أسرع الانقلابات في تاريخ تركيا الانقلاب الخامس


تنشر لأول مرة.. خلوصي أكار وقادة كبار بقبضة انقلابيين (صور)
أسرع الانقلابات في تاريخ تركيا الانقلاب الخامس

تركيا: أوامر بتوقيف 223 عسكريا للاشتباه بضلوعهم في محاولة انقلاب 2016
الانقلاب رقم خمسة في تاريخ الانقلابات التي شهدتها تركيا منذ 1960، حاول إسقاط نظام حكم الرئيس رجب طيب أردوغان مساء 15 يوليو/تموز 2016، لكن خروج الشعب إلى الساحات والمطارات والشوارع، ورفض القيادات العسكرية له، والتفاف المعارضة حول الحكومة التي بقيت تمارس عملها، كل ذلك سارع بطي صفحة الانقلاب وإعلان فشله، والشروع في اعتقال من يقف خلفه.

البداية..
حكاية المحاولة الانقلابية بتركيا خرجت إلى العلن تقريبا مع الساعة  الـ11 ليلا من مساء يوم 15 يوليو/تموز 2016، كنت مع أصدقاء لي من أحبة الصفا نتدارس الأوضاع سويا في بيت أحدهم وإذا بصديقنا "عمار"ينتفض من مكانه كالصاعقة ويقول: يوجد انقلاب في تركيا على الرئيس أردوغان .
بتوقيت مكة المكرمة، عندما أغلقت عناص من الجيش التركي الخط المتجه من الشق الآسيوي إلى الأوروبي على جسر البوسفور، بينما سارع رئيس الوزراء بن علي يلدرم إلى وصف ما جرى بأنّه محاولة انقلابية.الأخبار التركية باللغة العربية لمنع إعادة المهاجرين.. تركيا  تعتزم نشر قوات خاصة على الحدود اليونانية

بعدها تناقلت وكالات الأنباء أخبارا عن وجود مروحيات عسكرية تحلق في سماء أنقرة، ونقلت عن شهود سماعهم أصوات إطلاق نار بالعاصمة، تلاها تحذير أطلقه رئيس الوزراء من أن المحاولة الانقلابية فاشلة لا محالة، وأنه تم استدعاء كافة عناصر الشرطة من القوات الخاصة، والذي لا يعرفها أنها مدربة تدريبا مميزا ومن أفضل القوات في تركيا وافضل من القوات الخاصة للجيش، معلنا في تصريحات لمحطة (إن.تي.في) التلفزيونية الخاصة"بعض الأشخاص نفذوا أفعالا غير قانونية خارج إطار تسلسل القيادة،الحكومة المنتخبة من الشعب لا تزال في موقع السلطة. 

هذه الحكومة لن ترحل إلاّ حين يقول الشعب ذلك"إثر ذلك بدقائق، نقلت وسائل إعلامية تركية أن جماعة فتح الله غولن هي من تقف وراء المحاولة الانقلابية، بينما سيطر انقلابيون على القناة التركية الرسمية "تي.آر.تي" وأجبروا العاملين فيه على بث بيان تحدث عن تولي السلطة "للحفاظ على الديمقراطية" وأن جميع العلاقات الخارجية للدولة ستستمر وأن"السلطة الجديدة" ملتزمة بجميع المواثيق والالتزامات الرسمية. 
كما تعهد بإخراج دستور جديد في أٌقرب وقت. بعد ذلك أعلن مصدر بالرئاسة أن البيان الذي صدر باسم القوات المسلحة لم يكن مصرحا به من قيادة الجيش.

نداء أردوغان
بتزامن مع بث بيان الحركة الانقلابية، وقع حدث مفصلي تمثل في خروج الرئيس على إحدى الفضائيات عبر تطبيق بالتواصل الاجتماعي دعا أبناء شعبه للنزول إلى الشوارع والميادين والمطارات رفضا للانقلاب العسكري ومؤكدا "لن نسمح لأحد أن يُثني عزمنا". وطالب أردوغان القوات المسلحة والجنرالات الشرفاء إلى الوقوف بصلابة وشرف أمام من باع ضميره من الضباط الآخرين الذين ستتم معاقبتهم في أقرب وقت.

وفي الوقت الذي كان الانقلابيون يعلنون نجاحهم في السيطرة على مفاصل الدولة، تناقلت وسائل الإعلام الدولية تصريحات لمسؤولين أتراك يؤكدون فيها أن الرئيس والحكومة المنتخبين ديمقراطيا لا يزالان على رأس السلطة.بعدها خرج الرئيس السابق عبد الله غل بتصريح  قوي .


