد لها مثال فيقول عنها المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين بمصر "عصام العريان" بأن الإدارات الأميركية المتعاقبة لم تبد أي اهتمام يذكر بدعم الديمقراطية واحترام رغبات الجماهير الإسلامية والعربية, مطالبا الإدارة الجديدة بتغيير هذا النهج.
غير أن بعض المصريين من أمثال الناشط "سعد الدين إبراهيم" يقولون إنهم يرغبون في أن يركز أوباما في خطابه على البنى التحتية للديمقراطية أي حكم القانون واستقلالية القضاء وحرية الإعلام واستقلالية المجتمع المدني, فضلا عن المساواة بين الجنسين.
كما لا يمكن أن يقتصر هدف خطاب أوباما بمصر على مجرد محاولة جعل المسلمين يرتاحون أكثر للولايات المتحدة وإنما يجب أن يشمل محاولة إقناع قادة وشعوب البلاد الإسلامية بأنه لا تناقض بين التمسك بالإسلام وبين التحالف مع أميركا.
ولأن مصر توجد في قلب ثلاث دوائر سياسية كبيرة: العالم العربي والعالم الإسلامي والعالم الأفريقي، فإن موقعها يعتبر مثاليا لتشجيع الإسلام المعتدل والتصدي للإسلام المتشدد، كما أنها بحكم تجربتها مع هذين النوعين من الإسلام تعرف أكثر من غيرها كيفية التعامل معهما، فهي مهد الحركة الإسلامية المعاصرة كما أنها مهد الجامع الأزهر الذي يعد أحد أهم منابر الإسلام المعتدل في العالم.
أوباما كان ذكيا في الاختيار وإن كنا نشك أنه كان خياره الذاتي، بل كشخصية لها عقلية منظمة أراد أن يوجه رسالة إلى العالم الإسلامي، مستخدما اللغة التي تدغدغ مشاعر المسلمين وبصرف النظرعمن كتب هذا الخطاب إلا أن البارز فيه هو الاستشهاد بالآيات القرآنية والحديث الشريف ليدوي التصفيق في القاعة، في استقبال عاطفي كان بمثابة التمهيد الذي سيجعل جمهورالحاضرين يكف عن التصفيق بعد تلقي صدمة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية التي لا تنفصم عراها ..
فلم يصفق الجمهور، وابتلع الكلمة التي لا شك أنه لم يقبلها من أوباما، وإن كانت الكاريزما التي ظهر بها على منصة جامعة القاهرة تدل على أنه ممثل بارع ، يجيد أداء النص، وإن كان لا يحسن الخروج عنه ..
علينا ألا نتوقع الكثير من أوباما ـ في قضايانا الحيوية ـ فهو يعمل فقط من أجل الصالح الأمريكي من جهة، والصالح الإسرائيلي من جهة أخرى، بدليل أنه وصف المقاومة بالعنف مخالفا القانون الدولي الذي يحفظ نصوصه، وألغى خارطة فلسطين.
ويبدو أنه ظن أن الأفكار التي يطرحها مسلمات يتقبلها من يسمعها ،وإن كان يسعى لخيار الدولتين على أمل أن هذا الخيار ـ كما يظن ـ سيكرس السلام عبر المفاوضات، وسيخدم أمن الكيان الصهيوني، ومن المؤكد أنه يتعاطف مع شعب غزة بما يأتيه من تقارير ولكن تعاطفه مع هولوكوست اليهود أكبر.
وإن كان أهل فلسطين لم يكونوا يوما شركاء في محرقة اليهود حتى تحول إسرائيل بحمائمها وصقورها حياة أهل فلسطين إلى محارق وهدما للمقدرات، وأظن أن أوباما في الثماني سنوات ـ إن مد الله له في العمر ـ والتي سيقضيها رئيسا لن يفتح فمه بكلمة عن محرقة فلسطين ، وفي السنة التاسعة من المحتمل أن يتعاطف بعد أن يكون قد خرج من البيت الأبيض
ولن يأتي أوباما لمصر إلا إذا كان سائحا مع أبنائه ليشاهد عظمة آثار مصر القديمة وبرج الجزيرة الشاهق ليشاهد معالم مصر من قمة برج الجزيرة ، ويبتسم للجماهير الذين يحيونه كرئيسٍ سابق لامريكا
ويبدو أنه ظن أن الأفكار التي يطرحها مسلمات يتقبلها من يسمعها ،وإن كان يسعى لخيار الدولتين على أمل أن هذا الخيار ـ كما يظن ـ سيكرس السلام عبر المفاوضات، وسيخدم أمن الكيان الصهيوني، ومن المؤكد أنه يتعاطف مع شعب غزة بما يأتيه من تقارير ولكن تعاطفه مع هولوكوست اليهود أكبر.
وإن كان أهل فلسطين لم يكونوا يوما شركاء في محرقة اليهود حتى تحول إسرائيل بحمائمها وصقورها حياة أهل فلسطين إلى محارق وهدما للمقدرات، وأظن أن أوباما في الثماني سنوات ـ إن مد الله له في العمر ـ والتي سيقضيها رئيسا لن يفتح فمه بكلمة عن محرقة فلسطين ، وفي السنة التاسعة من المحتمل أن يتعاطف بعد أن يكون قد خرج من البيت الأبيض
ولن يأتي أوباما لمصر إلا إذا كان سائحا مع أبنائه ليشاهد عظمة آثار مصر القديمة وبرج الجزيرة الشاهق ليشاهد معالم مصر من قمة برج الجزيرة ، ويبتسم للجماهير الذين يحيونه كرئيسٍ سابق لامريكا
تعليقات