الصحافة الشارحة في عصرها الذهبي..قبل شهر من الآن، كانت فكرة ارتداء قناع الوجه يبدو أمراً غريباً، لكنه تسلل ببطء وثقة ذلك الاسم ذو الوقع الثقيل على الأذن مقارنة بنظيره الإنجليزي

Rashad AbdelQader
الكاتب رشاد عبد القادر 

الصحافة الشارحة في عصرها الذهبي..
ذلك الاسم ذو الوقع الثقيل على الأذن مقارنة بنظيره الإنجليزي؛ ومعه تسللت "الصحافة الشارحة"؛ ذلك الاسم ذو الوقع الثقيل على الأذن مقارنة بنظيره الإنجليزي explanatory journalism، حتى بات من السهولة بمكان القول أنه عصرها الذهبي مع كل ذاك الكم الهائل من التقارير التي تشرح كل تفصيلة متعلقة بكوفيد-19.
ولم يقتصر الأمر على الكتابة الصحافية فقط، فحتى الأطباء والممرضون، والباحثون العلميون، ومسؤولو الشركات، والسياسيون أيضاً، جميعهم يستخدمون هذا النوع من المقاربة لدى تناول فيروس كورونا.
في عام 2015، وبعد نحو 12 عاماً من العمل في الصحافة الرقمية، بدأت أطور نوعاً من الهوس بهذا النوع من الكتابة التي كنت أروّج لها وسط مقاومة -طبيعية- من الصحفيين الذي تعودوا على قاعدة "الهرم المقلوب" في كتابة التقارير.
قبل ذلك بعام، "كانت نيويورك تايمز" قد أطلقت قسماً كاملاً للمواد الشارحة تحت مسمى The Upshot وتلتها بلومبيرغ بقسم اسمته QuickTake، وموقع بازفيد، وموقع Slate، ثم موقع FiveThirtyEight، وبالطبع الصحفي إزرا كلاين Ezra Klein الذي غادر واشنطن بوست ليطلق موقع Vox المختص بالصحافة الشارحة.
قبل مغادرته، مرّ كلاين أيضاً بفترة مقاومة من صحفيي واشنطن بوست الذي تعودوا على نوع من "رطانة" الهرم المقلوب، رغم أن تجاربه في الصحافة الشارحة حينها -2013- كانت في أبسط أشكالها من نوع السؤال والجواب.
منذ ذلك الحين، قطعت واشنطن بوست شوطاً طويلاً، فقد حصلت قبل أيام على جائزة بوليتزر للصحافة الشارحة. فهي أيضاً أدركت "المفارقة" أو ربما التحدي الذي فرضه الإنترنت على الناشرين والقراء على حد سواء.
فالبرغم من أن مصطلح "الصحافة الشارحة" ليس جديداً؛ إذ يعود أول استخدام له إلى عام 1984، ومنذ عام 1985 خصص القائمون على جائزة بوليتزر بنداً لهذا النوع من التقارير الصحافية، وكثيراً ما كانت الصحف تنشر البيانات الشارحة والصور لتسهل على القارئ استيعاب الموضوعات المعقدة، إلا أن تغير سلوك استهلاك القارئ للأخبار في السنوات العشرة الأخيرة، أضفى بعداً جديداً كلياً ومفارقة لما نسميه الآن بـ"الصحافة الشارحة".
على مرّ هذه السنين، كانت الصحافة المطبوعة تستقي مصدر قوتها من أنها موثوقة، وأن الموضوعات الجادة لا تحتمل أشكال الكتابة التي لها تون Tone الحديث المباشر مع القارئ (وهي الصيغة التي كثيراً ما تعتمدها التقارير الشارحة). وهكذا تواجهت موثوقية Authoritative الصحافة التقليدية بهرمها المقلوب مع "عاميّة" Colloquial الكتابة عبر الإنترنت.
هذه المواجهة تغيرت بكل تأكيد في السنوات الأخيرة، وعلى أنقاض هذه المواجهة/المفارقة قامت الصحافة الشارحة التي تريد أن تضفي الموثوقية على ما ينشر على الإنترنت بلغة صحافة الإنترنت؛ لغة الحديث المباشر مع القارئ.
في هذه الأثناء، لا يزال الصحفيون العرب يلتمسون طريقهم إلى الصحافة الشارحة رغم ظهور تجارب مثل موقع "ميدان" الذي لا يزال أسير "الرطانة" الصحفية والسياق التحليلي وليس الشارح.
لعل أنضج تجربة -رغم عدم نضجها الكافي حتى الآن- هي تجربة "عربي بوست" التي كنت جزءاً منها. فقبل سنتين من الآن قمنا بتخصيص قسم وفريق كامل لهذا النوع من المواد. لا تزال التجربة في بدايتها، وتشهد التعثر هنا وهناك، لكن أمامها الآن وبحق فرصة ذهبية.
فقد أدرك المعلنون الذين كانوا ينكفئون عن الإعلان عبر هذه المواد، أن الصحافة الشارحة هنا لتبقى، وأن جمهور القراء بات أكثر إدراكاً لأهمية هذه التقارير، وإلا كيف نفسر أن أكثر تقرير تم قراءته في تاريخ "واشنطن بوست" كان تقريراً شارحاً نُشر قبل نحو شهر عن كيفية تسطيح منحنى انتشار كوفيد-19.
لقد حان الوقت كي نشهد أقساماً كاملة، أو ربما مواقعَ مختصة بالصحافة الشارحة وباللغة العربية. فالجمهور يستحق ذلك.
محرر تنفيذي بارع يتمتع بخبرة واسعة في إدارة التحول الرقمي لمواقع الويب ، بما في ذلك الوسائط الغامرة ، ورواية القصص التفاعلية ، وقصص AMP ، والميزات التفاعلية ، والفيديو ، والمحتوى الجذاب للترويج للشركات على الشبكات عبر الإنترنت والشبكات الاجتماعية.
بارع في تحويل استراتيجية المحتوى الرقمي للفوز على الهاتف المحمول للشركات البارزة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال اعتماد القرارات المتزايدة الأهمية المستندة إلى بيانات الجمهور لإشراك القراء بشكل أفضل والحصول على العائدات على منصات التواصل عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
أطلقت أول تجربة عربية ناضجة بكفاءة في وسائل الإعلام الغامرة وسرد القصص التفاعلية (Arabi Spot) وتعاونت بشكل فعال مع أصحاب المصلحة الذين حسنوا حضور الشركة وولاء المستخدمين.
التفوق في المبادرات القائمة على البيانات مع فعالية مثبتة عبر جميع المنصات التي عززت التأثير والأداء بشكل عام.
لا تتردد في الاتصال بي.
التعليم
شهادة البكالوريوس - الأدب الإنجليزي
دبلوم التأهيل العالي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

الكلمات:القدسُ وعكّا نحنُ إلى يافا في غزّةَ نحنُ وقلبِ جِنين الواحدُ منّا يُزهرُ آلافا لن تَذبُل فينا ورقةُ تين ما هان الحقُّ عليكِ ولا خافَ عودتُنا إيمانٌ ويقين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا لا لا لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا لا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي كي تُشرقَ شمسُكِ فوقَ أمانينا وينامَ صغارُكِ مُبتسمين ونراكِ بخيرٍ حين تُنادينا لعمارِ بُيوتٍ وبساتين سنعيدُكِ وطناً رغم مآسينا أحراراً نشدو متّحدين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي#palestine #فلسطين

العالم روبرت غيلهم زعيم اليهود في معهد ألبرت أينشتاين، والمختص في علم الأجنة أعلن إسلامه بمجرد معرفته للحقيقة العلمية ولإعجاز القرآن