في تصريح لقناة فضائية تركية عبر تطبيق للتواصل الاجتماعي وُصف بالقوي- أكد فيه بلهجة صارمة أنه لا يمكن القبول بأي محاولة انقلابية، مشيرا إلى أن الحركة الانقلابية لم تحدث ضمن التسلسل الهرمي للجيش، ودعا للعودة سريعا إلى الديمقراطية.قصة "انقلاب تركيا" من البداية إلى الفشل.

وتابع غل أن تركيا ليست بلدا في أفريقيا، وليس من السهل تنفيذ انقلاب عسكري فيها، ويجب على من قام بهذه المحاولة العودة فورا، وطالب الشعب باتخاذ موقف سريع ضد التحرك الانقلابي، وأضاف أن على الجميع أن يكون واعيا إزاء هذا الخطر الذي يحدق بالبلاد.

الشعب يستجيب
لم تتأخر جماهير الشعب التركي  في الخروج إلى الشوارع والمطارات استجابة لنداء الرئيس أردوغان لحماية الديمقراطية وإفشال الانقلاب،فانطلقت مظاهرات حاشدة في ميادين   إسطنبول وأنقرة ومدن عدة رافضة لمحاولة الانقلاب العسكري.

وطالب المتظاهرون في ميدان تقسيم بإسطنبول بعودة الجيش إلى ثكناته، مؤكدين أن زمن الانقلابات قد ولى. ورفع المتظاهرون صور أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدرم، وخرجت مظاهرة ضخمة في الساحة الرئيسية بالعاصمة أنقرة رفضا لمحاولة الانقلاب ودعما للرئيس. كما خرجت مظاهرة حاشدة في منطقة سلطان غازي وشارع وطن بإسطنبول رفضا للمحاولة الانقلابية‘صحيفة ألمانية تؤكد اعتقال مراسلها بتركيا بسبب مقالاته عن صهر 

..الغارديان: غولن رأى أن الانقلاب خُطّط له من قبل الحكومة التركية نفسها
إنقلاب فتح الله غولن
وخرجت مظاهرات رافضة لمحاولة الانقلاب في مدينتي غازي عنتاب وأنطاكيا جنوب تركيا. وصدرت تكبيرات ودعوات من مآذن المساجد في إسطنبول، كما درت دعوات من مساجد منطقة مجيدي كوي للمواطنين بالخروج إلى الشوارع رفضا لمحاولة الانقلاب.
ومع بدء خروج الناس إلى الميادين والمطارات، بدأت تتوارد أنباء عن استخدام الانقلابيين قنابل يدوية وإطلاق رصاص ضد المدنيين ورجال القوات الخاصة، وسمعت انفجارات بالعاصمة، كما سمع صوت إطلاق نار في المجمع الرئاسي بأنقرة.

وتأكد أن مروحيات فتحت النار على فندق كان يقيم فيه الرئيس أردوغان في قضاء مرمريس بولاية موغلا غربي البلاد بعد فترة من مغادرته له فجر السبت، اليوم الموالي لبدء محاولة الانقلاب الفاشلة. 
تعرف على تفاصيل انقلاب 15 تموز الفاشل - تركيا اليوم

وبقيت المروحيات لفترة تحلق فوق المكان ثم نزل منها ما بين عشرة و15 ملثما مدججين بالأسلحة، وفرضوا طوقا على الفندق.كما ألقت طائرة قنبلة قرب القصر الرئاسي، وأظهرت مشاهد بثتها قنوات التلفزة السبت سحابة من الدخان تتصاعد فوق المكان. 
ووقع الحادث فوق حي بيستيبي في ضاحية أنقرة حيث يقع المجمع الرئاسي لأردوغان الذي كان موجودا بإسطنبول لحظة وقوع الانفجار وقبل الإعلان عن فشل الانقلاب.

إجماع سياسي
وكان لافتا التفاف القوى السياسية التركية المعارضة حول الحكومة في رفضها للانقلاب. وعلى سبيل المثال، ذكر زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كليجدار أوغلو أن تركيا عانت من الانقلابات "وسندافع عن الديمقراطية".كما دعا رئيس البرلمان التركي الجميع الوقوف صفا واحدا للدفاع عن الديمقراطية، وقال "إن كثيرا من النواب معي الآن وهم يدافعون عن الديمقراطية".

إجماع التيارات السياسية المعارضة والحكومة والقيادات العسكرية على ضرورة احترام الشرعية، ورفض الانقلاب، وخروج الآلاف من المواطنين إلى الشوارع والساحات والمطارات، عجل بإفشال المحاولة الانقلابية، حيث خرج يلدرم من جديد ليؤكد أن الانقلاب فشل، وأن الاعتقالات جارية في صفوف العناصر الانقلابيين جنودا وضباطا، بينهم ذوو رتب عالية.
كما أعلن رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو أن السلطة عادت إلى قبضة قوات الأمن الشرعية، واتهم جماعة غولن بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية.

