مستقبل مصر في ظل أزمة كورونا .. و ماذا نفعل؟
سألني أكثر من صديق عن رؤيتي لمستقبل مصر في ظل أزمة كورونا وكنت قد تعمدت ألا أنشرها حتى لا يتضايق أحد فالناس تحب أن تعيش حالة الإنكار و تظل داخل فقاعتها الجميلة على ان تصطدم بواقعها.
لكني من باب الأمانة و حتى يكون الناس على بينة من أمرهم فيرتبوا أحوالهم على ما هو قادم و كان ذلك أيضا من فعل النبي صلى الله عليه و سلم في احاديثه عن آخر الزمان فيتحدث عن الشر لنتوقيه و الخير لنستبشر به .
أقول بحكم تخصصي البحثي في الشأن المصري لفترة طويلة و نقاشي المستمر مع خبراء في عدة مجالات خلال الفترة الماضية ، أن الخلاصة أننا مقبلون على لحظة الانفجار الشعبي والانفجار سيكون في شكل فوضى و ليس ثورة.
الثورة تحتاج لقيادة و مشروع و شعب يثق في القيادة و المشروع و هذا غائب حاليا و بالتالي ستكون فوضى عارمة.
مصر أريد لها ان تكون بؤرة انفجار لمرض كورونا و هذا ما سنصل اليه قريبا للأسف ، و في نفس الوقت الانهيار الاقتصادي كذلك ستكون خطواته متسارعة فنحن نتكلم عن فترة من ٦ الى ١٢ شهر ، فضلا عن اعلان أثيوبيا بدء ملئ سد النهضة في يوليو القادم .
هذه الثلاثة تفاعلهم معا سيؤدي الى الانفجار الوشيك لكنه سيؤدي لفوضى او بمعنى آخر احتراب أهلي نتيجة الجوع و العوز و المرض فالمجتمع سيأكل نفسه.
لتستوعبوا ما سيحدث تابعوا لبنان اقتصاديا و مجتمعيا و ما يحدث فيها الآن و السعودية التي لديها ٥٠٠ مليار دولار احتياطي نقدي ما وضعها الآن ؟ثم قارنوا ذلك بمصر و اقتصادها حتى تتضح الصورة أكثر للمتشكك.
ما العمل إذا؟
بالنسبة للمعارضة عليها ان تتقي الله في شعبها و تسارع بتقديم قيادة و مشروع يلتف الشعب حولهما و يحول لحظة الانفجار التي ستحدث الى غضب تجاه السلطة فنتحول من فوضى الى ثورة لا تبقي و لا تذر على هؤلاء المجرمين.
بالنسبة للمواطن العادي فعليه تأمين نفسه بعدة اشكال و هذه مقترحات تقبل الزيادة و الحذف و الصواب و الخطأ
١- تنويع مصادر الدخل قدر المستطاع و لا يكون اسير عمل واحد أو خبرة واحدة.
٢- البحث عن عملة اكثر استقرارا من الجنيه لحفظ الاموال أو الذهب أو غير ذلك فمن أول لوازم الانهيار الاقتصادي انخفاض سعر العملة و هذه ستكون البداية .
٣- أهم شيء و قد يعتقد البعض أنه دعابة أو خيال و لكن انظر حولك و ستعرف أن ما كان يعتبر البعض يعتبره خيالا و خفة عقل أصبح واقعا معاشا كغلق المساجد و اعتقال حتى من يصلي فوق سطح بيته !!
أقول أهم شيء هي أن يعيد المجتمع تنظيم نفسه بعيدا عن الدولة بمعنى آخر من لوازم الانهيار المتوقع انهيار الخدمات كالصحة و التعليم و الأمن العام و هذا كل يوم مؤشراته واضحة و تزداد و بالتالي فكرة اللجان الشعبية و اعتماد المجتمع على نفسه في الصحة و التعليم بعيدا عن الدولة سيكون هو الأساس في المرحلة القادمة في حالة الانفجار .
٤- الرفاهيات و الكماليات يجب توفيرها لصالح الاحتياجات الاساسية فكل ما ليس احتياجا اساسيا يجب توفيره لقادم الايام .
٥- التكافل الاجتماعي و خاصة مع الفقراء و الضعفاء و من لا عائل له هو قربى كبيرة عند الله و واجب المرحلة .
٦- عودة الناس الى ربهم و الالتجاء اليه و حسن الظن به و الرضى بقضائه سيقي الناس من كثير من الضغوط النفسية و الأسرية التي ستحدث كنتيجة طبيعية للظروف وقتها .
مهم أيضا أن ندرك أن الهدف النهائي المراد لمصر هو التقسيم و لن يحدث تقسيم دون فوضى و السودان و ليبيا و اليمن و سوريا و العراق كلها دول قسمت فعلا او في الطريق و تنتظر فقط الاعلان الرسمي .
لا يستطيع السيسي ان يقول انه سيقسم مصر و لكنه يصنع حالة الفوضى التي تجعل التقسيم واقعا و راجعوا التصريحات العلنية لرموز النظام في الفترة الماضية حول فصل سيناء عن مصر و أهمها لرجل كان من اشد مؤيدي السيسي و هو ممدوح حمزة و هو لديه احد أهم المكاتب الهندسية في مصر و له علاقات نافذة انظروا ماذا كتب على تويتر في يوليو الماضي .
اسأل الله أن يحفظ مصر و أهلها من كل سوء و أن يهيء لها من يخشى الله فيها ، استعدوا و خذوا بالأسباب و أحسنوا توكلكم على الله .
تعليقات