تركيا تنشر تسجيلات جديدة لمحاولة الانقلاب على أردوغان 2016 - CNN ..
وعاودت قناة "تي.آر.تي" الرسمية التركية بثها بعد انقطاع دام ساعات أثناء محاولة الانقلاب،وظهرت مذيعة القناة الصحفية "تيجين كاراش "أمام كاميرات الصحفيين لتعلن أنها اضطرت لقراءة البيان العسكري الانقلابي لأنها كانت تحت تهديد السلاح.

وشكّل وصول الرئيس أردوغان إلى إسطنبول فجر يوم 16 يوليو/تموز 2016 طيا لصفحة الانقلاب، حيث تجمع حوله الآلاف في المطار، وقال في مؤتمر صحفي بمطار أتاتورك إن منفذي المحاولة الانقلابية مجموعة ممن يكرهون تركيا ويتلقون أوامرهم من بنسلفانيا، في إشارة إلى زعيم الجماعة المقيم هنالك.

وأكد أن المحاولة الانقلابية جاءت قبيل اجتماع لمجلس الشورى العسكري الذي كان مقرَّرًا أن يتخذ عددا من القرارات الحاسمة.
 وينعقد اجتماع مجلس الشورى العسكري مرتين سنويا، ويختص في الفصل بالترقيات والعزل في الجيش،وكانت تسريبات أشارت إلى أن الاجتماع سيعمل على عزل نحو أربعمائة ضابط متوسط الرتبة وإحالتهم إلى التقاعد.كما أُعلن عن تحرير رئيس الأركان خلوصي آكارمن قبضة الانقلابيين الذين اعتقلوه مع بداية الانقلاب.

خلوصي أكار وقادة كبار بقبضة انقلابيين
وتوالت الأنباء التي تؤكد استسلام عشرات الجنود المشاركين بالانقلاب للأجهزة الأمنية، وظهرت صور ومقاطع فيديو تبرز ذلك بوضوح. وظهر يلدرم في مؤتمر صحفي أكد فيه أن الوضع بات تحت السيطرة، وتوعد بمحاسبة الانقلابيين، ودعا الشعب إلى البقاء بالشوارع حتى الانتهاء من إفشال الانقلاب بشكل كامل.
خلوصي أكار-وزير الدفاع في تركيا | تركيا - ادويت

بينما أكد رئيس أركان الجيش بالوكالة الجنرال "أوميت دوندار" -الذي عين بهذا المنصب بعد فقدان الاتصال برئيس الأركان خلوصي أكار ..الذي اعتقله الانقلابيون،صباح اليوم الموالي للانقلاب، في مؤتمر صحفي بإسطنبول-أن المحاولة الانقلابية التي استهدفت الإطاحة بالنظام السياسي في البلاد أحبِطت، وأكد أن صفحة الانقلابات العسكرية بتركيا طُويت إلى الأبد، مشيرا إلى أن المحاولة نفذتها قوات من سلاح الجو وبعض قوات الأمن و"عناصر مدرعة".وأضاف أن من بين من شاركوا في المحاولة عسكريون من الجيش الأول -الذي يقوده دوندار
أوميت دوندار

وأكد أن الانقلابيين اختطفوا عددا من الضباط ووضعوهم في مكان غير معلوم.التسلسل الزمني بـالدقيقة لأحداث محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا..وما لبثت أن بدأت حملة اعتقالات بحق المشاركين في الانقلاب، حيث تم اعتقال حوالي ثلاثة آلاف عسكري بينهم ذوو رتب رفيعة، وذلك حتى ظهر السبت الموالي للانقلاب. 

كما تم إصدار مذكرة توقيف بحق قائد اللواء 55 مشاة الجنرال بكر كوجاك، وأقيل خمس جنرالات و34ضابطا رفيعا من وزارة الداخلية بأمر من الوزير أفكان علي.

 
كما أعلنت وسائل إعلام تركية أن أجهزة القضاء عزلت 2745 قاضيا، بينما تم اعتقال نحو مئة عسكري بقاعدة جوية بديار بكر على خلفية المحاولة الانقلابية.وأعلن محافظ ملاطيا غداة المحاولة الانقلابية إلقاء القبض على 39 طيارا عسكريا كانوا على متن سبع طائرات عسكرية.
وحتى ظهر السبت 16 يوليو/تموز 2016، كانت المحاولة الانقلابية قد أسفرت عن مقتل 161 شخصا،وإصابة حوالي 1440، مقابل نحو عشرين قتيلا وثلاثين مصابا من الانقلابيين.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان